٠٧‏/٠٩‏/٢٠٠٨

كاتب بريطاني يدعو مثقفي الغرب للتخلي عن الجبن وانتقاد الإسلام أسوة بالمسيحية واليهودية


واشنطن- آفاق - خاص

دعا الكاتب البريطاني جوهان هاري المثقفين في الغرب إلى التخلي عن خوفهم وهلعهم غير المبرر من انتقاد النصوص الإسلامية، ومعاملتا أسوة بالنصوص المسيحية واليهودية من حيث الدراسة والنقد.

وتسائل هاري في مقال كتبه بصحيفة الاندبندنت البريطانية "لماذا هذه الازدواجية؟ فاذا منع كتاب حول المسيح بسبب اعتراض متشددي ولاية المسيسيبي فكلنا سننتقد ذلك وهذا ما أشعر به أيضا، وسأخجل اذا قلت بأني سأكون متعصبا في اي نقاش حول المسيحية. ولكن مع الإسلام نرى حركة لإسكات المناقشة الانتقادية. فمن ناحيه يهدد المتشددون بقتلك بينما يقول عنك الآخرون بأنك "إسلاموفوبيك".
وفيما يلي ترجمة لأجزاء من المقال:
"هذا العمود الصحفي يدين جبن الجبناء ومن ضمنهم أنا. ويبدأ بسرد حكاية رواية لا تستطيع قراءتها. إنها رواية " جوهرة المدينة المنورة" التي كتبتها الصحفيه شيري جونز والتي تتحدث عن حياة عائشة، الفتاة التي زوجت وهي في سن السادسة لرجل يبلغ من العمر خمسين عاما وهو (النبي) محمد بن عبدالله.
تستطيعون قراءة هذه الرواية في أي مكان آخر، إلا في القرآن والحديث، ولذا أصبحت مقدرتنا على استكشاف هذه الروايه محدودة. لقد اشترت دار النشر (راندوم هاوس) هذه الروايه لتكون الأكثر مبيعا بين مطبوعاتها ، وكان ذلك قبل أن تقرأ مسودتها احدى المدرسات في جامعة تكساس لتعلن بأن الرواية هي "مسألة أمن قومي". وخشي الناشرون في دار راندوم هاوس أن تتكرر رواية سلمان رشدي والرسوم الكارتونيه الدنماركيه. لقد رفض الناشر نشر الرواية واسدل عليها الستار.
في اوروبا تم الغاء القوانين التي تحرم المساس بالكنيسه أو توجيه الانتقادات اليها، ولكن أعقب ذلك قانون جديد يمنع انتقاد الاسلام ومصدره ليس الدولة بل الجهاديين. وكنت شخصيا افكر في عدم كتابة هذا العمود ولكن حق توجيه النقد الى الأديان هو أمر غال تحقق لنا بعد عناء تماما مثل حق انتقاد الحكومة. فأنما أن نمارس هذا الحق أو نفقده.
قد يتساءل البعض "لماذا يجب الانشغال بتوجيه الانتقادات الى الدين اذا كان ذلك سيسبب المعاناة ؟" وجوابي هو فلننظر الى تاريخنا كيف فقدت المسيحية قدرتها على ارهاب الناس باقتراف الخطايا و بالجحيم؟ كيف اوقفت المسيحية عن نشر الشعور بالخزي والعار حول الغرائز الطبيعية مثل ممارسة الجنس قبل الزواج أو ممارسة العادة السرية أو المثلية الجنسية؟ كان ذلك ممكنا بسبب استمرار المنتقدين توجيه انتقاداتهم حول القصص الدينية حيث وجدوا ثغرات تنافي المنطق والأخلاق فيها. لقد قاموا بتوجيه الأسئله مثل كيف يمكن للملاك أن يجامع عذراء؟ ولماذا أمر الله في العهد القديم عباده بأن يرتكبوا المذابح؟ وكيف يمكن لبشر أن يبقى حيا داخل بطن الحوت؟
لقد فتح ذلك الباب على مصراعيه أمام اعادة تفسير المسيحية والاستهزاء بقوانين تحريم المساس بها. فعندما تسأل الأسئله الصعبة يبتعد الإيمان الغيبي الهلامي عن أن يكون حافزا للناس على القتل والموت في سبيله.

يجب أن لا نكون جبناء عند الحديث عن الاسلام
ولكن المسلمين المشككين بالاسلام والملحدين يجري منعهم من اتباع هذا النهج، فهم لا يستطيعون توجيه أسئلة مثل: ما الذي أوحى الى (النبي) محمد حتى يتزوج بفتاة قاصر أو قتل سكان قرية من اليهود رفضوا اتباعه؟"
يكفي قتل رموز مثل ثيو فان جوخ ومنع كتاب مثل شيري جونز لزرع الخوف في نفوس الجميع، ويكون المانع للكتابة هو الشعور الداخلي بالخوف الذي سيمنع ظهور الكتب والأفلام".
يجب أن ندرك ان هناك ازدواجية في الموقف التي ستكلف المسلمين غاليا في النهاية. إن جعل الدين بمنأى عن النقد من خلال احاطته بسياج كهربائي اسمه "الاحترام" يجعله جامدا لا يتعدى مراحله البدائية. إن الأذكياء من المسلمين الذين يوجهون الأسئلة والمفعمون بالأخلاق وهم الأغلبيه قد تعلموا الصمت أو فرضت عليهم العزلة في أحسن الأحوال. ياترى ماذا سيكون حال المسيحية اليوم لو اسكت كتاب مثل جورج اليوت ومارك توين وبرتراند رسل؟ أو لو منعت أكثر الكنائس ثورية في الالباما من أداء رسالتها".

وطالما اثارت شيري جونز هذا الموضوع فلنلقي نظره على زواج محمد بعائشة كنموذج لما يجب أن يكون عليه الحوار. صحيح، أن الزمان مختلف اليوم وقد كان عاديا آنذاك أن يتزوج الرجال البالغون بالفتيات القصر، وعلى الرغم من عدم وضوح المصادر حول هذه المسألة، إلا أنه بغض النظر عن الثقافات التي نعيشها فإن ممارسة الجنس مع الأطفال وكلنا يعلم بأن اجسادهم لم تنمو بعد هو أمر وحشي ومؤلم. إن قطع اليد عند قبائل الفايكونج كان أمرا عاديا ولكن ذلك لم يمنعنا من وصفه بالوحشية. وكل ما تحاول رواية جونز نفيه هو أن عائشة كانت مستمتعة بـ"لطافة" (النبي) محمد وهو يباشرها.
وتثير قصة عائشة نقاشا أساسيا آخر هو أنك لا تستطيع القول بأن قرار (النبي) محمد الزواج بطفلة يجب الحكم عليه بعرف ذلك الزمان وتطالب اليوم باتباع مبادئه الأخلاقية في زماننا الحاضر. اما أن نتبع خطواته حرفيا أو أن نقوم بتقييمها تقييما نقديا لنختار لأنفسنا ما نريد. إن مناقشة هذا التناقض سيولد الشك الذي هو العدو القاتل للإيمان الأعمى (سأتحدث اليوم في المدونة الاليكترونية لصحيفة الأنديبندنت حول كيف أصبحت عائشة محور النقاش حول ارغام الآطفال على الزواج في اليمن).
إذا لماذا هذه الازدواجية؟ فاذا منع كتاب حول المسيح بسبب اعتراض متشددي ولاية المسيسيبي فكلنا سننتقد ذلك وهذا ما أشعر به أيضا، وسأخجل اذا قلت بأني سأكون متعصبا في اي نقاش حول المسيحية. ولكن مع الإسلام فإن السبب هو الخوف: تكفي رؤية جسد ثيو فان جوخ وهو ملقى على الرصيف وكأنما يستصرخ "ألا نستطيع مجرد الحديث حول هذا الموضوع؟". طبعا نحن ننظر الى الأمر بعقلانية لنتساءل: هل دعابة واحدة أو عمود صحفي واحد أو رواية واحدة بمفردها ستحقق التغيير أو الفرق؟ لا. ولكن كلها مجتمعة؟ بالتأكيد نعم.
أما السبب الآخر فيتعلق بالسمعة. فهناك تمييز ضد المسلمين في الغرب وقد قامت إذاعة الـ بي بي سي مؤخرا بإرسال سير ذاتيه تخص طلبات العمل الى مئات الشركات فوجدت أن 50% من الطلبات تستبعد من المقابلة لأنها تحمل أسماء إسلامية.
إن انتقاد الإسلام يستخدم أحيانا لتبرير العدوان الأمريكي والإسرائيلي، كما أن بعض منتقدي المسلمين مثل جييرت ويلدرز أو مارتن اميس يقومون بأعمال كبيرة منافيه لحقوق الانسان هنا في اوروبا. لذا فأن البعض يقول اذا كان لدي الكثير من الانتقادات ضد اليهوديه فأنني لن أنطق بها في المانيا (النازية) في عام 1933م. فلماذا ننتقد الاسلام اليوم والمسلمين يواجهون هجمات من اعدائهم؟
ولكنني أعيش بين أغلبيه إسلامية في شرق لندن وهي ليست مدينة ويمار الألمانية. فالمسلمون هنا هم في أمان وقادرون على التعاطي مع الأسئله الصعبة، فمن الخطأ معاملة المسلمين كأطفال انفعاليين لا يستطيعون تحمل الانتقادات والبحث والتمحيص حول دينهم كالذي قمنا به حول المسيحية واليهودية والبوذية.
إن قيام المسلمين بانتقاد ما تتضمنه النصوص الإسلامية من تمييز وأشياء مرفوضة يتلائم مع حمايتهم من العنصرية والتمييز ضدهم.
ونرى اليوم حركة لإسكات المناقشة الانتقادية للإسلام. فمن ناحيه يهدد المتشددون بقتلك بينما يقول عنك الأخرون بأنك "إسلاموفوبيك". لكن الالحادية ليست عنصرية فهي على العكس تعامل جميع الناس كراشدين بالغين قادرين على مواجهة الأسئلة، فعندما نمنع الكتب من النشر بسبب الخوف من الأصوليه فإننا نتخلى عن أهم وأغلى حرياتنا".

هناك ٣ تعليقات:

غير معرف يقول...

القرأن الكريم مثل الجبل الاشم لا يؤثر فيه معول باحث عن الرزق والخير اذا نوي صادقا البحث عن الخير وسوف يهديه الله سبحانه وتعالي الي الهداية مثل كثير جدا من العلماء الغربيين القدماء والمعاصرين الذين اهتدوا بمجرد نقد القران الكريم ومحاولة هدمه مثل المستشرقين ولكن بدون راي فاسد مسبق فهداهم الله وهذا بعكس الكتاب اللامقدس الذي اعترف العلماء الغربيين انه كتاب اساطير وخرافات ولا يصمد للنقد وهو منذ مارتن لوثر يتعرض لضربات ساحقة لدرجة ان علماء اللاهوت يبدلون الكلمات والاخبار ويفبركونها في كل طبعة ولكن من كثرتها لا يستطيعون حذفها مرة واحدة ومنها سفر الدعارةوسفر التكوين وغيره علي سبيل المثال لذي يخجل اي قس يناظر مسلم ويحاول تفسيره بافتعال مضحك ونري الخجل في وجوههم؟؟هالولويا يانصاري ؟ارجو منكم قراءة القران الكريم من الجلدة للجلدة وكذلك كتابكم والحكم علي البضاعة الجيدة ؟؟هداكم الله؟؟؟

غير معرف يقول...

في زمن داود --، أعظم شخصيّة في الكتاب المقدّس بعهديه القديم والجديد، إذ إنّ داود الملك القائد -وليس داود نبيًّا عندهم- هو الذي استتبّت له البلاد، وسيطر على الأرض الموعودة، وأذاق الشّعوب التي أحاطت بالمنطقة كافّة شرّ العذاب، إذ إنّه دفع بعشرات الشّعوب غير اليهوديّة إلى أفران النّار من أطفال، ونساء، وشيوخ ورضّع، حتّى البقر والحمير، لم تفلت من يده ولا ندري ما ذنبها !.
جاء في الكتاب المقدّس (فجمع داود كلّ الشّعب وذهب إلى رية وحاربها وأخذها...وأخرج الشّعب الذي كان فيها ووضعهم تحت مناشير ونوارج حديد وفؤوس حديد ورماهم في أتّون الآجر، وهكذا صنع بجميع مدن بني عمون)( ).
وفي آية أخرى (وصعد داود ورجاله وغزوا الجشوريّين والجرزيّين والعمالقة، لأنّ هؤلاء من قديم سكّان الأرض...وضرب داود الأرض ولم يستبق رجلاً ولا امرأة)( ).
هذا هو النبيّ داود -- تصفه الكتب المقدّسة بأنّه مجرم حرب، وسفّاك دماء، وعربيد، زعيم عصابة يهلك الحرث والنّسل، ويسطو على أصحاب الأرض الأقدمين -بنصّ الآية- ويدمّر مدنهم ويلقيهم بعد العذاب الشّديد في أتّون الآجر وأفران النّار، التي تلتهم جلودهم وعظامهم وتحوّلهم إلى رماد، وقد فعل داود ذلك بعشرات المدن والبلاد يلقيها بأطفالها وشيوخها ونسائها في أفران النّار، إنّه هولوكوست، تنساه إسرائيل التي تدّعي أنّ هتلر هو الذي ابتكره، فالكتاب المقدّس يقول إنّ أعظم زعيم يهوديّ، وصاحب السّلطة المطلقة في شعب الله المختار وعلى الأرض الموعودة، يلقي بالأبرياء من الرضّع والأطفال في لهيب النّيران، وذلك طبعًا بأمر إلهيّ مقدّس، على الأقلّ هتلر لمّا فعل فعلته المزعومة لم ينسب عمله إلى الله، ولم يقل أنّ هذا الإجرام مقدّس، أمّا داود وباراق، وشمشون، وصمويل النبيّ ويوشع وغيرهم من الأنبياء الذين قتلوا ملايين البشر، ويزعمون أنّ هذا القتل يرضي الله، لأنّه طاعة لأوامره.
ويقول بعض علماء التّاريخ أنّ إحصاءات غير معقدة، تدفعنا إلى الاستنتاج بأنّ عدد الذين قُتلوا بأمر إلهيّ في العهد القديم قد بلغ حدود 80 مليونًا!!!
أي ما يقارب عدد سكّان الأرض حينها عدا لحسن الحظّ الهنود الحمر الذين سكنوا أمريكا، حيث إنّ "كريستوف كولومب" لم يكن اكتشفها بعد، لكن لسوء الحظّ فإنّ حسن الحظّ لا يدوم، فإنّ الهنود الحمر الذين لم تصل يد الأنبياء اليهود إليهم، قد قضوا فيما بعد على يد البروتستانتيّة التي استعمرت أمريكا الشّماليّة، وعلى يد الكاثوليكيّة في جنوبها.
لقد كانت سنوات الزّهو اليهوديّ، والعزّة التي يفخر بها بنو إسرائيل، وكان عصر داود عصرًا ذهبيًّا داميا، لم يسبقه ولم يأت بعده عصر مثله، إنّه عصر الانتصار والتوسّع وبسط النّفوذ وقهر الأعداء، إنّه زمن تحقّق نبوءات إبراهيم وإسحاق ويعقوب، ففي تلك السّنوات أصبحت الأرض الموعودة بيد نسل إسرائيل، وأثبت داود أنّ كلّ الشّعوب على وجه الأرض عبيد بل كلاب وخنازير وأنّ اليهود شعب الله المختار.
كانت أيّام داود التي حكم على نسل إسرائيل، أيّام الكبرياء والاستكبار، حيث استتبّ الأمر لهم، وجلس داود على كرسيّه السّياسيّ، يسوس المملكة اليهوديّة.
هذه خلاصة الخلاصة للعهد القديم.
بعد كل هذا ...أين إهانة الإنجيل للمسيح فيما قلناه؟
وما علاقة المسيح بالعهد القديم الذي اتضحت إستراتيجيته الجنونية والإجرامية في استعباد الأمم واضطهادهم؟
لا اختلاف بين العهد القديم والجديد، ولا فرق بين رب الإنجيل، وهو المسيح، ورب التوراة، وهو أدوناي أو يهوه أو إلوهيم، فكلها أسماء لرب واحد، هو رب اليهود واله بني إسرائيل.كما قلت سابقا، الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد لا يتحدث عن رب العالمين ولا عن إله البشرية، ولا عن رسالة هادية لسكان الأرض، إنه يحصر الدين كله في اليهود، فإله بني إسرائيل فضلهم منذ الأزل، وهو يحابيهم في مواجهة العالم إلى الأبد.
وحتى لا يعتقد القارئ أن النصرانية بريئة من العهد القديم، وأن العهد الجديد، الذي جاء به المسيح خال من كل لوثة عنصرية، بحيث لم تتلوث يداه بالإجرام والاستعباد للأمم، أسارع لألقي عليه بعض هذه الخطوط العريضة، التي ترسم أبجديات العنصرية في الإنجيل سيرا على خطى العهد القديم المقدس.
أولا: نبدأ بنسب المسيح، فمع أن المسيح لا يملك أبا بيولوجيا، لأنه وُلد بمعجزة ربانية، إلا أن مزوري الإنجيل أفسدوا تلك المعجزة ولم يرضوا بها، لقد ابتكروا من العدم سلسلة نسب وهمية للمسيح من جهة الأب، ليثبتوا أنه من سلالة أنبياء بني إسرائيل، ليكون بذلك يهودي الأب والأم.
فأمه مريم يهودية باتفاق الجميع، ومن ناحية الأب فإنجيلا متى ولوقا يرفعان نسبه إلى داود ثم إلى يعقوب وإسحاق وإبراهيم ونوح، فالمسيح بذلك يهودي إسرائيلي.
ثانيا: المسيح نبي اليهود أرسل إلى بني إسرائيل، ولم يرسل إلى غيرهم، والأمر واضح جدا من العهد الجديد، فعلى سبيل المثال لا الحصر جاء في أعمال الرسل (الكلمة التي أرسلها إلى بني إسرائيل يبشر بالسلام يسوع المسيح)
وقد كان المسيح حريصا على الدعوة إلى دينه بين اليهود أو بني إسرائيل فقط، ولم يأمر بغير ذلك، جاء في الإنجيل توجيهه إلى تلاميذه (وهؤلاء الاثناعشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلا إلى أمم لا تمضوا إلى مدينة السامريين لا تدخلوا، بل اذهبوا بالحري إلى خراف بني إسرائيل الضالة)
ولم يثبت عن المسيح أبدا في دعوته أنه حاول تبليغها لغير اليهود، فلم نسمع أنه أرسل رسلا أو رسالات في حياته إلى الملوك والأمراء والسلاطين، كما فعل محمد --، مع حكام الفرس والروم ومصر والحبشة واليمن...وغيرها، لأن الإسلام دين عالمي بلا منازع.
كان أتباع المسيح الاثناعشر يهودا، وأتباعه من النساء والشيوخ والآخرين كلهم يهود.
يقول المسيح (لم أرسل إلا إلى خراف بني إسرائيل الضالة)
ويقول (وأنت يا بيت لحم أرض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا، لأن منك يخرج مدبر يرعى شعبي إسرائيل)
ويقول (يا أورشليم، يا أورشليم، يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها، كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا)
يتضح أن المسيح رسول يهودي إلى اليهود، ولا معنى أن يدعو النصارى اليوم، سكان العالم إلى الدخول في النصرانية، لأنه مخالف لتوجيهات المسيح، ومن أغرب الأمور أن الكنيسة عبر تاريخها الطويل، لم تدع أو تمارس تبشيرها وتنصيرها بين اليهود، وفي الدولة المغتصبة إسرائيل، رغم أنهم هم المعنيون بدين المسيح، وفي الوقت ذاته نجد الكنيسة تصول وتجول في العالم، وخصوصا العالم الإسلامي، حيث تريد تبشيره بدعوة الإنجيل والصليب، مخالفة بذلك أوامر المسيح وخطته الأزلية، ومن ثم فإن اعتناق غير اليهود للنصرانية، سواء كانوا عربا أم بربرا أم روما أم أمريكانيين أم أفارقة...باطل بنص الإنجيل، وغير شرعي بنص العهد الجديد، الذي يزعمون أنهم يعملون بإرشاده ويهتدون بهديه، لذا فإن النصرانية، أو المسيحية كما يسمونها لن تخلصهم ما داموا ليسوا يهودا.
ويجب أن أتوقف على الدليل الوحيد الذي بحوزة الكنيسة وتفرح به، إنه آية مشبوهة جاءت في إنجيل متى إذ يقول المسيح (... فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الأب والابن وروح القدس، وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيكم به )
يرى العلماء أن هذه الآية ملحقة بالنصوص القديمة من الإنجيل إذ إن أقدم النسخ المتوفرة لدينا ليس فيها هذه الآية، فهذا دليل إلحاقيتها، ومن جهة ثانية نعلم أن التثليث المذكور هنا لم يكن معروفا في القرون الثلاثة الأولى لتاريخ النصرانية، وإن التثليث تقرر في نهاية الربع الأول من القرن الرابع الميلادي، في مجمع نيقيه 325م، أما ألوهية الروح القدس فلم تتقرر إلا في مجمع القسطنطينية سنة 381م، لذلك يتقرر أن التثليث الباطل في آية الدعوة العالمية للنصرانية مدسوس في الإنجيل، لذلك لا نستغرب أن الأناجيل المطبوعة حديثا، بجميع اللغات حذفت آيات التثليث ومنها آية في رسالة يوحنا 7:5.
أما الدعوة العالمية، التي تفرد بها بولس في رسائله الأربع عشرة، فهي مخالفة لدعوة تلاميذ المسيح وعلى رأسهم بطرس وغيره، فبولس كان منافقا مخربا من الداخل، والنصرانية اليوم أحرى أن تُسمى "البولسية" بدل المسيحية.
ونعود مرة أخرى لنستشهد بأقوال الإنجيل، التي تثبت أن المسيح جاء على خطى أنبياء يهود سبقوه، وعلى زعم الإنجيل، فهو من سلالة سلاطين من بني إسرائيل، جاء ليجلس على كرسي العرش اليهودي.
(قال لها الملاك، لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله، وها أنت ستحبلين وتلدين ابنا تسميه يسوع، هذا يكون عظيما وابن العلي يدعى ويعطيه الأب الإله كرسي داود أبيه ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد)
وهذا ما يصرح به القرآن الكريم رسولا إلى بني إسرائيل  آل عمران 49.
حتى إن المسيح أخبر تلاميذه أنهم لن يُكملوا الدعوة في بنى إسرائيل بسبب موعد قيام الساعة القريب، (الحق أقول لكم ..لا تُكملون مدن بني إسرائيل حتى يأتي ابن الإنسان)
(فأجاب بطرس حينئذ وقال له ..ها نحن قد تركنا كل شيء فتبعناك فماذا يكون لنا؟ فقال لهم يسوع: الحق أقول لكم إنكم الذين تبعتموني في التجديد، متى جلس ابن الإنسان-المسيح- على كرسي مجده تجلسون أنتم أيضا على اثني عشر كرسيا، تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر) .
جاء المسيح وتلاميذه لدعوة وإدانة أسباط إسرائيل الاثني عشر، ولا مكان لكرسي ثالث عشر، لا مكان لبولس ولا مكان للبابا ولا لروما، ولا للنصرانية العالمية، فالإنجيل يقول على لسان يوحنا (إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله)
يقول وين انج: "إن المسيح كان نبيا لمعاصريه من اليهود، ولم يحاول قط أن ينشئ فرعا خاصا به من بين هؤلاء المعاصرين، أو أن يُنشئ له كنيسة مغايرة لكنائس اليهود أو تعالمهم".
وتقرر دائرة المعارف البريطانية:"أن أسبق حواريي المسيح ظلوا يوجهون اهتماماتهم إلى جعل النصرانية دينا لليهود وجعل المسيح أحد أنبياء بني إسرائيل إلى إسرائيل".
لكن بولس جاء بعد رفع المسيح، وأطلق دعوته في جميع الأمم غير اليهودية، زاعما انه رسول المسيح إلى العالم، وقد واجهه تلاميذ المسيح وحواريوه، ورفضوا دعوته، واختلفوا معه، بل إن هؤلاء الحواريين لم يكونوا يُصدقون بأنه اعتنق النصرانية.
ثالثا: كنا ننتظر من المسيح أن يدين ما جاء في العهد القديم، من إجرام ضد غير اليهود، وأن ينتقد سياسة التطهير العرقي، التي انتهجها رب الجنود برفقة جنوده ضد المستضعفين في الأرض، كنا ننتظر من المسيح أن يفضح التمييز العنصري، الذي كان ضحيته كل أجناس العالم عدا اليهود ...
لكن لم يحدث ذلك، لم نقرأ أن المسيح وقف مع حقوق الإنسان، كما لم نشاهد تلك المحبة العظيمة، التي يتشدق بها رجال الكنيسة، وإنما العكس هو الصحيح، فنرى الإنجيل المحرف يخطو الخطوات ذاتها القديمة استمرارية للعهد القديم.
إن موقف المسيح –حسب الإنجيل المحرّف- مليء بالخذلان، إذ إنه لم يأت ليلغي ويبطل ناموس العنصرية وشريعة الاستعباد، إنما جاء ليتمم ويُكمل سلسلة العنصرية والإجرام.
قال المسيح: (لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء، ما جئت لأنقض بل لأكمل)
هذا هو جواب المسيح على ظنوننا، "لا تظنوا أني جئت لأنقض بل أكمل"!؟
إن ما سقناه من العهد القديم من الجرائم التمييزية والآيات الاستعبادية، كلها ثابتة في كتبهم، وأقبح ما في تلك الجرائم أنها كلها مقدسة، وستبقى كذلك إلى يوم الساعة ألم يقل المسيح (زوال السماء والأرض أيسر من أن تسقط نقطة واحدة من الناموس)
نعم لن تحذف آيات العهد القديم، لأن زوال السماوات السبع والأراضي السبع أهون من زوال كلمة بل حرف بل نقطة.
ستبقى الآيات المقدسة، التي تحكم على البشرية باللعنة والاستعباد شاهدا على العجرفة اليهودية، التي زورت الإنجيل، وشاهدا على المكابرة والاستمرار في نهج خاطئ منذ اللحظة الأولى.
إن كلام المسيح دليل على موافقته على ما جاء في الناموس، وتتأكد الموافقة بضم العهد القديم إلى الجديد وتسمية الكل "بالكتاب المقدس".
قد يقول قائل: إن الإنجيل لم يتعرض للعهد القديم بالنقد، والكف عن ذم التمييز العنصري اليهودي لا يعني الموافقة عليه، وعدم مواجهته لا يدل على الرضا عنه.
ليس هذا المنطق مقبولا، لأن الساكت على الحق شيطان أخرس، خصوصا في حق الرسل فضلا عن أن يكون المسيح، وهو فوق رتبة الرسل، كما يزعم الإنجيل.
نعود الآن إلى تلك الآية العجيبة التي يقر فيها المسيح بأنه جاء ليكمل ما تركه الناموس، (لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء، ما جئت لأنقض بل لأكمل)
فكيف أكمل المسيح الطريق؟
وما هي الحلقات المثيرة التي أضافها للمسلسل الطويل، الذي ذكرت بعض حلقاته في الصفحات السابقة؟
جاء في إنجيل متى (وإذا امرأة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت إليه قائلة ارحمني يا سيد يا ابن داود، ابنتي مجنونة جدا، فلم يجبها بكلمة فتقدم تلاميذه وطلبوا إليه قائلين اصرفها لأنها تصيح وراءنا، فأجاب وقال:لم أُرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة، فأتت وسجدت له قائلة يا سيد أعني، فأجاب وقال: ليس حسنا أن يُؤخذ خبز البنين ويُطرح للكلاب، فقالت: نعم يا سيد والكلاب أيضا تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة أسيادها).
هذا هو المسيح المحب والعطوف، تأتيه امرأة تصيح وتصرخ وتندب وتدعوه لشفاء ابنتها المريضة، فلا ينظر إليها ولا يجيبها إلا بعد تدخل التلاميذ، فكيف واجهها؟
" ليس حسنا أن يُعطى خبز البنين للكلاب"!!
المرأة المسكينة تتضرع ..وهو يتلذذ في إذلالها بوصفها بالكلب، أهذا تمييز عنصري أم جنون أم سادية أم كل ذلك؟
النص يتحدث بنفسه عن نفسه، ولا يترك لنا مجالا البتة لفهمه على غير ما يدل منطوقه، وأي تعليق على النص يضعف قوته.
إلا أننا يجب أن نقف على جملة من الحقائق منها: أن هذه "المرأة الكلب" كانت كنعانية عند متى وسورية فينيقية غير يهودية عند مرقس، على عادة الاختلاف في كل شيء، المهم هو بيان أنها ليست يهودية، وهي استمرارية للعهد القديم الذي يتلذذ بإهانة اليهود للكنعانيين وغيرهم، وقد جعل الكتاب المقدس كنعان ونسله عبيدا لأنهم ملعونون (ملعون كنعان...عبدا يكون لإخوانه)
لم يأت المسيح من أجل الكنعانيين، ولم يرسل إلى السوريين الفنيقيين وإنما جاء رسولا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة...
لكن ماذا يفعل القساوسة في أدغال إفريقيا؟
ماذا تفعل الكنيسة في أمريكا اللاتينية؟
ماذا يفعلون في البلاد الاسلامية الموحدة؟؟

غير معرف يقول...

الذمه المالية للمرأة في أوربا المسيحية
هذه المقالة منشورة في مجلة الأزهر عام 1938 أهديها لأخواتي المسلمات ومن حق المسلمة أن تفتخر بأن الإسلام أعطاكي الحرية الكاملة والاستقلال التام في الذمه المالية فلا أحد يتحكم فيما تملكية
الحرية الديمقراطية للمرأة الأوربية
تحت هذا العنوان قرأت اليوم (21 فبراير سنة 1938م) في جريدة ألمانية Zeitung am Mittag Hamburgerهذا الخبر:
" نشرت الجريدة الرسمية الفرنسية للقوانين في يوم الأحد 20 فبراير سنة 1938 بإلغاء القانون الخاص بمنع المرأة المتزوجة :
(ا)من توقيع أذونات الصرف المالية (الشيكات)
(ب) من فتحها حسابا جاريا في أي بنك من البنوك
(ج) من توقيع أي عقد مالي
(د) من استيلائها على الإرث مباشرة بدون إذن القاضي في ذلك كله
لم يدهشني هذا الخبر دهشتي لو بقيت بمصر ولم تسنح لي الفرصة لتعرف أحوال البلاد الغربية ودراسة الحالة الاجتماعية للمرأة الأوربية على الخصوص ، لأن الصورة التي في ذهن الشرق عن أوربا صورة مبالغ فيها نحو ناحية الكمال والرقي الإنساني ، بفضل الدعاية الثقافية والأدبية التي تقوم بها الأفلام السينمائية ، ومدارس الإرساليات الأجنبية ، والنشرات والكتب التي تحمل طابع البحث العلمي .
عن هذا التصوير المبالغ فيه يود كل شرقي أن يكون أوربيا ، أو على الأقل يحاول أن يظهر بمظهر أوربي كما ترغب المرأة الشرقية وخصوصا المصرية في أن تحمل طابع المرأة الغربية مهما كلفها ذلك من مجافاة لعادات وطنها ، وإسراف في تقليد " مثالها " Ideai
عن هذا التصور يتجلى الخضوع الأعمى في الشرق لسيادة الأوربي ، وتبين بوضوح تكلف العناء والتضحية بالقومية في إتباع مشورة الوصي الغربي
إن منية أوربا مرتكزة على المادة وثقافتها ، للوصول إلى المادة . فمدنيتها تتمثل في المخترعات الهندسية والكمياوية ، وثقافتها في تعلم بسطة السلطان وسياسة الاستعمار .
مدنيتها القوة الحربية ، وثقافتها التبشير الروحي ، وأبحاثها العلمية تصوير الأمم الضعيفة بصورة مشوهة كي يكون هناك محل للنداء " بوجوب تمدين الشعوب غير الناضجة في السياسة والإدارة ".
وهذه المدنية المادية من أكبر عوامل انتشار المذهب الخلقي النفعي ، وتربية الشعور الأناني (Egoism) ليس فقط تجاه الشعوب غير الأوربية ، وإنما فيما بين أمم الغرب أنفسها ، بل فيما بين أفراد الأمة الواحدة منها وكلما تمكنت المادية من هذه المدنية وقوي هذا الشعور الأناني ، ضعفت القضايا الخلقية الروحية ، وقلت قيمتها العلمية ، وأصبحت فقط أداة للدعاية بين الشعوب الضعيفة أو الفطرية باسم " الإنسانية" وحملها على الاستسلام باسم " الأخوة في الإنسانية" ولذلك كان أضعف الشعوب وأزهدها في السلطان ، كالشعوب الهندية ، هو المعتنق لهذه المذاهب الروحية بأمانة وإخلاص .
عن هذا الشعور الأناني تأسست علاقة الرجل بالمرأة في أوربا ، وهي أقرب إلى علاقة مادية منها إلى علاقة نفسية روحية . ففي انكلترا إلى الآن ، وفي فرنسا لغاية تاريخ 20 فبراير سنة 1938 تمنع المرأة المتزوجة من التصرف في شئونها المالية الخاصة بها ، ويمتد سلطان الرجل وقوامته عليها إلى ناحيتها الاقتصادية المادية، بينما لا يحرم القانون ، بل قد تمنعه العادة حسبما يكون منشأ المرأة في الحياة الاجتماعية ، أن تتخذ الزوجة صديقا لها ، كما يتخذ الزوج صديقة له.
لا تمنع المرأة فقط من التصرف في أمورها الاقتصادية ، بل عليها بحكم العرف ، والعرف قانون ، أن تؤسس لخطيبها بيت الأسرة المقبلة التي ستتكون منها مبدئيا . ولهذا لا يفهم الأوربي المادي ما فرضه الإسلام على الرجل من صداق لزوجته ، ويحاول أن يصور المرأة المسلمة بالسلعة القابلة للبيع والشراء ، ولا يستحي حتى فيما يسميه أبحاثا علمية ، أو فيما تطلع به الجرائد اليومية على الرأي العام ، من تسمية المهر في الإسلام " ثمن شراء" (Kaufpreis)
لا يود أن يفهم الأوربي أن المهر هو نصيب الرجل في بناء الحياة البيتية ، وأن هذا الالتزام من جانبه وحده ، لما فرض له من قوامته على المرأة ، ولما فرض فيه بحكم الطبيعية من أنه المكافح في الحياة . فكون المرأة في أوربا هي التي تتحمل تأسيس الأسرة وحدها، قلب للوضع الطبيعي ، وأشبه شيء بوسيلة مغرية للرجل على زواجها ، كأن طبيعة الأنوثة فيها غير كافية للإغراء ، وكأن الرجل لا يشعر في طبيعته بالحاجة الملحة إلى المرأة لسد هذا النقص فيه حتى تستمر سنة الكون في البناء والتجديد في حياة البشر الاجتماعية ولكنه المذهب المادي الذي قارب أن يحول ما بقى في نفوسهم من شعور إلى غرائز لا يكون للإرادة عليها سبيل .
الإسلام حجر على المرأة ولكن في التصرف في عفتها وخلقها ، وأباح لها في جانب ذلك التصرف في مالها .
هو لم يحجر عليها في الواقع وإنما ألزمها برعاية حقوق قرينها فيما كان سبب الزواج ، وفيما المحافظة عليه سبب سعادة الحياة الزوجية .
لم يبح لها وإنما اعتد باستقلالها ، وأكد لها هذا الاستقلال فيما بعد اقترانها ، في الوقت الذي هو مظنة التبعية ، والذي هو في الواقع مبدأ التبعية في حياة المرأة الزوجية في الأمم التي تدعي أنها منبع الديمقراطية ، وأنها رسل الحرية في الشعوب التي تبيح الاتجار بالرقيق ، أو تبيح الأسر والرق باعتبار أنه تدبير من تدبير الحرب المشروعة .
إذا كان إطلاق التصرف المالي للمرأة هو الحرية الديمقراطية النسوية في القرن العشرين ، فللمرأة المسلمة أن تعتز بتمتعها بهذه الديمقراطية منذ القرن السابع الميلادي وإذا كانت قوامة الرجل الأوربي على المرأة ، في شئونها المالية ، فليفخر الرجل المسلم بأن قوامته على زوجته فيما يصون عليها شرفها وكرامتها . وإذا عدت أوربا مبدأ التبعية والحجر على المرأة في تصرفها المالي ظاهرة من ظواهر المدنية ، فليعتز الشرق الإسلامي بجعل مبدأ الأسر في الحرب من أسباب ضمان الظفر والنصر الذي لا يلبث أن يتبعه الترغيب في العتق ثانية ، وجعله غاية أنواع للكفارة عن ارتكاب أشد أنواع الإجرام مقتا عند الله وعند الناس .
المادية والروحية مذهبان متقابلان، وكلما غلت أوربا في المادية تراءى لها الحق في القوة وتمثل لها الظلم عدلا . كذلك كلما غلا الشرق في الروحية تراءت له الحياة الحقة في الزهد والتواكل والاستسلام .
أما المذهب الخيار فهو مذهب الاعتداد بالنفس ، والمحافظة على السلطان وأتباع العدل فيه ، هو المذهب القائل
(أ?) " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ....." والقائل أيضا
(ب?) " ولا يظلم ربك أحدا....."
محمد البهي
مجله الأزهر المجلد 9 ص135
لل