٠٨‏/٠٩‏/٢٠٠٨

فرنسا : إحالة الكنيسة "العلماوية" للقضاء بتهمة "النصب والاحتيال"

باريس ـ المصريون (وكالات) :
أحيلت الكنيسة العلماوية إلى محكمة جنح باريس بتهمة "النصب والاحتيال كعصابة منظمة" كما أفاد مصدر قريب من الملف.
ووقع القاضي جان كريستوف هولان الاثنين امرا باحالة الجمعية الروحية للكنيسة العلماوية (سيليبرتي سنتر) وهي الهيئة الرئيسية للجمعية في فرنسا ومكتبتها (سارل سيل) الى القضاء بتهمة "النصب والاحتيال كعصابة منظمة".
واشار المصدر الى ان ادانة الكنيسة العلماوية بهذه التهمة يمكن ان تؤدي الى حل الهيئتين المعنيتين.
ويلاحق في هذه القضية سبعة من اتباع هذه الكنيسة من بينهم الان رونزبرغ المدير العام لسيليبرتي سنتر بعضهم بتهمة "ممارسة الصيدلة بصورة غير قانونية".
وقد بدات القضية في ديسمبر 1998 بشكوى مع ادعاء بالحق المدني من امراة قالت انها تعرضت للنصب من قبل الكنيسة العلماوية.
وقالت المراة ان عددا من اتباع هذه الكنيسة تقدموا اليها خلال خروجها من محطة مترو الاوبرا في باريس عارضين عليها الخضوع لاختبار مجاني للشخصية لينتهي بها الامر الى انفاق 200 الف فرنك على تلقي دروس وشراء كتب وادوية اضافة الى جهاز "الكترومتر" (قياس كهربائي) وهو جهاز لقياس التغييرات التي تطرا على الحالة العقلية للشخص نتيجة التبدلات الكبيرة للمقاومة الكهربائية.
وعلى الاثر قدمت شكوى اخرى من امراة ثانية ومن نقابة الصيادلة اللذين انضما الى القضية كمدعين بالحق المدني.

هناك ٣ تعليقات:

غير معرف يقول...

لا يخفي ان الكنيسة والمبشرين يوزعون الكتاب المقدس في كل مكان وينشرون الانجيل المحرف بين كل الناس لكنهم يخدعون كل من يرغب في قراءته او الاطلاع علي ما وزعوه عليه ففي برامجهم التنصيرية يختارون مقاطع محددة تبهر السامعين بينما يخفون مئات المقاطع التي لا يقبلها العقل والمنطق ومنها تلك النصوص المتواترة التي تهين المسيح من حيث هو انسان او اله كما يدعون فهم يتعاطون قراءة انتقائية للانجيل بابراز اعداد(ايات وطبعا ليست أيات ولكن للتبسيط فقط) واخفاء اخري ومن بينها التي تصور يسوع عنصريا او لقيطا او متهورا او قليل الادب والاخلاق مدمرا للبيئة والاسرة ..الخ والقراءة الانتقائية تعمل علي التغطية والتعمية علي التناقضات والتضارب بين الاسفار المقدسة مستغلة جهل القارئ النصراني الذي لا يقرأ او يفهم الانجيل وعبر السنين وبفعل الغاء العقل وقتل روح النقد والتحليل اصبح القارئ للانجيل يمر مرور الكرام فلا يدركها شعوريا واذا ادركها سرعان ما يلقيها الي اللاشعور كميكانزم دفاعي يحميه من الكفر بالانجيل كله؟؟؟عندما يقرأ الملاحدة الانجيل المحرف في الغرب والكتاب المقدس بعين فاحصة يجدون انفسهم امام اله سيئ ورب رديء ..الخ لا يستحق ان يؤمنوا به فضلا عن ان يعبدوه؟؟يقول"لودفيج باخ1804-1872"ان الانسان يصبح بلا محال ملحدا اذا اكتشف انه افضل من الله الذي يعبد""هذا اذا لم يكن قد عرف الاسلام ودرسه دراسة علمية موضوعية دقيقة لانه حينها سيهتدي اليه بفضل مبادئه الصادقة واحترامه العظيم للانبياء والرسالات؟؟؟ ومن المهتدينmavis jolly التي تقول " كنت مسيحية ولما درستها بتفحص اصبحت ملحدة ثم شرعت ادرس الاديان الرئيسية الاخري في العالم وم هنا بدات نفسي تطمئن الي الحق الذي جاءت به تعاليم الاسلام فأعلنت اسلامي به واعتناقي اياه ليس عن عاطفة مؤقتة ولكن عن اقتناع كامل ودراسة واعية؟؟؟

غير معرف يقول...

المسيح الإنجيليّ خطير على نفسه وعلى الأسرة ومن ثمّ فهو تهديد اجتماعيّ، وكارثة للبشريّة..تصوّرُ النّصوص الإنجيليّة المحرفة المسيح على أنه مركز العالم وغيره -أيّ العالم- شرّ ولعنة، لذلك نراه يوزّع الشّتائم والسّباب والإهانات والهمز واللّمز والغمز على من حوله في هذا العالم، حتّى إن أصلح النّاس وأتقاهم وأكرمهم على الله فهو يلمزهم بلسانه ومنهم الأنبياء والرّسل الذين أرسلهم الله إلى البشريّة، يقول المسيح عنهم في إنجيل يوحنّا (أنا باب الخراف، جميع من جاءوا قبلي سارقون ولصوص)( ).
فالأنبياء والرّسل سارقون ولصوص، وليس أحد منهم بابًا للرّحمة، ولا للملكوت، فالمسيح هو الكلّ في الكلّ وغيره صفر عريض.
وحتى نغلق هذا الباب العريض فإننا ننبه أنّ المسيح الذي تصوّره الكنيسة والإنجيل بالمحبّ والرّؤوف، والمسالم، وبأنّه يدعو غيره بالتي هي أحسن، وما استعمل العنف أو القسوة أبدًا، حتّى قال عنه أبوه السّماوي -كما يزعم الإنجيل- (لا يخاصم ولا يصيح وفي الشّوارع لا يسمع أحد صوته، قصبة مرضوضة لا يكسر، وشعلة ذابلة لا يطفئ، يثابر حتّى ينـتصر )( ).
ويزكّيه تلميذه الحبر الأعظم بطرس بقوله في الإنجيل (ما ردّ على الشّتيمة بمثلهما، تألمّ وما هدّد أحدًا )( ).
إنّ هذا المسيح مفقود في الإنجيل، وإنّما وجدنا مسيحًا يلعن ويشتم، يهدّد بالويل وما ترك تهديدًا إلاّ ولوح به لليهود والرّوم والتّلاميذ والوثنيّين وأمّه والأنبياء الذين من قبله...، فكيف يقول الإنجيل إنّه ما ردّ على أحد بشتيمة!؟
وكيف يدّعي الإنجيل أنّ المسيح وديع لدرجة أنّه لا يخاصم، ولا يكسر قصبة مرضوضة، ولا يطفئ شعلة ذابلة!؟ لا ريب أنّ في الإنجيل تناقضات خطيرة، واختلافات لا سبيل على الإطلاق للتّوفيق بينهما، إنّها اختلافات واضحة وضوح التّزوير، وبائنة للعيان بيانًا لا يحتمل التّأويل أو التّفسير، إنّه اختلاف يؤكّد الحقيقة القرآنية التي تقرّرت، وهي أنّ الإنجيل الذي بين أيدينا اليوم لا يمتّ إلى الوحي بصلة، إنّه نتيجة قرون طويلة من التّأليف، والتّغيير والتّبديل، شارك في وضعه المئات بل الآلاف عبر السّنين المختلفة والأزمنة المتباعدة، وهذا ما يفسّر ذلك الحجم الهائل من التّضارب والتّناقض.
المسيح الإنجيليّ منفلت اللّسان كما رأيناه، ولم تشدّ يداه عن لسانه فقد كان متهوّرًا في أفعاله -على الأقلّ في المفهوم الكنسيّ- فانظر مثلاً إلى قصّة دخوله إلى الهيكل اليهوديّ، حيث ذكرت القصّة الانجيلية ما يلي: (واقترب عيد الفصح عند اليهود، فصعد يسوع إلى أورشليم ورأى في الهيكل باعة البقر والغنم والحمام والصّيارفة جالسين إلى مناضدهم فجدل سوطًا من حبال وطردهم كلّهم من الهيكل مع الغنم والبقر وبعثر نقود الصّيارفة وقلب مناضدهم)( ).
يستعمل المسيح القوّة والعنف في تغيير المنكر وفي الدّعوة إلى الله وفي الدّفاع عن حرمة الهيكل اليهوديّ، فلماذا يتّهم القساوسة محمّدًا باستخدام العنف ومسيحهم كما رأيناه يضرب أرقامًا قياسيّة في كلّ ما يتّهمون به الإسلام، والإسلام منه بريء!؟

غير معرف يقول...

كيف يمكن القول بأن عيسى لم يمت في الوقت الذي يؤكد فيه القرآن وفاته في سورة آل عمران ؟
كيف يمكن القول بأن عيسى لم يمت في الوقت الذي يؤكد فيه القرآن وفاته في سورة آل عمران ؟
الجواب :
لم يرد في القرآن الكريم نص يدل على موت عيسى عليه السلام الموتة النهائية ، وإنَّما الذي ورد لفظ الوفاة والتوفي ، وهذه ألفاظ لا ينحصر معناها في الموت ، بل تحتمل معاني أخرى منها : استيفاء المدة ، وعيسى عليه السلام قد استوفى مدة مكثه الأول في الأرض ، ومنه قوله تعالى: (( إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِليَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الذِّينَ كَفَرُوا )) أي : آخذك وافيًا بروحك وبدنك وقد نقل هذا المعنى ابن جرير في تفسيره عن جماعة السلف ، واختاره ورجحه على ما سواه ، وعليه يكون معنى الآية : إني قابضك من عالم الأرض إلى عالم السماء وأنت حي ورافعك إلي ، ومن هذا المعنى قول العرب : توفيت مالي من فلان أي قبضته كله وافياً . وجاء في محاسن التأويل : 4 / 851 : ( إني متوفيك ) ، أي مستوف مدة إقامتك بين قومك ، والتوفي كما يطلق على الاماتة كذلك يطلق على استيفاء الشىء - كما في كتب اللغة - ولو ادعى أن التوفي حقيقة في الأول ، والاصل في الاطلاق الحقيقة ، فنقول : لا مانع من تشبيه سلب تصرفه عليه السلام بأتباعه وانتهاء مدته المقدرة بينهم بسلب الحياة ، وهذا الوجه ظاهر جداً وقد دلت القرآئن من الاحاديث الصحيحة على ذلك .
وقد جزم القرآن الكريم بأن عيسى عليه السلام لم يقتل كما زعم النصارى ، بل رفعه الله تعالى إليه ، قال تعالى : ((... وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ، بَل رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيهِ ...)).
وأمَّا الآية التي في سورة مريم فهي قوله تعالى : (( وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَومَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا )) لا تدل على وفاته، بل الآية ذكرت ثلاثة أيام يوم ولادته ويوم وفاته ، ويوم يبعث يوم القيامة. فمر منها يوم وبقي يومان ، هما يوم وفاته بعد نزوله إلى الأرض ، ويوم يبعث بعد الوفاة، والقول الصحيح أن عيسى عليه السلام رفع إلى السماء حيّاً وسينزل حياً إلى الأرض.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
==============
هل القرآن مدح المسيح والنصارى والانجيل وأثنى عليهم ؟
سؤال : هل القرآن مدح المسيح والنصارى والإنجيل وأثنى عليهم ؟
جواب : إن مدح سيدنا عيسى _ عليه السلام _ واجب معلوم من الدين بالضرورة . وأما مدح النصارى والإنجيل ، فإنه بلا شك منصرف إلى الإنجيل الخالي من التناقضات والاختلافات . والنصارى الذين انعقدت آراؤهم على ذلك الإنجيل الصحيح . بخلاف من انحرف من النصارى ، وساروا خلف المجامع والمثلثين . ففرق كبير بين نصرانية المسيح والتوحيد وبين نصرانية المجامع وبولس والتثليث.
=============
ما معنى قول الله سبحانه وتعالى : (( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )) مع ان النبي لم يكن رحمة للكافرين ؟
سؤال : ما معنى قول الله سبحانه وتعالى : (( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )) مع ان النبي لم يكن رحمة للكافرين ؟
الجواب :
أولاً : لقد ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أنه ما أرسل هذا النَّبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه إلى الخلائق إلا رحمة لهم. لأنه جاءهم بما يسعدهم وينالون به كل خير من خير الدنيا والآخرة إن اتبعوه. ومن خالف ولم يتبع فهو الذي ضيع على نفسه نصيبه من تلك الرحمة العظمى. وضرب بعض أهل العلم لهذا مثلاً قال : لو فجر الله عيناً للخلق غزيرة الماء، سهلة التناول. فسقى الناس زروعهم ومواشيهم بمائها. فتتابعت عليهم النعم بذلك، وبقي أناس مفرطون كسالى عن العمل. فضيعوا نصيبهم من تلك العين، فالعين المفجرة في نفسها رحمة من الله، ونعمة للفريقين. ولكن الكسلان محنة على نفسه حيث حرمها ما ينفعها. ويوضح ذلك قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ}.
فالرسول صلى الله عليه وسلم كان رحمةً عامةً من حيث إنه جاء بما يسعدهم إن اتبعوه ، ومن لم يتبعه فهو الذي قصر في حق نفسه وضيع نفسه من الرحمة .
قال العلامة ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية :
وَقَوْله " وَمَا أَرْسَلْنَاك إِلَّا رَحْمَة لِلْعَالَمِينَ " يُخْبِر تَعَالَى أَنَّ اللَّه جَعَلَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحْمَة لِلْعَالَمِينَ أَيْ أَرْسَلَهُ رَحْمَة لَهُمْ كُلّهمْ فَمَنْ قَبِلَ الرَّحْمَة وَشَكَرَ هَذِهِ النِّعْمَة سَعِدَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَمَنْ رَدَّهَا وَجَحَدَهَا خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَة كَمَا قَالَ تَعَالَى " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَة اللَّه كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمهمْ دَار الْبَوَار جَهَنَّم يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَار .
ثانياً : ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان رحمةً للكافرين أيضاً من حيث إن عذاب الاستئصال أخر عنهم بسببه . وقد روي عَنْ اِبْن عَبَّاس , فِي قوله سبحانه وتعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَاك إِلَّا رَحْمَة لِلْعَالَمِينَ } قَالَ : مَنْ آمَنَ بِاَللَّهِ وَالْيَوْم الْآخِر كَتَبَ لَهُ الرَّحْمَة فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة , وَمَنْ لَمْ يُؤْمِن بِاَللَّهِ وَرَسُوله عُوفِيَ مِمَّا أَصَابَ الْأُمَم مِنْ الْخَسْف وَالْقَذْف .
=================
ما صحة حديث عائشة رضي الله عنها التي روت فيه أن الداجن قد أكلت من نسخة القرآن التي كانت معها ؟
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد ،،،
كثيراً ما يستشهد أعداء الإسلام للتشكيك في نقل القرآن بحديث عائشة والذي جاء فيه : (( لقد نزلت آية الرجم ، ورضاعة الكبير عشراً ، ولقد كان في صحيفة تحت سريري فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وتشاغلنا بموته ، دخل داجن فأكلها ))
والحق أن هذا الحديث لا يصح فإما ذكر الرضاع فيه غلط ، وقد أخرجه ابن ماجه ( رقم : 1944 ) وأبو يعلى ( رقم 4587 ، 4588 ) من طريق محمد بن اسحاق ، عن عبد الله بن أبي بكر ، عن عمرة ، عن عائشة .
وعن عبدالرحمن بن القاسم ، عن أبيه عن عائشة ، به .
قلت : ابن اسحاق صدوق ، ومن كانت هذه صفته فإن حديثه يكون في درجة الحسن بعد النظر الذي يخلص منه إلى نقائه من الخلل ، كذلك هو رجل مشهور بالتدليس مكثر منه ، يدلس عن المجروحين ، وشرط قبول رواية من هذا حاله أن يذكر سماعه ممن فوقه فإذا قال ( عن ) لم يقبل منه .
وابن اسحاق له في هذا الخبر إسنادان كما ترى ، وجمعه الأسانيد بعضها إلى بعض وحمل المتن على جميعها مما عيب عليه ، فربما كان اللفظ عنده بأحد الإسنادين فحمل الآخر عليه ، لأنه حسبه بمعناه ، وقد لا يكون كذلك .
قيل لأحمد بن حنبل : ابن اسحاق إذا تفرد بحديث تقبله ؟ قال : (( لا ، والله إني رأيته يحدث عن جماعة بالحديث الواحد ، ولا يفصل كلام ذا من ذا )) ( تهذيب الكمال ( 24 : 422 ) .
نعم ربما كان يرويه تارةً فيذكر أحد إسناديه ، كذلك أخرجه أحمد ( 6 : 269 ) وابن الجوزي في نواسخ القرآن ( ص : 118 _ 119 ) من طريق إبراهيم بن سعيد ، عنه قال : حدثني عبدالله بن ابي بكر ، فذكره بإسناده دون إسناد ابن القاسم .
وحين رأى بعض الناس تصريح ابن اسحاق بالتحديث في هذه الرواية صححوها ، قالوا اندفعت شبهة تدليسه ، ونقول : فماذا عن شبهة تخليطه ؟
ولنجر الكلام في ظاهر الإسناد الآن في روايته عن ابن قاسم ، هذا على جواز أن يكون ابن اسحاق حفظه بإسناد ابن أبي بكر .
والتحقيق أنه لم يحفظه . . . .
وببعض ما ذكرت تبطل رواية ابن اسحاق ، وإذا كان جماعة من العلماء الكبار كأحمد بن حنبل والنسائي نصوا على أن ابن إسحاق ليس بحجة في الأحكام ، فهو أحرى أن لا يكون حجة تستعمل للتشكيك في نقل القرآن .
قال السرخسي: "حديث عائشة لا يكاد يصحّ ؛ لاَنّ بهذا لا ينعدم حفظه من القلوب، ولا يتعذّر عليهم به إثباته في صحيفة أُخرى، فعرفنا أنّه لا أصل لهذا الحديث .
على ان هناك بعض العلماء الأفاضل قد بينوا معنى الحديث والمراد منه فقالوا :
إن التشريع الإسلامي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم مر بمراحل عدة حتى وفاته صلى الله عليه وسلم، وانتقاله إلى الرفيق الأعلى، ومن ذلك وقوع النسخ لبعض الأحكام والآيات، والنسخ عرفه العلماء بأنه: رفع الشارع حكماً منه متقدماً بحكم منه متأخر.
ولم يقع خلاف بين الأمم حول النسخ، ولا أنكرته ملة من الملل قط، إنما خالف في ذلك اليهود فأنكروا جواز النسخ عقلاً، وبناء على ذلك جحدوا النبوات بعد موسى عليه السلام، وأثاروا
الشبهة، فزعموا أن النسخ محال على الله تعالى لأنه يدل على ظهور رأي بعد أن لم يكن، وكذا استصواب شيء عُلِمَ بعد أن لم يعلم، وهذا محال في حق الله تعالى.
والقرآن الكريم رد على هؤلاء وأمثالهم في شأن النسخ رداً صريحاً، لا يقبل نوعاً من أنواع التأويل السائغ لغة وعقلاً، وذلك في قوله تعالى : (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير)[البقرة:106] فبين سبحانه أن مسألة النسخ ناشئة عن مداواة وعلاج مشاكل الناس، لدفع المفاسد عنهم وجلب المصالح لهم، لذلك قال تعالى: (نأت بخير منها أو مثلها) ثم عقب فقال: (ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير*ألم تعلم أن الله له ملك السموات والأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير) والنسخ ثلاثة أقسام:
الأول: نسخ التلاوة مع بقاء الحكم، ومثاله آية الرجم وهي(الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة..) فهذا مما نسخ لفظه، وبقي حكمه.
الثاني: نسخ الحكم والتلاوة معاً: ومثاله قول عائشة رضي الله عنها: (كان فيما نزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن، ثم نسخ بخمس معلومات يحرمن) فالجملة الأولى منسوخة في التلاوة والحكم، أما الجملة الثانية فهي منسوخة في التلاوة فقط، وحكمها باق عند الشافعية.
وقولها رضي الله عنها: (ولقد كان………..) أي ذلك القرآن بعد أن نسخ تلاوة (في صحيفة تحت سريري) والداجن: الشاة يعلفها الناس من منازلهم، وقد يقع على غير الشاة من كل ما يألف البيوت من الطير وغيرها.
قال ابن حزم رحمه الله تعالى: (فصح نسخ لفظها، وبقيت الصحيفة التي كتبت فيها كما قالت عائشة رضي الله عنها فأكلها الداجن، ولا حاجة إليها.. إلى أن قال: وبرهان هذا أنهم قد حفظوها، فلو كانت مثبتة في القرآن لما منع أكل الداجن للصحيفة من إثباتها في القرآن من حفظهم وبالله التوفيق.)
وقال ابن قتيبة:
(فإن كان العجب من الصحيفة فإن الصحف في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلى ما كتب به القرآن، لأنهم كانوا يكتبونه في الجريد والحجارة والخزف وأشباه هذا.
وإن كان العجب من وضعه تحت السرير فإن القوم لم يكونوا ملوكاً فتكون لهم الخزائن والأقفال والصناديق، وكانوا إذا أرادوا إحراز شيء أو صونه وضعوه تحت السرير ليأمنوا عليه من الوطء وعبث الصبي والبهيمة، وكيف يحرز من لم يكن في منزله حرز ولا قفل ولا خزانة، إلا بما يمكنه ويبلغه وجده، ومع النبوة التقلل والبذاذة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرقع ثوبه، ويخصف نعله، ويصلح خفه، ويقول: "إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد"
وإن كان العجب من الشاة فإن الشاة أفضل الأنعام، فما يعجب من أكل الشاة تلك الصحيفة، وهذا الفأر شر حشرات الأرض، يقرض المصاحف ويبول عليها، ولو كانت النار أحرقت الصحيفة أو ذهب بها المنافقون كان العجب منهم أقل.
وقد أجاب أهل العلم عن هذا الحديث بأجوبة أبسط من هذا يرجع فيها إلى أقوالهم لمن أراد المزيد، وصدق الله تعالى إذ يقول: (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذي يستنبطونه منهم)[النساء:83] فلله الحمد والمنة، فنحن على يقين أنه لا يختلف مسلمان في أن الله تعالى افترض التبليغ على رسول صلى الله عليه وسلم، وأنه عليه الصلاة والسلام قد بلغ كما أمر، قال تعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته)[المائدة:67]
وقال تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)[الحجر:9] فصح أن الآيات التي ذهبت لو أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبليغها لبلغها، ولو بلغها لحفظت، ولو حفظت ما ضرها موته، كما لم يضر موته عليه السلام كل ما بلغ من القرآن، وإن كان عليه السلام لم يبلغ أو بلغه ولكن لم يأمر أن يكتب في القرآن فهو منسوخ بتبيين من الله تعالى، لا يحل أن يضاف إلى القرآن. ( كتبه الدكتور. عبد ا