١٧‏/٠٩‏/٢٠٠٨

"محمد" أكثر أسماء المواليد الجدد شعبية ببروكسل للعام 2007

واقع 235 من المواليد الجدد في العاصمة البلجيكية
"محمد" أكثر أسماء المواليد الجدد شعبية ببروكسل للعام 2007



بروكسل - د ب أ

تصدر اسم "محمد" قائمة أكثر الاسماء شعبية في العاصمة البلجيكية بروكسل التي يوجد بها مقار العديد من مؤسسات الاتحاد الاوروبي.
وأعلن مكتب الاحصاء البلجيكي الاربعاء 17-9-2008 أن 235 من المواليد الجدد في بروكسل حصلوا على اسم "محمد" عام 2007 يليه في المركز الثاني اسم "آدم" الذي سمي به 169 مولودا.

وجاء اسم "أمين" في المركز السادس لقائمة أكثر 10 أسماء شعبية في بروكسل في حين اشترك اسما "أيوب" و "مهدي" في احتلال المركز السابع.
أما بالنسبة لاسماء الفتيات الاكثر شعبية عام 2007 فاحتل اسم "آية" المركز الثالث و"ياسمين" المركز الرابع و"سلمى" المركز السابع.
واحتل اسم "محمد" المركز السابع في قائمة أكثر الاسماء شعبية على مستوى بلجيكا بالكامل متخطيا بذلك مجموعة من الاسماء البلجيكية التقليدية مثل "ماتيس" الذي جاء في المركز التاسع و "هوجو" في المركز العاشر.
وواصلت أسماء "ناثان" و"لوكاس" و "نواه" تصدر قائمة أكثر أسماء الذكور شعبية على مستوى بلجيكا.
يذكر أن بلجيكا شهدت معدلات كبيرة من الهجرة في أعقاب الحرب العالمية الثانية كان معظمها من شمال أفريقيا واستقبلت بروكسل ومدينة أنتويرب الساحلية العدد الاكبر من المهاجرين.
أما بالنسبة للفتيات فكانت أسماء "لينا" و "سارة" هما الاكثر شعبية على مستوى بروكسل خلال العام الماضي.
وفي ما يبدو أنه محاولة من الاباء للخروج على الاسماء التقليدية للمواليد ، أطلق بعض الاباء في بلجيكا على أطفالهم الذكور أسماء غريبة مثل "عرفات" و "ديزل" و"يورو" وحصلت بعض البنات على أسماء مثل "كوندوليزا" و"إيكو" و "لورلاي" و"سانتانا".

هناك ١٨ تعليقًا:

غير معرف يقول...

أين قال النبي أن اليهود والنصارى حرفوا كتبهم؟!
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد
سؤال يكرره النصارى كثيراً .. (( أين قال نبيكم أن الكتاب المقدس محرف؟! )) ... (( نتحداكم أن تثبتوا أن رسول الإسلام قال إن الكتاب المقدس محرف!!! ))
وحتى نخرس هذه الألسنة التي تتكلم بما لا تعلم ويكثر نقلهم عن الجهلة أمثال زكريا وعبدالمسيح و ... إلخ إلخ
فجمعت بعض الأحاديث من كلام المصطفى وبعض الآثار عن الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم في تحريف اليهود والنصارى كتبهم؛
• روى الطبراني في المعجم الكبير:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن يَحْيَى بن أَبِي سَمِينَةَ، ح وحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن عَمْرٍو الْبَزَّارُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن بَشَّارٍ بندَارٌ، قَالا: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بن عُمَرَ، حَدَّثَنَا النَّهَّاسُ بن قَهْمٍ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بن عَوْفٍ الشَّيْبَانِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صُهَيْبٍ، أَنَّ مُعَاذَ بن جَبَلٍ، لَمَّا قَدِمَ الشَّامَ رَأَى الْيَهُودَ يَسْجُدُونَ لأَحْبَارِهِمْ وَعُلَمَائِهِمْ، وَرَأَى النَّصَارَى يَسْجُدُونَ لأَسَاقِفَتِهِمْ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ سَجَدَ لَهُ، فَقَالَ:"مَا هَذَا يَا مُعَاذُ؟"فَقَالَ: إِنِّي قَدِمْتُ الشَّامَ، فَرَأَيْتُ الْيَهُودَ يَسْجُدُونَ لِعُلَمَائِهِمْ وَأَحْبَارِهِمْ، وَرَأَيْتُ النَّصَارَى يَسْجُدُونَ لِقِسِّيسِيهِمْ وَرُهْبَانَهُمْ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: تَحِيَّةَ الأَنْبِيَاءِ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ:"كَذَبُوا عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ كَمَا حَرَّفُوا كِتَابَهُمْ، لَوْ أَمَرْتُ أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ لأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا".
والحديث رواه الطبراني في المعجم الكبير 7/20 برقم 7141 والحاكم في المستدرك برقم 7433 وقال « هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه » ورواه أحمد برقم 18591
• روى البخاري في صحيحه:
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ
كَيْفَ تَسْأَلُونَ أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ شَيْءٍ وَكِتَابُكُمْ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْدَثُ تَقْرَءُونَهُ مَحْضًا لَمْ يُشَبْ وَقَدْ حَدَّثَكُمْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ بَدَّلُوا كِتَابَ اللَّهِ وَغَيَّرُوهُ وَكَتَبُوا بِأَيْدِيهِمْ الْكِتَابَ وَقَالُوا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أَلَا يَنْهَاكُمْ مَا جَاءَكُمْ مِنْ الْعِلْمِ عَنْ مَسْأَلَتِهِمْ لَا وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا مِنْهُمْ رَجُلًا يَسْأَلُكُمْ عَنْ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْكُمْ
برقم 6815 ورواه عن ابن عباس أيضاً بلفظ آخر
2488 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يُونُسَ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ
يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ كَيْفَ تَسْأَلُونَ أَهْلَ الْكِتَابِ وَكِتَابُكُمْ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْدَثُ الْأَخْبَارِ بِاللَّهِ تَقْرَءُونَهُ لَمْ يُشَبْ وَقَدْ حَدَّثَكُمْ اللَّهُ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ بَدَّلُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ وَغَيَّرُوا بِأَيْدِيهِمْ الْكِتَابَ فَقَالُوا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ
{ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا }
أَفَلَا يَنْهَاكُمْ مَا جَاءَكُمْ مِنْ الْعِلْمِ عَنْ مُسَاءَلَتِهِمْ وَلَا وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا مِنْهُمْ رَجُلًا قَطُّ يَسْأَلُكُمْ عَنْ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْكُمْ
والحديث رواه البخاري برقم 2488 و 6969 ورواه البيهقي في السنن الكبرى 8/249 وابن أبي حاتم في تفسيره برقم 799
• روى الطبري
1395 - حدثني المثنى بن إبراهيم قال، حدثنا إبراهيم بن عبد السلام قال، حدثنا علي بن جرير، عن حماد بن سلمة، عن عبد الحميد بن جعفر، عن كنانة العدوي، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:(فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون)، الويل: جبل في النار، وهو الذي أنزل في اليهود، لأنهم حرفوا التوراة، وزادوا فيها ما يحبون، ومحوا منها ما يكرهون، ومحوا اسم محمد صلى الله عليه وسلم من التوراة. فلذلك غضب الله عليهم، فرفع بعض التوراة، فقال:(فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون).
ولكن هذا الحديث لم يصح لجهالة حال اثنين من الرواة في سنده
• قال الضحاك عن ابن عباس: إن الآية نزلت في اليهود والنصارى جميعا وذلك أنهم حرَّفوا التوراة والإنجيل وألحقوا بكتاب الله ما ليس منه.
جاء في تفسير البغوي 2/59 في تفسير قوله تعالى { وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ }
• حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ: " " وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ " , قال: هُمْ أَعْدَاءُ اللَّهِ الْيَهُودُ حَرَّفُوا كِتَابَ اللَّهِ، وَابْتَدَعُوا فِيهِ، وَزَعَمُوا أَنَّهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ".
رواه ابن أبي حاتم في تفسيره برقم 3787
• حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة:"وإن منهم لفريقًا يلوون ألسنتهم بالكتاب"، حتى بلغ:"وهم يعلمون"، هم أعداء الله اليهود، حرَّفوا كتابَ الله، وابتدعوا فيه، وزعموا أنه من عند الله.
رواه الطبري برقم 7292
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : جاء رافع وسلام بن مشكم ، ومالك بن الصيف , فقالوا : يا محمد ألست تزعم أنك على ملة إبراهيم ودينه ، وتؤمن بما عندنا ؟ قال : بلى، ولكنكم أحدثتم وجحدتم بما فيها ، وكتمتم ما أمرتم أن تبينوه للناس , فأنزل الله تبارك وتعالى : {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }المائدة68. ( أسباب النزول للسيوطي والواحدي ص 169 , والحديث لا يخلوا من علة الضعف لوجود محمد بن محمد الأنصاري في سنده وهو مجهول , لكن الحديث له شاهد يقويه ذكره القرطبي في تفسيره عن ابن عباس أيضًا رضي الله عنهما ( 3 / 158-159 ) ) .
و" أحدث الشيء " أي ابتدعه , والبدعة شرعًا : هى ما استحدث في الدين ولم يكن له أصل , وهذه إشارة جلية منه صلى الله عليه وسلم على وقوع التحريف اللفظي والمعنوي في أسفار أهل الكتاب .
أما عن "الجحود" فتعريفه عند أهل اللغة : " هو نكران الشيء حقدًا وبغضًا مع العلم به ". وهذا يتفق تمامًا مع أراء علماء النصارى في أن كتبة الأسفار هم الذين أخطأوا عن قصد ومع ذلك يدعون صحة الكتاب المقدس , فهذا من إعجاز مجامع كلمه صلى الله عليه وسلم .
* عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا (آمنا بالله وما أنزل إلينا ) الآية) ( أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب"الإعتصام بالكتاب والسنة" برقم (6814) وفي كتاب " التوحيد " برقم (6987) وانفرد به ).
وهكذا نجد الترياق المبين في كلام رب العالمين بتفسير رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم , فعقيدتنا هى أننا نؤمن أن تلك الكتب والأسفار التي عند أهل الكتاب بها صدق خُلط بكذب , وهذا قوله عليه الصلاة والسلام (لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم ) والمحك في هذا الأمر هو القرآن الكريم فهو الحاكم والرقيب والشهيد والأمين على وحي السماء لرسل رب الأرض والسماء .
* أخرج البخاري في كتاب " فضائل القرآن " عن أنس بن مالك رضي الله عنه : ( أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى) ( أخرجه البخاري برقم( 4604 ), والترمذي في " تفسير القرآن " برقم ( 3029 ) ) .
وكان هذا في وجود معظم الصحابة رضوان الله عليهم , مما يعني علمهم اليقيني مما استاقوه من كلام ربهم وفهمهم لسنة نبيهم عليه الصلاة والسلام بأن اليهود والنصارى قد حرفوا أسفارهم فاختلفوا من بعد ذلك يكفر بعضهم بعضًا .
* ذكر البخاري في مقدمته لكتاب " الإعتصام بالكتاب " في صحيحه قول معاوية رضي الله عنه في حق كعب الأحبار هكذا : ( إن كان من أصدق هؤلاء المحدثين الذين يحدثون أهل الكتاب ، وإن كنا مع ذلك لنبلوا عليه الكذب ) . يعني أن كعب الأحبار كان يخطيء فيما يقوله في بعض الأحيان لأجل أن كتبهم محرفة مبدلة . فنسبة الكذب إليه لذا , لا لكونه كذابًا , فإنه كان عند الصحابة من خيار الأحبار . فقوله : ( وإن كنا مع ذلك... ) يدل صراحة على أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يعلمون أن كتب اليهود والنصارى محرفة

غير معرف يقول...

كان رسول الله يصاب بالصرع ؟
كتب السيف البتار
فتراء او شبهة يسعى أعداء الدين من خلالها السعي لتشويه الإسلام بالطعن في الله ورسوله والقرآن المجيد
سنناقشكم بالعقل والمنطق قبل الخوض في تفاصيل الرد على كلام الجهلاء .
سيدنا محمد فتى شريف من فتيان قريش وهو الملقب من أهلها بالصادق الأمين والقرآن نزل بأسلوب عربي ، وتحدى العرب وهم أهل فصاحة وبلاغة وبيان وأصحاب تعبير جميل واداء رائع ، ونزل في قريش التي جمعت في لغتها كل لغات القبائل العربية ، وقد خرج منها صناديد محاولين تكذيب سيدنا محمد ورسالته وكفروا بدعوته ، فباللهِ عليكم :
هل سمعنا منهم مَنْ يقول هذا أو ذاك أو طعن في القرآن أو سيرة النبوية الشريفة ؟
فواللهِ لو كان فيهم مطعن ما تركوه .
رجل حاربته البشرية الضالة الجاحدة المشاقة لله ورسوله، تجادل في عنف، وتشرد في جموح، وتتطاول في قحة، وتتعنت في عناد، وتجنح عن الهدى الواضح الناطق المبين.
عرضوا عليه المال والجاه والسلطان فرفض وقال :
"والله لو وضعوا الشمس عن يميني والقمر عن يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يُظهِرَه الله أو أهلك دونه"
ذاق من الأذى أشكال وألوان ... فصبر
طردوه من مسكنه ... فصبر
حاربوه بالسلاح ... فصبر
ولكن في النهاية نصره الله
فما هو المكسب الذي جناه إن كان كاذب ؟
فكل هذه الحروب والإهانات لمن أرسله الله لينذر بـ : لا إله إلا الله ؟
ولكن ما وضح لنا أن أهل العصر الجاهلي كانوا أكثر فصاحة وبلاغة وفطنة من أهل الألفية الثالثة وعصر الحاسب الألي والصواريخ عابرة القارات والأقمار الصناعة .
فالحمد لله الحرب قائمة بين معسكر الخير ومعسكر الشر إلى يوم القيامة والله ناصر عباده الصالحين
بسم الله نبدأ بطرح الشبهة والتي تتمثل في 19 صفحة .
ونسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى .
الصفحة الأولى
اقتباس:
مقدمه
لا نوعية ولا كيفية الوحي ، ولا الموحى إليه في الإسلام ، يمكن ان يطمئن لهما أي إنسان يبحث بصدق ونزاهة عن الحقيقة .
حالة من الغرابة شملت كل جزئية من جزئيات الوحي والموحى إليه .
حالة غريبة من الوحي انفرد بها نبي الإسلام على أنبياء الله ورسله أجمعين.
حالة وحي غريبة في كيفيتها وفي نوعيتها. وغريبة في أماكن وأوقات نزولها . وغريبة في كيفية التأكد منه. وغريبة بما كانت تسببه من أزمات نفسية وجسدية للنبي ..
حالة النبي النفسية والجسدية عند نزول الوحي اليه، كانت تعكس حالة مراضية اكثر من كونها حالة إيحائية نبوية .
انها حالة من الهلوسة والهذيان اكثر من كونها حالة وحي من الرحمان.
حالة تخبط اكثر من كونها حالة تأكد .. حالة شك وتشتيت اكثر من كونها حالة يقين وتثبيت .
حتى معنى الوحي والتنزيل في القران غير واضح المعالم ولا يقطع بمعنى واضح .
الذي يتابع أخبار الوحي والموحى إليه في الإسلام ، سوف يخرج بنتائج يحار معها لمؤمن وغير المؤمن . نتائج لا يحمد عقباها الا كل باحث نزيه.
رد 1
بسم الله الرحمن الرحيم
------------
نبدأ أخى بالكلام العلمى الطبى الذى لا يستطيع أى [ جاهل] أن يشكك فيه
ولقد قمت بجمع بعض المعلومات عن الأمراض العقلية وأعراضها
-----------
العوامل التي تسبب الأمراض النفسية والعقلية.
هناك عوامل كثيرة تلعب دوراً مباشرا أو غير مباشر في أصابة الفرد بالأمراض النفسية والعقلية منها:-
* تغيرات كيمائية في المخ.
* العوامل الوراثية.
* الأحداث السيئة في الطفولة.
* الجو الأسري المضطرب أو المفكك.
* عوامل اجتماعية كالفقر والبطالة وعدم توفر السكن الملائم
ولو طبقنا هذا على حياة الرسول لن نجد اى عاملاً منها قد توفر فى مراحل طفولته ونشأته وصباه
فلو قال أحد الجهلاء أن العامل الأول [ تغيرات كيمائية في المخ. ] قد يحدث للإنسان فى أى وقت
سيكون الرد ...
1- لو حدث هذا فأين كان أهله وعشيرته وأصدقاؤه ..ألم يلاحظوا هذا؟؟؟
2- هل الشخص الذى يصاب بالإضطرابات النفسية والتى قد تؤدى إلى التأثير على تصرفاته وأفعاله وكلامه يمكن أن يصفه مجتمعه الذى يعيش فيه بصفة [ الصدق] و[ الأمانة] وهما صفتان تتطلبان التوازن النفسى والعقلى للشخص ..
3- هل يمكن أن تستأمن السيدة خديجة إنساناً مصاباً بالإضطراب النفسى على تجارتها ومالها ؟؟؟ بل إنها وكلت مهمة مراقبته لغلامها [ ميسرة ] والذى رافقه فى أول رحلة للتجارة ولم يرى عليه ما يجعله يشك فى سلوكه ...ولو رأى غير هذا لكان حكاه لسيدته خديجة بعد عودته من رحلة التجارة ولكانت أعفته من العمل معها

4- السيدة خديجة التى رغبت فى الزواج من الرسول بعد ما رأته من أخلاقه وصفاته وساندته وطمأنته عندما جاءها يرتجف بعد نزول جبريل عليه السلام عليه لأول مرة وأخبرته أن الله لن يخزيه أبداً لأنه ذو خلق عظيم ....فهل الزوجة التى قضت مع زوجها حياة زوجية إمتدت إلى 25 عاماً أنجبت خلالها سبعة من الأبناء لن تعرف أحوال زوجها وحالته النفسية والعقلية ؟؟؟
-------------
تنقسم الأمراض النفسية إلى عدة أنواع :-
1- العصاب:
هو اضطراب وظيفي نفسي في صورة أعراض نفسية وجسمية مختلفة منها القلق والاكتئاب والوسواس والأفكار المتسلطة والمخاوف الشاذة والتردد المفرط والشكوك التي لا أساس لها قسرية يجد المريض نفسة مضطرا إلى أدائها رغما عنه:
أنواع العصاب.
أ- الاكتئاب

ويشعر مرضى الاكتئاب بالقنوط واليأس، وعدم الأهمية في الحياة، ويعاني مُعْظمهم من الأرق وفُقدان الشهيّة للطعام، والصّداع وآلام الظهر والصدر، وبطء الحركة والتفكير، وصعوبة التركيز في الأعمال، وجموح الأفكار. وقد يشعر بعضهم بالهياج والرّعب. ويلجأ كثير منهم للانتحار زهدًا في الحياة، وهربًا من مشكلاتهم الخاصة.
وينقسم الاكتئاب إلى نوعين اعتمادًا على شدته. فهناك الاكتئاب الشديد الذي تظهر فيه بعض الأعراض الذّهانية مثل الأوهام، ولذلك يُطلق عليه اسم الاكتئاب الذهاني. وهناك النوع الثاني وهو الاكتئاب الخفيف الذي تظهر فيه بعض أعراض القلق. ولذلك يسمى أحيانا باسم الاكتئاب العُصابي.
ب- القلق
حالة من الانزعاج والتوتّر وعدمِ الراحة، نتيجة لتوقع خطر ما، من مصدر مجهول. والخوف دون مسوغ في بعض الأحيان.
القلق وما يتعلق به من اضطرابات. تُعد الاضطرابات أمراضًا عقلية، يشعر فيها المريض بالخوف دون مبرر (أي خوف من المجهول). وتنقسم اضطرابات القلق إلى خمسة أقسام:
1- القلق العام 2- الرُهاب 3- اضطراب الهلع 4- اضطراب الوَسْوَسَة القسري 5- الاضطرابات التفارقية (الانعزالية).
القلق العام يُعدُّ نوعًا من الخوف الدائم غير المُبَرَّر، وقد يستمر مابين شهر أو أكثر. ومن أعراضه التوتر العضليّ، والغثيان، وسرعة دقات القلب، والإصابة بنوْبات من البرد أو الحرارة، وسرعة الإثارة، و الانزعاج، والانفعال، وصعوبة المعاشرة والمعاملة، والانزعاج الدائم لتوقّع حدوث مصائب فظيعة.
الرُهاب هو الخوف الشديد الدائم من بعض الأشياء أو المواقع. ومنها رهاب الأماكن المفتوحة ورُهاب الأماكن المغلقة. فكل من يعاني من رهاب ما، نجده يتجنب مايُخيفه، وقد يُصاب بالغثيان والرعب الشديد والهلع إذا اضطر أو قُسِر للاقتراب مما يخيفه.
اضطراب الهلع شعورٌ عميق بالخوف الفُجَائيّ. وغالبًا مايحدث في النساء أكثر من الرجال، وأثناء حدوثه، يشعر المريض بقِصَرِ التنفس، وسرعة دقات القلب، والعرق، والارتعاش والنَّمِل، وقدَ يُصاحب هذه الأعراض الشعور بالخوف من الموت. وقد تستغرق فترة الخوف ما بين عدة دقائق إلى عدة ساعات، وقد يصاب الإنسان بنوبة واحدة، وقد تتكرر خلال أشهر أو أعوام.
اضطراب الوسوسة القسري يَحْدث نتيجةً لدوافع غير منطقيّة، ولايمكن التحكّم فيها، وتؤدي لظهور الوسوسة وحالات القسر. وتُعد الوسوسة نوعًا من الأفكار المرْعِبَة أو غير المفهومة للمريض التي تنتابه ولايمكنه تجاهلها، مثل التفكير الدائم في ارتكاب أفعال عنيفة أو الشعور الدائم بالتلوث. أما القَسْر فهو تلك الأفعال التي يقوم بعملها المريض بصورة مُكرَّرة دون أي سبب مثل تكرار غسْل اليدين وتكرار عد الأشياء.
ويَعْتقد مرضى القسر بإمكانيّة منع حدوث حادثة ما بهذه الأفعال. ولكنهم يدركون ـ في الوقت نفسه ـ عدم منطقية سلوكهم، ولايستمتعون بعمله، ولكنهم يُجبَرون عليه، وذلك لشعورهم بالتوتر إذا قاوموا هذه الأفعال. ويمكن أن تعوق هذه الأفعال القسرية العنيفة حياة الإنسان ونشاطاته الطبيعية.
الاضطرابات التفّارقية (الانعزالية) تعني فُقدان الشخصية أو تَغْيرها، ومن أمثلتها الشائعة مرض النَّسيان النفسي ـ أي فُقدان الذاكرة النفسي ـ حيث ينسى الإنسان ماضيه بخيره وشره، ومنها أيضًا مرض الشرود النفسي حيث ينسى الإنسان كل ماضيه وينتقل من بلدة إلى أخرى وينتحل شخصيّةً أخرى. وهناك أيضًا من يعانون من اضطراب تبدُّدِ الشخصية وهم يعتقدون أنهم يراقبون أنفسهم من البعد ولايستطيعون التَّحكُّم في أفعالهم. ويعاني بعض الناس من مرض اضطراب الشخصية المتعدِّدة إذ يكون للواحد منهم شخصيتان أو أكثر مُنْفصلتان إحداهما عن الأخرى. وتسود إحداهما على الأخرى في أوقات مُحدَّدة
2- الذهان:
وهو نوع من الأمراض العقلية الشديدة ينتج عن تغيرات كيمائية أو تلف في المخ والمصاب له يتكلم ويتصرف بشكل غير طبيعي ووظائفه العقلية والجسدية تكون في المخ في حالة غير طبيعية واضطراب شديد بالإضافة إلى أنه يكون غير مدرك كليا لعواقب تصرفاته ولا يدرك بأنه مريض لذا يرفض أخذ الدواء والعلاج.
أنواع الذهان وأعراضه :
أ‌- الفصام شيزوفرينيا ومن أعراضه مايلي:
1- العزلة والانسحاب عن الناس .
2- سماعة أصوات غريبة ورؤية أشياء غير موجودة في الواقع.
3- سلوك سلبى تجاه الأحداث وانعدام المسئولية .
4- يهمل نفسة وملابسة ونظافته الشخصية
5- قلة التركيز.
ب‌- التوهمات { ضلالات أضطهادية }
ومن أعراضه:-
1- وساوس وهمية مرتبطة بشعور الفرد بالمخاوف والاضطهاد والظلم والحسد ممن حوله.
2- شعور الفرد بعدم فهم الآخرين له.
3- إحساس الفرد بأن الناس تتكلم عنه بالسوء.
4- المغالاة والغرور وينسب لنفسه شخصيات عظيمة مثل ( أنا ملك عظيم)
ج- ذهان هوسي اكتئابي ومن أعراضه مايلي:
1- حالات متعاقبة من الشعور بالحزن الشديد أو الفرح الشديد دون سبب مباشر.
2- حالات نشاط مستمرة غير عادي.
3- كثرة الكلام في مواضيع غير مترابطة.
4- أحيانا يشتد في الصياح وينفعل ويزعق وقد يحطم الأشياء وقد يصبح عدواني.
5- يضحك كثيرا وبصوت عالي.
6- حالة ضيق شديد وانعزال عن الناس .{ في حالة اكتئاب }
3- الصرع:- يظهر الصرع في أي فئة من الفئات العمريه المختلفة وفي كلا الجنسين ولكنه أكثر شيوعا بين الأطفال والمراهقين ، والصرع مرض عضوي عصبي يظهر على هيئة نوبات تصيب الشخص وفيها يفقد الوعي ويسقط أرضاً ثم تظهر لدية حركات تشنجية منتظمة في أجراء مختلفة من جسمه أو أعراض أخرى.
أسباب الصرع:-
هناك أسباب متعددة للصرع منها التغيرات التي تظهر على شكل إفرازات كهربائية غير طبيعية في المخ . والعوامل الوراثية ، ووجود عيوب خلقية بالمخ . وقد تؤدي إصابات الرأس والتهابات المخ إلى الصرع في جميع الأعمار .
أنواع الصرع وأعراضه.
الصرع الأصغر ومن أعراضه:-
1- السرحان .
2- فقدان الذاكرة .
3- فقدان الكلام أو الكلام غير المفهوم.
4- توقف الجسم عن أي حركة تليها رمشات في العينين.
5- فقدان النشاط العادي.
الصرع الأكبر وأعراضه :
1- تصلب في الجسم.
2- احتقان في الوجه.
3- هزات متكررة في الجسم كله.
4- أعراض أخرى مصل التبول اللاإرادي ولعاب كثيف في الفم وعض اللسان.
3- الصرع البؤري:-
يكون المريض في كامل وعية وقد يتذكر ما حصل له خلال النوبة ومن أعراضه:-
1- تشنجات حركية .
2- تشنجات حسية .
3- تخيلات مرئية أو سمعية أو شميه ( هلاوس )
4- إحساس داخلي بالخوف.
---------
الاضطرابات العُضْويّة. الاضطرابات العُضْويّة يؤدِّي بعضُها مثل التشوهات الخِلْقيّة وإصابات وأمراض الدِّماغ إلى حدوث بعض الأمراض العقلية مثل الهذيان والخرف.
الهذيان. يُعد حالةً مرضيّة، يَفْقد فيها الشخص إحساسه بما يحيط به، ويسرح فيها بفكره، ويتشتت ذهنه، وتلتبس عليه الأمور، ويتكلم بكلام غير مفهوم، ويأتي بأفعال غير منطقية، ويشعر فيها بخداع البصر والهلوسة وغالبًا ما يَهيجُ ويثور ويَنْفعل، ولكنه قد ينغلق على نفسه، وتفتُر هّمته في بعض الأحيان. وفي الغالب يحدث الهذيان في الصغار والكهول نتيجةً للإصابة ببعض أمراض الكبد والكُلَى والحمَّى وإصابات الرأس والتسمّم، ويبدأ فجأة ولايستمر أكثر من أسبوع.
الخَرَف. مرض عقلي لايصيب إلا الكهول نتيجةً لتلف في بعض الأنسجة الدِمّاغيّة، ويشعر فيه المصاب بضعف في القدرات العقلية، وخصوصًا في الذاكرة والفكر والحكم على الأشياء. فمثلاً ينسى المصابون بهذا المرض الأسماء والمحادثات والوقائع الحديثة، ولايهتمون بصحتهم ولا يكترثون بالنظم الاجتماعية، ويتغير سلوكهم وتَتَغَيَّرُ شخصياتهم.
إذن بعد هذا الكلام العلمى عن ما ينتاب المصاب بالإضطراب العقلى والنفسى من اعراض واضحة صريحة يستشعرها من حوله وتؤثر على سلوكه وإدراكه يتضح أن الإفتراء على محمد [[والذى نزل عليه كتاباً أذهل العرب من اصحاب الفصاحة والبلاغة ببلاغته وإعجازه البيانى واللفظى والنحوى وما إكتشفه أهل العلم من إعجاز علمى وما إحتواه من سرد لقصص السابقين وإخباره عما يدور فى نفوس البشر ولم يطلع عليه أحد وما يحتويه من إخبار لأحداث مستقبلية ..ولعل إخبار القرآن بمصير ابى لهب وزوجته فى الآخرة وهما لايزلان على قيد الحياة أنهما لن يؤمنا بدعوة الإسلام ..وتحقق ذلك بالفعل لهو من إعجاز القرآن الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ]] قد أبطل هذا الإفتراء الساذج والذى لا ينم إلا عن إفلاس وخيبة تجعلنا نصفهم بالإختلال العقلى والنفسى
والله اعلم
رد 2
بخصوص موضوع الحاله المرضيه والوحي او الصرع علي حد زعمهم او علي حد جهلهم وهو التعبير الاصح
بحثان من احسن ما قرات في هذا الموضوع :
كان الوحى ينزل على رسول الله بطرق مختلفة وهذه الطرق هى :
1-الرؤيا الصادقة وكانت مبدأ وحيه
2- ما كان يلقيه الملك فى روعه من غير ان يراه كما قال النبى "ان روح القدس نفث فى روعى انه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله واجملوا فى الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق عل ان تطلبوه بمعصية الله"
3-كان يتمثل له الملك رجلا فيخاطبه
4- ان يرى الملك فى صورته التى خلقه الله عليها
5- كلام الله له بلا واسطة وكان يوم المعراج
6- كان يأتيه فى مثل صلصلة الجرس وكان اشده عليه فيتلبس به الملك حتى ان جبينه ليتفصد عرقا فى اليوم الشديد الحر وحتى ان راحلته لتبرك به الى الارض اذا كان اكبها ولقد جاءه الوحى مرة كذلك وفخذه على فخذ زيد بن ثابت فثقلت عليه حتى كادت ترضها
وقد جرى النصارى فى الطعن بكيفية نزول الوحى مجرى المستشرقين الذين ظهروا فىا لقرن التاسع عشر فة وقت كانت الموضه ايامها الصاق تهمة الصرع والهوس بكل العظماء ولكى نفند هذا الاتهام لابد لنا من تعريف الصرع اولا والصرع هو"مجموعة من الامراض المميزة باضطرابات متكررة فى الوظائف العصبية للمخ نتيجة اضطراب مستوى الكهربية فى المخ"
epilepsy:"Group of diseases charaterized by paroxysmal changes in neurological function caused by abnormalities in the electrical activites of the brain"
each episoide is called seizure ,seizure may be convulsve or non convulsne
اى ان النوبات اما ان تصحبها تشنجات او لا تصحبها تشنجات
types of epilepsy
1- focal(جزئيه ) وهو طبعا خارج الحسابات
2- status epilepcy وهو ايضا خارج الحسابات
3- primary generalized وهذا هو المقصود
a-grand mal (tonic- clonic) وهذا هو المقصود
b- petite mal(abscence seizers) مرفوض طبعا لأنه عبارة عن فقدان للوعى بدون تشنجات
c- myoclonic وهو مرفوض ايضا لأنه عبارة عن انقباض سريع للغاية يؤثر على الجسم كله
d- atonic وهو مرفوض ايضا لأنه عبارة عن فقدان للقوة الموضوعيه تحفظ وضع الجسم
e- infantile وكل عاقل يعرف انه مرفوض من اسمه

ولنبدأ بدراسة النوع الذى يشتبه فى كونه المقصود
Grand mal( tonic - clonic)l
وهو يتكون من ثلاث مراحل :
1-preconvulsive:ماقبل التشنج
خلالها يشعر المريض بخوف بدون سبب
2- covulsive: مرحلة التشنج
وتنقسم الى اربع مراحل :
-aura مقدمة
وبها هلاوس سمعية وبصرية
والهلوسة تعريفها هو "احساس ذاتى خاص بالشخص بدون مؤثر خارجى"
halhusination :" subjective sensation without external stimulus."
-loss of conciousness فقدان الوعى
-tonic stage مرحلة الانقباض
وتكون مصحوبة بانقباض عضلات الجسم متضمنه عضلات التنفس وتكون مصحوبة بازرقاق لون الجسم
-clonic stage (convution) مرحلة التشنجات
وعادة يحدث ازرقاق للجسم وكسور وعض اللسان وتبول لا ارادى وصعوبة فى التنفس
3- post convulsive stage مرحلة ما بعد التشنج
وفى هذه المرحلة ينام المريض لمدة تصل الى تسع ساعات وبعدها يعانى من صداع شديد ونسيان وارتباك وارهاق واحيانا شلل كامل مؤقت
اذا على مستوى الصورة الاكلينيكية اما على مستوى اسباب الصرع فان اسباب الصرع تختلف باختلاف الاعمار وتنقم الى :
0-2 years infant
2-12 years child
12-18 years adolescent
18-35 years young adult
above 35 years old adult وهذا هو المقصود
وتتلخص اسباب الصرع فى هذا السن فيما يعرف ب
cerebrovascular strock وهى تعرف على انها"فقدان للوعى بصورة جادة نتيجة لأنسداد احد الشرايين المغذية للمخ المتبوعة بشلل احد الاطراف او كلها"
وهى فى ابسط صورها تنتج عن شلل نصفى ز كما ان عدة نوبات من الصرع على مدى 23 عام بدون اى مضاعفات ككسور او عض اللسان او ما شابه شىء لا يصدق كما ان الموت فى هذه الحالات بدون علاج يحدث اثناء احدى النوبات
refrances
- cecil text book of medicine
- taber cyclopedic medical dictionary
ويتضح من السابق ان التحليل العلمى لهذه الشبهة كفيل بتفنيدها ولكن بقى شىء هو ان الرسول لم يكن وحده الذى هوجم فقد هوجم بولس ايضا وارجعوا الى ما قاله جيرالد ميسادييه الذى تكلم عن العلاقات الحميمية التى جمعت بين بولس وكل من تيوثاثى واوينزيم الذين احبهما "وفقا للجسد "على حد قوله ز ولم يكن هو الوحيد فهناك العديد من الباحثين الذين تعرضوا لها ومنهم الاب الطبيب مارك اوريزون وخصوصا ان بولس تزوج من ابنه الحاخام ثم طلقها وهاجم الزواج بعد ذلك
د.هشام عزمي :
فضلاً عن هذا فالصرع كان مرضًا معروفًا لعرب الجاهلية و لم يكن ليغيب عنهم كون رسول الله صلى الله عليه و سلم مصابًا به لو كان حقًا .
و الدليل على هذا رواية أم زفر الشهيرة في الصحيحين .. ففي صحيح
البخاري كتاب المرضي حديث رقم 5220 :
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عِمْرَانَ أَبِي بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَلَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قُلْتُ بَلَى قَالَ هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ إِنِّي أُصْرَعُ وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي قَالَ إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ فَقَالَتْ أَصْبِرُ فَقَالَتْ إِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ فَدَعَا لَهَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا مَخْلَدٌ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ أَنَّهُ رَأَى أُمَّ زُفَرَ تِلْكَ امْرَأَةً طَوِيلَةً سَوْدَاءَ عَلَى سِتْرِ الْكَعْبَةِ .
و في صحيح مسلم كتاب البر و الصلة و الآداب حديث رقم 4673 :
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ قَالَا حَدَّثَنَا عِمْرَانُ أَبُو بَكَرٍ حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَلَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قُلْتُ بَلَى قَالَ هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ إِنِّي أُصْرَعُ وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي قَالَ إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ قَالَتْ أَصْبِرُ قَالَتْ فَإِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ فَدَعَا لَهَا .
قال الإمام النووي في شرحه للحديث : (( حَدِيث الْمَرْأَة الَّتِي كَانَتْ تُصْرَع وَفِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّ الصَّرْع يُثَاب عَلَيْهِ أَكْمَلَ ثَوَاب )) .
و في مسند الإمام أحمد بن حنبل حديث رقم 3070 :
حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عِمْرَانَ أَبَا بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَلَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قَالَ قُلْتُ بَلَى قَالَ هَذِهِ السَّوْدَاءُ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ إِنِّي أُصْرَعُ وَأَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي قَالَ إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ لَكِ أَنْ يُعَافِيَكِ قَالَتْ لَا بَلْ أَصْبِرُ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ أَوْ لَا يَنْكَشِفَ عَنِّي قَالَ فَدَعَا لَهَا .
فهذا كله فيه دليل على كون الصرع مرضًا معروفًا للعرب الجاهليين و لم يكن يخفى عليهم إصابة الرسول صلى الله عليه و سلم به لو كان كذلك خاصةً مع وجود العديد من الصحابة ثاقبي النظر المعروفين بالفراسة و دقة النظر و الذين لم تكن تخفى عليهم أدق الملاحظات كعمر بن الخطاب مثلاً .
الخوف والفزع الَّذي انتابه لِمَا سمع ورأى في الغار حتَّى جعله يقطع خلوته، ويسرع إلى البيت مرتعش الفؤاد، فإنه يوضح أن ظاهرة الوحي هذه لم تأت متمِّمة لشيء ممَّا كان النبي صلي الله عليه وسلم يتصوَّره أو يخطر في باله، وإنما فوجئ بها وبالرسالة دون أي توقُّع سابق. كما أن ذهاب خديجة به لابن عمها دليل على أنها لم تكن تعلم كنهه مما جعلها تسأل قريبها ورقة عنه.
هل يتصور منصف على وجه الأرض أن القرآن كلام محمد وهل يصح في الأذهان أن أحدا يبتكر بعبقريته أمرا هو مفخرة المفاخر ومعجزة المعجزات ثم يقول للعالم في صراحة ليس هذا الفخر فخري وما هو من صنعي وما كان لدي استعداد أن آتي بشيء منه وأنتم تعرفونني وتعرفون استعدادي من قبل ألا إن هذا يخالف العقل والمنطق ويجافي العرف والعادة وينافي مقررات علم النفس وعلم الاجتماع فإن النفوس البشرية مجبولة على الرغبة في جلائل الأمور ومعاليها مطبوعة على حب كل ما يخلد ذكرها ويرفع شأنها لا سيما إذا كان ذلك نابعا منها وصادرا عنها وكان صاحب هذه النفس صدوقا ما كذب قط رافعا عقيرته بزعامة الناس ودعوتهم إلى الحق وليس شيء أجل شأنا ولا أخلد ذكرا من القرآن الكريم الذي جمع الله به شمل أمة وأقام به خير ملة وأسس به أعظم دولة فما كان لمحمد أن يزهد في هذا المجد الخالد ولا أن يتنصل من نسبته إليه لو كان من وصفه وصنعه وهو يدعو الخلق إلى الإيمان به وبما جاء به وأي وجه لمحمد في أن يتنصل من نسبة القرآن إليه وهو صاحبه إنه إن كان يطلب الوجاهة والعلو والمجد فليس شيء أوجه له ولا أعلى ولا أمجد من أن يكون هذا القرآن كلامه وإن كان يطلب هداية الناس فالناس يسرهم أن يأخذوا الهداية مباشرة ممن يعجز الجن والإنس بكلامه ويتحدى كل جيل وقبيل ببيانه ويقهر كل معارض ومكابر ببرهانه ولو كان القرآن من تأليف محمد لأثبت به ألوهيته بدلا من نبوته لأن هذا القرآن لا يمكن أن يصدر إلا عن إله ( مناهل العرفان ج 2 ص 293)
ما أروع ما وصفة القرآن من الحالة الذي سيقولها أعداء الإسلام على مر العصور واتهام أن القرآن نتيجة تعلم الرسول من بشر وهذا دليل الإعجاز القرآني على مر العصور والأيام
(وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَان الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ {103}سورة النحل. صدق الله العظيم
اقتباس:
المدعي
أن الحالة التي كانت تعتري النبي صلى الله علية وسلم عند تلقي الوحي من جبريل، وهو على حالته الملكية، وهي الحالة التي كان النبي يغيب فيها عن الناس وعما حوله، ويسمع له غطيط ( صوت النائم إذا احتبست أنفاسه ) كغطيط النائم، ويتصبب عرقه، ويثقل جسمه، هي حالة صرع تتمخض عما يخبر به أنه وحي
المحكمة: على المدعى أن يقدم لنا رده على مسألة هل فعلا كان مصابا بالصرع أم لا ؟
المدعى عليه: يجب أن نعرف ما هو الصرع وأنواعه وأعراضه ومضعفاته ونتائج الإصابة به وهل هذه الأشياء أصابت الرسول صلى الله عليه وسلم أم لا ؟
التعريف:
الصرع هو حالة عصبية تحدث من وقت لآخر اختلال وقتي في النشاط الكهربائي الطبيعي للمخ. وينشأ النشاط الكهربائي الطبيعي للمخ من مرور ملايين الشحنات الكهربائية البسيطة من بين الخلايا العصبية في المخ وأثناء انتشارها إلى جميع أجزاء الجسم، وهذا النمط الطبيعي من النشاط الكهربائي من الممكن أن يختل بسبب انطلاق شحنات كهربائية شاذة متقطعة لها تأثير كهربائي أقوى من تأثير الشحنات العادية. ويكون لهذه الشحنات تأثير على وعى الإنسان وحركة جسمه وأحاسيسه لمدة قصيرة من الزمن وهذه التغيرات الفيزيائية تسمى تشنجات صرعية ولذلك يسمى الصرع أحيانا "بالاضطراب التشنجي". وقد تحدث نوبات من النشاط الكهربائي غير الطبيعي في منطقة محددة من المخ وتسمى النوبة حينئذ بالنوبة الصرعية الجزئية أو النوبة الصرعية النوعية.وأحيانا يحدث اختلال كهربائي بجميع خلايا المخ وهنا يحدث ما يسمى بالنوبة الصرعية العامة أو الكبرى. ولا يرجع النشاط الطبيعي للمخ إلا بعد استقرار النشاط الكهربائي الطبيعي. ومن الممكن أن تكون العوامل التي تؤدى إلى مرض الصرع موجودة منذ الولادة، أو قد تحدث في سن متأخر بسبب حدوث إصابات أو عدوى أو حدوث تركيبات غير طبيعية في المخ أو التعرض لبعض المواد السامة أو لأسباب أخرى غير معروفة حالياً. وهناك العديد من الأمراض أو الإصابات الشديدة التي تؤثر على المخ لدرجة إحداث نوبة تشنجيه واحدة. وعندما تستمر نوبات التشنج بدون وجود سبب عضوي ظاهر أو عندما يكون تأثير المرض الذي أدى إلى التشنج لا يمكن إصلاحه فهنا نطلق على المرض اسم الصرع يتميز بنوبات من فقدان الوعي ترافقها اختلاطات متعممة. وتستمر النوبة فترة قصيرة ثم تزول. أم الفاصلة بين نوبة وأخرى فقد تكون بضعة أشهر في الحالات الخفيفة، بينما يمكن أنَّ تحدث النوبة بضع مرات في اليوم الواحد وذلك في الحالات الشديدة ، وهو نوبات متكررة مفاجئة مصحوبة بنقص في الوعي إلى حد الغيبوبة أحيانا.. وهناك أنواع مختلفة للنوبات التي قد تنتاب المريض؛ فمنها الصغرى والكبرى المتكررة المستمرة، وأقل هذه النوبات حدة هي الصغرى التي لا تستغرق سوى عدة ثوان، ولا تحدث تشنجات، أما النوبة النفسية الحركية فتسبب فقدانًا تامًّا في الوعي، مصحوبة بحركات أتوماتيكية غريبة كالجري، والصراخ، والهيجان، والعدوان، وجذب الملابس... إلخ
الأشكال والأعراض:
قبل أنَْ تحدث نوبة الصرع، تسبقها حالة مخبرة - تخبر المريض عن قدوم النوبة - تسمى النسمة وتتجلى مظاهرها بأشكال عديدة من الاضطرابات الحسية، كأن يشم المريض رائحة خاصة أو يسمع أصواتاً غريبة أو يرى أشكالا أو أشباحاً خاصة أو يشعر بطعم غريب في فمه... وأحياناً تكون بشكل حس مزعج في إحدى مناطق البدن، أو بشكل نفخة كالريح - ومنه تسميتها بالنسمة. وعليه يمكن تعريف النسمة بأنها الاضطرابات الحسية التي تتقدم نوبة الصرع والتي تـنبيء عن قرب ظهور النوبة المفاجئ.
هذا وإن للصرع أشـكالاً عـديدة، أهمها:
أولاً - الصـرع الكبير:
قد تكون النسمة في هذا الشكل غير موجودة أحياناً، وتمر حوادثه بثلاث مراحل؛ فقدان الوعي، والارتجاجات، وعودة الوعي. يبدأ فقدان الوعي فجأة ويرافقه فقدان الحركة، فيسقط المريض بشكل تشنجي ويظهر الزبد على الفم، وقد يعض المريض لسانه كما قد يتبول أو يتغوط. وتستمر هذه المرحلة حوالي الدقيقة الواحدة. وأخيرا تبدأ فترة الهدوء فيصبح التنفس عميقاً ويعود الوعي تدريجيـاً... وتنتهـي النوبـة. وعندما يصحو المريض يكون في حالة ذهول ولا يذكر شيئاً مما جرى.. ولكنه يشعر بصداع شديد يدفعه للنوم العميق، ليستفيق بعدها وقد عاد طبيعياً. وبعض المرضى يستطيع أنَّ يعود إلى أعماله الاعتيادية بعد انتهاء
الصرع الكبرى وأعراضه:
1- تصلب في الجسم.
2- احتقان في الوجه.
3- هزات متكررة في الجسم كله.
4- أعراض أخرى مثل التبول اللاإرادي ولعاب كثيف في الفم وعض اللسان نوبة مباشرة.
ثانيـاً: الصرع الـدائم:
وفي هذا الشكل تتعاقب النوبات بصورة مستمرة دون فاصلة، فيبقى المريض فاقداً وعيه بشكل دائم مع حدوث نوبات اختلاجية بين حين وآخر ولهذا فإن المريض قد يموت نتيجة للجهد العضلي العصبي الدماغي. وعليه فأن هذا الشكل من الصرع شديد الخطورة ونشير إلى أنَّ الحرارة ترتفع فيه كثيراً. يبدو الشخص واعياً أثناء نوبات الصرع الجزئية المركبة لكنه غالبا لا يدرك من حوله أثناء النوبة. وقد يكون الشخص قادراً على السمع ولكنه لا يكون قادراً على الاستجابة للقريبين منه. و تبدو عادة هذه النوبة مشابهة لنوبة صرع التغيب في كون الإنسان قد يبقى محملقاً في الفراغ. و تدوم النوبة عموماً لفترة أطول وقد يكون هنالك بعض التصرفات أو الحركات اللاإرادية مثل تقليب أو تمطيط الشفاه أو المضع أو حركات طرفية لا إرادية مثل حركة يد متكررة متماثلة بعكس النوبة الغيبية التي تنتهي فجأة بعد "30 " ثانية أو أقل، بينما تدوم نوبة الصرع الجزئية المركبة عادة لمدة دقيقة إلى دقيقتين وتحتاج إلى فترة أطول لاسترداد الوعي والنشاط. وليس مستغرباً أن تبدأ نوبة الصرع الجزئية كنوبة بسيطة تتطور إلى نوبة صرع جزئية مركبة ومن ثم تتحول إلى نوبة ارتجاجية كبيرة أو نوبة تشنجية.
ثالثاً - الصرع الجزئي:
يسمى أيضاً (صرع جاكسون )، وتكون النسمة فيه واضحة ويتبعها ذهول واضطراب في الذاكرة دون أنَّ يفقد المريض وعيه، وتظهر اختلاجات وتشنجات عضلية في موضع واحد من الجسم فقط، ثم تنتشر إلى الأقسام المجاورة. ويشار إليها عادة بالنوبات التحذيرية أو النسمة ( الحس الشخصي) وهي الإحساس الشخصي الذي يسبق النوبات الاشتدادية. حيث يكون الشخص واعياً بالكامل خلال هذه النوبات ولا يفقد وعيه. تعتمد أعراض هذه النوبات على الجزء النشط من الدماغ أثناء النوبة. وقد تشمل الأعراض رجفة في جزء واحد من الجسم، خوف، قلق، غثيان، الإحساس بالضحك والذي قد يتطور إلى أصوات عالية أو رائحة مميزة كذلك أضواء أو تغير فى النظر أو إحساس بتنميل و لسعات كهربائية فى أجزاء من الجسم. علماً بأن الأعراض تختلف إلى حد كبير من شخص إلى آخر تبعاً لموقع نشاط النوبة في الدماغ.
الصرع البؤري:-
يكون المريض في كامل وعية وقد يتذكر ما حصل له خلال النوبة ومن أعراضه:-
1- تشنجات حركية.
2- تشنجات حسية.
3- تخيلات مرئية أو سمعية أو شميه ( هلاوس )
4- إحساس داخلي بالخوف
رابعاً - الصرع الصغير:
ويدعى كذلك (الغياب الصرعى ) والنسمة فيه قد تكون مفقودة، وهي إنْ ظهرت كانت خفيفة. ويتميز هذا الشكل باضطراب بسيط في الوعي لعدة ثوان فقط ثم يعود المريض طبيعياً رأسا. وهكذا فإن الصرع الصغير يختلف عن الأشكال السابقة بعدم فقدان الوعي وعدم ظهور الاختلاجات. وقد تحدث هذه النوبة دون أنَّ يشعر بها أحد ولا تؤثر على سير عمل المريض. فمثلاً يكون المريض واقفاً بين رفقائه وهو يتكلم في موضوع مهم، وفجأة يتوقف عن الكلام بضع ثوان، يعود بعدها لتكملة حديثه طبيعياً... وقد يلاحظ عليه لشحوب الوجه أثناء توقف الكلام. إنَّ الصرع الصغير يبدأ عادة منذ الطفولة ويستمر حتى دور المراهقة وعند ذلك إما أنَّ يشفى أو أنَّ يتحول إلى الصرع الكبير.
الصرع الأصغر ومن أعراضه:-
1- السرحان.
2- فقدان الذاكرة.
3- فقدان الكلام أو الكلام غير المفهوم.
4- توقف الجسم عن أي حركة تليها رمشات في العينين.
5- فقدان النشاط العادي.
الصرع والنوبات النفسية:
وهى أكثر الاضطرابات شيوعا وفى هذه الحالات يحدث فقدان في الوعي قبل حدوث نوبة التشنج أو بعدها أو بديلا عن حدوث التشنج ويظهر المريض تصرفات وتفاعلات غير واعية وقد يصاحب ذلك ارتباك واضطراب فى التفكير وقلق وخوف تأخذ النوبة الصرعية شكل نوبة هياج مع وجود هلاوس أو خوف أو عنف شديد وعادة يصاب مريض الصرع بالانفصام.
فهل أصاب الرسول الله صلى الله علية وسلم أي شيء من هذا بالطبع لا ولا يوجد أدنى دليل لوجود شبهة في ذلك وإليك رد هذه الفرية لترى أنهم طعنوا في غير مطعن، وطاروا في غير مطار.
(1) إن النبي صلى الله عليه وسلم بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء كان أصح الناس بدنا وأقواهم جسما، وأوصافه التي تناقلها الرواة تدل على البطولة الجسمانية. وقد بلغ من قوته أنه صارع ركانة بن عبد يزيد فصرعه، وكان ركانة هذا مصارعا ماهرا، ما قدر أحد أن يأتي بجانبه إلى الأرض، ولما عرض عليه النبي الدعوة قال: صارعني فإن أنت غلبتني آمنت أنك رسول الله، فصارعه الرسول فغلبه، فقيل إنه أسلم عقب ذلك( التاريخ الكبير رقم 1146، الجرح والتعديل رقم 2342، مشاهير علماء الأمصار رقم 187، الثقات رقم 437، الإصابة رقم 2691) والمصاب بالصرع لا يكون على هذه القوة، وقد شهد للنبي رجل غريب عن الإسلام ولكنه منصف قال الكاتب الأجنبي ( بودلي) في كتابه( الرسول حياة محمد ) مفندا هذا الزعم:" لا يصاب بالصرع من كان في مثل الصحة التي كان يتمتع بها محمد صلى الله عليه وسلم حتى قبل وفاته بأسبوع واحد، وإن كان ممن تنتابه حالات الصرع كان يعتبر مجنونا، ولو كان هناك من يوصف بالعقل ورجاحته، فهو محمد"
(2) إن مريض الصرع يصاب بآلام حادة في كافة أعضاء جسمه يحس بها إذا ما انتهت نوبة الصرع، ويظل حزينا كاسف البال بسببها، وكثيرا ما يحاول مرضى الصرع الانتحار من قسوة ما يعانون من آلام في النوبات فلو كان ما يعتري النبي صلى الله عليه وسلم عند الوحي صرعا لأسف لذلك وحزن لوقوعه ولسعد بانقطاع هذه الحالة عنه، ولكن الأمر كان على خلاف ذلك.
لقد فتر الوحي عن الرسول مدة فحزن لذلك حزنا شديدا، وكان يذهب إلى غار حراء وقمم الجبال عسى أن يعثر على الملك الذي جاء بحراء وبقي محزون النفس من هذه الحالة حتى سرى عنه ربه يوصل ما أنفصم من الوحي.
(3) إن الوحي لم يكن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الحال التي قالوا عنها إنها صرع إلا أحيانا وأحيانا كان يأتيه وهو في حالته الطبيعية فلا غيبوبة ولا قلق ولا غطيط، وذلك حينما كان يأتيه جبريل في صورة رجل، وكان الجالسون لا يعرفون أنه جبريل، ولكن النبي كان يعلم ذلك حق العلم وذلك كما حدث في الحديث الطويل الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما والذي يعتبر سجلا جامعا لأصول الإيمان والإسلام والإحسان.
ويدل على حالتي الوحي هاتين الحديث الذي رواه البخاري عن السيدة عائشة رضي الله عنها " أن الحارث بن هشام – رضي الله عنه – سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كيف يأتيك الوحي ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أحيانا يأتيني مثل صلصة الجرس، وهو أشده علي، فيفصم عتي وقد وعيت منه ما قال: وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول ".قالت عائشة رضي الله عنها: ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا "( صحيح مسلم رقم 2333، صحيح البخاري رقم 2،3043)وهل سمعنا أن الصرع من الأنواع كلها المشروحة هل يأتي بصوت كصلصة الجرس أو دوي النحل لا يوجد صرع يسمعه الجالسين من حوله وهذا دليل آخر على عدم التمييز بين الوحي والصرع لمن يحاول اتهام الرسول الله صلى الله علية وسلم
(4) إن الثابت علميا أن المصروع حالة الصرع يتعطل تفكيره وإدراكه تعطلا تاما، فلا يدري المريض في نوبته شيئا عما يدور حوله، ولا ما يجيش في نفسه كما أنه يغيب عن صوابه، وتعتريه تشنجات تتوقف فيها حركة الشعور ويصبح المريض بلا إحساس.
ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم كان بعد الوحي يتلو على الناس آيات بينات، وتشريعات محكمات، وعظات بليغات، وأخلاقا عظيمة، وكلاما بلغ الغاية في الفصاحة والبلاغة تحدى به الناس قاطبة – عربهم وعجمهم – أن يأتوا بأقصر سورة منه فما استطاعوا فهل يعقل من المصروع أن يأتي بشيء من هذا ؟ اللهم إن هذا أمر لا يجوز إلا في عقول المجانين إن كانت لهم عقول.

(5) في حالة الصرع تمر بذهن المريض ذكريات أو أحلام مرئية أو الاثنان معا وتسمى " بالهلاوس"وقد أثبت الطب أيضا أن الذكريات التي تمر بالمريض لابد أن يكون قد عاش فيها المريض نفسه حتما إذ أن النوبة الصرعية ما هي إلا تنبيه لصورة أو صوت مر بالإنسان ثم أحتفظ به في ثنايا المخ، وقد أمكن طبيا أجراء عملية التنبيه هذه بوساطة تيار كهربائي صناعي سلط على جزء خاص في المخ فشعر المريض بنفس " الهلاوس" التي تنتابه في أثناء نوبة الصرع، وكلما تكررت نوبة الصرع تكررت نفس الذكريات أو " الهلاوس" فهذا مريض يسمع أغنية أو قطعة من شعر، أو حديثا من أي نوع كان في نوبة صرعه، ويتكرر سماعه لها في كل نوبة، ولابد أن يكون ما سمعه في النوبة قد سمعه يوما في طفولته. أو شبابه، أو قبل مرضه، وكذلك إذا كانت النوبة تثير منظرا لابد أن يكون قد مر عليه.
وبتطبيق ما قرره الطب الحديث في حقائق الصرع على ما يعتري النبي صلى الله عليه وسلم نجده يردد آيات لا يمكن إطلاقا أن يكون قد سمعها من قبل في حياته، فهي آيات واردة على لسان الحق سبحانه وتعالى قبل أن يعمر البشر الأرض مثل قوله سبحانه( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَة قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ)(30 البقرة) ؛ (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا {50}سورة الكهف
وآيات أخرى فيها قول الله يوم القيامة مثل (حَتَّى إِذَا جَاؤُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)(سورة النمل 84)
وكذلك الآيات التي تحكي عصور ما قبل الإسلام، والمقاولات والمحاورات التي جرت بين أقوام عاشوا قبل الرسول بآلاف السنين وذلك مثل قوله سبحانه وتعالى (كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ {37}آل عمران إلى غير ذلك من الأحاديث والأحوال لم تمر بالرسول قطعا فهي لم تختزن بالتالي في المخ لتثيرها نوبات صرعية فيتذكرها، وبذلك يقرر الطب الحديث في أحدث اكتشافاته بالنسبة للصرع أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يكون هناك أدنى شبهة في إصابته بالصرع إطلاقا، وأن ما كان يعتريه إنما هي حالة نفسية وجسدية لتلقي وحي الله سبحانه وتعالى، هذا الوحي الذي أخبره الله فيه عما مضى، وعما يستقبل.
(6) ثم ما رأي هؤلاء الطاعنين وفيهم من ينتمي إلى بعض الأديان في أنهم لا ينالون من نبينا محمد صلى الله علية وسلم وحده، وإنما ينالون من جميع أنبياء الله ورسله الذين كانت لهم كتب أو صحف أوحى بها من عند الله سبحانه فهل تطيب نفوس المقرين بالأديان منهم أن يخربوا بيوتهم قبل أن يخربوا بيوت غيرهم ؟ وما رأيهم فيما جاء في كتب العهد القديم والجديد من إيحاءات ونبوءات ؟ وهل يقولون في وحي نبي الله موسى وعيسى – عليهما السلام – ما يقولون في وحي نبينا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
اللهم إن هذا الطعن لا يفوه به إلا أحد رجلين: إما رجل مخرف، وإما رجل مخرب مدمر يريد هدم الأديان.(المدخل لدراسة القرآن الكريم د/ محمد بن محمد أبو شهبة ص95-99) وأكبر دليل على إبطال هذه الفرية الكاذبة أن مصاب الصرع يصاب مع الأيام بضعف شديد في الذاكرة والرسول الله صلى الله علية وسلم مات بكامل ذاكرته حقا إنها فريه خائبة ساقطة نتيجة الحقد الدفين أنني أطالب المحكمة بعد كل ذلك بما يلي ويشترك كل منصف سواء كان مسلما أو غير ذلك من الذين يستخدمون القواعد العلمية أن يحاكموا هؤلاء تخيلوا كم إنسان على وجه الأرض مات وهو يستمع إلى هذه الضلالات ولا يعرف الحقيقة ربما لو عرف الحقيقة لتغيرت حياته كم حرمتم أناسا على وجه الأرض من أن يتعايشوا مع دين الإسلام وكم حرمتم شابا من أن يدخل دين الله وكم حرمتم امرأة بهذه الأكاذيب لقد أجرمتم في حق البشرية وفي حق أنفسكم لقد صنعتم البغضاء بلا سبب سوى أنكم تكرهون شيئا أسمة الإسلام ولقد تربيتم على ذلك وظلمتم الإسلام فهل لكم أن تتراجعوا عن أسلوبكم الذي أفقدكم المصداقية وحرمتم أناسا كان من الممكن أن يكونوا نبراسا للبشرية أنني أشكر هيئة المحكمة على حسن إنصاتها والقضاة الشرفاء فى أنحاء الأرض والمحكمة التي أتسع صدرها لكي نصل للحقيقة معا شكرا لكم جميعا

غير معرف يقول...

(1) زواج الرسول صلى الله عليه وسلم
أ.د. بكر بن زكي عوض
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حدثني أحد الأصدقاء الثقات أنه دخل على إحدى غرف الدردشة الصوتية ووجد فيها مسلمين ونصارى يتناقشون عن الديانتين, ولاحظ أن أكثر موضوع كان يحرج المسلمين هو زواج الرسول – صلى الله عليه وسلم - من تسع نساء، وسؤالي هو: هل يمكن أن أجد لديكم شرحاً مفصلاً لهذه الزيجات وظروفها والحكمة منها؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله، وبعد:
أخي السائل: إن تعدد الزوجات معروف في الرسالات السابقة كما هو معروف في رسالة الإسلام وحياة الرسول –عليه الصلاة والسلام-.
وإذا كنت تناقش نصرانياً أو تريد أن تناقشه فإليك الآتي:
(1) إن إبراهيم وإسحاق ويعقوب وداود وسليمان وغيرهم قد عددوا الزوجات ووصل الأمر بهم إلى الزواج من مئة مثل داود الذي لم يكتف بتسع وتسعين حتى تزوج تمام المئة بعد موت زوجها، وسليمان كانت له ثلاثمائة زوجة وأربعمائة جارية كما في العهد القديم مصدر التشريع الأول عند النصارى(ما جئت لأنقص بل لأكمل).
(2) كافة نصوص العهد القديم تأذن بالتعدد وتبيحه للأفراد رسلاً أو بشراً.
(3) لم يرد نص واحد يحرم التعدد في النصرانية وقد تأثر النصارى بالبلاد التي نشروا فيها النصرانية، ففي أفريقيا يأذنون بالتعدد ويبيحون الزواج للقساوسة، وفي أوروبا يحرمون التعدد ويحرمون الزواج على القساوسة ويبيحون الصداقة.
(4) النص الذي يستشهد به النصارى على تحريم التعدد هو(أما علمتم أن الخالق منذ البدء جعلهما ذكراً وأنثى وقال لهذا يترك الرجل أباه وأمه ويلزم امرأته فما جمعه الله لا يفرقه إنسان). فجعلوا من ضمير الإفراد في قوله: "امرأته" أن الرجل لا يتزوج إلا بامرأة واحدة. والنص قد فهم على غير وجهه، فالمسيح حين سئل "أيحل لأحدنا أن يطلق امرأته لأي علة كانت..." كانت إجابته كما سبق.
(5) أن الإجابة لا صلة لها بالتعدد بل بالنهي عن الطلاق لا التزوج.
(6) المسيحية تأذن بالتعدد بالتتابع ولكنها ترفضه بالجمع وينتهي التعدد عند الرابعة متتابعاً حتى لا يكون الإنسان غاوياً، وتسمح بالخلة والصديقة بدون حد ولا عد.
(7) كان العرب يجمعون بين أربعين امرأة في وقت واحد كدليل على الرجولة وطلب للولد.
(8) بالنسبة لتعدد زوجات الرسول –صلى الله عليه وسلم- فإنه يرجع إلى أسباب اجتماعية وتشريعية وسياسية يمكن بيانها –والله أعلم- على النحو التالي:
أولاً: الأسباب الاجتماعية:
(1) زواجه من خديجة – رضي الله عنها- وهذا أمر اجتماعي أن يتزوج البالغ العاقل الرشيد وكان – عليه الصلاة والسلام - في سن الخامسة والعشرين وظلت معه وحدها حتى توفيت وهو في سن الخمسين.
(2) تزوج بعدها بالسيدة سودة بنت زمعة وكانت أرملة لحاجة بناته الأربع إلى أم بديلة ترعاهن وتبصرهن بما تبصر به كل أم بناتها.
(3) حفصة بنت عمر بن الخطاب تزوجها بعد وفاة زوجها إكراماً لأبيها سـ3هـ.
(4) زينب بنت خزيمة استشهد زوجها في أحد فتزوجها سـ 4هـ.
(5) أم سلمة هند بنت أمية توفى زوجها ولها أولاد فتزوجها سـ4هـ.
ثانيا: الأسباب التشريعية:
(1) زواجه من عائشة – رضي الله عنها - فلقد كان بوحي، حيث رآها في المنام ورؤيا الأنبياء وحي.
(2) زينب بنت جحش زوجة زيد بن حارثة الذي كان يدعى زيد بن محمد بالتبني فنزل قول الله تعالى: (وما جعل أدعياءكم أبناءكم) [الأحزاب: 4] (ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله) [الأحزاب: 5] وبعد خلاف مع زوجها طلقت منه وأمر الرسول – صلى الله عليه وسلم - أن يتزوجها لإقامة الدليل العملي على بطلان التبني، وذلك سنة خمسة للهجرة.
ثالثاً: الأسباب السياسية:
- كان لبعض زيجات الرسول – صلى الله عليه وسلم - بعداً سياسياً من حيث ائتلاف القلوب والحد من العداوة وإطلاق الأسرى... إلخ، ومن هن:
(1) جويرية بنت الحارث سيد بني المصطلق من خزاعة وقعت في الأسر، تزوجها سنة 6 هـ.
(2) أما حبيبة رملة بنت أبي سفيان، تنصر زوجها وبقيت على إسلامها، وكان للزواج منها كبير الأثر في كسر حدة أبي سفيان في العداء للإسلام، حتى هداه الله.
(3) صفية بنت حيي بن أخطب كانت من سبي خيبر أعتقها الرسول وتزوجها سـ7هـ.
(4) ميمونة بنت الحارث تزوجها سـ 7هـ.
مات من هؤلاء اثنتان في حياة الرسول وهما خديجة وزينب بنت خزيمة وتوفى الرسول – صلى الله عليه وسلم - عن تسع.
وأما الجواري فهما مارية القبطية التي ولدت إبراهيم وتوفى صغيراً، وريحانة بنت زيد القرطية.
إذن التعدد بدأ في سن الثالثة والخمسين من عمره فهل هذا دليل الشهوة، ومن يشتهِ هل يتزوج الثيبات وأمهات الأولاد والأرامل، كيف وقد عرض عليه خيرة بنات قريش فأبى!
إن التعدد كله لحكم منها – فضلاً عما سبق - بيان كل ما يقع في بيت النبوة من أحكام عملاً بقوله تعالى: (واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة) [الأحزاب: 34], وإذا كان الحكم الشرعي لا يثبت بخبر الواحد غالباً فإن للتعدد أثره في إثبات الأحكام بالتواتر، كما أن زوجات الرسول – صلى الله عليه وسلم - اختلفت أحوالهن بين غنى وفقرٍ وحسب ونسب وبساطة لكل من يتزوج بأي صورة من هذه الصور قدوة في حياة الرسول – صلى الله عليه وسلم - مع زوجته التي تطابق حال زوجه وتعددهن فيه بيان لكل ما يمكن أن يقع من النساء داخل البيت كالغيرة والصبر والتآمر وطلب الدنيا؟ والتواضع ونشر العلم والرضى... إلخ.
إن بسط الكلام في هذا الأمر متعذر في هذه العجالة واقرأ زوجات النبي – صلى الله عليه وسلم - لبنت الشاطئ. تعدد الزوجات لأحمد عبد الوهاب. الرحيق المختوم (الجزء الثاني) للمباركفوري.
---------------
(2) حول عصمة الرسول صلى الله عليه وسلم وموقف القرآن من العصمة
أ.د محمود حمدي زقزوق
هناك من لا يعترفون بأن الرسول معصوم عن الخطأ ، ويقدمون الأدلة على ذلك بسورة [عبس وتولى] وكذلك عندما جامل الرسول صلى الله عليه وسلم زوجاته، ونزلت الآية الكريمة التي تنهاه عن ذلك (انتهى).
الرد على الشبهة:
إن عصمة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك عصمة كل الرسل - عليهم السلام - يجب أن تفهم في نطاق مكانة الرسول.. ومهمة الرسالة.. فالرسول: بشر يُوحَى إليه.. أي أنه - مع بشريته - له خصوصية الاتصال بالسماء ، بواسطة الوحي.. ولذلك فإن هذه المهمة تقتضى صفات يصنعها الله على عينه فيمن يصطفيه ، كي تكون هناك مناسبة بين هذه الصفات وبين هذه المكانة والمهام الخاصة الموكولة إلى صاحبها.
والرسول مكلف بتبليغ الرسالة، والدعوة إليها، والجهاد في سبيل إقامتها وتطبيقها.. وله على الناس طاعة هي جزء من طاعة الله - سبحانه وتعالى-(أطيعوا الله وأطيعوا الرسول), (قل أطيعوا الله والرسول), (من يطع الرسول فقد أطاع الله), (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)، ولذلك كانت عصمة الرسل فيما يبلغونه عن الله ضرورة من ضرورات صدقهم والثقة في هذا البلاغ الإلهي الذي اختيروا ليقوموا به بين الناس.. وبداهة العقل - فضلاً عن النقل - تحكم بأن مُرْسِل الرسالة إذا لم يتخير الرسول الذي يضفى الصدق على رسالته ، كان عابثًا.. وهو ما يستحيل على الله، الذي يصطفى من الناس رسلاً تؤهلهم العصمة لإضفاء الثقة والصدق على البلاغ الإلهي.. والحُجة على الناس بصدق هذا الذي يبلغون.
وفى التعبير عن إجماع الأمة على ضرورة العصمة للرسول فيما يبلغ عن الله، يقول الشيخ محمد عبده عن عصمة الرسل - كل الرسل-: "... ومن لوازم ذلك بالضرورة: وجوب الاعتقاد بعلو فطرتهم، وصحة عقولهم، وصدقهم في أقوالهم، وأمانتهم في تبليغ ما عهد إليهم أن يبلغوه، وعصمتهم من كل ما يشوه السيرة البشرية، وسلامة أبدانهم مما تنبو عنه الأبصار وتنفر منه الأذواق السليمة، وأنهم منزهون عما يضاد شيئًا من هذه الصفات، وأن أرواحهم ممدودة من الجلال الإلهي بما لا يمكن معه لنفس إنسانية أن تسطو عليها سطوة روحانية.. إن من حكمة الصانع الحكيم - الذي أقام الإنسان على قاعدة الإرشاد والتعليم - أن يجعل من مراتب الأنفس البشرية مرتبة يُعدُّ لها، بمحض فضله، بعض مَنْ يصطفيه من خلقه، وهو أعلم حيث يجعل رسالته، يميزهم بالفطرة السليمة، ويبلغ بأرواحهم من الكمال ما يليقون معه للاستشراق بأنوار علمه، والأمانة على مكنون سره، مما لو انكشف لغيرهم انكشافه لهم لفاضت له نفسه، أو ذهبت بعقله جلالته وعظمته، فيشرفون على الغيب بإذنه، ويعلمون ما سيكون من شأن الناس فيه ، ويكونون في مراتبهم العلوية على نسبة من العالمين، نهاية الشاهد وبداية الغائب ، فهم في الدنيا كأنهم ليسو من أهلها ، هم وفد الآخرة في لباس من ليس من سكانها.. أما فيما عدا ذلك - [أي الاتصال بالسماء والتبليغ عنها] - فهم بشر يعتريهم ما يعترى سائر أفراده ، يأكلون ويشربون وينامون ويسهون وينسون فيما لا علاقة له بتبليغ الأحكام ، ويمرضون وتمتد إليهم أيدي الظلمة ، وينالهم الاضطهاد ، وقد يقتلون".
فالعصمة - كالمعجزة - ضرورة من ضرورات صدق الرسالة ، ومن مقتضيات حكمة من أرسل الرسل - عليهم السلام -..
وإذا كان الرسول - كبشر - يجوز على جسده ما يجوز على أجساد البشر.. وإذا كان الرسول كمجتهد قد كان يمارس الاجتهاد والشورى وإعمال العقل والفكر والاختيار بين البدائل في مناطق وميادين الاجتهاد التي لم ينزل فيها وحى إلهي.. فإنه معصوم في مناطق وميادين التبليغ عن الله - سبحانه وتعالى - لأنه لو جاز عليه الخطأ أو السهو أو مجانبة الحق والصواب أو اختيار غير الأولى في مناطق وميادين التبليغ عن الله لتطرق الشك إلى صلب الرسالة والوحي والبلاغ ، بل وإلى حكمة من اصطفاه وأرسله ليكون حُجة على الناس.. كذلك كانت العصمة صفة أصيلة وشرطًا ضروريًا من شروط رسالة جميع الرسل - عليهم السلام -.. فالرسول في هذا النطاق - نطاق التبليغ عن الله - (وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحى يوحى). وبلاغة ما هو بقول بشر، ولذلك كانت طاعته فيه طاعة لله، وبغير العصمة لا يتأتى له هذا المقام.
أما اجتهادات الرسول صلى الله عليه وسلم فيما لا وحى فيه، والتي هي ثمرة لإعماله لعقله وقدراته وملكاته البشرية، فلقد كانت تصادف الصواب والأولى ، كما كان يجوز عليها غير ذلك.. ومن هنا رأينا كيف كان الصحابة، رضوان الله عليهم في كثير من المواطن وبإزاء كثير من مواقف وقرارات وآراء واجتهادات الرسول صلى الله عليه وسلم يسألونه - قبل الإدلاء بمساهماتهم في الرأي - هذا السؤال الذي شاع في السُّنة والسيرة:
"يا رسول الله، أهو الوحي؟ أم الرأي والمشورة؟.." فإن قال: إنه الوحي. كان منهم السمع والطاعة له ، لأن طاعته هنا هي طاعة لله.. وهم يسلمون الوجه لله حتى ولو خفيت الحكمة من هذا الأمر عن عقولهم، لأن علم الله - مصدر الوحي - مطلق وكلى ومحيط، بينما علمهم نسبى، قد تخفى عليه الحكمة التي لا يعلمها إلا الله.. أما إن قال لهم الرسول - جوابًا عن سؤالهم -: إنه الرأي والمشورة.. فإنهم يجتهدون ، ويشيرون ، ويصوبون.. لأنه صلى الله عليه وسلم هنا ليس معصومًا ، وإنما هو واحد من المقدمين في الشورى والاجتهاد.. ووقائع نزوله عن اجتهاده إلى اجتهادات الصحابة كثيرة ومتناثرة في كتب السنة ومصادر السيرة النبوية - في مكان القتال يوم غزوة بدر.. وفى الموقف من أسراها.. وفى مكان القتال يوم موقعة أُحد.. وفى مصالحة بعض الأحزاب يوم الخندق.. إلخ.. إلخ.
ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أراد الله له أن يكون القدوة والأسوة للأمة: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا).
وحتى لا يقتدي الناس باجتهاد نبوي لم يصادف الأولى، كان نزول الوحي لتصويب اجتهاداته التي لم تصادف الأولى، بل وعتابه - أحيانًا - على بعض هذه الاجتهادات والاختيارات من مثل: (عبس وتولى * أن جاءه الأعمى * وما يدريك لعله يزكى * أو يذكر فتنفعه الذكرى * أما من استغنى * فأنت له تصدى * وما عليك ألا يزكى * وأما من جاءك يسعى * وهو يخشى * فأنت عنه تلهى). ومن مثل: (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغى مرضاة أزواجك والله غفور رحيم * قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم والله مولاكم وهو العليم الحكيم * وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثًا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرّف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير). ومن مثل: (ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم * لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم).
وغيرها من مواطن التصويب الإلهي للاجتهادات النبوية فيما لم يسبق فيه وحى، وذلك حتى لا يتأسى الناس بهذه الاجتهادات المخالفة للأولى.
فالعصمة للرسول صلى الله عليه وسلم ، فيما يبلغ عن الله شرط لازم لتحقيق الصدق والثقة في البلاغ الإلهي، وبدونها لا يكون هناك فارق بين الرسول وغيره من الحكماء والمصلحين، ومن ثم لا يكون هناك فارق بين الوحي المعصوم والمعجز وبين الفلسفات والإبداعات البشرية التي يجوز عليها الخطأ والصواب.. فبدون العصمة تصبح الرسالة والوحي والبلاغ قول بشر، بينما هي - بالعصمة - قول الله - سبحانه وتعالى - الذي بلغه وبينه المعصوم - عليه الصلاة والسلام -.. فعصمة المُبَلِّغ هي الشرط لعصمة البلاغ.. بل إنها - أيضًا - الشرط لنفى العبث وثبوت الحكمة لمن اصطفى الرسول وبعثه وأوحى إليه بهذا البلاغ

غير معرف يقول...

حول إنجيل مَتَّى

متى هو أحد الحواريين الاثني عشر. كتب إنجيله سنة 41م حسب قول البعض، أي بعد ثماني سنوات من رفع المسيح. والبعض يرى أنه كتبه سنة 60م، أي بعد رفع المسيح بنحو سبع وعشرين سنة.

كتب متى إنجيله باللغة العبرية، والبعض يقول باللغة الآرامية. ومهما كانت لغة الأصل، فإن الأصل مفقود. والموجود هو الترجمة اليونانية. المترجم مجهول. تاريخ الترجمة مجهول. الأصل لا وجود له، مما يجعل من الصعب التثبت من مدى تطابق الترجمة مع الأصل.

سنرى في إنجيل متى كيف تتعارض نصوصه مع بعضها البعض، وكيف تتعارض كثير من نصوصه مع الأناجيل الثلاثة الأخرى، وكيف تتعارض مع التوراة أيضاً.

نسب المسيح:

يبدأ إنجيل متى بعرض نسب المسيح. ويبدأ هكذا: "كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود بن إبراهيم. إبراهيم وَلَدَ إسحاق. وإسحاق وَلَدَ يعقوب..." (متى 1/1-2).

ويلاحظ في متى 1/1-17 ما يلي:

1- يقر النص بأن عيسى ولد لقوله "كتاب ميلاد يسوع". فإذاً ليسوع ميلاد، فهو وُلِدَ وهو مولود. والسؤال هو: كيف يكون المولود ربَّاً ؟!! (كما يزعمون).

2- يزعمون أن عيسى ابن الله، ولكن النص هنا يقول إن عيسى هو ابن داود. فكيف يكون عيسى ابن داود ثم يكون ابن الله ؟!!

3- من المعروف أن داود هو ابن يَسَّى (متى 1/6). فكيف يكون داود ابن إبراهيم في الوقت ذاته ؟!!

4- يقول النص "من سبي بابل إلى المسيح أربعة عشر جيلاً". هذا يناقض سفر أخبار الأيام الأولى (أصحاح 3) الذي يذكر الزمن بأنه ثمانية عشر جيلاً، وليس أربعة عشر. هناك تناقض بين الإنجيل والتوراة!!

5- يذكر النص "جميع الأجيال من إبراهيم إلى داود أربعة عشر جيلاً. ومن داود إلى سبي بابل أربعة عشر جيلاً. ومن سبي بابل إلى المسيح أربعة عشر جيلاً". (متى 1/17). وهذا يعني أن مجموع الأجيال من إبراهيم إلى المسيح هو 42 جيلاً. ولكن إذا أحصينا الأجيال المذكورة فعلاً في متى 1-17 نجدها 41 جيلاً فقط. إن النص يعارض نفسه!!

6- نسب المسيح المذكور في إنجيل لوقا يخالف نسبة المذكور في متى. لوقا (3) يذكر النسب من آدم حتى عيسى، ولكن متى يذكر النسب من إبراهيم حتى عيسى. فهل اختلف الوحي ؟! أم ماذا ؟!

7- من إبراهيم إلى عيسى (حسب لوقا) 26 جيلاً فقط. ولكن حسب متى 41 جيلاً. الفرق 15 جيلاً!!!

8- يوسف، خطيب مريم أم عيسى، هو ابن يعقوب حسب (متى 1/16). ولكنه ابن هالي حسب لوقا 3/23 . تناقض واضح بين الإنجيلين!!

9- متى 1/11 يذكر أن يوشيا كان ملك يهوذا عند سبي بابل، ولكن الواقع التاريخي يقول إن يوشيا مات قبل السبي البابلي بمدة طويلة (أخبار الأيام الثاني 35 و36).

10- فارض أحد أجداد عيسى حسب (متى 1/3) هو ابن زنى كما هو معلوم، لأن يهوذا بن يعقوب زنى بثامار أرملة ابنه. فكيف يكون أحد أجداد عيسى (ابن الله كما يزعمون) ابن زنى؟!!

11- متى يغمز بسليمان وداود حين يقول: "وداود الملك ولد سليمان من التي لأوريا". (متى 1/6). وهذا تعريض بداود وسليمان معاً، لأن أوريا هو الزوج السابق لأم سليمان. وهذا النص بهذا الشكل إحياء للقصة المزعومة التي تتهم داود بالزنى في زوجة أوريا!! (وداود منزه عن مثل هذا).

12- إن نسب عيسى لم يرد إطلاقاً في إنجيل يوحنا ولا في إنجيل مرقس. لماذا ؟ لأن نسب عيسى المذكور في متى ولوقا لا أساس له على الإطلاق، حيث إن داود لا علاقة له بعيسى من قريب أو بعيد، ولا حتى من جهة أمه مريم. مريم ليست من نسل داود. ويوسف ليس والد عيسى، فكيف يكون عيسى من نسل داود ؟! لقد جعلوا لعيسى أباً وأجداداً وجعلوه ابن الله الوحيد في الوقت ذاته!!! أليس هذا عجباً عجاباً؟!!

13- مَتَّى يقول عن مريم: "وُجِدَتْ حبلى من الروح القدس". (متى 1/18). إذاً لم يكن حملها طبيعياً وليس من يوسف. هكذا يقر متى. جميل. فكيف يكون عيسى ابن يوسف إذا كان يوسف ليس الذي حملت منه ؟! معنى هذا أن النسب في متى 1/1-17 لا أساس له على الإطلاق وكلام في غير محله، حيث إنه يتناقض مع متى 1/18 . التناقض فوري وعلى نفس الصفحة: هناك عيسى بن يوسف، ثم بعدها بسطر نقرأ أن مريم حملت من الروح القدس. إذاً أبوه ليس يوسف!!!

وهكذا هناك ثلاثة عشر خطأ وتناقض واختلاف في الصفحة الأولى من إنجيل متى 1/1-18. ثلاثة عشر خطأ في صفحة واحدة وعليك أن تتصور الباقي !!

موقف يوسف:

ماذا كان موقف يوسف خطيب مريم عيسى ؟ انظر النص: "لما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس. فيوسف رجلها إذ كان باراً ولم يشأ أن يشهرها أراد تخليتها سراً". (متى 1/18-19).

إذا كانت قد وجدت حبلى من الروح القدس، وكان يوسف باراً، فمن المفروض أن يؤمن بمشيئة الله وألاّ يفكر بالتخلي عن مريم. وكيف يمكن أن يكون الطلاق سراً ؟!

ويأتي الملاك ويخبر يوسف ويناديه: "يا يوسف ابن داود.." يخبره بأن مريم حملت من الروح القدس (متى 1/20). ولكن يوسف هو ابن يعقوب (متى 1/16)، فكيف يصبح هنا ابن داود (متى 1/20). لماذا حشر داود في كل مناسبة ؟! تناقض في الإنجيل ذاته.

ويقول الملاك ليوسف: "ستلد ابناً وتدعو اسمه يسوع. لأنه يخلص شعبه من خطاياهم". (متى 1/21). نلاحظ هنا ما يلي:

1- "ستلد ابناً". لم يقل الملاك "ستلد ابن الله" كما يزعم الزاعمون.

2- "شعبه". من المعروف أن شعب عيسى هم اليهود. لم يقل النص "يخلص الناس" أو "يخلص العالم". قال النص "يخلص شعبه". لماذا ؟ لأن عيسى مُرْسل من الله لبني إسرائيل فقط.

3- كيف سيلد يوسف ابناً إذا كانت مريم حبلى من الروح القدس ؟! إذاً عيسى ليس ابن يوسف، ويوسف لا علاقة له بمولد عيسى.

المولود ملك اليهود:

جاء المجوس من الشرق عندما ولد عيسى وقالوا "أين هو المولود ملك اليهود". (متى 2/2).

يدل هذا النص على ما يلي:

1- عيسى مولود. فكيف يكون المولود إلهاً أوربّاً كما يزعمون ؟!

2- هو ملك اليهود. النص في حد ذاته يدل على أن عيسى لليهود فقط. ولكن من ناحية أخرى مخالف للواقع لأن عيسى لم يكن ملكاً ولا أراد ذلك.

3- قصة هؤلاء المجوس لم ترد إلاّ في إنجيل متى. والأغلب أنها لم تقع أساساً. وهناك نص يدعم خصوصية رسالة عيسى: "لأن منك يخرج مدبر يرعى شعبي إسرائيل". (متى 2/6). عيسى سيرعى شعب إسرائيل فقط. هذا هو الإنجيل يقول هذا. فعلى كل نصراني أن يسأل نفسه: هل أنا من بني إسرائيل؟! الغريب أن اليهود الذين جاء عيسى لهم لم يتبعوه وأن الذين لم يأت عيسى من أجلهم تبعوه أو ظنوا كذلك !!

النجم يمشي ويقف:

ذهب المجوس يفتشون عن ذاك الذي ولد، "وإذا النجم الذي رأوه في المشرق يتقدمهم، حتى جاء ووقف فوق حيث كان الصبي" (متى 2/9).

لاحظ أن النجم مشى مع الباحثين، مشى معهم من المشرق... مشى مشى مشى إلى الغرب. وفوق مكان ولادة عيسى وقف النجم! كان النجم يدلهم ويمشي معهم بنفس السرعة!! ووقف النجم فوق بيت لحم مكان ميلاد عيسى!!!

لاحظ كلمة "الصبي" التي تدل على عيسى "الصبي". ولكن هذا (الصبي) صار (الله) عند النصارى!!! أو (ابن الله) الذي يعادل (الله)!!!

كما أن واقعة هؤلاء المجوس لم ترد إلاّ في إنجيل متى !!!

الناصري:

"وأتى وسكن في مدينة يقال لها ناصرة. لكي يتم ما قيل بالأنبياء إنه سيدعى ناصرياً". (متى 2/23).

"ما قيل بالأنبياء" إشارة إلى ما قيل في أسفار الأنبياء التي هي جزء من "العهد القديم" الكتاب المقدس لدى اليهود. والواقع أن أسفار الأنبياء لا تحتوي على هذه التسمية لعيسى. فهذا من الأخطاء الواردة في الإنجيل.

أولاد الأفاعي:

قال يوحنا المعمدان (أي يحيى) مخاطباً اليهود: "يا أولاد الأفاعي من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي. فاصنعوا أثماراً تليق بالتوبة. ولا تتفكروا أن تقولوا في أنفسكم لنا إبراهيم أباً". (متى 3/7-8).

يدل هذا النص على ما يلي:

1- وصف يحيى قومه اليهود بالمكر والغدر وشبههم بأولاد الأفاعي.

2- نفى عنهم صفة الشعب المختار التي يزعمونها لأنفسهم ونهاهم عن التباهي بنسبهم إلى إبراهيم.

3- يدل هذا النص على أن خلاص الناس بأفعالهم "اصنعوا أثماراً"، وليس بنسبهم أو إيمانهم وحده. وهذا يناقض اعتقاد النصارى أن الخلاص بالإيمان وحدة أو بصلب عيسى.




تعميد عيسى:

يبين (متى 3/13-14) أن يحيى (يوحنا المعمدان) عََّمد عيسى في مياه الأردن. "فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء. وكذا السماوات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلاً مثل حمامة وآتياً عليه. وصوت من السماء قائلاً هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت". (متى 3/16-17).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- يدل النص على أن يحيى يعرف عيسى قبل تعميده. ولكن هذا يناقض يوحنا 1/32 الذي يشير إلى أن يحيى لم يعرف عيسى إلاَّ بعد نزول الحمامة عليه. تناقض بين الإنجيلين!!

2- الحمامة هي روح الله حسب النص، أي الروح القدس. ويعتقد النصارى أن الروح القدس هي الله أيضاً (حسب عقيدة الثالوث)، فكيف يكون الله على شكل حمامة ؟!

3- التعميد للتطهير. أليس كذلك ؟ فإذا كان عيسى هو ابن الله أو الله، فلماذا يطهر نفسه من الذنوب ؟! التعميد يعني أن عيسى إنسان بحاجة إلى التطهير كسائر الناس. وهذا ينقض الإدعاء بألوهية المسيح.

4- النص يشير إلى "انفتاح السموات" بعد التعميد. لم ير أحد في ذلك الوقت أن السماوات انفتحت!!!

5- كلمة "ابني الحبيب" أليس من الممكن (وهي كذلك) أن تكون مجازية ؟! أيهما أقرب إلى العقل أن يكون عيسى ابن الله أم رسولاً لله ؟ أيهما ألبق بكمال الله ألاّ يلد وألاّ يولد أم يكون له ولد ؟ التفسير المجازي أقرب إلى العقل وأليق بكمال الله وهو المطابق للحق والحقيقة.

عيسى يجوع:

"ثم أصعد يسوع... ليجرَّب من إبليس... جاع أخيراً". (متى 4/1-2).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- إبليس يمتحن عيسى. كيف ؟! هل يقع امتحان على الله أو ابن الله ؟! هذا يدل على إنسانية عيسى ويدحض الزعم بألوهيته.

2- عيسى يجوع. لو كان إلهاً لما جاع. الجوع صفة إنسانية.

ترك أم جاء ؟

بعد سجن يوحنا المعمدان (يحيى)، عيسى "ترك الناصرة". (متى 4/13).

ولكن (لوقا 4/16) يقول عن الواقعة ذاتها "جاء إلى الناصرة". تناقض بين الإنجيلين!!

الابن المجازي:

قال عيسى: "طوبي لصانعي السلام. لأنهم أبناءَ الله يدعون". (متى 5/9). وقال: "ويمجدوا أباكم الذي في السماء". (متى 5/16).

هنا نلاحظ ما يلي:

1- صانعوا السلام هم أبناء الله والله أبوهم (حسب النص). إذاً لله أبناء عديدون وليس عيسى وحده، والله أبو صانعي السلام وليس أبا عيسى وحده. إذاً كلمة (ابن) وكلمة (أب) مستخدمة هنا وفي نصوص عديدة بمعنى مجازي. (ابن الله) بمعنى عابد لله، بمعنى مجازي. (ابن الله) بمعنى عابد لله، بمعنى محبوب من الله، مرضي عنه من الله. المعنى الحرفي لكلمة (ابن) لا يمكن أن ينطبق على عباد الله. فكل من خلق الله هو عبدالله.

2- هذا النص يدحض الزعم بأن عيسى ابن الله الوحيد، لأن النص جعل جميع الاتقياء أبناء الله (مجازياً).

نسخ التوراة:

قال عيسى: "لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس والأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل. فإني الحق أقول لكم إلى أن تزول السماوات والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل". (متى 5/17-18).

هنا نلاحظ ما يلي:

1- لم يأت عيسى بدين جديد أو شريعة جديدة. جاء ليكمل شريعة موسى (الناموس) لا لينقضها. ولكن النصارى يعاملون عيسى كأنه صاحب دين جديد، وهذا مخالف لقول عيسى ذاته. كما أننا نلاحظ أن بعض أتباع عيسى مثل بولس قد قاموا بنقض كل ما قبله عيسى، أي أنهم نقضوا الناموس. فجاء بولس وألغى الختان كما أباح أكل لحم الخنزير وألغى جميع المحرمات من المآكل، خلافاً لما أقره عيسى.

2- يقول عيسى إن ناموس موسى لن يتغير "حتى يكون الكل". وماهو هذا الكل ؟ هذا النص إشارة إلى رسالة محمد (e)، الرسالة الشاملة الكاملة، فهي الكل المقصود هنا. وهي التي ستنسخ (أي تلغي) جميع الشرائع السابقة لها، كما يذكر عيسى نفسه. وهذا تنبيه إلى غير المسلمين إلى أن يتأملوا في إنجيلهم بوعي أفضل وبنزاهة ودون تحيز. عيسى نفسه يقول إن الناموس سيزول عندما يأتي الكل. المعنى واضح ولا تفسير لهذا النص غير ما قلتُ. وإذا كان عيسى مكملاً للناموس، فإن رسالة عيسى جزء من الناموس، الذي سيزول حين يأتي الكل. رسالة محمد تنسخ جميع الشرائع السابقة لها، هذا ما يقوله عيسى نفسه.

زنى القلب:

قال عسى: "قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تزن. وأما أنا فأقول لكم إن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى في قلبه". (متى 5/27).

لقد منع عيسى الزنى بل منع النظرة المشتهية. فما بالنا نرى البلاد الغربية النصرانية تجعل تشجيع الزنى أحد أهدافها، فكأن رسالتها إشاعة الزنى. جعلوا للزنى بيوتاً. شجعوه ورعوه وسُرّوا لانتشاره وسهلوا له كل السبل: الخمر والاختلاط والتعري ونسيان الله. حموا الزنى برفع العقوبات عن الزناة. شجعوا الزنى بتسهيل الاختلاط غير المحدود بين الرجال والنساء في الملاهي والمسابح والمدارس والجامعات والمصانع وكل مكان. شجعوا الزنى بالتغاضي عن عري النساء وملابسهن الفاضحة. شجعوا الزنى بالتغاضي عن الأفلام الخالية من أبسط درجات الحياء. شجعوا الزنى وسموه حرية أو مدنية أو تقدمية. وهو في الواقع رذيلة وقلة حياء وعهر ودعارة!!

جهنـم:

قال عيسى: "ولا يُلقى جسدك كله في جهنم". (متى 5/30). نلاحظ هنا ما يلي:

1- في الوقت الذي يتحدث عيسى عن جهنم عقاباً للعصاة والفاسقين يوم القيادة نجد أن التوراة تخلو من الإشارة إلى جهنم. وهذا من التناقضات بين الإنجيل والتوراة مما يدل على وجود تحريف.

2- إذا كان عيسى، كما يقول النصارى، قد خلَّص البشرية عندما صُلب، فلماذا جهنم إذاً ؟!! هناك تناقض بين الخلاص بالصلب ووجود جهنم!!

الطلاق:

عن عيسى أنه قال: "من طلق امرأته إلاّ لعلة الزنى يجعلها تزني. ومن يتزوج مطلقة فإنه يزني". (متى 5/32).

في هذا النص يحرم عيسى الطلاق إلاّ لسبب الزنى. ورغم ذلك فإن الكنيسة كانت لا تمنع الطلاق، بل تمنح الإذن بالفراق فقط. ثم عدلت ذلك وصارت تسمح بالطلاق للزنى أو لسواه. كما أن النصُّ يمنح الزواج من مطلقة ويعتبره زنى. وهذا يعني حث المطلقات على الزنى بسبب حجب الزواج عنهن!! كما أن تحريم الطلاق يخالف شريعة موسى التي قال عيسى إنه جاء ليكملها لينقضها (متى 5/17).

وهكذا نرى أن هذا النص:

1- ينقض شريعة موسى، خلافاً لمهمة عيسى نفسه باعترافه هو.

2- يمنع الطلاق دون وجه حق. ولقد اضطر النصارى والكنيسة إلى إباحة الطلاق نظراً للحاجة العملية إليه.

3- يحظر الزواج من المطلقة، مما يؤدي إلى شيوع الزنى.

4- يناقض حاجة الإنسان الفعلية، فقد ثبت بالدليل العملي أن إباحة الطلاق ضرورية مثل الحث على الزواج.



لا تقاوموا الشرّ:

لقد ألغى عيسى شريعة القصاص، شريعة العين بالعين (متى 5/38). وقال: "لا تقاوموا الشر". (متى 5/39). وهذه دعوة إلى التساهل مع الشر والأشرار، وعدم النهي عن المعاصي، واستسلام للأشرار والعصاة.

وقال: "من لطمك على خدك الأيمن فحوِّل له الآخر أيضاً". (متى 5/39). وهذا منتهى الخضوع والخنوع، وهو أمر لا يطيقه بشر وغير صالح للتطبيق. وربما كان الدافع لهذه التعليمات حث اليهود على التسامح بدلاً من الحقد الذي اشتهروا به.

وبالمقابل، انظر إلى قول الرسول محمد (e): "من رأى منكم منكراً فليغيره". هنا حث على تغيير المنكر وهناك حث على عدم مقاومة الشر!!

باركوا لاعنيكم:

عن عيسى أنه قال: "أحبوا أعداءكم. باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلى مبغضيكم... لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات.... فتكونون أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل". (متى 5/44-48).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- دعوة إلى حب الأعداء ومباركة اللاعنين والإحسان إلى المبغضين. وهذه صفات فوق قدرة البشر العاديين، حتى أن بعض الناس قد لا يحب من يحبه، فكيف يحب من يكرهه ويبارك من يلعنه ؟!

2- "أبناء أبيكم" إشارة مجازية إلى الأتقياء فليسوا أبناء الله فعلاً، بل مجازاً، أي أحباء الله.

3- يقر النص بكمال الله. وكماله يستدعي عدم نسبة الولد إليه.

4- كما أن "أبناء الله" هنا مجازية. لماذا لا يكون عيسى ابن الله مجازاً أيضاً ؟! وهذه الأولى، وخاصة أن وصف الله بأنه "أبو" الأتقياء يتكرر كثيراً في الإنجيل، وعلى سبيل المثال:

- "عند أبيكم الذي في السموات". (متى 6/1).

- "أبوك الذي يرى في الخفاء هو يجازيك علانية". (متى 6/4).

- "صَلِّ إلى أبيك الذي في الخفاء". (متى 6/6).

- "لأن أباكم يعلم ما تحتاجون إليه..." (متى 6/7).

- "أبانا الذي في السموات.." (متى 6/9).

- "يغفر لكم أبوكم السماوي". (متى 6/14).

- "صائماً لأبيك الذي في الخفاء" (متى 6/18).

هذه النصوص وسواها تدل على أن (الله) يشار إليه على أنه (أب) للناس كلهم وليس لعيسى فقط. إذاً (الأبوة) هنا مجازية و (بنوة) الناس مجازية أيضاً. وهذا ينفي البنوة الخاصة لعيسى أو الأبوة الخاصة لله. فالناس كلهم أبناء الله مجازاً وهو أبو الناس كلهم مجازاً.

إلحاقــاً:

1- "لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد. آمين". (متى 6/13). هذا النص غير موجود في الترجمة اللاتينية، مما يدل على أنه زيد على الترجمة العربية.

2- كلمة "علانية" في (متى 6/18) كانت موضوعة بين قوسين في طبعة بيروت سنة 1864م وطبعة 1877م إشارة إلى أنها زيادة في المترجم. ولكن في الطبعات التالية اختفى القوسان وصارت كأنها أصلية. وهذا يشير إلى العبث في النصوص عن قصد أو غير قصد بسبب الترجمة وسواها من المؤثرات.

المبالغة في الزهد:

"لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وما تشربون. ولا لأجسادكم بما تلبسون.." (متى 6/25).

هنا دعوة إلى عدم الاهتمام بالمأكل والمشرب والملبس. وهل هذا معقول ؟! إنه ليس من الطبيعي أن يهمل الإنسان لباسه وطعامه وشرابه. إنها دعوة إلى زهد مفرط لا يقبله الناس. وإذا طولب الناس بما لا يوافق طبيعتهم فلا يستجيبون.

بالمقابل إن الإسلام يحث الناس على ألا ينسوا نصيبهم من الدنيا وسمح له أن يأكلوا ويشربوا من الطيبات دون إسراف وضمن شرع الله وبالطرق الحلال. وقال الرسول محمد (e): "إن لبدنك عليك حقاً".

نامـوا:

"فلا تهتموا للغد لأن الغد يهتم بما لنفسه". (متى 6/34).

هذه دعوة إلى عدم السعي في طلب الرزق. وهي تعطيل لسنة الحياة.

الدرر والخنازير:

"لا تعطوا القدس للكلاب. ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير". (متى 7/6). هنا عيسى يخاطب تلاميذه ويأمرهم بألاّ يبلغوا دعوته إلى الخنازير. والخنازير بالعرف اليهودي هم غير اليهود. وهذا النص يثبت أن عيسى قصر رسالته على بني إسرائيل فقط. كما أنه يدل على إنسانية عيسى، فلو كان ابن الله (كما يزعمون) لما قصر نفسه على قوم واحد ولما وصف سواهم بالخنازير!! كل من هو غير إسرائيلي فهو خنزير وكلب حسب الإنجيل !!

الشجرة والثمار:

كيف يميزون الأنبياء الصادقين من سواهم ؟ يسأل عيسى تلاميذه والجواب: "من ثمارهم تعرفون... كل شجرة جيدة تصنع أثماراً جيدة. وأما الشجرة الردية فتصنع أثماراً ردية". (متى 7/16-17).

جواب جيد. دعونا نطبقه على أشجار العالم الحالي وثماره. ما هي مشكلات العالم الحالية الرئيسية ؟ التفرقة العنصرية، الاستعمار، المخدرات، المشروبات الكحولية، الجريمة، الإيدز، انهيار الأخلاق، انهيار الأسرة، الإباحية. أين نمت هذه الأوبئة وأين ازدهرت ؟ شجرة الغرب أفرزت معظم مشكلات العالم الحالية. تلك شجرتهم وتلك ثمارها!! ولا أقول تلك شجرة عيسى (عليه السلام)، لأن عيسى أمرهم باتباع الرسول محمد من بعده، ولكنهم لم يطيعوا.




إرادة الله:

"ليس كل من يقول لي يا رب يدخل ملكوت السماوات. بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات". (متى 7/21).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- صار عيسى هنا "رب" بعد أن كان (صبياً) في (متى 2/13) و (متى 2/9)!!

2- كيف يكون عيسى "رباً" وله "أب" في نفس الوقت ؟!

3- في التوراة كانت كلمة "الرب" تدل على الله. هنا صارت كلمة "الرب" تدل على عيسى. تناقض بين التوراة والإنجيل!!

4- النص يشير إلى أن الاعتراف بعيسى غير كافٍ للخلاص وغفران الخطايا، بل لابد من تنفيذ أوامر الله. وهذا يناقض فكرة الفداء بالصلب التي تعتمد عليها الكنيسة، إذ تقول إن الله قدم عيسى للصلب ليفدي خطايا الإنسان. في هذا النص نرى الخلاص بطاعة الله، لا بالصلب!! هذا النص يدحض عقيدة النصارى التي تقول "الفداء بالصلب"!!

شفاء ابن القائد:

في (متى 8/5) جاء القائد يطلب من عيسى أن يحضر ليشفي ابنه. هذا يناقض (لوقا 7/2-7)، حيث إن القائد لم يذهب بنفسه، بل أرسل شيوخ اليهود ليطلبوا من عيسى الحضور لشفاء ابنه. تناقض بين الأناجيل!!

لا تدفن أباك:

قال لعيسى أحد تلاميذه: "يا سيد ائذن لي أن أمضي أولاً وأدفن أبي. فقال له يسوع اتبعني ودع الموتى يدفنون موتاهم". (متى 8/21-22).

هل هذا معقول ؟ رسول ينهى تلميذه عن دفن أبيه!! لقد وارى الغراب جثة هابيل، فكيف يُمْنَعُ أحد من دفن أبيه ؟!

معلم، سيد، إنسان:

كان تلاميذه عيسى ومعاصروه ينادونه "يا معلم" (متى 8/19). وكانوا ينادونه "يا سيد" (متى 8/21). وكانوا يقولون: "أي إنسان هذا ؟" (متى 8/27).

تلاميذه ومعاصروه يصفونه بأنه معلم أو سيد أو إنسان. ولكن جاء بعدهم قوم سموا عيسى "الرب" و "ابن الله"!! وأصروا على المعنى الحرفي لكلمة (ابن)!!! والغريب أن المجنونَيْن اللذين خرجا من القبور هائجين كانا أول من نادى عيسى "يا يسوع ابن الله" (متى 8/29)!! أول من ناداه "ابن الله" هما هذان المجنونان!!! وهذا أمر غريب حقاً!

ابن الإنسان:

عندما شفى عيسى المفلوج، قال عيسى: "لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطاناً على الأرض أن يغفر الخطايا... فلما رأى الجموع تعجبوا ومجدوا الله الذي أعطى الناس سلطاناً مثل هذا". (متى 9/6-8).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- دعا عيسى نفسه "ابن الإنسان"، وليس "ابن الله" كما يزعم الزاعمون.

2- هذا النص يجعل عيسى غافراً للخطايا. والقصد من هذا هو تحويل سلطة عيسى للكنيسة لتبيع صكوك الغفران، كما حدث فعلاً. وهذا النص يناقض "أبوك الذي يرى في الخفاء هو يجازيك..." (متى 6/4). كما يناقض "يغفر لكم أبوكم السماوي.." (متى 6/14). هذان النصان يجعلان الله هو الغافر وهو المُجازي وهذا يخالف النص الأول الذي يجعل عيسى هو الغافر!!

3- عندما رأى الناس شفاء عيسى للمفلوج مجدوا الله، كما يدل النص، ولم يمجدوا عيسى.

4- كما يدل النص، إن معطي سلطة الشفاء هو الله وما عيسى إلاّ منفذ لسلطة الله وإرادته. وهذا ينفي عن عيسى زعم الألوهية أو بنوة الله.

5- لو كان صلب عيسى هو سبيل غفران الخطايا فلماذا يدعو للمريض بغفران الخطايا؟

غير معرف يقول...

رفع عيسى:

في الإنجيل إشارات تطابق القرآن الكريم إلى حد ما ولكن النصارى لا يلتفون إليها. قال عيسى: "ولكن ستأتي أيام حين يُرْفَعُ العريس عنهم فحينئذ يصومون". (متى 9/15).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- عيسى يشبه نفسه "بالعريس"!

2- يقر أنه سيرفع. وهذا مطابق للقرآن الكريم.

3- كانت المناسبة أن اليهود استغربوا كيف لا يصوم تلاميذ عيسى وهم معه. فأجابهم بقوله الذي سبق. والسؤال هو: هل وجود التلاميذ مع عيسى يعفيهم من الخضوع لأمر الله والصوم المفروض عليهم؟! طبعاً، لا. هل كان عيسى غافلاً عن عدم صيامهم ؟ لا. هل كانوا غير راغبين في طاعة الله ؟! هل النص كله إلحاقي؟!

ابن داود:

أعميان يصرخان ويقولان لعيسى: "ارحمنا يا ابن داود". (متى 9/27).

كما ذكرنا، إن عيسى ليس ابن داود ولا هو من نسل داود ولا أمه من نسل داود. وأما يوسف خطيب مريم أم عيسى فهو ليس أباً لعيسى. وبالتالي فإن مناداة عيسى على أنه ابن داود، أي من نسله، إصرار من اليهود على عدم الاعتراف بمعجزة ميلاد عيسى، وإصرارهم على الاعتقاد بأنه ابن يوسف من الزنى، إذ كانوا يعتقدون أن يوسف زنى بمريم قبل زواجه منها (حاشاء الله).

ومن ناحية أخرى، (لوقا 18/35) يتحدث في الموقف ذاته عن (أعمى واحد) وليس اثنين!!

الخوف:

بعد أن شفى عيسى الأعميين، "انتهزهما يسوع قائلاً انظرا لا يعلم أحد". (متى 9/30). لماذا يريد عيسى ألاّ يعلم أحد أنه شفاهما من العمى؟! أليست معجزته شفاء المرضى؟! لماذا يخجل من معجزته؟! وهل يحق له إخفاء المعجزة التي أعطاه إياها الله من أجل إثبات رسالته وصلته بالله ؟! لم يذكر سابقاً أو لاحقاً أن رسولاً خجل من معجزته أو أراد إخفاءها. هناك تفسيران لهذه القصة: إما أن عيسى كان خائفاً ولا يريد أن يعرف أحد مكانه ولا يريد أن يواجه غضب اليهود عليه وإمّا أن القصة لا أساس لها من الصحة. فالاحتمال الأول يدل على بشرية عيسى (لخوفه). والاحتمال الثاني يدل على التحريف.

الخراف الضالة:

أوصى عيسى الحواريين الاثنى عشر عندما أرسلهم قائلاً: "إلى طريق أمم لا تمضوا وإلى مدينة للسامرين لا تدخلو. بل اذهبوا بالحري إلى خراف بيت إسرائيل الضالة... اشفوا مرضى. طهروا برصاً. أقيموا موتى. أخرجوا شياطين... لا تقتنوا ذهباً ولا فضة ولا نحاساً... ولا مزوداً للطريق ولا ثوبين ولا أحذية ولا عصاً" (متى 10/5-10).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- ينهى عيسى الحواريين عن دعوة غير بني إسرائيل، ولا حتى جيرانهم السامريين. فقط دعوته مقصورة على خراف بيت إسرائيل الضالة. عيسى لبني إسرائيل فقط. ولذلك فإن نشر المسيحية خارج شعب إسرائيل (في الماضي أو الحاضر) مخالف لوصايا المسيح نفسه. كل أعمال التبشير المسيحي في أنحاء العالم مخالفة لوصايا المسيح حسبما يدل النص صراحة.

2- يدل النص على أن المسيح نقل معجزاته إلى تلاميذه فقال لهم اشفوا مرضى وأقيموا موتى. وهذا غير معقول إطلاقاً، لأن المعجزة لعيسى وحده وليست لتلاميذه. والتفسير الوحيد لهذا النص هو إما أن يكون المعنى مجازياً (أي أعيدوا الضالين إلى الطريق المستقيم فهذا شفاؤهم وحياتهم) وإما أن يكون النص مختلفاً لم يقله المسيح.

3- ينهى المسيح تلاميذه عن اقتناء الذهب والفضة ولا حتى الزاد ولا الحذاء ولا عصا. لا مال ولا طعام ولا حذاء ولا عصا. هل هذا ممكن ؟! هل هذا في مقدور البشر ؟ ولماذا النهي عن كل هذا ؟ ألا يحتاج المرء بعض المال وبعض الطعام وبعض اللباس ؟! مبالغة في الزهد لا يقبلها السواد الأعظم من الناس.

سلام أم سيف ؟

قال عيسى: "لا تظنوا أني جئت لألقي سلاماً على الأرض. ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً. فإني جئت لأفرق الإنسان ضد أبيه والابنة ضد أمها والكنة ضد حماتها. وأعداء الإنسان أهل بيته". (متى 10/34-36).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- حسب النص جاء المسيح ليلقي سيفاً (أي حرباً) لا سلاماً. ولكن هذا النص يناقض قوله: "طوبي لصانعي السلام". (متى 5/9). كيف جاء للحرب وهو يبارك صانعي السلام ؟!! الإنجيل يناقض نفسه!!

2- حسب النص جاء عيسى ليفرق الإنسان عن أبيه وأمه لأن أعداء الإنسان أهل بيته (هكذا على الإطلاق). ولكن هذا النص معناه الدعوة إلى هدم الأسرة، كما أنه يخالف قول عيسى: "أحبوا أعداءَكم". (متى 5/44). إذا كان الإنسان عليه أن يحب أعداءه فكيف يطلب منه أن يعادي أهل بيته ؟! كما أنه يخالف التوراة والوصايا العشر التي منها "أكرم أباك وأمك". (خروج 20/13). الإنجيل هنا يعارض نفسه ويعارض التوراة!!

الذي أرسلني:

يقول عيسى لتلاميذه: "من يَقْبَلكم يقبلني ومن يقبلني الذي أرسلني. من يقبل نبياً باسم نبي فأجر نبي يأخذ" (متى 10/40-41).

هنا يقر عيسى بصراحة بأن هناك من أرسله وأن من يقبل رسالة عيسى يكون قد قبل الله الذي أرسل عيسى. إذاً عيسى رسول أرسله الله لهداية قومه. ويقر عيسى بأنه نبي لأنه يقول من يقبل نبياً يأخذ أجر نبيّ. هذا إقرار واضح من المسيح بأنه نبي أرسله الله. ومع ذلك فلا يعجب هذا بعض الناس الذين يزعمون أنه ابن الله وأنه ثاني ثلاثة (الأب والابن والروح القدس)!! عيسى نفسه يقول إنه رسول من عند الله. وهم يقولون لا، بل هو ابن الله!!! سبحان الله!!!

هل أنت هو ؟

عندما سمع يوحنا المعمدان (يحيى عليه السلام) وهو أن السجن "بأعمال المسيح أرسل اثنين من تلاميذه. وقال له أنت هو الآتي أم ننتظر آخر. فأجاب يسوع وقال لهما اذهبا وأخبرا يوحنا بما تسمعان وتنظران". (متى 11/2-4).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- يوحنا لم يعرف عيسى حتى وهو في السجن. وهذا يناقض (متى 3/13-6) الذي روى أن يوحنا يعرف عيسى حتى قبل أن يعمده. وهذا تناقض في الإنجيل الواحد. كما أن إنجيل يوحنا يذكر أن يوحنا لم يعرف عيسى إلاّ عندما نزلت الحمامة عليه (يوحنا 1/32). وهذا تناقض بين الأناجيل. هناك ثلاث روايات: يوحنا لم يعرف عيسى قط، عرفه حتى قبل أن يعمده، عرفه بعد نزول الحمامة عليه!! لماذا هذه التناقضات؟!!!

2- لماذا سأل يحيى سؤاله: أنت هو الآتي أم ننتظر آخر ؟ لأن الأنبياء جميعاً كانوا مبلغين بخاتم الأنبياء والمرسلين محمد e. وسؤال يحيى لعيسى يتضمن استفساره عن محمد (e). والدليل على ذلك أنه لم يظهر في النص جواب واضح عن سؤال يحيى، ليس تهرباً من عيسى، بل عبثاً من الكاتبين والمترجمين وسواهم.

الأب:

أجاب يسوع وقال: "أحمدك أيها الآب ربّ السماوات والأرض... نعم أيها الأب..." (متى 11/25-26).

1- المسيح يحمد الآب، أي يحمد الله. هذا يدل على أنه إنسان. وهذا يناقض الزعم بأنه إله أو ثاني ثلاثة، إذ كيف يحمد الإله الإله ؟!!

2- في الصفحات السابقة من إنجيل متّى كان الله أباً، وهنا فجأة صار (الآب). كان الله في التوراة هو الله أو يهوه. فصار هنا (الآب) وليس (الأب). من أين جاءت الآب ؟! تخفيفاً من (الأب)، ممكن.

3- يقول عيسى إن الآب هو رب السماوات والأرض. وهذا يناقض مناداة صاحب السفينة لعيسى بأنه الرب في "أخرج من سفينتي يا رب". (لوقا 5/8). كيف يكون الله هو الرب ويكون عيسى أيضاً هو الرب؟!! هل هناك ربان أم رب واحد ؟! لقد دخلت الكنيسة في الشرك من أوسع أبوابه!!

ربّ السبت:

قال عيسى: "إن ابن الإنسان هو رب السبت أيضاً". (متى 12/8). قالها عيسى رداً على اليهود الذين اعترضوا على قطف تلاميذ عيسى للسنابل ليأكلوها في يوم السبت. ونلاحظ هنا ما يلي:

1- عيسى يدعو نفسه (ابن الإنسان)، وليس ابن الله. وهذا يعني أن ابن الإنسان هو إنسان بالطبع. عيسى يقرّ بأنه إنسان.

2- كلمة (رب) في هذا النص معناها سيد أو صاحب. والأرجح أن كلمة (رب) الموجودة في الأناجيل إشارةً إلى المسيح جاءت من خطأ في الترجمة. فالمعنى المقصود بها قد يكون (سيدنا) أو (صاحبنا) أو (معلمنا). ولكن الترجمة العربية جعلتها (ربّاً) وأطلقت على الله أيضاً (ربّا) فوقع الالتباس المؤدي إلى الشرك. فلا يصح إطلاق لفظ واحد على الخالق والمخلوق. ولا يصح أن يطلق (الرب) على الله ويطلق في الوقت ذاته على عيسى الذي خلقه الله.

لا تُظهروني:

"فشفاهم جميعاً وأوصاهم أن لا يُظهروا". (متى 12/15-16). بعد أن شفاهم عيسى طلب منهم ألاّ يتحدثوا عن شفائه لهم. لماذا ؟ غريب!! هل هو طبيب متنكر أم رسول جاء لهداية الناس وإثبات رسوليته بالمعجزات؟! كان خائفاً من بني إسرائيل ولا يريد أن يعرفوا مكانه. خائف. الخوف من صفة البشر، وليس من صفات الله. هذا إثبات آخر بأنه إنسان.




ليس للأمَـم:

"أضع روحي عليه فيخبر الأمم بالحق". (متى 12/18). "وعلى اسمه يكون رجاء الأمم". (متى 12/21). المتكلم حسب النص هو الله والكلام عن عيسى.

هذا النصان يشيران إلى أن رسالة عيسى للأمم، للناس جميعاً. ولكن هذا يناقض متى 10/5 حيث ينهى عيسى تلاميذه عن دعوة الأمم ويأمرهم بالاقتصار على شعب إسرائيل. تناقض في الإنجيل نفسه!!!

"لا تعطوا القدس للكلاب ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير". (متى 7/6). هذا يؤكد خصوصية رسالة عيسى لشعب إسرائيل فقط. (متى 7/6) و (متى 10/5) يناقضان (متى 12/21).

رئيس الشياطين:

شفا عيسى مجنوناً أعمى أخرس، فعقل وأبصر وتكلم. فقال اليهود: "هذا لا يخرج الشياطين إلاّ ببعلزبول رئيس الشياطين". (متى 12/24). فقال عيسى: "إن كان الشيطان يخرج فقد انقسم على ذاته". (متى 12/26). وقال: "ولكن إن كنت أنا بروح الله أخرج الشياطين فقد أقبل عليكم ملكوت الله". (متى 12/28).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- اتهم اليهود عيسى بأنه يتلقى العون في معجزاته من رئيس الشياطين. وماذا ضرهم لو قالوا إنه يتلقى العون من الله ؟!! ولكنه عمى القلوب والعقول.

2- رد عليهم عيسى بأن الشيطان لا يخرج الشيطان لأنه يكون بذلك قد انقسم على نفسه. وهذا الرد ذاته يصلح للرد على الزاعمين بأن عيسى ابن الله، لأنه بذلك يكون الابن قد خرج من مثيله، وهذا يعني أن الله انقسم على نفسه، وهذا لم يكن ولا يصح في جلال الله.

3- يقر عيسى بأن معجزاته لا تتم إلاّ بروح الله، وليست من عنده. وهذا يؤكد صفته البشرية وأنه رسول من الله وليس إلاّ.




من ليس معـي:

قال عيسى: "من ليس معي فهو عليّ". (متى 12/30). يذكرنا هذا القول بسياسة دالس وزير خارجية أمريكا في الخمسينات أيام رئاسة أيزنهاور. فقد كان دالس يقول أيضاً: "من ليس مع أمريكا فهو ضدها". ولذلك كان يصر على إدخال الدول في أحلاف مع أمريكا، وكان يعتبر من يرفض الدخول في هذه الأحلاف عدواً لأمريكا. وكانت نظرته إلى دول عدم الانحياز أنها دول معادية لأمريكا. وقد غضب من مصر لأنها رفضت الدخول في أحلاف أمريكية ولأنها ضغطت على دول عربية عديدة من أجل رفض الأحلاف. وقد استمر الغضب الأمريكي وظهر في شكل اتفاق أمريكا مع إسرائيل لتقوم الأخيرة بعدوانها سنة 1967م على مصر. ولكن إسرائيل استغلت الفرصة واعتدت على الأردن وسوريا لضم باقي فلسطين والجولان إليها. هل كان دالس خاضعاً لمتى 12/30 ؟ هل تأثر بما أورده متّى هنا ؟ هل فعلاً من ليس معك فهو ضدك ؟!!

الغفـران:

عن عيسى قوله: "وأما من قال على الروح القدس فلن يُغفر له في هذا العالم ولا في الآتي". (متى 12/32). وعنه قوله: "كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حساباً يوم الدين. لأنك بكلامك تتبرر وبكلامك تدان". (متى 12/36).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- هناك أناس لن يغفر لهم ذنبهم (حسب النص).

2- الإنسان سوف يحاسب يوم القيامة عن كلامه (حسب النص).

3- هذا يدل على أنه لا صحة للزعم بأن صلب عيسى جاء ليفدي الناس ويخلصهم ويمسح ذنوبهم المكتسبة والموروثة. إذا كان الناس سيحاسبون كلامهم (وهذا حق)، فهذا يعني انهيار اعتقاد النصارى بالصلب للفداء واعتقادهم بالخلاص بالصلب.

4- يدل النص على أن الخلاص بالكلام والإدانة بالكلام. وهذا يناقض يعقوب 1/22 "ولكن كونوا عاملين بالكلمة"، التي تعني أن الكلام وحده لا يكفي، بل لابد من الأعمال. تناقض بين رسالة يعقوب وإنجيل متّى!!

التبرم بالمعجزات:

قالوا له: "يا معلم نريد أن نرى منك آية. فأجاب وقال لهم: جيل شرير وفاسق ويطلب آية. ولا تعطى له آية إلا آية يونان النبي. لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال (متى 12/38-40). نلاحظ هنا ما يلي:

1- نادى اليهود المسيح بقولهم (يا معلم)، ولم ينادوه (يا ابن الله).

2- أدان المسيح اليهود ووصفهم بأنهم جيل شرير وفاسق، ولم يقل لهم "شعب الله المختار".

3- طلبوا من المسيح معجزة فضجر من طلبهم. وهذا يدل على أن المعجزات التي كان بيديها لم تكن من عنده، بل كان يسألها من عند الله. وهذا يؤكد صفته البشرية.

4- قال المسيح إنه سيبقى في الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال (فترة موته بعد صلبه وقبل إحيائه حسب زعم الزاعمين). ولكن هذا لم يحدث أولاً، فالمسيح لم يدفن ولم يصلب ولم يمت على الصليب. ولو افترضنا جدلاً موته ودفنه، فإنه لم يختف ثلاثة أيام وثلاث ليال، كما يزعم النص. إذ صلب المسيح (حسب زعمهم) صباح الجمعة (الحزينة) الساعة السادسة وأنزل على الصليب الساعة التاسعة من اليوم ذاته، ودفن مساء الجمعة. وفي صباح الأحد لم يجدوه في قبره (حسب إنجيلهم). وهذا يعني أنه بقي في القبر (على سبيل التسليم الفرضي بقصتهم) ليلة السبت ونهار السبت وليلة الأحد، أي يوماً وليلتين، وليس ثلاثة أيام وثلاث ليال، كما يقول النص. إذاً النص يناقض الواقع لأن الموت بالصلب لم يحدث، ويناقض الإنجيل ذاته لأن عيسى بقي يوماً وليلتين وليس ثلاثة أيام وثلاث ليال. تناقض مع الواقع وتناقض داخل الإنجيل نفسه!!

من هي أمـي ؟

جاء واحد يخبر عيسى أن أمه وإخوته ينتظرونه ليكلموه. فقال له "من هي أمي ومن هم إخوتي ؟" (متى 12/48).

تنكر لأمه وإخوته – حسب النص. لم يلتفت إليهم ولم يخرج ليكلمهم أو ليستفسر منهم أو عنهم. وهذا يناقض الوصايا العشر التي تقول "أكرم أباك وأمك". فهل إكرام الأم عدم الالتفات إليها وعدم الاكتراث بها ؟! وهل إكرام الأخ تجاهله؟! إن هذه القصة لا تصح في حق عيسى عليه السلام. هو أرفع من هذا.

عيسى والملائكة:

"يرسل ابن الإنسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم ويطرحونهم في أتون النار" (متى 13/41).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- عيسى اسمه (ابن الإنسان) وليس (ابن الله) كما يزعمون.

2- النص جعل لعيسى "ملائكة" وجعل الملائكة تابعين له. وهذا يخالف بشرية عيسى التي يدل عليها النص ذاته. كيف يكون عيسى إنساناً وتكون الملائكة تابعة له في الوقت ذاته ؟! تناقض في جملة واحدة!!!

3- النص يدل على معاقبة الآثمين والأشرار يوم القيامة. وهذا يدحض زعم النصارى بأن صلب عيسى كان لافتداء الناس من خطاياهم. الخطايا موجودة والخاطئون موجودون والنار موجودة، فلماذا كان الصلب إذاً وما فائدته ؟

4- يدل النص على وجود النار يوم القيامة. وهذا يتناقض مع زعم التوراة بأن الآثمين يموتون ولا يبعثون يوم القيامة وأن البعث للأبرار فقط وأن الأشرار يعاقبون في الدنيا فقط. الإنجيل يناقض التوراة!!! معنى هذا أن أحد النصين غير صحيح.




ابـن النجـار:

قال القوم عن عيسى: "أليس هذا ابن النجار. أليست أمه تدعى مريم وإخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا... وأما يسوع فقال لهم: ليس نبي بلا كرامة إلاّ في وطنه وفي بيته". (متى 13/55-57).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- وصفه قومه بأنه "ابن النجار" بعد أن وعظهم. وفي هذا محاولة منهم للإقلال من شأنه وإشارة إلى خطيب أمه يوسف النجار وتكرار لاتهامهم لأمه بالزنى. كما أنهم لم يقولوا عنه "ابن الله" ولم يؤلهوه. ولم يكن عيسى ابن النجار إلاّ بالتبني، حيث إن يوسف النجار تزوج من مريم بعد ولادة عيسى الميلاد العذراوي المعجز ويرى البعض أن مريم لم تتزوج من يوسف ولا من سواه.

2- ذكروا أم عيسى وإخوته وأسماءَهم تأكيداً لصفته البشرية.

3- أقر عيسى رداً على استهزاء قومه به بأنه نبي والنبي لا يلقى الاحترام بين قومه. إذاً المسيح نبي بإقراره هو وبإقرار إنجيلهم ذاته. المسيح يقول بأعلى صوته إنه نبي. والزاعمون يقولون بل هو ابن الله !! سبحان الله!! نسأل الله لهم الهداية. نرجو من الزاعمين أن يقرأوا إنجيلهم بعناية. اقرأوا (متى 13/55-57).

مثل نبـي:

"لما أراد "هيرودس" أن يقتله (أي يحيى) خاف من الشعب لأنه كان عندهم مثل نبي". (متى 14/5).

الكلام هنا عن يوحنا المعمدان (يحيى) والشعب هو بنو إسرائيل. كيف يكون شخص ما مثل نبي ؟! إما أن يكون نبياً وإما ألاّ يكون. كما أن يحيى كان فعلاً نبياً وليس مثل نبي.




خمسة أرغفـة:

من معجزات عيسى في إنجيلهم أنه "أخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وبارك وكسر... فأكل الجميع وشبعوا... والآكلون كانوا نحو خمسة آلاف رجل ما عدا النساء والأولاد...." (متى 14/19-21). "وبعدما صرف الجموع صعد إلى الجبل منفرداص ليصلي". (متى 14/23). "مضى إليهم يسوع ماشياً على البحر" (متى 14/25). "فأجاب بطرس وقال يا سيد... فنزل بطرس من السفينة ومشى على الماء... ابتدأ يغرق... فقال له (عيسى) يا قليل الإيمان لماذا شككت. والذين في السفينة جاءوا وسجدوا له قائلين بالحقيقة أنت ابن". (متى 14/25-33).

هذه النصوص تدل على ما يلي:

1- عندما بارك عيسى الأرغفة نظر نحو السماء. لماذا ؟ ليستمد العون من الله. هذا يدل على بشرية عيسى وأن معجزاته من عند الله وليست من عند نفسه، وإلاّ لما نظر إلى السماء طالباً عون الله.

2- ليس عيسى وحده الذي جاء بالمعجزات. إبراهيم ألقي في النار ولم تحرقه. موسى بعصاه فجر الماء من الصحراء وبعصاه حول اليابسة إلى بحر غمر جنود فرعون. ومع ذلك معجزاتهم لم تجلعهم آلهة أو أبناء الله.

3- صعد عيسى إلى الجيل ليصلي. يصلي لمن ؟ الله. لو كان عيسى إلهاً فكيف يصلي لنفسه أو لإله مثله ؟! (يصلي) تعني أنه بشر يصلي لربه، لخالقه، لله جل جلاله.

4- بطرس – أحد الحواريين – نادى عيسى بقوله "يا سيد" كما في النص. ولم يناده "يارب" أو "يا ابن الله". أقرب تلاميذه إليه الذي هو بطرس يناديه يا سيدي. ألا يعرف بطرس حقيقة عيسى ؟!!

5- إذا كان بطرس كبير الحواريين قليل الإيمان فما شأن سائر الحواريين والتلاميذه وعامة الناس ؟! وإذا كان بطرس قليل الإيمان ولم يستطع أن يمشى على الماء، فكيف كان بطرس يحيي الموتى ويشفي المرضى (متى 10/8) ؟! هذا تناقض بين قلة إيمانه وشفائه للمرضى وإحيائه للموتى !!!

البنون والكلاب:

قرب صور وصيدا صرخت امرأة كنعانية ونادت عيسى قائلة: "ارحمني يا سيد يا ابن داود. ابنتي مجنونة جداً.... فأجاب وقال: لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة... ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب. فقالت نعم يا سيد والكلاب تأكل من الفتات.." (متى 15/22-27). فشفى ابنتها.

يدل النص هنا على ما يلي:

1- نادت المرأة عيسى "يا سيد" و "يا ابن داود". وهذا يؤكد بشرية عيسى وينفي عنه الألوهية التي يزعمها النصارى أو بعضهم، رغم أنه ليس ابن داود ولا من نسله كما ذكرنا سابقاً.

2- رفض عيسى شفاء ابنه الكنعانية لأنه – كما ذكر – لم يرسل إلاّ إلى نبي إسرائيل (الخراف الضالة). عيسى نفسه يقر ويصرح في إنجيلهم بأنه أرسل لبني إسرائيل فقط، أي أن رسالته ليست عامة إلى الناس.

3- يذكر النص أن عيسى "أُرسِل". ومعنى هذا أنه مُرْسَل أو رسول. فمن أرسله سوى الله ؟ إذاً هو رسول الله كسائر الرسل الذين قبله وبعده، وليس ابن الله أو ثاني الثالوث أو إلهاً.

4- لو كان عيسى ابن الله فابن الله لعباد الله جميعاً، وليس لنبي إسرائيل فقط. لو كان ابن الله لما رفض معالجة ابنة الكنعانية لأنها ليست من بني إسرائيل. إذاً هو رسول أرسله الله لبني إسرائيل فقط.

5- البنون في النص هم بنو إسرائيل والكلاب سائر الناس!! ولذلك يقول عيسى لا يجوز أخذ الخبز من البنين وطرحه للكلاب!! ولذلك يقول عيسى لا يجوز أخذ الخبز من البنين وطرحه للكلاب!! لو كان عيسى ابن الله أو إلهاً لما شَبَّه سائر الناس بالكلاب كما يروي إنجيلهم!

سبعة أرغفة:

أراد عيسى أن يطعم جمعاً من الناس. "أخذ السبع خبزات والسمك وشكر وكسَّر... فأكل الجميع وشبعوا..." (متى 15/36-37).

هذه من معجزات عيسى أنه طلب من الله أن يبارك في الخبز والسمك، فكانت الأرغفة السبعة كافية لإشباع ما يزيد عن أربعة آلاف شخص (متى 15/38).

هذه من معجزات عيسى أنه طلب من الله أن يبارك في الخبز والسمك، فكانت الأرغفة السبعة كافية لإشباع ما يزيد عن أربعة آلاف شخص (متى 15/38).

لاحظ هنا كلمة "شكر". عيسى شكر. شكر من ؟شكر الله طبعاً. إذاً هو ليس إلهاً ولا ابن الله. هو رسول شكر الله وطلب منه العون في مباركة الخبز ليكفي حشداً كبيراًَ من الناس. هذا ينفي عن عيسى الألوهية ويؤكد بشريته.

سِمْعان بطرس:

سأل عيسى تلاميذه "من يقول الناس إنى أنا ابن الإنسان. فقالوا قومٌ يوحنا المعمدان. وآخرون إيليا. وآخرون إرميا أو واحد من الأنبياء. قال لهم وأنتم ما تقولون إني أنا. فأجاب سمعان بطرس وقالت أنت هو المسيح ابن الله الحي. فأجاب يسوع طوبي لك يا سمعان.. كل ما تربطه على الأرض يكون مربوطاً في السماوات. وكل ما تحله على الأرض يكون محلولاً في السماوات حينئذ أوصى تلاميذه أن لا يقولوا لأحد إنه يسوع المسيح". (متى 16/13-20).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- عيسى دعا نفسه "ابن الإنسان" عندما سأل ماذا يقول الناس عنه.

2- كان جواب تلاميذ عيسى أن الناس يظنونه واحداً من الأنبياء.

3- سمعان بطرس أحد الحواريين قال عن عيسى (حسب النص) إنه المسيح ابن الله الحي. واستحسن عيسى جوابه. وإذا قال بطرس هذا واستحسنه عيسى فلاشك أن المقصود هو المعنى المجازي لكلمة (ابن) بمعنى (حبيب)، فما زال الناس في كل مكان وفي كل اللغات يستعملون كلمة (ابن) للدلالة على المحبة. ونقول دائماً "هو في منزلة ابني أو مثل أو هو ابني" كناية عن المحبة. وقد ينادي المعلم أحد تلاميذه "يا ابني" أي "يامن احب كأنه ابني".

4- جواب بطرس أن عيسى هو المسيح ابن الله الحي يتناقض مع رواية مرقس 8/29 "وقال له أنت المسيح". لماذا الاختلاف دائماً في اسم المسيح ؟ لم يقع اختلاف حول اسم أحد سوى المسيح. فهو تارة ابن داود، ومرة ابن إبراهيم، ومرة ابن النجار، ومرة ابن الله، ومرة سيد، ومرة معلم، ومرة ربوني، ومرة رب، ومرة الرب، ومرة ابن الإنسان، ومرة رئيس الرعاة، ومرة ابن يوسف، ومرة ابن مريم. لماذا كل هذا ؟ المسيح هو عيسى بن مريم ولدته بإرادة الله من غير أب بشري وهو رسول الله إلى بني إسرائيل فقط. بطرس نفسه في إنجيل مرقس8/29 يقول لعيسى عندما سأله من أنا عندكم ؟ "قال له أنت المسيح".

5- إن المحاورة بين عيسى وتلاميذه المذكورة في متى 16/13-20 غير مشار إليها إطلاقاً في إنجيل لوقا ولا في إنجيل يوحنا.

6- كيف ما يربطه بطرس على الأرض يكون مربوطاً في السماء وما يحله يكون محلولاً ؟! هذا يعني أن بطرس له سلطة التشريع بدلاً من الله. بطرس هو الذي يحل ويربط وهو الذي يحلل ويحرم!!! شيء خطير. إذاً لماذا بعث الله الرسل ولماذا بعث الله عيسى إذا كان بطرس هو الذي يربط ويحل ؟!! هل هذا معقول؟! النص هذا غير موجود إلاّ في إنجيل متّى. إنها إحدى الإضافات التي يقصد منها تخويل الكنيسة والبابا سلطة التشريع، السلطة المطلقة. ومن هنا جاءت سلطة الكنيسة والبابا وعصمة البابا. الكنيسة تجتمع وتحلل وتحرِّم والله يوافق!! هذا النص مدسوس وقصد به تفويض الكنيسة سلطة التشريع بدلاً من الله!!! إن هذا النص يقصد منه تدمير الرسالات السماوية!!!!

7- يذكر النص أن المسيح طلب من تلاميذه ألا يقولوا لأحد إنه يسوع المسيح. لماذا التنكر والخوف ؟! رسول لا يريد أن يعرفه الناس!! كيف ؟! ثم هذا النص يناقض تسمية بطرس له "المسيح ابن الله" لأن عيسى نفسه يقول "أن لا يقولوا لأحد إنه يسوع المسيح" (متى 16/20). بطرس يسميه ابن الله، وفي نفس الموقف عيسى يسمي نفسه "يسوع المسيح". تناقض في فقرة واحدة!!

صخرة وشيطان:

1- يقول عيسى لبطرس: "أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي". (متى 16/18).

2- عندما أخبر عيسى تلاميذه عن قتله مستقبلاً، "أخذه بطرس إليه وابتدأ ينتظره قائلاً حاشاك يا رب... فالتفت (أي عيسى) وقال لبطرس اذهب عني يا شيطان". (متى 16/22-23).

نلاحظ هنا ما يلي:

أ- في النص الأول يجعل عيسى بطرس صخرة يبني عليها الكنيسة، أي يجعل بطرس فيها قديساً من الدرجة الأولى. وبالمناسبة فإن بطرس يعني باللاتينية صخرة.

ب- في النص الثاني عيسى ينعت بطرس بأنه شيطان. كيف يكون بطرس أساس الكنيسة في النص الأول ويكون شيطاناً في النص الثاني وعلى لسان عيسى في النصين؟!! قديس وشيطان!!!

جـ- كيف ينتهز بطرسُ عيسى؟!! إذا كان كبير الحواريين يخاطب عيسى بانتهار، فمن الذي سيخاطبه بوقار؟!!!

من يجازي ؟

"فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله". (متى 16/27).

هنا نلاحظ ما يلي:

1- عيسى هو ابن الإنسان، وليس ابن الله، كما يزعمون.

2- المجازي هنا (حسب النص) هو ابن الإنسان، أي عيسى. وهذا يناقض نصاً آخر يقول "أبوك الذي يرى في الخفاء هو يجازيك علانية". (متى 6/4)، حيث المجازي هو "أبوك" أي الله. تناقض في الإنجيل نفسه.

3- النص يدل على المجازاة يوم القيامة. فأين ذهب الصلب للتكفير عن الخطايا؟! المجازاة تتعارض مع عقيدة النصارى بالصلب للفداء والخلاص!!! إذا كان هناك مجازاة حسب الأعمال، فما فائدة الصلب؟!!!

عجز التلاميذ:

جاء رجل إلى عيسى يشكو من صرَعٍ ألمَّ بابنه وقال: "أحضرته إلى تلاميذك فلم يقدروا أن يشفوه". (متى 17/16). يشكو الرجل من أن تلاميذ عيسى فشلوا في شفاء ابنه. وهذا يتناقض مع نص آخر خاطب فيه عيسى تلاميذه: "اشفوا مرضى. طهروا برصاً. أقيموا موتى". (متى 10/8). في نصٍ التلاميذ لا يشفون وفي نصٍ فوضهم عيسى بالشفاء!!!

وعندما سأله التلاميذ عن سبب عجزهم عن الشفاء، قال لهم عيسى: "لعدم إيمانكم". (متى 17/16). إذا كان تلاميذ عيسى عديمي الإيمان، فمن بقي في زمانهم مؤمناً ؟! إن عدم الإيمان معناه الكفر. وقد يكون المقصود ضعف الإيمان لا عدمه!! إذا كان التلاميذ عديمي الإيمان (متى 17/19) وكان بطرس كبير الحواريين شيطاناً كما وصفه عيسى (متى 16/23) فما هو تأثير عيسى على من حوله ؟!! حتى تلاميذ عيسى عديمو الإيمان !! فكيف إذاًَ سيروون بأمانة ما سمعوه ورأوه عن عيسى ؟! كيف سيكتبون الإنجيل إذا كان كبيرهم بطرس شيطاناً في نظر عيسى (متى 16/23) ؟!

الزواج والطلاق:

سأل اليهود عيسى عن الطلاق، فأجاب: "فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان... إن من طلق امرأته إلا بسبب الزنى وتزوج بأخرى يزني. والذي يتزوج بمطلقة يزني. قال له تلاميذه إن كان هكذا أمر الرجل مع المرأة فلا يوافق أن يتزوج. فقال لهم... ويوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السماوات من استطاع أن يقبل فليقبل". (متى 19/6-12).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- كانت شريعة موسى تبيح الطلاق وأراد السائلون معرفة إذا كان عيسى يؤيد شريعة موسى أو ينقضها. ونقضها حسب النص إذاً حَرَّم الطلاق إلاّ بسبب الزنى. وهذا التحريم ذاته مناقض لتعهد عيسى بأنه جاء ليكمل الناموس (أي شريعة موسى) ولم يأت لينقضه (متى 5/17). إذاً هنا تناقض بين تحريم عيسى للطلاق وتعهده باحترام شريعة موسى.

2- حسب النص، من طلق امرأة وتزوج بأخرى فقد زنى. وهذا يعني أنه لا يجوز لمن طلق أن يتزوج. وهذا ظلم. كما أن تحريم الطلاق ظلم آخر لأنه لا يجوز إجبار رجل وامرأة على استمرار زواجهما إذا كانا لا يريدان هذا الزواج.

3- القول بأن "ما جمعه الله لا يفرق إنسان" لا ينطبق على الزواج، لأن الزواج تَمَّ بناء على موافقة رجل وامرأة ولم يتم بأمر إلهي. لقد سنّ الله الزواج ليكون مصدر سعادة للزوجين فإذا لم يتفقا لسبب من الأسباب واستحال التوفيق بينهما فإن الطلاق يكون أصلح لهما من الزواج. وإجبارهما على عدم الطلاق قد يجر إلى جريمة قتل أو جريمة قذف بالزنى للحصول على مبرر الطلاق أو يجر إلى الزنى مع استمرار الزواج شكلياً.

4- النص يحرم الزواج من مطلقة. وهذا ظلم. لأن ترك المطلقة بلا زواج سوف يضرها نفسياً واجتماعياً وأخلاقياً، وقد يجر إلى الزنى.

5- عندما سمع تلاميذ عيسى بتحريمه للطلاق، قالوا حسبما يدل النص "لا يوافق أن نتزوج". هذا هو رد الفعل الطبيعي لتحريم الطلاق: إذا كان الزواج رباطاً إجبارياً لا فكاك منه فلا يريدون الزواج. ولذلك نقض البروتستانت هذا التشريع وأباحوا الطلاق لمن أراد.

6- النص يشجع على خصي الذكور. فلو أن الناس استجابوا لهذا التشريع لانقرض الجنس البشري منذ زمن بعيد!!!

لماذا تدعوني صالحاً ؟

"أيها المعلم الصالح، أي صلاح أعمل لتكون لي الحياة الأبدية. فقال له لماذا تدعوني صالحاً. ليس أحد صالحاً إلاّ واحد وهو الله". (متى 19/16-17).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- الرجل نادى عيسى "أيها المعلم الصالح". ولم يعترض عيسى على "المعلم". لم يقل للرجل: نادني ابن الله. رضي باسمه الذي هو "المعلم". وهذا رد على الزاعمين بألوهية المسيح.

2- اعترض المسيح على نعته بالصالح. وقال لا يوجد صالح سوى الله. يقصد "الصلاح الكامل".

3- لاحظ كلمة "واحد" وهو الله. الله واحد. هذا ما قال عيسى نفسه في الإنجيل. لم يقل إن الله ثلاثة في واحد أو واحد في ثلاثة. قال إن الله واحد. هكذا كان الله دائماً. واحد أحد. جميع الأنبياء دعوا إلى الله الواحد. ولم نسمع بنغمة الثلاثة في واحد والواحد في ثلاثة إلاّ من الكنيسة. الله واحد. الله واحد. هذا قول عيسى ذاته. حتى أن عيسى رفض أن يشترك مع الله في صفة "صالح" وقصرها على الله وحده. عيسى رفض أن يدعوه "الصالح"، فهل يرضى أن يدعوه إلهاً؟!!! مستحيل طبعاً.

الوصايــا:

قال عيسى: "لا تقتل. لا تزن. لا تسرق. لا تشهد بالزور. أكرم أباك وأمك. وأحب قريبك كنفسك... إن أردت أن تكون كاملاً فأذهب وبع أملاكك وأعط الفقراء... وتعال واتبعني... يعسر أن يدخل غني إلى ملكوت السماوات". (متى 19/18-24).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- الوصايا التي تنهى عن القتل والزنى والسرقة وشهادة الزور لا تكفي لأنها لم تقترن بالعقوبات الرادعة. إن هذه الوصايا لم توقف سيل الجرائم بأنواعها في أوروبا وأمريكا. القتل هناك منتشر بحيث يخاف المرء أن يخرج ماشياً بمفرده بعد الغروب. الزنى هناك هو القاعدة. جرائم السرقة والسطو المسلح حتى على البنوك لا تسل عنها. الوصايا لا توقف الجرائم. لابد من نظام عقوبات إلهي رادع، وهذا ما جاء به القرآن الكريم. القرآن أوصى بالفضائل ونهى عن الجرائم والرذائل وقرن ذلك بنظام عقوبات واضحة رادعة عادلة. ولذلك فإن الجرائم في بلاد الإسلام أقل بكثير من الجرائم في البلاد غير الإسلامية.

2- الفقر شرط للكمال (حسب النص). بع أملاكك إذا أردت أن تكون كاملاً. هذا الكلام غير مقبول عقلاً، لأن الفقير الذي لا يملك شيئاً سيضطره الفقر إلى الخروج عن الطريق المستقيم. ولا يوجد تعارض بين الغني والكمال إذا كان الغني تقياً يخاف الله، بل بالعكس فإن الغني مع التقوى يقرِّب صاحبه من الكمال لأنه يكون أقدر على العطاء في سبيل الله.

3- الغني لا يدخل الجنة (حسب النص). هذا أيضاً كلام مشكوك فيه. المهم هو التقوى. بعض الفقراء شياطين بلا تقوى، فهل سيدخلون الجنة ؟! وبعض الأغنياء أتقياء، فهل سيدخلون النار ؟! المهم طاعة الله ومخافته.

ماذا يكون لـه:

قال بطرس لعيسى: "ها نحن تركنا كل شيء وتبعناك. فماذا يكون لنا ؟ فقال لهم يسوع.. متى جلس ابن الإنسان (أي عيسى) على كرسي مجده تجلسون أنتم أيضاً على اثني عشر كرسياً تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر... ولكن كثيرون أولون يكونون آخرين وآخرون أولين". (متى 1927-30).

هنا نلاحظ ما يلي:

1- بطرس، كبير الحواريين، يريد المكافأة على اتباعه عيسى، فيسأل عن مكافأته!! وهذا سؤال غريب من كبير الحواريين. بعد أن رافق عيسى مدة طويلة يسأله عن ثوابه وكأنه لا يعرفه أو متشكك فيه أو يلح في طلب ثواب سخيّ!!

2- مرة أخرى، عيسى يدعو نفسه (ابن الإنسان). وهذا ردّ على الزاعمين بألوهيته.

3- كيف يجلس الحواريون الاثنا عشر على اثني عشر كرسياً ؟! هل يهوذا الإسخريوطي الذي خان عيسى ودلّ أعداءَه عليه، هل هذا سيجلس مع الحواريين أيضاً ؟! كان من المفروض أن يكون عدد الكراسي أحد عشر!!

4- ولماذا يدين الحواريون أسباط بني إسرائيل ؟! هل الله هو الذي يدين أم الحواريون ؟! إن الذي يدين ويجازي يوم القيامة هو الله وحده وليس عسى ولا الحواريون.

5- ولماذا تخصيص أسباط بني إسرائيل بالإدانة ؟ ربما لكثرة معاصيهم. وربما لأن عيسى مرسل إلى بني إسرائيل فقط (متى 10/5-6)، ولذلك رأي من اختصاصه أن يدينهم وحدهم فقط. وهذا يناقض يوحنا اللاهوتي (7/4) الذي يقول إن الأسباط مرضي عنهم!!

6- أما "الأولون الآخرون والآخرون الأولون" فهي إشارة إلى أن العديد من الناس الذين دعوا إلى التوحيد في سابق الأزمنة سيدخلون الجنة آخرين وأن العديد من الذين دعوا في آخر الأزمنة (وهم المسلمون) سيدخلون الجنة أولين – حسب تفسير البعض.

من يجزي ؟

قال عيسى: "وأما الجلوس عن يميني وعن يساري فليس لي أن أعطيه إلاّ للذين أُعد لهم من أبي". (متى 20/23).

هنا نلاحظ ما يلي:

1- يقرر عيسى أنه ليس من حقه أن يجزي الصالحين والأبرار لأن الذي يعد ذلك ويقرره هو الله.

2- هذا النص يتناقض مع (متى 16/27) حيث حق المجازاة أعطي لعيسى. تناقض في الإنجيل الواحد!!

3- النص يدل على أن عيسى غير الله والله غير عيسى. ليسا واحداً في اثنين ولا اثنين في واحد، كما يزعمون.

يا سيد يا ابن داود:

"أعميان جالسان على الطريق. فلما سمعا أن يسوع مجتاز صرخا قائلين ارحمنا يا سيد يا ابن داود". (متى 20/30).

نداؤهما كان "يا سيد" وليس "يا ابن الله". لو كانت تسميته في ذلك الوقت "ابن الله" لناداه بها تلاميذه والناس الذي يحتاجونه لعلاج مرضاهم أو لعلاج أمراضهم. لو سمى عيسى نفسه "ابن الله" لناداه تلاميذه كذلك ولناداه محتاجوه كذلك. ولكن عيسى لم يسمِّ نفسه ابن الله ولم يقل لتلاميذه نادوني "ابن الله".

ولو جاءَنا شخص لديه معجزات وقال أنا ابن الله، فمن يصدقه ؟ إن الأنبياء والرسل كانوا يأتون بمعجزات ويقولون للناس إنهم رسل من الله والدليل معجزاتهم، ومع ذلك فإن نفراً قليلاً من الناس كانوا يصدقونهم. كان الرسل يطلبون التصديق بأنهم رسل من الله فقط، ورغم ذلك لم يصدقهم إلاّ القليل من الناس. ماذا كان يحدث لو ادعى مدع أنه ابن الله ؟! سيقتلونه فوراً متهمين إياه بالجنون الكامل.

إن الصادق اسم "ابن الله" بعيسى افتراء على عيسى نفسه إضافة إلى أنه إفك كبير اقترفه المجدِّفون!!

الأتان والجحش:

قال عيسى لتلميذين: "تجدان أتاناً مربوطة وجحشاً معها فحلاهما وآتياني بهما. وإن قال لكما أحد شيئاً فقولا الرب محتاج إليهما". (متى 21/2-3).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- في النص هنا جحش وأتان. وهذا يعارض (مرقس 11/2) حيث لا يذكر سوى الجحش. تعارض بين الأناجيل!!

2- هل يحتاج الرب إلى جحش وأتان ؟!

3- (الرب) هنا بمعنى (المعلم) كما يتضح في مواقع أخرى من الأناجيل.

4- حاجة عيسى إلى جحش وأتان ينفي عنه صفة الألوهية. فالله ليس في حاجة (حمير)!! ولقد طلب عيسى الجحش ليركبه وهو يدخل أورشليم. فهل يركب (الله) حماراً ؟!!

يسوع النبـي:

عندما أقبل عيسى إلى مدينة أورشليم، خرجت الجموع تصرخ قائلة: "مبارك الآتي باسم الرب... هذا يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل". (متى 21/9-11).

1- الجموع تهتف لعيسى وتقول "مبارك الآتي باسم الرب"، ولم يقولوا "مبارك الرب". قالوا مبارك عيسى الآتي باسم الرب، أي مرسَلاً من الله.

2- في الأناجيل خلط شديد في استعمال كلمة (الرب) فمرة تدل على عيسى ومرة تدل على الله. هنا كلمة (الرب) تدل على الله. وهذا الخلط ناشئ من أخطاء الترجمة ومن أفعال التحريف.

3- الناس قالوا: هذا يسوع النبي. لو كان اشتهر عنه أنه (ابن الله) كما يزعمون، لنادته الجموع كذلك. ولكنهم قالوا عنه (يسوع النبي)، وقد صدقوا فهو عيسى الرسول وليس إلاّ.

مغارة اللصوص:

"دخل يسوع إلى هيكل الله وأخرج جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل وقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام. وقال لهم مكتوب بيتي بيت الصلاة يدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص". (متى 21/12-13).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- عندما دخل عيسى هيكل سليمان وجد أن اليهود قد حولوه سوقاً يبيعون فيه الحمام والدجاج. اليهود هم الذين يتباكون الآن على هيكل سليمان ويريدون هدم المسجد الأقصى بحثاً عن هيكلهم المزعوم الذي دمَّره البابليون والرومان مراراً وتكراراً ولم يبق منه حجر على حجر. الآن يريدون الهيكل ولما كان لديهم الهيكل جعلوه سوقاً لبيع الدجاج وجعلوه مغارة لصوص كما يذكر النص. إنهم لا يريدون الهيكل من أجل الهيكل، بل من أجل هدم المسجد الأقصى. إنهم يجدون متعة في خلق المشكلات وإثارة الفتنة وسفك الدماء. وعندما لا يجدون أحداً يسفكون دمه يتحولون إلى بعضهم البعض فيسفك بعضهم دم بعض. وهذا ما حدث في التاريخ. فعندما لم يجدوا من يحاربونه من جيرانهم بعد موت سليمان انقسموا إلى دولتين وحارب الشمال الجنوب والجنوب الشمال!!!

2- المرة الوحيدة التي فعل فيها عيسى شيئاً لوقف المنكر بالفعل هي هذه: عندما دخل الهيكل وقلب موائد الصيارفة وأخرج الباعة من الهيكل. وهذا يعني أنه أدان المخالفين. وهذا يناقض قوله "لا تدينوا لكي لا تدانوا". (متى 7/1). كما أن عمله هذا يناقض قوله "لا تقاوموا الشر". (متى 5/39).




رأس الزاوية:

بعد أن قص عيسى على رؤساء الكهنة وشيوخ بني إسرائيل الذين اعترضوا على إخراجه الباعة من الهيكل، بعد أن قص عليهم مَثَلَ صاحب البستان والكرَّامين والعبيد وما فعله الكرامون بالعبيد من جلد وقتل ورجم (كناية عما فعله اليهود بالأنبياء)، قال لهم: "الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية... لذلك أقول لكم إن ملكوت السماوات ينزع منكم ويعطى لأمه تعمل أثماره". (متى 21/42-43).

هذا تكرار من عيسى لما ورد في أسفار الأنبياء في العهد القديم. وهو إشارة واضحة إلى التبشير بمحمد عليه السلام. فالحجر المرفوض هو إسماعيل لأن اليهود رفضوه بدعوى أنه ابن جارية وأنهم أبناء الحرة. والنص يذكر أن رسالة الله ستنزع من بني إسرائيل وتُعْطَى لأمة أخرى تستحق الرسالة وتكرم الرسول وتحترم الهدي الإلهي. هذا هو النص وهذه هي النبوءة فيه، وهذا ما تحقق فعلاً. فجاء محمد من العرب والتف العرب حوله وقبلوا رسالته وحملوها وصانوها ودافعوا عنها ونشروها وما زالوا كذلك وسيبقون كذلك إلى يوم الدين.

مثْل نبي:

خاف رؤساء الكهنة اليهود أن يمسكوا عيسى لأنهم خافوا من الجموع "لأنه كان عندهم مثل نبي". (متى 21/46).

النص هنا يذكر أن عيسى كان عند جموع الناس في أورشليم "مثل نبي"، أي يشبه النبي. ولماذا لم يقل النص "لأنه كان نبياً عندهم" ؟!!!

هذا يتناقض مع "فقالت الجموع هذا يسوع النبي..." (متى 21/11). كيف يكون نبياً ثم يكون مثل نبي ؟!! تناقض وتشكيك في الإنجيل الواحد!!!

ما لقيصر لقيصر:

سأل اليهود عيسى: "أيجوز أن تُعْطَى جزية لقيصر أم لا ؟" (متى 22/17). "فعلم يسوع خبثهم... فقال لهم: أعطوا إذاً ما لقيصر لقيصر وما لله لله". (متى 22/18-22).

أراد اليهود من سؤالهم توريط عيسى بتهمة التحريض ضد الإمبراطور الروماني لتكون لهم ذريعة للتخلص منه بدعوى مناهضة الحكومة الرومانية التي كانت تسيطر على اليهود آنذاك. والبعض يرى أنهم يقصدون بسؤالهم التأكد إذا كان عيسى هو المخلِّص الذي ينتظرونه لتخليصهم من حكم الرومان. ولكنه قطن لمقصدهم وخيب ظنهم وقال لهم: أعطوا قيصر حقه وأعطوا الله حقه.

ولكن بعض العلمانيين أخذوا هذه الجملة ورددوا ليجعلوها رمزاً لفصل الدين عن الدولة، أو لفصل الدين عن الحياة، أو لفصل الدين عن السياسة، أو لعدم تسييس الدين. والواقع أن قصد عيسى واضح من مناسبة قوله. كان يقصد أن يقول: وفقوا بين الله والسلطان وأعطوا كل ذي حق حقه ولا تعارض بين طاعتكم للحاكم وطاعتكم لله. لم يقصد ما يزعمه العلمانيون من فصل للدين عن الحياة. وإذا كان الدين يفصل عن الحياة، فمن أجل ماذا أنزله الله ؟! إذا كان الدين ليس للحياة، فهل هو للموت ؟! إذا كان الدين ليس للحياة بكل أشكالها ومجالاتها، فَلِمَ هو إذاً ؟!!

الرب إلهك:

"فقال له يسوع تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك". (متى 22/27). كان هذا هو جواب المسيح عن سؤال: "يا معلم أية وصية هي العظمى في الناموس ؟" (متى 22/36).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- السائق ينادي عيسى "يا معلم". وهذا هو النداء الأشيع لعيسى من قبل الناس والتلاميذ. وهذا رد على الزاعمين بألوهيته.

2- أجاب المسيحُ السائلَ: "تحب الرب إلهك". إذاً الرب هو الإله. والرب مفرد واحد والإله مفرد واحد. والرب هو الإله والإله هو الرب. كلمة (الرب) هنا تدل على الله. ولكن انظر إلى النص: "انظر إلى الموضع الذي كان الرب مضطجعاً فيه". (متى 28/6). هنا كلمة (الرب) تشير إلى عيسى. ما هذا الخلط والتناقض ؟! كلمة (الرب) مرة تعني (الله) ومرة تعني (عيسى) !! كيف يحدث هذا ؟! ليس هذا الخلط بوحي من الله، بل بتزييف وتحريف الفاعلين. ألا يوجد في اللغة كلمات تكفي الناس شرّ هذا الخلط والاضطراب ؟! الرب هو الله (هكذا كانت التوراة تقول). وفي الإنجيل صار الرب هو عيسى تارة والله تارة!!! شيء لا يمكن فهمه ولا تصديقه ولا احتماله!! لعب بالناسب واستهزاء بعقولهم!! أيلعبون بكلام الله ومقامه سبحانه؟!!

عيسى والنسب:

سأل عيسى قوماً من اليهود: "ماذا تظنون في المسيح ؟ ابن من هو. قالوا له ابن داود. قال لهم فكيف يدعوه داود بالروح رَبّاً. قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى أضع أعداءَك موطئاًَ لقدميك. فإن كان داود يدعوه رب فكيف يكون ابنه". (متى 22/42-45).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- عيسى يدعو نفسه المسيح وليس ابن الله.

2- لم يوافق عيسى على أنه ابن داود. وهذا يعني دحضاً لشجرة نسب عيسى التي أوردها (متى 1/1-17). وهو أيضاً دحض لشجرة نسب عيسى التي أوردها (لوقا 3/23-37). عيسى نفسه في (متى 22/42-45) يعترض على نسبته إلى داود ومع ذلك تصر الأناجيل على نسبته إلى داود!! لم أسمع في حياتي شيئاً مثل هذا!! الإنجيل نفسه يروي أن عيسى لا يقر أن ينسب إلى داود والإنجيل نفسه يصر على نسبته إلى داود. ما معنى هذا ؟ التفسير الوحيد هو كثرة الأيدي التي عبثت بنصوص الإنجيل. التفسير هو التحريف والتزوير.

3- عيسى يقول إذا كان داود نفسه يشير إلى عيسى بأنه (الرب!) فكيف يكون عيسى ابناً له ؟! لاحظ هنا (قال الرب لربي). أيضاً هنا خلط واضطراب في استخدام اللغة. الرب الأولى تشير إلى الله. والرب الثانية تشير إلى عيسى. لا يوجد دين يحدثُ أو أحدث في أتباعه بلبلة مثلما فعلت النصرانية بأتباعها! ارحموا الناس يرحمكم الله. ما هذا الكلام ؟! وما هذه اللغة ؟! وسبب البلبلة يعود إلى عوامل عديدة منها التحريف ومنها أخطاء الترجمة ومنها غياب أصل الإنجيل ومنها اختلاف النصارى أنفسهم بشأن طبيعة المسيح. النصارى حتى الآن لم يتفقوا بشأن المسيح. بعضهم يقول عنه إنه إله، ابن الله، رسول، إنسان تأله، إله تأنس، ذو طبيعة واحدة، ذو طبيعتين، ذو مشيئة واحدة، ذو مشيئتين، إنسان، الرب، ابن الرب، إله في صورة إنسان، إنسان في صورة إله. إن النصارى لم يتفقوا حول طبيعة المسيح، ولا حول ولادته، ولا حول مماته، ولا حول حياته، ولا حول صلبه، ولا حول قيامه، ولا حول تعاليمه، ولا حول إنجيله، ولا حول اسمه، ولا حول نسبه. ولذلك نرى أثر اختلافاتهم في الأناجيل التي قلما تتفق على شيء يخص المسيح.

(متى 1/1) يقول هذا "كتاب ميلاد يسوع المسيح المسيح ابن داود ابن إبراهيم". و (لوقا 3) يرجع المسيح إلى داود. وعيسى نفسه (متى 22/43) يعترض على نسبته، إلى داود. تناقض في الإنجيل الواحد وتناقض بين الأناجيل!! ومع ذلك يقولون إن أناجيلهم الحالية وحي من الله!! كيف تكون وحياً وفيها آلاف حالات التناقض والأخطاء والاختلافات؟!!!

الأب والمعلم:

قال عيسى: "ولا تَدْعُوا لكم أباً على الأرض، لأن أباكم واحد الذي في السماوات. ولا تَدْعوا معلمين، لأن معلمكم واحد المسيح". (متى 23/9-10).

النص يشير إلى ما يلي:

1- لا يوجد أب على الأرض، أي لا يوجد إله على الأرض. وهذا يعني أن المسيح حذر قومه من تسميته إلهاً.

2- الله واحد في السماوات. وليس ثلاثة كما تزعم الكنيسة.

3- المسيح هو المعلم، وليس إلهاًَ ولا ابن الله. لقد جعل المسيح الأمور واضحة. الله واحد والمسيح هو المعلم. ولكن الكنيسة لا تريد ما يقول المسيح. الكنيسة تريد ما تقرره المجامع. يجتمع رجال الكنيسة. يصوتون على أي موضوع. يتخذون القرارات. طبيعة الله بحثوها صوتوا عليها واتخذوا القرار بالتثليث في مجمع نيقية سنة 325م. قرر المجمع أن الله ثلاثة وأن المسيح إله. ثم جاء مجمع القسطنطينية وقرر ألوهية الروح القدس (سنة 381م) ليكمل الثالوث. الثالوث نشأ بموجب قرار رسمي، وليس بموجب الوحي!!! على الكنيسة أن تقرر وعلى الناس أن يتبعوها مغمضي العيون والعقول. لا يهم الكنيسة ماذا قال عيسى في الإنجيل. قال أنا ابن الإنسان. وقال اللهُ واحد. لا يهم هذا. المهم ماذا يريد الامبراطور قسطنطين. الامبراطور يريد أن يكون الله ثلاثة فليكن. ويريد الإمبراطور أن المسيح هو الله وأن الروح القدس هو الله وأن الثلاثة معاً هم الله. هذا ما يريده الامبراطور. فوافقت الكنيسة وصار الله ثلاثة بالتصويت. وصار عيسى إلهاً واحداً يالتصويت. وصار الروح القدس إلهاً بالتصويت. وصار الثلاثة معاً إلهاً واحداً بالتصويت. لا يهم الكنيسة ماذا قال عيسى وماذا قال الإنجيل، لأن المسألة بسيطة عندهم: يغيرون كلام عيسى، يبدلون الإنجيل، يحذفون من الإنجيل يزيدون على الإنجيل، يحرقون الإنجيل الذي لا يعجبهم. الإنجيل يتبع الكنيسة وليست الكنيسة هي التي تتبع الإنجيل. يضعون في الإنجيل النصوص التي تخدم أهدافهم ويحذفون منه ما لا يعجبهم. تماماً كما فعل اليهود في التوراة والأسفار.

القَسَــم:

قال عيسى: "من حلف بالسماء فقد حلف بعرض الله وبالجالس عليه". (متى 23/22). إذاً كان العرش لله فالجالس عليه هو الله. إذاً من حلف فليحلف بالله. لم يقل عيسى. "الجالسين عليه"، بل قال "الجالس عليه". إذاً الله واحد. ومن يحلف يحلف بالله الواحد.

ولكن النصارى في هذه الأيام يحلفون هكذا "باسم الآب والابن والروح القدس". كما أن متى 28/19 يقول "عمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس". كيف يقول عيسى في (متى 23/22) القسم لا يكون إلاّ بالله، ثم يروون أنه قال في (متى 28/19) "باسم الآب والابن والروح القدس". هناك القسم بالله، وهنا القسم بثلاثة!!! تناقض في الإنجيل الواحد.

غير معرف يقول...

حول رسائل بولس

بولس ليس من الحواريين ولا من التلاميذ . بل هو تلميذ التلميذ برنابا . كان بولس يهويداً من ألد أعداء أتباع عيسى المسيح وكان باعترافه هو يؤذيهم ويجنهم ويجلدهم.

وقال (حسب زعمه) أنه بينما كان سائراً إلى دمشق ، إذا به يسمع صوت عيسى (بعد رفع عيسى) يناديه ويعاتبه ويحثه على نشر تعاليم المسيح بين الأمم . وزعم أنه يوحي إليه من عيسى .

وكتب بولس رسائله المشهورة التي تسمى رسائل بولس . كتب رسالة إلى كل من رومية وغلاطية وأفسس وفيلبي وكولوسي وتيطس وفليمون والعبرانيين . وكتب رسالتين إلى كل من أهل كونثوس وأهل تسالونيكي وتيموثاوس . كتب أربع عشرة رسالة ضمنها أفكاره ومعتقداته .

كما أن بولس كان استاذاً للوقا الذي كتب إنجيل لوقا . ويلاحظ في رسائل بولس أنها لا تشير إلى أي من الأناجيل الأربعة ، مما يدل على أنها كتبت قبل الأناجيل. ويرى البعض أن بولس له تأثير كبير على كتابه الأناجيل قد كتبت في 63م وبعدها . ويرى البعض أن الأناجيل الأربعة كتبت في اطار بولس نفسه .

ولقد كان بولس ذا أثر كبير في النصرانية ، فقد أراد أن يعدل تعاليم عيسى ليرضي الرومان واليونان . فأدخل على النصرانية عقيدة التثليث وجعل الله ثلاثة ليرضي الناس هناك، وألغى الختان، وأدخل عقيدة الصلب للفداء، وجعل النصرانية عالمية، وأباح مل الأطعمة المحرمة. فعل كل ذلك مخالفاً الإنجيل والتوراة ومخالفاً عيسى نفسه .

وسنرى في هذا الفصل كيف تتناقض رسائل بولس مع نفسها ومع الأناجيل الأربعة ومع التوراة .

ورغم أن الرسائل الأربع عشرة تنسب إلى بولس إلا ان الرسائل التي كتبها وحده ي ست فقط . وهي رسائله إلى رومية وفيلبي وتيموثاوس (الأولى والثانية) وتطيس وفليمون . وهناك الرسالة إلى العبرانيين التي لم يظهر في أولها مرسلها خلافاً للرسائل الأخرى . وأما الرسائل اسبع الأخرى فقد كتبها بالاشتراك مع آخرين كما يذكر هو في بداية كل رسالة منها .

عن رسالة بولس إلى أهل رومية :

عبد لعيسى :

قال بولس في أول رسالته (رومية 1/1) إنه عبد ليسوع المسيح . وهذا يناقض ما يلي:

1- نادى بولس مع برنابا بكلمة الله (أعمال 13/5) فكيف ينادي بكلمة الله ويكون عبداً لعيسى ؟! الأولى أن يكون عبداً لله ما دام ينادي لكلمة الله .

2- كان بولس يقنع الناس "أن يثبتوا في نعمة الله " (أعمال 13/12) ما دامت النعمة من الله فالعبودية لله ، وليست لعيسى.

3- وعظ بولس الناس وقال: " الإله الذي خلق العالم وكل ما في " (أعمال 17/24) . إذاً الأولى أن يكون بولس عبد للإله الذي خلق العالم ، وليس عبداً لعيسى الذي خلقه الإله .

4- قال بولس : " أولاً أشكر إلهي بيسوع المسيح" (رومية 1/8) بما أن الشكر لله فالعبودية لله ، وليست لعيسى .

وهكذا نرى أن بولس أخطأ في الجملة الأولى من رسالته .

اليهودي أولاً :

قال بولس: "لست استحي بإنجيل المسيح لأنه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن لليهودي أولاً ثم اليوناني" (رومية 1/16) .

نلاحظ هنا ما يلي :

1- أين هو إنجيل المسيح الذي يذكره بولس ؟! عندنا إنجيل مرقس وإنجيل لوقا وإنجيل يوحنا . هذه هي الأناجيل المعروفة والمتداولة . فأين إنجيل المسيح الذي يتكلم عنه بولس ؟! هل حرقوه كما حرقوا سواه من الأناجيل التي لم تعجب الامبراطور والكنيسة ؟!!

2- قول بولس إن الخلاص بالإنجيل لليهودي أولاً يؤكد أن عيسى أرسل لليهود فقط .

1- قول بولس " ثم لليوناني " يجعل الخلاص درجات وطبقات . ولمك يذكر بولس بقية الشعوب ؟! لماذا اليهودي واليوناني فقط ؟! ونلاحظ أن " اليوناني " هذه من عند بولس لأنها لم ترد في الأناجيل الأربعة ! " الخلاص لليهودي ثم اليوناني " من اختراعات بولس !! وما نصيب الإيطالي والفرنسي والأسباني على سبيل المثال ؟! ألا يشملهم الخلاص ؟!!! عدم الدقة في التعبير دليل التأليف البشري ودليل على أن كلام بولس من رأسه وليس بوحي من الله (كما يزعمون) .

المخلوق دون الخالق :

قال بولس يلوم الفاسقين "عبد المخلوق دون الخالق الذي هو مبارك إلى الأبد" (رومية 1/25) .

كلام جميل لا تعبدوا المخلوق دون الخالق . ممتاز . ونسأل بولس :

1- ما دمت تقول إن العبادة للخالق، فلماذا قلت في أول رسالتك (رومية 1/1) إنك عبد للمسيح فهل المسيح هو الخالق ؟!

2- وإذا كانت العبادة للخالق (وهذا حق) فكيف جعلت عيسى (الرب) (رومية 1/7)؟!!

الدينونة أم الفداء ؟

يقول بولس إن الذي يخطيء "لا ينجو من دينونة الله " (روميه 2/3)، وأن اله" سيجازي كل واحد حسب أعماله " (رومية 2/6) ويقول " الذين يعملون بالناموس هم يبررون " (رومية 2/13) .

نلاحظ هنا ما يلي :

1- حسب بولس، هناك دينونة وجزاء من الله حسب أعمال كل فرد . موافقون . ولكن السؤال هو: إذا ما نفع صلب المسيح ؟! تقولون إن الصلب كان لفداء الناس وخلاصهم والتكفير عنهم وإن دم المسيح قد سال لإنقاذ البشرية . فإذا كانت هناك دينونة وجزاء وحساب، فأين الفداء والخلاص ؟! وفيم كان لصلب؟! ولماذا صلب 1لك المسكين ؟! القول بالدينونة والساب يناقض القول بالصلب للخلاص .

2- يقول بولس البر بالعمل والخلاص بالعمل . وهذا يناقض قولهم إن الخلاص بالإيمان وحده . يقولون دائماً : آمن بالمسيح تخلص . وها هو بولس يقول الإيمان وحده لا يكفي ، بل لا بد من الأعمال . أين الصواب وأين اخطأ ؟! حتى بولس يناقض نفسه : هنا يقول البر بالعمل وفي نص آخر يقول "البر بالإيمان" (رومية 9/30) لم يتوصلوا إلى اتفاق بعد : هل يخلص الناس بصلب المسيح أم بالإيمان أنه صلب أم بالأعمال ؟!! منذ ألفي سنة وهم يبحثون في المسألة !!! بولس يناقض بولس .

3- يقول بولس إن الله هو الذي سيجازي كل واحد حسب اعماله (رومية 2/6) . جميل ولكنه يوقل: "إننا جميعاً سنقف أمام كرسي المسيح" (رومية 14/10) إذا كان الله هو الذي سيجازي الجميع فلماذا الوقوف أمام كرسي المسيح ؟!! من المفروض أن يقفوا أمام كرسي الذي سيجازيهم وهو الله ، أليس كذلك ؟

4- يقول بولس البر بالأعمال (رومية 2/13) ويناقض نفسه بعد صفحة واحدة: "أبناموس الأعمال. كلا بل بناموس الإيمان" (رومية 3/27) مرة يقول الخلاص بالإيمان وليس بالأعمال ، ومرة يقول الخلاص بالأعمال وليس بالإيمان !!!

الخطايا السالفة فقط :

قال بولس: " يسوع الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة " (رومية 3/25) .

نلاحظ هنا ما يلي :

1- من ناحية واقعية ، إن الله لم يقدم يسوع كفارة ، بل أنقذه من طالبيه .

2- لم يسل دم المصلوب ، لأن قتله كان بالصلب (حسب قولهم) وليس بالذبح . فأين هو الدم الذي يتحدث عنه بولس ؟!

3- تقول الكنيسة للناس دائماً : " آمنوا بأن المسيح صلب لخلاصكم فتخلصون لأن صلبه فداء كل خطايا البشر وتكفير لها " ولكن بولس له رأي آخر إنه يقول (حسب النص ) : صلب المسيح تكفير للخطايا السالفة ، أي للخطايا التي كانت قبل صلبه . إذاً الناس الذين عاشوا بعد صلب المسيح لا يستفيدون من صلب المسيح !!! ولماذا يؤمنون بصلبه إذاً إذا كان لا يفيدهم ذلك ؟!! ثم لماذا يستفيد السابقون من صلبه ولا يستفيد اللاحقون ؟! وما ميزة هؤلاء على أولئك ؟! ولماذا التمييز في الغفران على أساس الأزمنة والقرون ؟!!

4- إذا قالها بولس . الصلب تكفير للخطايا السالفة . إذاً الصلب ليس خلاصاً للبشرية . بل لمن ماتوا قبل الصلب فقط لا غير !! ولكن قول بولس "الخطايا السالفة " جديد لم تذكره الأناجيل الأربعة !!! كما أن خلاص السالفين يناقض قول الكنيسة باشتراط الإيمان بعيسى للخلاص فهاهم السابقون قد خلصوا دون إيمان بعيسى لأنه جاء بعدهم !!

وهكذا نرى أن بولس جعل فائدة الصلب مقصورة على الأجيال السابقة لصلب المسيح، أي إن بولس نفسه غير مشمول بتلك الفائدة ‍‍ ثم السؤال الذي يسأل دائماً هو :

طيف إذا صلبنا س يغفر ذنب ص ؟‍ إذا أراد ص غفران ذنوبه فعليه أن يتوب عنها ويعمل صالحاً ، لأن نصلب له س ‍ لا يستطيع العقل البشري أن يفهم كيف إذا صلبنا س اغفر ذنوب ص ‍!!! هذا لغز من ألغاز النصرانية العديدة، لغز لا حل له ولا أساس له ولا سند له ولا منطق فيه !!!

بولس والإيمان :

يقول بولس: " ليس بالناموس كان الوعد لإبراهيم أو نسله ... بل ببر الإيمان " (روميه 4/13) .

نلاحظ هنا ما يلي :

1- يذكر بولس البر باليمان وحده . ولذلك اجتهد بولس وجعل نسل ابراهيم يتوس ليشمل جميع المؤمنين " ليكون الوعد وطيداً لجميع النسل ليس لمن هو من الناموس فقط بل لمن هو إيمان إبراهيم الذي هو أب لجميعنا " (رومية 4/16).

2- قول بولس إن البر بالإيمان وحده يناقض ما قاله هو نفسه " بل الذين يعملون بالناموس هم يبررون " (رومية 2/13). هناك البر بالإيمان وهنا البر بالعمل !!! يناقض بولس مع بولس !!

الخطية الموروثة:

1- يقول بولس: " كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذا خطأ الجميع " (رومية 5/12).

2- ويقول: "بمعصية الإنسان الواحد جعل الكثيرون خطاة " (رومية 5/19).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- النصان يشيران إلى الخطيئة الموروثة (حسب زعمهم) إذ يزعمون أن خطيئة آدم ورثها نسله وأن كل إنسان يولد خاطئاً .

2- ما هو خطأ الطفل الذي عمره يوم واحد ؟! أو عامان أو ثلاثة ؟! ما هي خطيئة؟!

3- النص الأول يقول: " أخطأ الجميع " ولكن النص الثاني يقول " كثيرون "وهناك فرق بين (الجميع) و (الكثيرون ) .

4- هل الأنبياء أيضاً خطاة ؟! " الجميع " تشملهم ، وهذا غير معقول ولا مقبول في حقهم .

5- الخطية الموروثة تناقض العهد القديم في حزقيال 18/20 الذي يذكر أن "الرجل لا يؤخذ بذنب أخيه فلا يؤخذ بذنب أبيه أيضاً .

6- بولس يناقض نفسه . فقد قال " الله الذي سيجازي كل واحد حسب أعماله " (رومية 2/6) لا حسب أعمال أبيه أو جده آدم !!

7- الإعتقاد بالخطية الموروثة ظلم ، إذ كيف يعتبر مذنباً شخص لم يذنب ؟! إن ذلك يتعارض مع الحق والعدل والواقع وأبسط مقتضيات المنطق .

8- تعتمد الخطية الموروثة على الاعتقاد بأن آدم أبا البشرية قد أخطأ . ولكن بولس نفسه يقول : " وآدم لم يغفو لكن المرأة أغويت فحصلت في التعدي" (ثيموثاوس (1) 2/14) إذا آدم بريء من الذنب (حسب بولس نفسه ) فكيف ورث نسله الخطيئة ؟!!

9- وما هو ذنب آدم ؟ أكل من شجرة نهاه الله عنها . ولامه الله في حينه وتاب آدم وغفر الله له . وانتهت القصة . فأين وراثة الخطيئة وقد غفرت ؟! كما أن بولس لم يكن متأكداً من دعواه لأنه بدأ النص الأول بقوله "كأنما" التي تفيد التشبيه الممزوج بالشك .

10- ثم جاء طوفان نوح وقضى الله به على الكافرين جميعاً . ولم يبق سوى الأبرار إذ قال الله لنوح حسب التوراة " نهاية كل بشر قد أتت أمامي " (تكوين 6/13) إذاً بالطوفان قضى الله على كل الكافرين . ولم تبق خطيئة آدم لأن نسل آدم قد أبيد بالطوفان ولم يبق سوى نوح والأبرار من أهله وأتباعه . فانمسحت بذلك الخطيئة والخاطئون ، قبل عيسى بآلاف السنين .

11- كما أن بولس يجعل الموت نتيجة للخطيئة . ولا أرى بينهما علاقة . فقد مات أطفال كثيرون عمرهم أيام دون خطايا، ومع ذلك ماتوا. ومات أنبياء دون خطايا . الموت نهاية كل حي . الشرير سيموت والتقي سيموت . كل إنسان سيموت . وكل بعد ذلك سيبعث إلى الحياة الأبدية . الكل سيحيا حياة أبدية بعد البعث من القبور ولكن الأبرار يحيونها في الجنة والأشرار يحيونها في النار .

وهكذا فالاعتقاد بالخطيئة الموروثة اعتقادينا في العقل والمنطق والحق والعدل والواقع ويتناقض مع نصوص التوراة والانجيل ذاته . وهذا لغز آخر من ألغاز الكنيسة لا تفسير له ولا منطق فيه ولا مبرر له .

الموت والخطيئة :

قال بولس : " أجرة الخطيئة هي موت " (رومية 6/23) لا علاقة للموت بالخطايا . كل الناس سيموتون . حتى عيسى نفسه مات لمدة ثلاثة أيام (باعتراف الإنجيل) فهل لعيسى خطيئة ايضاً ؟! هل عيسى من الخاطئين إذ مات ؟! الأولى أن يقول بولس " أجرة الخطيئة العقاب " ولكن لم يقل . قال إن الموت هو جزاء الخطيئة . وهذا أمر غريب حقاً ، وهو لغز من ألغازهم !!

وقال بولس : " وصرتم عبيداً لله فلكم ثمركم للقداسة والنهاية حياة أبدية ، لأن أجرة الخطية هي موت " (رومية 6/22-23) .

نلاحظ هنا ما يلي :

1- جعل بولس الحياة الأبدية للأبرار وجعل الموت جزءاً الخطيئة . وهذا غير مقبول ومناقض لأقوال عديدة . إذا كان الموت هو نهاية الأشرار فكيف سيجازيهم الله يوم الدينونة . لقد قال بولس نفسه " الله الذي سيجازي كل واحد حسب أعماله " (رومية 2/6) كيف يجازيهم والموت نهايتهم ؟! إن الله يجازي الأحياء وليس الأموات .

2- إن الموت سيكون حسب بولس نجاة للشرير من أي عقاب ينتظره . وحسب بولس ، الموت هو نهاية الشرير إذ سوف لا يبعث بعد موته. وهكذا فلا عقاب له بعد موته لأنه لا بعث له !! إذاً الخطيئة صارت بلا عقاب ، لأن الموت سيذوقه الجميع وليس العاصي فقط . إذاً الحياة للشرير هي هذه الحياة الأولى فقط حسب قوله . وهذا تشجيع له لارتكاب جميع المعاصي ، حيث لا عقاب له . إنه فقط سيحرم من الثواب بعد البعث (حسب بولس) .

3- إذا كان الموت هو نهاية العاصين (حسب بولس ) فلا بعث لهم بعد الموت ولا عقاب . فلماذا النار إذاً ؟!! إذا كان الأشرار سيبقون أمواتاً فالنار ستبقى من غير زبائن (حسب بولس) !!!

4- يقول بولس " عبيداً لله " جميل . إذا كان الناس عبيداً لله ، فلماذا قال بولس عن نفسه إنه عبد ليسوع ؟!! لماذا الناس عبيد وبولس عبد لعيسى ؟!!! يتناقض بولس مع بولس !!!

لغز جديد :

قال بولس: "لم أعرف الخطيئة إلا بالناموس . فإني لم أعرف الشهوة لو لم يقل الناموس لا تشته.. لأن بدون الناموس الخطيئة ميتة .. لما جاءت الوصية عاشت الخطيئة فمت أنا " (رومية 7/7 – 9) .




نلاحظ هنا ما يلي:

1- يقول بولس إنه لم يعرف الخطيئة إلا بعد شريعة الله (أي الناموس الذي هو أصلاً شريعة موسى) ممكن إذا قصد معرفة الحلال والحرام، لأن الله هو الذي يبينهما . ولكن قصده مختلف ، إذ يقول بدون الناموس تموت الخطيئة . كلام غير مفهوم لأنه غير صحيح . فأخطاء الناس موجودة قبل الشريعة وأثناءها وبعدها . فالشريعة لا توجد الأخطاء ، بل تنهى الناس عن ارتكابها وتحذرهم منها وتعد الأبرار بالثواب والأشرار بالعقاب .

2- يزعم بولس أنه لم يعرف الشهوة لو لم يقل له الناموس لا تشته . هل هذا معقول ؟! الشهوة موجودة ولذلك قال الناموس لا تشته . إن النهي عن الشهوة كان لأن الشهوة كانت قبل النهي عنها . إن النهي كان بعد الشهوة وليس قبلها . إن النهي لم يوجد الشهوة ، بل إن وجودها هو السبب في حدوث النهي . لقد شطح بولس هذه المرة شطحة بعيدة : لعب بالكلمات لعباً خطيراً فأوقع نفسه في الخطأ الواضح . إن الله نهانا عن الفواحش لأنها موجودة بين البشر ، ونهيه ليس سبباً في وجود الفواحش .

3- كلام بولس اتهام لله ، أنه جعل نهي الله عن الفواحش والشهوات سبباً في ظهورها ، بل السبب الوحيد في ظهورها ، وكأن بولس يريد أن يعطي لله درساً (!!) أو أن يحمل ربه مسؤولية الخطيئة !!! حتى أن بولس جعل الوصايا سبب الخطايا . وهذا تفكير أعوج بكل المقاييس . وكأنه يقول إن القوانين التي تحرم السرقة هي سبب السرقة ، والقوانين اتي تحرم القتل هي سبب جرائم القتل !! تفكير لا مثيل له في اعوجاجه وبعده عن الحق والحقيقة !!!

4- إذا كانت الوصايا سبب الخطايا ( حسب زعم بولس ) فلماذا كتب بولس رسائله إلى رجال الدين ؟! ألم يكتبها ليوصيهم ويذكرهم ؟! ولماذا إذاً أرسل الله الأنبياء والرسل ؟! وهل تحذير الناس من الخطايا أشاع الخطايا بينهم ؟!!

5- حسب بولس ، الأفضل عدم وجود وصايا ولا شرائع ولا قوانين ولا رسل من الله ، لأن الوصايا في نظرة تسبب الخطايا . لم يقل أحد من الفلاسفة أو الحكماء أو الأنبياء أو الناس العاديين مثل هذا القول العجيب

غير معرف يقول...

الجسد :

يقول بولس: " لأن اهتمام الجسد هو عداوة لله " (رومية 8/7) .

هذا القول يخالف الصواب . ألم يأكل بولس ويشرب ويستحم ؟ ألم ينم ؟ ألم يسترح ؟ الأكل والشرب والاستحمام واللبس والنوم والاستراحة كلها اهتمام بالجسد . من طبيعة الإنسان أن يهتم بجسده . لا بد من ذلك . هذه طبيعة الإنسان وفطرته التي لا يمكن تغييرها . فكيف يكون ذلك عداوة لله ؟!!

من الممكن ، بل من الواجب ، أن يهتم الإنسان بجسده وأن يعطي جسمه حقه من العناية والرعاية دون أن ينسى واجباته نحو عقله وروحه وخالقه . العداوة لله في معصية الله وليست العناية بالجسد الذي خلقه الله .

الأبناء والأولاد:

قال بولس: " روح الذي أقام يسوع من الأموات " (رومية 8/11) واضح هنا أن الذي أقام عيسى من الأموات (حسب اعتقادهم ) هو الله. وهذا يدل على عجز عيسى وبشريته ، إذا لو كان عيسى إلهاً (كما يزعمون) لما مات أساساً لوما احتاج إلى من يقيمه من الأموات، أي لأقام نفسه بنفسه . أما وأن عيسى قد مات ثم احتاج إلى من يقيمه من الأموات، فهذا ينفي عنه صفة الألوهية. فالإله لا يموت ولا يحتاج إلهاً آخر يعيده إلى الحياة.

ويقول بولس عن المناقدين بروح الله " هم أبناء الله " (رومية 8/14) وأن الله يشهد بأننا "أولاد الله" (رومية 8/16) وحرية مجد أولاد الله (رومية 8/21) " واستعلان ابناء الله " (رومية 8/19) كلها بصيغة الجمع "أبناء الله" منهم الأبرار ومنهم الأشرار . وهكذا يؤكد أن عبارة " المسيح ابن الله " هي من نوع " أبناء الله " وإذا كان لله (أبناء) وهم المؤمنون به فعيسى واحد من هؤلاء اأبناء ، بهذا المعنى ، ليس إلا . النصوص هنا تؤكد استخدام (ابن) و(ابناء) بالمعنى المجازي وليس بالمعنى الحرفي . وهناك فرق كبير جداً بين المعنيين !!

لأجلنا أجمعين :

يقول بولس : " الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين " (رومية 8/32). نلاحظ هنا ما يلي :

1- نسب بولس إلى الله عدم الشفقة ، أي القسوة . والقسوة شكل من أشكال الظلم . وهذا لا يجوز في حق الله . فالله عادل رحيم .

2- صلب عيسى من أجل غيره ظلم لعيسى . والظلم ليس من صفات الله .

3- بولس يقول هنا إن صلب عيسى كان من أجل الناس أجمعين . ولكن هذا يناقض قوله إن الله قدم عيسة " من أجل اصفح عن الخطايا السالفة " (رومية 3/25) .

بولس يناقض نفسه : مرة يقول الصلب من أجل الخطايا السالفة (أي الخطايا التي قبل الصلب) ومرة يقول من أجلنا أجمعين !!! سبب التناقض هو أن بولس يكتب من رأسه ، لا بوحي من الله .

صار إلهاً :

يقول بولس: " ومنهم ( أي اليهود ) المسيح حسب الجسد الكائن على الكل إلهاً مباركاً إلى الأبد آمين " (رومية 9/5).

في (رومية 8/22) كان المسيح ابن الله (حسب بولس) وبعد عدة سطور ، صمار المسيح (إلهاً ) !!

كيف يكون عيسى الله وابن الله في الوقت ذاته ؟!! وكيف يموت الإله وكيف يلطمونه ويبصقون عليه ويلكمونه ويصلبونه كما تذكر الأناجيل ؟!!! ما هذا الإله الذي يهان ويدان ويصلب ويموت ويدفن ؟!!! كيف هذا ؟!!! إن العقل البشري لا يقبل هذه المتناقضات.

وهناك نقطة أخرى . لم يكن عيسى إلهاً إلى الأبد ، لأنه مات لمدة ثلاثة أيام (حسب الأناجيل) !! وهذا يناقض قول بولس ذاته .

طريق الخلاص :

يقول بولس: " إنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت " (رومية 10/9).

شروط الخلاص هنا هي الاعتراف بيسوع وأن الله أقامه من الأموات .

وهنا نلاحظ ما يلي :

1- قول بولس هنا يناقض قوله في (رومية 10/5) " إن الإنسان الذي يفعلها سيحيا بها " هنا الخلاص ، وليس كقول بولس السابق .

2- قوله يناقض قولاً آخراً " لأن كل مت يدعو باسم الرب يخلص " (رومية 10/13) هنا الخلاص بالدعاء باسم عيسى فقط .

3- ما قيمة إيمان بلا عمل ؟!! المهم هو الأعمال الصالحة وليس الكلام بالفم .

4- حسب بولس ، طريق الخلاص سهل . اقترف جميع المعاصي وما عليك إلا أن تؤمن بعيسى وأنه قام من الأموات وإذاً أنت خالص !! طريق سهل جداً للخلاص لا يحتاج جهداً ولا عناء .

5- إذا كان هذا هو طريق الخلاص ، فلماذا صلب عيسى ؟! لا نرى لصلبه أثراً في طريق الخلاص .

6- إن هذا الطريق للخلاص يشجع على اقتراف الجرائم والمعاصي إذ ما على العاصي إلا أن يذكر جملة واحدة فإذا هو من الخالصين !!!

7- قول بولس يناقض قولاً آخر له " الذين يعملون بالناموس هم يبررون " (رومية 2/13) هنا الخلاص بالأعمال. وهناك بالاعتراف. وهنالك بالدعاء باسم عيسى.

وهكذا نرى أن طريق الخلاص غامض ليهم: مرة إنك خلصت لأن عيسى افتداك، ومرة عليك أن تؤمن بعيسى لتخلص، ومرة الخلاص بالعمل، ومرة الخلاص بالدعاء باسم عيسى فقط، ومرة الخلاص بالنعمة، ومرة بالرحمة.

الله أم الرب :

يقول بولس: "عابدين الرب" (رومية 12/11) ، أي المعبودة عنده هنا (الرب) ثم يقول " لكي تمجدوا الله أبا ربنا يسوع المسيح " (رومية 15/6) الرب في النص الثاني هو عيسى. إذا حسب بولس العبادة والتمجيد لله. فكيف تكون العبادة للابن والتمجيد لأبيه ؟! الأب أولى بالعبادة ( من ابنه !!) أم يقصد في (الرب) الأولى (الله) وفي (الرب) الثانية (عيسى) ؟! إذا كانت كلمة الرب في رسائله لها معنيان ، فهذه كارثة من الكوارث . كيف تكون رسائله مفهومة إذا كانت كلمة الرب لها معنيان: مرة (عيسى) ومرة (الله)؟!!!

لقد وصف بولس الذين يعبدون المخلوق دون الخالق بالنجاسة (رومية 1/25) فكيف يقول هنا "عابدين الرب أي عيسى" ؟!! تناقض وفوضي في استخدام الكلمات. فكيف يستخدم بولس كلمة (الرب) لتعني (الله) مرة وتعني (عيسى) مرة ؟!!!

بولس والسلطان :

يقول بولس: "السلاطين الكائنة مرتبة من الله ... من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله ... إن فعلت الشر فخف من السلطان ... السلطان لا يحمل السيف عبثاً لأنه خادم الله ... " (رومية 13/1-4) .

ينافق بولس هنا للسلطان دون جدوى، فقد قتله نيرون سنة 67م ، ولم ينفعه نفاقه للسلاطين . لقد جعل بولس السلطان منزهاً عن الخطأ وأن السلطان لا يحمل السيف عبثاً وأنه خادم الله وأن السلطان عدو للأشرار فقط . وهذا غير صحيح . فبعض الحكام لا يخدمون الله بل يخدمون الشيطان . وبعضهم يحمل السيف لقطع رؤوس الأبرار من الناس . وبعض الحكام خف منهم إن فعلت الخير . لقد ساوى بولس بين السلاطين الأتقياء والسلاطين الأشقياء . وأمر الناس بعدم مقاومة الحاكم مهما كان ظالماً . لقد نافق بولس للسلاطين وتجاوز المدى في نفاقه ، لوكن كما قلت دون جدوى . فقد ناله سيف نيرون . وحسب نظرية بولس ، كان نيروت خادماً لله على حق حين قتل بولس !!!

إن كان ممكناً :

يقول بولس: "إن كان ممكناً فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس" (رومية 12/18). لقد عدل بولس وصايا عيسى الذي قال " لا تقاوموا الشر ، بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضاً" (متى 5/39) لم يقل عيسى (إن أمكن) . لكن بولس نقض كلام عيسى وجعلها (إن أمكن) . وهو بالطبع غير ممكن. ويقول بولس " لا بالبطر والسكر ... " (رومية 13/13) هنا ينهى بولس عن السكر .

كيف هذا وأول معجزة قام بها عيسى (حسب إنجيل يوحنا) تحويل الماء إلى خمر ؟! هل نصدق بولس أمن عيسى أم يوحنا ؟!

ويقول بولس : البسوا الرب يسوع المسيح " (رومية 13/14) لم يكتف بولس بأن جعل الله فطيرة من ثلاثة شرائح ، بل جعل الرب ثوباً يلبس !!!

بولس والطهارة :

قال بولس: (ليس شيء نجساً إلا من يحسب شيئاً نجساً فله هو نجس" (رومية 14/14) وقال : " كل الأشياء طاهرة " (رومية 14/20) وقال: " حسن أن لا تأكل لحماً ولا تشرب خمراً " (رومية 14/21) وقال: " وأما الذي يرتاب فإن أكل يدان " (رومية 14/23).

نلاحظ هنا ما يلي :

1- أقوال بولس هذه لم يرد أي منها أو مثيلها في الأناجيل . فهل لبولس دين جديد غير دين عيسى ؟! يقول بولس إن المسيح أرسله ليدعو ، ولم نرعف أنه أرسله ليصنع ديناً جديداً .

2- حسب بولس ، كل شيء طاهر إلا إذا حسبته أنت نجساً . نظرية جديدة لم يقلها أحد من قبله أو من بعده. حسب بولس ، لا توجد محرمات في الأكل . وهذا يخالف التوراة ويخالف تحريم عيسى للخنزير، ويخالف (أعمال 15/29) حيث حرم رجال الدين الدم والمخنوق وما ذبح للأصنام، حرموها لذاتها ، ولم يقولوا هي طاهرة لمن يحسبها طاهرة !!!

3- يحبذ بولس عدم أكل اللحم . كيف هذا وقد أكل عيسى السمك المشوي (لوقا 24/42) فهل بولس بزعمهم ( يوحنا /10) فهل بولس اتقى من عيسى ؟!

4- يقول بولس كل الأشياء طاهرة. إذاً لماذا استحسن بولس عدم الأكل وعدم شرب الخمر؟!! ولماذا حرم بطرس والمجمع المخنوق والدم وما ذبح للأصنام؟!!

أقوال بولس عن الطهارة يناقض بعضها بعضاً ، وتناقض التوراة والإنجيل ، وتناقض العقل السليم . فالشيء لا يكون طاهراً أو نجساً حسب رأي الأكل ، إذاً لماذا بعث الله الرسل والأنبياء ؟! معنى هذا أن الفرد هو الذي يقرر الطهارة أو النجاسة والحلال والحرام في المأكولات . وهذا مخالف لحقيقة التشريع السماوي . فالله هو الذي يشرع وعلى الفرد أن يطيع .

سلامات :

الأصحاح 16 ( من رومية ) سلامات وتحيات من بولس . سلموا على فلا وعلى فلان .. سلموا على ... سلموا ... على ... صفحة كاملة سلامات من بولس إلى معارفه باسمائهم . لا مانع . ولكن هل هذه السلامات وحي من الله ؟! هل أنزل الله وحياً على بولس ليكتب هذه السلامات في رسالته ؟!!! ونعرف أن النصارى يزعمون أن كل ما في "العهد الجديد" وحي من الله . فهل قرأوا هذه السلامات ؟! أقرأوها قبل أن تقولوا " وحي من الله " .

من الكتاب ؟

كاتب رسالة بولس إلى رومية هو ترتيوس (رومية 16/22) .

ولكن كالعادة، هناك تناقض حتى في اسم كاتب الرسالة الذي هو فيبي حسب (رومية 16/27) .

عن رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس :

الشركة: يقول بولس: " أمين هو الله الذي به دعيتم إلى شركة ابنه يسوع المسيح ربنا " (كورنثوس (1) 1/9).

نلاحظ هنا ما يلي :

1- " دعيتم بالله إلى شركة ابنه "ما معنى هذا ؟! وأية دعوة وأية شركة وأي ابن ؟!

2- وكيف يكون الله هو الله وعيسى هو ربنا ؟!! وإذا كان عيسى هو ربنا فمن هو الله إذاً ؟ فهل هناك ربان ؟ هل هناك إلهان ؟!

3- وما هذه الشركة التي يدعو إليها بولس ؟ إنه الشرك بالله ، الشرك الواضح !!!

4- إذا كان الله هو الذي يطهر حسب (أعمال 10/15) وإذا كانت الكلمة لله (حسب قول بولس أعمال 13/46) وإذا كان الله هو الذي يجازي (رومية 2/6) وإذا كان الله هو الخالق ورب السماوات والأرض (أعمال 17/24) فكيف صار عيسى شريكاً لله ومن أدخله في هذه الشراكة ؟!! إذا كان عيسى لا يطهر والكلمة ليست لمته ولا هو يجازي ولا هو خلق ، فكيف صار لله شريكاً ؟!!

5- أي مصنع أو شركة أو بنك أو مؤسسة لها رئيس واحد ، وإلا لاضطربت الأمور واختلف الرؤساء . فما بالهم يريدون للكون إلهين ؟!!

6- قول بولس بالشرك والشراكة يناقض قول عيسى : " الرب إلهنا رب واحد" (مرقس 12/29) .

7- لم أسمع بجملة تجمع عناصر الكفر والشرك مثلما تجمعها تلك الجملة (كورنثوس (1) 1/9) فهي قد جعلت لله شريكاً ، وجعلت لله ابناً ، وجعلت الابن رباً !!

الجهات والضعف !

يقول بولس !! وما هذا ؟! بولس ينسب الجهالة إلى الله (والله هو العالم الحكيم) وينسب الضعف إلى الله (والله هو القوي العزيز القدير) .

إن قوله هذا يؤكد جهالته هو وضعه هو . ويؤكد أن ما يقوله ليس وحياً من الله، بل من بنات رأسه، إذ كيف ينسب الله الجهل والضعف إلى نفسه ؟! وكيف يكون الله جاهلاً أو ضعيفاً ؟!!

تحت الفحص!

يقول بولس: "لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله". (كورنثوس (1)2/10).

ما معنى هذا ؟! وأي روح ؟! هل الروح هو الله ؟! إذاً كان يفحص اللهُ اللهَ؟! وهل الله تحت الفحص عند بولس؟!! ولماذا يُفحص الله؟!! وماهو هذا الفاحص ؟! إن لله جلاله وعظمته التي لا يجوز التعدي عليها، لا من بولس ولا من سواه.

حسب تعبه:

يقول بولس: "كل واحد سيأخذ أجرته بحسب تعبه". (كورنثوس (1) 3/8).

هذا يناقض قول بولس نفسه: "كل من يدعو باسم الرب يخلص". (رومية 10/13).

نص يقول الأجرة حسب التعب (أي العمل) ونص يقول بالدعاء تخلص. نص يرى الخلاص بالعمل ونص يرى الخلاص بالدعاء. وبولس يقول: "البر الذي بالإيمان" (رومية 9/30) ونص يرى الخلاص "بناموس الإيمان" (رومية 3/27). هل الخلاص بالإيمان أم بالعمل أم بالدعاء ؟! لا يعرفون لأن نصوصهم متناقضة!!

خُدَّام المسيح:

يقول بولس: "أما أنتم فللمسيح والمسيح لله". (كونثوس (1) 3/23). ويقول "فليحسبنا الإنسان كخدام المسيح" (كورنثوس (1) 4/1).

تسلسل غريب. حسب بولس، الإنسان للمسيح والمسيح لله. ولمن كان الإنسان قبل المسيح ؟! كان لله طبعاً، فكيف يصبح للمسيح ؟! ولماذا للمسيح ؟! ماذا فعل المسيح حتى يكون البشر له ؟! هل المسيح خلق الكون أم أنزل الأنبياء أم خلق آدم ؟!

إن المسيح مخلوق مثل سائر البشر. ولد من بطن أمه مثلما يولد البشر. ومات كما يموت البشر. ونام وأكل وشرب وعطش مثلهم. وصلى لله مثلهم. وخاف وبكى مثلهم. فكيف يكون الناس خداماً للمسيح ؟! الأولى أن يكون خداماً لله خالقهم فالله هو الخالق وليس المسيح. والله هو القوي العزيز وليس المسيح. والله هو الحي الذي لا يموت وليس المسيح. والله هو الذي يجازي وليس المسيح (حسب بولس نفسه في رومية 2/6).

ثم إذا كان المسيح لله (حسب بولس)، أي خادماً لله مطيعاً له، فمن باب أولى أن يكون الناس لله خادمين مطيعين لله.

بولس نفسه يقول: "يكون المدح لكل واحد من الله". (كورنثوس (1) 4/5). ويقول: "الله الذي سيجازي كل واحد حسب أعماله". (رومية 2/6). إذا كان المادح هو الله والمجازي هو الله، فلماذا يخضع الإنسان للمسيح ؟!!

ألغاز مرة أخرى:

يقول بولس لأهل كورنثوس: "أنا ولدتكم في المسيح يسوع بالإنجيل". (كورنثوس (1) 4/15). كيف ولدَ بولسُ ؟! وأين ولدهم؟! في المسيح. وكيف ولدهم؟! بالإنجيل.

وأرسل بولس لهم "ابنه الحبيب" تيموثاوس (كورنثوس (1) 4/17). وطبعاً ليس ابنه، لأن بولس لم يتزوج. كيف يكون إذاً ابنه ؟! مجازاً. الجماعة يحبون استخدام (ابن) و(أب) مجازاً. وأحياناً يصرون على أن المجاز ليس مجازاً. فيدخلون في ورطة المجاز والحقيقة. هل هو ابنه مجازاً أم حقيقة ؟!

ويقول بولس: "لأن المسيح قد ذبح لأجلنا" (كورنثوس (1) 5/7). طبعاً يعرف بولس أن المسيح لم يذبح، فهو صلب حسب اعتقادهم. وهناك فرق بين الذبح والصلب. ولكنهم يصرون على الذبح ليسيل الدم، لأنه لا تكفير بلا دم. وبما أن دمه لم ينزل لأنه صلب، فيصرون على أنه ذبح. ولكنه لم يذبح. ومع ذلك يقولون (ذبح) ليسيل الدم ويتم (التفكير!). كما أن قول بولس "لأجلنا" خطأ، لأن بولس نفسه قال "من أجل الصفح عن الخطايا السالفة" (رومية 3/25).

ويقول بولس لرجال الدين "أنتم تدينون الذين من داخل". (كونثوس (1) 5/12). ولكن بولس هنا يناقض قول عيسى: "لا تدينوا لكي لا تدانوا". (متى 7/1). كيف يطلب بولس منهم أن يدينوا وعيسى يقول لا تدينوا!! يبدو أن بولس قد كتب رسائله قبل كتابة الأناجيل ؟! ولكن بولس يقول إنه يوحى إليه من عيسى، فكيف أوحى إليه عيسى بكلام يناقض قول عيسى نفسه؟!!!

ويقول بولس "إن القدسيين سيدينون العالم". (كورنثوس (1) 6/2). ولكن هذا يناقض قول عيسى إنه مع الله سيدين (يوحنا 8/15). ويناقض (يوحنا 5/22) الذي يقول "أعطى الله كل الدينونة للابن". مرة يقولون الله هو الذي يدين، ومرة عيسى، ومرة الله وعيسى، ومرة القديسون!! لا يعرفون من سيحاسبهم!! هل هناك ضياع أكثر من هذا الضياع؟!!

ويقول بولس: "ألستم تعلمون أننا سندين ملائكة". (كورنثوس (1) 6/3). كيف هذا ؟ بولس والقديسون معه سيدينون ملائكة !!! الملائكة تطيع الله دائماً، فهي لا تدان. كما أن قوله يناقض قول عيسى "لا تدينوا" (متى 7/1). عيسى نفسه قال: "أما أنا فلست أدين أحداً" (يوحنا 8/15). إذا كان عيسى لا يدين فهل بولس والقديسون يدينون؟!!

طلاسـم:

يقول بولس: "الجسد ليس للزنى، بل للرب، والرب للجسد. والله قد أقام الرب… ألستم تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء المسيح" (كورنثوس (1) 13-15). ويقول "مجدوا الله في أجسادكم". (كورنثوس (1) 6/20). نلاحظ هنا ما يلي:

1- كيف يكون الرب للجسد ؟! ما المعنى ؟! وما هذه اللغة ؟! الجسد للرب لها تفسير، أي أخضع جسدك لطاعة الله. ولكن كيف يمكن تفسير "الرب للجسد"؟! هذه من ألغازهم!!

2- الله أقام الرب. يقصد (الله أحيى عيسى). ولكن ماهو ذاك الرب الذي يموت ويحيى؟! وكيف يصح أن يطلق عليه لفظ (الرب) إذا كان الله أماته وأحياه؟!! من صفات (الرب) أنه حي لا يموت. فإذا مات أثبت أنه ليس (الرب).

3- "أجسادكم أعضاء المسيح". من يستطيع أن يشرح لنا هذا اللغز ؟! كيف هذا؟! الناس بالملايين والبلايين، فهل كل أعضائهم هي أعضاء المسيح؟!! وهل للمسيح بليون يد وبليون رجل وبليون عين؟!! إن هذه الجملة لا يمكن قبولها ولا فهمها ولا تفسيرها ولا تبريرها بأية لغة من لغات البشر!!

الأفضل عدم الزواج:

يقول بولس: "أقول لغير المتزوجين وللأرامل إنه حسن لهم إذا لبثوا كما أنا". (كورنثوس (1) 7/8).

يحث بولس هنا العزاب والأرامل ألاّ يتزوجوا وأن يبقوا دون زواج مثله. ويقول "لأني أريد أن يكون جميع الناس كما أنا". (كورنثوس (1) 7/7). نلاحظ هنا ما يلي:

1- إذا أردنا تطبيق نصيحة بولس بعدم زواج من لم يتزوج وأن يكون الناس مثله غير متزوجين، فإن البشرية ستنقرض خلال مئة عام. فهل هذا وحي الرب إلى بولس أم من عنده ؟!!

2- يناقض بولس نفسه ويقول في نص آخر "التزوج أفضل من التحرق". (كورنثوس (1) 7/9). إذاً لماذا نصح بعدم الزواج وهو يعرف طبيعة البشر؟!!

3- يبدأ بولس النص بقوله "أقول". إذاً هذا قوله وليس وحياً من الرب، كما يزعم ويزعمون.

ويقول بولس: "أنت مرتبط بامرأة فلا تطلب الانفصال. أنت منفصل عن امرأة فلا تطلب امرأة". (كورنثوس (1) 7/27). نلاحظ هنا ما يلي:

1- لا تنفصل عن زوجتك، أي تمسك بالزواج. جميل. ولكن إذا انفصلت فلا تتزوج. لماذا ؟! حثه على عدم الانفصال يشير إلى بركة الزواج. ولكنه يناقض نفسه فيحثه على عدم الزواج إذا وقع الانفصال. تعليمات عجيبة. تمسكوا بالزواج ولكن لا تعودوا إليه!! إما أن الزواج خير فيحث عليه وإما أنه شر فينهي عنه. ولكن بولس يحث عليه وينهى عنه معاص. فما هذه الطلاسم؟!!

2- إن تنفير بولس الشباب من الزواج أو من العودة إليه تعني أمراً واحداً هو انتشار الزنى. المسألة بسيطة واضحة لكل ذي عقل. إما الزواج وإما الزنى. فهل أوحى الرب إلى بولس أن ينهى الناس عن الزواج ليشيع الزنى بينهم؟!!!

ويقول بولس: "غير المتزوج يهتم في ما للرب كيف يرضي الرب. وأما المتزوج فيهتم في ما للعالم كيف يرضي امرأته". (كورنثوس (1) 7/32). ويقول الشيء نفسه من غير المتزوجة والمتزوجة، فالعذراء تهتم في ما للرب والمتزوجة تهتم في ما للعالم كيف ترضي رجلها (كورنثوس (1) 7/34). ونلاحظ هنا ما يلي:

1- يفضل بولس العزوبية على الزواج، سواء للرجال أم للنساء. هذا شرع بولس، وليس شرع الله ولا شرع الأنبياء. فلم نسمع نبياً أو رسولاً (حتى ولا عيسى) قد حثَّ الناس على عدم الزواج. هذه من اختراعات بولس التي لا يُقِرُّه عليها عقل ولا دين ولا توراة ولا إنجيل.

2- يقول بولس إن المتزوج يهتم في ما للعالم كيف يرضي امرأته وغير المتزوج هو الذي يهتم بإرضاء الله. وهذا خطأ وقد يكون العكس هو الصحيح. فموسى كان متزوجاً وأرضى الله. وإبراهيم كان متزوجاً وأرضى الله. ويعقوب كان متزوجاً وأرضى الله. وإسماعيل كان متزوجاً وأرضى الله. إن المتزوج أقدر على إرضاء الله من الأعزاب لن زواجه يصونه من المعاصي والفواحش.

3- يرى بولس أن الأفضل للأرملة التي يموت عنها زوجها أن تبقى أرملة، ويقول "بحسب رأيي" (كورنثوس (1) 7/40). الأفضل عنده عدم زواج الأرملة!! لماذا ؟! الزواج أفضل للأرملة إذا أردت هي ذلك وأصْوَن للمجتمع وأطهر. ويقول بولس (هذا رأيه). إذاً ليس وحياً كما يزعمون!!! ولماذا رأيه ؟! أين الوحي ؟!! الناس بحاجة إلى وحي الله، وليس إلى رأي بولس.

4- يقول بولس: "من زوَّج فحسناً يفعل ومن لا يزوِّج يفعل أحسن". (كورنثوس (1) 7/38). عدم التزويج عنده أفضل من التزويج. لماذا ؟! هل لأن بولس لم يتزوج لسبب ما فلا يريد أن يتزوج كل الرجال ؟! هل هذا وحي الله ؟! لم ينه عيسى عن الزواج ولم يفضل العزوبية عليه، فكيف جاوز بولس عيسى؟!! إن بولس نفسه يقول: "خلقت المرأة للرجل". فكيف خلقت له والأفضل عدم زواجه منها؟!! كما أن قوله يناقض قولاً آخر له "التزوج أفضل من التحرق" (كورنثوس (1) 7/9).

عبد للمسيح أم لله ؟

يقول بولس: "الحر المدعو هو عبد للمسيح". (كورنثوس (1) 7/22). وهذا خطأ، لأن الإنسان عبد لله. خالقه، وليس للمخلوق مثله. عيسى مولود مخلوق. والله هو الخالق. الإنسان عبد للخالق. بولس نفسه يقول: "أرواحكم التي هي لله" (كورنثوس (1) 6/20). إذاً كانت أرواحنا لله، فنحن إذاً عبيد لله، وليس للمسيح.

كما أن قوله هذا يعارض قولاً آخر له: "أن ليس إله آخر إلاّ واحداً". (كورنثوس (1) 8/3). فإذا كان الله واحداً فنحن عبيد لله الواحد. ولسنا عبيداً إلاّ لله وحده. لسنا عبيداً للمسيح ولا لسواه من البشر أو الرسل أو الملائكة. العبودية لله ولله فقط.

بولس والختـان:

يقول بولس: "ليس الختان شيئاً وليست الغرلة شيئاً بل حفظ وصايا الله". (كورنثوس (1) 7/19).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- ألغى بولس الختان الذي شرعه الله في شريعة موسى وأقره عيسى. فجعل الختان مثل الغرلة. ليس من حق بولس أن يناقض عيسى الذي يتلقى بولس منه الوحي (حسب زعم بولس). كيف يوحي عيسى إلى بولس بتعاليم تخالف عيسى نفسه؟!!

2- كيف يمجد بولس الوصايا هنا وهو الذي قال "لما جاءت الوصية عاشت الخطية". (رومية 7/9)؟!! بولس يناقض بولس.

3- لماذا حفظ الوصايا ؟ ألم يخلِّص المسيح بالصلب الناس من الخطايا والآثام؟!! أين الصلب والخلاص ؟!!

4- ولماذا حفظ الوصايا إذا كان بولس نفسه يقول: "كل من يدعو باسم الرب يخلص". (رومية 10/13). إذا كان الخلاص بالدعاء فقط، فلماذا يتعب الإنسان نفسه ويعمل بالوصايا؟!!! الإنسان يميل إلى الطريق الأيسر والدعاء أيسر من تنفيذ الوصايا (حسب زعمهم)!!

بولس يعترف:

يزعم بولس أنه يوحى إليه من عيسى إذ يقول: "لا أجسر أن أتكلم عن شيء مما لم يفعله المسيح بواسطتي". (رومية 15/18).

ولكن بولس نفسه يعترف أنه يشرع من عنده هو. انظر ما يلي:

1- يبيح زواج المؤمن من الكافرة والكافر من المؤمنة ويقول "أقول لهم أنا لا الرب" (كورنثوس (1) 7/13). يبدأ جملته باعترافه أن هذا قوله هو وليس قول الرب!!

2- بخصوص حكم زواج العذارى يقول بولس: "أما لعذارى فليس عندي أمر من الرب ولكني أعطي رأياً". (كورنثوس (1) 7/25). إذاً الرأي من عنده هو وليس من الرب!!

3- بخصوص حكم عدم زواج الأرملة يقول "بحسب رأيي". (كورنثوس (1) 7/40).

إذا كان الرب لم يوح لبولس في هذه الأمور الهامة، فمتى يوحي له؟! وبأي الأمور يوحي له؟! ولماذا لم يوحِ له في هذه الأمور التي تهم كل رجل وكل امرأة؟!! الوحي ينزل للأمور الهامة، للتشريع في الأمور التي تشغل بال كل إنسان. وماذا يفيد رأي بولس أو سواه ؟! الناس يريدون حكم الله لا حكم بولس. بولس يعترف أنه يفتي من عنده. وهذا يدحض الزعم بأنه كان يوحى إليه. بولس انتحل صفة الموحى إليه انتحالاً. هو نفسه يقول "ليس عندي أمر من الرب ولكني أعطي رأياً كمن رحمه الرب أن يكون أميناً". (كورنثوس (1) 7/25). بولس يزكي نفسه!! يقول أنا أمين. عال. هذا أقصى ما عنده عن نفسه. رأي أمين. كما أنه هو نفسه يعطي لغيره المبرر للشك فيه إذ يقول: "أظن أني أنا عندي روح الله". (كورنثوس (1) 7/40). يظن ظناً. ما شاء الله. إذا كان هو نفسه يظن في نفسه ظناً، فكيف يريد من الناس أن يصدقوه؟!!! وما ندري كيف تكون روح الله فيه؟! نخشى أنه يظن أنه ابن الله أيضاً كما ظنوا بعيسى؟!!

لغز الألغـاز:

يقول بولس: "لنا إله واحد الآب الذي منه جميع الأشياء ونحن له. ورب واحد يسوع المسيح الذي به جميع الأشياء ونحن به". (كورنثوس (1) 8/6). نلاحظ هنا ما يلي:

1- يقول بولس لنا إله واحد هو الآب، ورب واحد هو عيسى. واحد وواحد اثنان. كيف إله واحد وهو في نفس الوقت يقول الإله واحد وعيسى رب واحد؟! كيف واحد واثنان في الوقت ذاته ؟! وأين الروح القدس ثالث الثالوث ؟!!

2- يقول بولس إن جميع الأشياء من الله. مفهوم. نحن له (أي لله). مفهوم. إذا كنا نحن لله، فلماذا الحر عبد للمسيح كما يقول بولس في (كورنثوس (1) 7/22) ؟ ما دمنا نحن لله فنحن عبيد لله، وليس للمسيح. بولس يناقض نفسه: مرة يقول نحن لله ومرة يقول نحن عبيد للمسيح!!!

3- يقول بولس إن جميع الأشياء بالمسيح. كيف ؟! من يشرح هذا اللغز ؟!! ما معنى "الأشياء بالمسيح" ؟!! لغة خاصة ببولس لا يفهمها أحد سواه!!! وما معنى نحن بالمسيح ؟!! "بالمسيح جميع الأشياء ونحن به" لغز آخر، بل لغز الألغاز!!!

يعيشون من الإنجيل:

يقول بولس: "الذين ينادون بالإنجيل من الإنجيل يعيشون". (كورنثوس (1) 9/14).

بولس يريد الثمن له ولرجال الدين: من يدعو للإنجيل يعيش منه. ولذلك عندما اعترف أحد رجال الدين المسيحي بأنه غير مقتنع بما يدعو له وأنه يعتقد بصحة الإسلام، أردف يقول:"ولكن أعيش منه وآخر راتباً". باع نفسه للراتب ولم يرد أن ينقذ نفسه بالإيمان الحقيقي الكامل. رضي براتبه والمزايا التي تغدقها عليه الكنيسة. ربح راتبه وخسر نفسه!!!

الإنجيل نفسه يبشر بمحمد (e). ولكنهم يغلقون أعينهم وأسماعهم عندما لا تعجبهم جملة في الإنجيل، لأنهم يعيشون منه. الإنجيل والمنصب عندهم مصدران للرزق. المهم عندهم المنصب الديني والرواتب والمزايا. أما الحق والحقيقة فلا تهمهم كثيراً!!!

وبالفعل، إن رجال الكنيسة يملكون بلايين الدولارات تحت أيديهم. حققوا قول بولس؛ ينادون بالإنجيل ويعيشون منه ويجمعون الأموال باسمه. رغم قول عيسى "لا يدخل ملكوت الله غني"، فإن رجال الكنيسة أغنى الأغنياء!!!

التلـوُّن:

يقول بولس: "صرت لليهود كيهودي… وللذين تحت الناموس كأني تحت الناموس… وللذين بلا ناموس كأني بلا ناموس… صرت للكل كل شيء… وها انا أفعله لأجل الإنجيل لأكون شريكاً فيه". (كورنثوس (1) 9-20-22).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- بولس يداهن الجميع باعترافه هو. فهو يهودي مع اليهود ونصراني مع النصارى وكافر مع الكافرين. هذا قوله هو. يتلون ليرضي الجميع ويكسب الجميع. وليس هذه صفات مَنْ (روح الله فيه) كما يزعم بولس عن نفسه. المؤمن لا يتلوَّن هكذا، بل يثبت على إيمانه، ولا يتنازل عنه إرضاءً لأحد.

2- يدل هذا القول على انتهازية شخصية بولس، فهو يتلون مع الموقف حسب اعترافه. ولذلك كانت النتيجة أنه ألغى الختان ليرضي الرومان وجعل الله ثلاثة ليرضي اليونان. وجعل المسيح إلهاً ليرضي الذين كانوا يؤمنون بتعداد الآلهة. وجعل الصلب للتكفير ليرضي الناس بزعم أن خطاياهم قد غفرت لهم. إذاً لماذا نزل الوحي من الله إذا كان المراد إرضاء الناس وإقرارهم على معتقداتهم؟!!

3- ويبين بولس دافعه إلى التلون إذ يقول "لأجل الإنجيل لأكون شريكاً فيه". يريد أن يكون شريكاً ما شرعه عيسى أو أقره وتبعوا شرع بولس!!! لم يقل بولس شيئاً إلا آمن به النصارى. نسوا ما قال الله وما قال عيسى واتبعوا أقوال بولس!!! وهذا لغز آخر من ألغاز العالم: قوم نسوا ما قال الله وما قال رسول الله وتبعوا أقوال شخص زعم أنه في المنام تلقى الوحي من عيسى وهو ميت!!!! هل هناك لغز بعد هذا اللغز؟!!!

غير معرف يقول...

صخرة قوم موسى:

يقول بولس عن موسى وقومه: "لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم والصخرة كانت المسيح". (كورنثوس (1) 10/3).

كيف كان موسى وقومه يشربون من المسيح وصخرته؟!! لقد كان موسى قبل المسيح بنحو ألف ومئتي سنة. وإذا كان الكلام مجازاً، فالأولى أن يقول إن موسى والمسيح شربا من منبع واحد هو الوحي السماوي. موسى لم يأخذ من المسيح لأنه كان قبله. بل المسيح ليكمل شرع موسى. فقول بولس خطأ واضح.

بولس والملحـمة:

يقول بولس: "كل الأشياء تحل لي لكن ليس كل الأشياء توافق". (كورنثوس (1) 10/23). ويقول: "كل ما يباع في الملحمة كلوا غير فاحصين عن شيء من أجل الضمير". (كورنثوس (1) 10/25). نلاحظ هنا ما يلي:

1- بولس يحث الناس على أكل أي شيء يباع في الملحمة. وهذه لفتة منه لتحسين مبيعات الجزَّارين!!!

2- قوله ذاك يناقض قوله "حسن أن لا تأكل لحماً ولا تشرب خمراً". 0رومية 14/21).

3- قوله يناقض تحريم بطرس ورجال الكنيسة للمخنوق والدم وما ذبح للأصنام (أعمال 15/28).

4- قوله يناقض تحريم التوراة لأكل لحوم العديد من الحيوانات ومنها لحم الخنزير والأرانب والجمل. وبما أن موسى – حسب قول بولس – يشرب من صخرة المسيح (كورنثوس (1) 10/3)، إذاً على بولس أن يحترم ماهو محرم في التوراة ويلتزم به.

5- بولس إذاً خالف الإنجيل والتوراة وناقض نفسه!! ثم يزعم أنه يوحى إليه!! ممن ؟ من عيسى!! وليس من الله. كل الأنبياء أوحي إليهم من الله. أما بولس فالوحي إليه من عيسى (حسب زعمه)!!!

6- يقول بولس "كل ما يقدم لكم كلوا منه". (كورنثوس (1) 10/27). واستثنى بعد ذلك ما ذبح للأصنام. وهكذا أباح الدم والمخنوق (المحرمين في أعمال 15/28). واستندت الكنيسة الغربية إلى قوله فأباحت أكل الدم والمخنوق. ولم يبق محرماً عندها سوى ما ذبح للأصنام. وبما أنهم في أوروبا لا توجد عندهم أصنام فإن كل شيء صار مباحاً أكله وشربه عندهم. على طريقة بولس "كل الأشياء طاهرة" (رومية 14/20). عيسى نفسه قال "ما جئت لأنقض الناموس بل لأكمله" (رومية 5/17). إذاً من يؤمن بعيسى فعليه أن يتبع شريعة موسى أيضاً. ولكنهم نسوا موسى وتبعوا عيسى، ثم نسوا عيسى وتبعوا بطرس، ثم نسوا بطرس وتبعوا بولس، ثم نسوا بولس وتبعوا البابا، ثم نسوا البابا وتبعوا هواهم!!!

هَرَم بولـس:

يقول بولس: "رأس كل رجل هو المسيح. وأما رأس المرأة فهو الرجل. رأس المسيح هو الله". (كورنثوس (1) 11/3).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- ابتدع بولس هرماً لم يرد في الأناجيل. وهرم بولس يتسلسل هكذا: في قاع الهرم المرأة، يعلوها الرجل، يعلوه عيسى، يعلوه الله. والسؤال هو: لماذا جعل بولس نفسه عبداً للمسيح إذا كان الله هو الأعلى؟! قال بولس "بولس عبد ليسوع" (رومية 1/1). وها هو يقول إن الله هو الأعلى. فلماذا لم يجعل بولس نفسه عبداً لله الأعلى ؟!!

2- إذا كان الرجل رأس المرأة، فلماذا لا يريد بولس للنساء أن يتزوجن ويفضل أن يبقين عذارى كما قال في (كورنثوس (1) 7/34-35) ؟!

ويرى بولس أن على المرأة أن تقص شعرها وتحلقه بالكامل. وبما أنه قبيح لها ذلك فعليها أن تغطي شعرها (كورنثوس (1) 11/5-6). ويرى أن "الرجل لا ينبغي أن يغطي رأسه لكونه صورة الله ومجده". (كورنثوس (1) 11/7).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- إذا كان قبيحاً حلق شعر المرأة، فلماذا أمر به بولس ؟!!

2- إذا كان الرجل ينبغي ألا يغطي رأسه، فلماذا يلبس كثير من رجال الدين المسيحي قبعات على رؤوسهم ؟!!! لماذا يخالفون أمر بولس الذي يأخذ الوحي من عيسى (حسب زعمه هو) ؟!!

3- لماذا لا يغطي الرجل رأسه ؟ جواب بولس: لأنه صورة الله. كيف ؟! هذا يخالف (إشعياء 46/9) "الإله وليس مثلي". ثم ما علاقة تغطية الرأس أو كشفه بالتشابه أو عدم التشابه مع الله ؟!!

الأكل باستحقاق:

يقول بولس: "من أكل هذا الخبز أو شرب كأس الرب (أي الخمر) بدون استحقاق يكون مجرماً في جسد الرب ودمه". (كورنثوس (1) 11/27).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- شرب الخمر في النص هنا يناقض قول بولس "حسن أن لا تأكل لحماً ولا تشرب خمراً" (رومية 14/21). إن تقليد العشاء الرباني في الكنيسة يعتمد على شرب الخمر على أنه دم المسيح. فكيف يتم ذاك العشاء إذا كان بولس يرى أن الأفضل عدم شرب الخمر ؟! يقول بولس لا تشربوا خمراً، ثم يقول اشربوها ولكن باستحقاق!!!

2- كيف يكون أكل الخبز وشرب الخمر باستحقاق ؟!! اشرحوا لنا الاستحقاق هذا.

3- كيف يكون الإنسان مجرماً في جسد الرب ودمه؟!! وهل للرب جسد ودم؟!!

4- كان العشاء الرباني بلا شروط. الكل منهم يجب عليه أن يأكل خبزاً ويشرب خمراً ليتحد مع المسيح!! ولكن بولس جعل العشاء بشرط الاستحقاق!! وماهو هذا الشرط الاستحقاقي ؟ لا أحد يعرف.

وصايا الـرب:

يقول بولس: "فليعلم ما أكتبه إليكم أنه وصايا الرب". (كورنثوس (1) 14/37).

هنا نلاحظ الآتـي:

1- قوله هذا يناقض قوله "ليس عندي أمر من الرب فيهن (أي العذارى)" (كورنثوس (1) 7/25).

2- ويناقض أيضاً قوله "بحسب رأيي" (كورنثوس (1) 7/40).

3- ويناقض قوله "أقول لهم أنا لا الرب" (كورنثوس (1) 7/12).

4- ويقصد بولس بالرب "عيسى" حسب قوله "نعمة الرب يسوع" (كورنثوس (1) 16/23). إذاً ما يقوله بولس (حسب قوله) هو وصايا عيسى. ولكنه كان كثيراً ما يناقض وصايا عيسى الواردة في الإنجيل. كما أن عيسى نفسه "سيخضع للذي أخضع له الكل كي يكون الله الكل في الكل" (كورنثوس (1) 15/28). إذا كان عيسى خاضعاً لله، فلماذا يستمد بولس الوصايا من عيسى، وليس من الله ؟! السبب أن بولس لم ينزل عليه وحي من الله، بل توهم أن عيسى يوحي إليه. وهل عيسى مصدر الوحي أم الله؟! إن عيسى نفسه كان يأتيه الوحي من الله فكيف يستطيع عيسى أن يرسل الوحي إلى بولس ؟!! الوحي إذا نزل ينزل من الله وليس من عيسى. وعيسى لم يرسل وحياً إلى بولس، لأنه لا يستطيع ذلك ولأن ذلك ليس من شأنه ولا من قدرته. بولس يتكلم من رأسه وينسب كلامه إلى وحي من عيسى!! وعيسى لا أعلم له بما يقول بولس من بعده.

بولس والمسيـح:

يقول بولس: "المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب… وأنه ظهر لصفا ثم الاثني عشر. وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لأكثر من خمس مئة أخ أكثرهم باقٍ إلى الآن…. وآخر الكل كأنه للسقط ظهر لي أنا". (كورنثوس (1) 15/3-8).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- قول بولس "المسيح مات من أجل خطايانا" يناقض قول بولس نفسه بأن المسيح مات من أجل الخطايا السالفة تحديداً وقصراً (رومية 3/25). ليس من أجل خطايانا، بل من أجل الخطايا السالفة، أي الخطايا التي حدثت قبل صلبه فقط (هذا هو التناقض).

2- قول بولس "ظهر المسيح للاثني عشر" خطأ لأن يهوذا الإسخريوطي الذي وشى بعيسى لم يكن بينهم ولا يمكن أن يكون. فصاروا أحد عشر بعد صلب عيسى ثم ظهوره (حسب كتابهم).

3- قول بولس إن عيسى ظهر لخمس مئة شخص مرة واحدة من عنده، لأن ذلك لم يرد في أي من الأناجيل الأربعة.

4- قول بولس عن عيسى "كأنه ظهر لي" يدل على شكه هو نفسه فيما يقول، إذ استخدم لفظ (كأنه) التي تفيد الشك وعدم اليقين. وهذا ينسف إدعاء بولس بأن عيسى ظهر له أو ناداه، كما يفسر سبب تناقض روايات بولس الثلاث عن قصة ذلك الظهور.

5- قول بولس عن ظهور عيسى له يناقض قول لوقا ومرقس بأن عيسى أصعد إلى السماء بعد لقائه بالحواريين. في حين أن بولس يقول إنه كان آخر الكل. وجميع الأناجيل تقول إن آخر ظهور لعيسى كان مع حوارييه. لم يذكر أي إنجيل أن آخر ظهور لعيسى كان لبولس.

نلاحظ أن كلام بولس فيه خمسة أخطاء في خمسة سطور. فالمسيح لم يمت من أجل خطايانا، والمسيح لم يظهر للاثني عشر بل لأحد عشر، والمسيح لم يظهر لخمس مئة (بإجماع الأناجيل)، والمسيح لم يظهر لبولس (بإجماع الأناجيل)، وبولس نفسه يقول "كأنه ظهر لي"!! خمسة أخطاء مهمة في خمسة سطور. وبعد ذلك يزعمون أنا ما يقوله بولس وحي من الله. إن بولس نفسه يزعم بالوحي من عيسى. ومع ذلك هم يقولون إنه وحي من الله!! كيف وحي من الله وفيه من الأخطاء ما لا حصر له؟!! وحي من الله وكل سطر تقريباً فيه خطأ أو تناقض، كيف ؟!! أفيدونا رجاءً

غير معرف يقول...

عن رسالة بولس الثانية إلى أهل كورنثوس:

أين الصلب للفداء ؟

يقول بولس إنه يتضايق من أجل خلاصهم (كورنثوس (2) 1/6). ألم يخلصوا بعد؟! ألم يخلصهم المسيح بالصلب ؟! هذا يناقض قول بولس: "المسيح مات من أجل خطايانا" (كورنثوس (1) 15/3). مات المسيح من أجل غفران الخطايا. ولكن نرى بولس يقول إنه يتعب من أجل خلاصهم. معنى ذلك أن خطاياهم لم تغفر بعد!!!

كأنه ظهر:

يقول بولس عن نفسه "رسول يسوع المسيح بمشيئة الله". (كورنثوس (2) 1/1). ولكن هذا يناقض قوله "كأن المسيح ظهر لي" (كورنثوس (1) 15/8). إنه غير متأكد من ظهور المسيح له.

المسيح بولس:

يقول بولس "قد مسحنا الله" (كورنثوس (2) 1/21). لماذا يزكي نفسه ؟ لم يقل أحد إن الله مسح بولس. لم يقل أحد ذلك سوى بولس نفسه!!!

فضول:

يقول بولس: "هو فضول مني أن أكتب إليكم" (كورنثوس (2) 9/1). إذا كانت كتابته فضولاً منه، إذاً هي ليست وحياً. إذاً هو يكتب من رأسه. إذاً هو ليس رسولاً من عيسى ولا من الله.

غبـاوة:

يقول بولس: "ليتكم تحتملون غباوتي قليلاً. بل أنتم محتمليّ". (كورنثوس (2) 11/1). إذا كان هو يقر بغباوته، فليس لنا تعليق على ذلك وبعد ذلك. لكن هذا يؤكد مرة أخرى أن كتاباته ليست وحياً من الله ولا من عيسى.

التباهـي:

يقول بولس: "لا يظن أحد أني غبي. وإلاّ اقبلوني كغبي لأفتخر أنا أيضاً قليلاً. الذي أتكلم به لست أتكلم به بحسب الرب" (كورنثوس (2) 11/16-17). ينفي عن نفسه الغباوة وقد اعترف بها في (كورنثوس (2) 11/1)!! ثم يطلب أن يسامحوه لأنه يفتخر بنفسه. والافتخار بالنفس والتباهي ليسا من صفات الأبرار. ويعترف أيضاً هنا أن كلامه ليس من عند الرب. هنا تباهٍ بالنفس وإقرار بأن كلامه من عنده، وإقرار بأن التباهي غباوة.

أمجاد وتضحيات:

صفحة كاملة (كورنثوس (2) 11/16-33) يخصصها بولس للافتخار بنفسه وتضحياته والضرب الذي تعرض له، والسجن، والرجم، والجوع وسواه. تمجيد للنفس. يريد الثمن. أن يصدقوه ويجعلوه رئيساً للكنيسة مثلاً.

الافتخـار:

يقول بولس "لا يوافقني أن أفتخر" (كورنثوس (2) 12/1). قال هذا بعد أن ملأ صفحة كاملة سابقة افتخاراً بنفسه! بعد أن افتخر وافتخر وافتخر قال لا أريد أن أفتخر!!!

الضعيف القـوي:

يقول بولس "حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوي". (كورنثوس (2) 12/10). كيف ولماذا ؟! لغز آخر.

لم يمدحــوه:

يقول بولس "صرت غبياً وأنا افتخر. أنتم ألزمتموني لأنه كان ينبغي أن أُمدح منكم". (كورنثوس (2) 12/11). يعترف أن التباهي بالنفس غباء. إذاً لماذا تباهى ؟ لأنهم أجبروه حيث إنهم لم يمدحوه. وما داموا لم يمدحوه، فليمدح نفسه. يقول عن نفسه "أريد أن يكون جميع الناس كما أنا". (كورنثوس (2) 7/7). يريد نفسه قدوة للناس. فهل القدوة أنه لم يمدحك الناس تمدح نفسك ؟! هل هذه هي القدوة. يريد بولس مدحاً، ولكنهم لم يمدحوه، فمدح نفسه!!!

حُبٌّ أقـل:

يقول بولس: "إذا كانتُ كلما أحبكم أكثر أُحَبّ أقل". (كورنثوس (2) 12/15). هنا يعترف بولس بأنه غير مرضي عنه من الناس، فكلما أحبهم أكثر أحبوه أقل!! لماذا ؟! لأنه أراد أن يرضي الناس جميعاً كما قال، لأنه استعبد نفسه للجميع ليرضي الجميع (كورنثوس (1) 9/19). والنتيجة أنه لم يرض أحداً. نعم، من يريد إرضاء الجميع لا يرضي أحداً. أراد أن يكون يهودياً ومسيحياً ووثنياً في آن واحد فلم يكن لا يهودياً ولا مسيحياً ولا وثنياً. عمل ديناً جديداً مزجه من الأديان جميعها فأغضب الجميع. ولكن رسائله صارت برأي الكنيسة جزءاً من كتابهم المقدس رغم أن بولس نفسه يقول في كثير من المواقع "قولي من عندي". ومع ذلك جعلوا رسائله جزءاً من كتابهم الذي يزعمون أن كل ما فيه كلام الله.

الخوف من الإذلال:

يقول بولس "أخاف أن يذلني إلهي عندكم إذا جئت أيضاً" (كورنثوس (2) 12/21). ويخاف "أن توجد خصومات ومحاسدات وسخطات وتحزبات" (كورنثوس (2) 12/20). يخشى بولس إن زارهم أن يُذلّ!! كيف وهو الموحى له من عيسى (بزعمه) ؟! السبب من خشيته هو أن تعاليمه الجديدة المعارضة للتوراة ولما قاله عيسى لم تكن مقبولة عند معظم الناس. ألغى الختان وألغى المحرمات وجعل الله ثلاثة وجعل عيسى ابن الله وجعل عيسى للأمم. هزّ بولس أركان تعاليم عيسى. إذاً لا غرابة أن يخشى سوء الاستقبال والإذلال!!

صُلِبَ من ضعف:

يقول بولس "لأنه (أي عيسى) وإن كان صلب من ضعف لكنه حي بقوة الله". (كورنثوس (2) 13/4). قفشة جديدة لم ترد في الأناجيل. يعترف بولس أن عيسى صلب من ضعف. ضعف من ؟ ضعف عيسى طبعاً. إذاً لم يصلب عيسى بإرادته ومن أجل الفداء. بل صلب لضعفه ورغماً عنه. إذاً انهارت فكرة الفداء والصلب للفداء. إذا كان عيسى ضعيفاً فكيف جعله بولس رَبّاً؟!!! يا إلهي كم افتروا على الله وعلى عيسى!!! مرة يقولون الله قَدَّمه وبذله، ومرة يقولون صلب عن ضعف؛ ومرة يقولون صلب، ومرة ذُبح، ومرة يقولون صلب للتكفير عن الخطايا السالفة، ومرة للتكفير عن خطايا العالم كله !!!!

الشركـة:

يختم بولس رسالته فيقول: "نعمة ربنا المسيح ومحبة الله وشركة الروح القدس مع جميعكم". (كورنثوس (2) 13/14). كيف قَدَّم بولس المسيح على الله؟!! هل هذا معقول وهو الذي يقول إن المسيح سيخضع لله (كورنثوس (1) 15/28)؟! إذا كان عيسى سيخضع لله فكيف قدم بولس ذكر عيسى على ذكر الله؟!! ثم إن النعمة من الله وليست من عيسى. ثم لماذا جاءت شركة الروح القدس هنا في نهاية كونثوس (2) ولم تأت في نهاية كورنثوس (1) أم هي شركة حديثة التأسيس؟!!! كما أن الروح القدس وشركته لم تظهر في نهاية رسالة رومية !!!! إن بولس هو مخترع "التثليث" في النصرانية ليرضي الشعوب التي تعدِّد الآلهة. وكانت النتيجة أنه بدعوته قد دمر مبدأ التوحيد الذي جاء به عيسى وكل الأنبياء. ولقد كان عيسى على حق حين نهى تلاميذه أن يدعوا غير اليهود، وكان ذلك من تعليم الله له، والله أعلم بعباده وأعلم متى وكيف يُدعَوْن.

عن رسالة بولس إلى أهل غلاطية:

إنجيل آخـر:

يقول بولس: "أتعجَّبُ أنكم تنتقلون هكذا سريعاً… إلى إنجيل آخر".(غلاطية 1/6).

يدل النص على حيرة الناس في زمن بولس بين الأناجيل. فقد انتقلوا بسرعة إلى إنجيل غير الذي يريده بولس لهم. ولماذا لا يوافق بولس على الإنجيل الذي انتقلوا إليه ؟! معنى هذا أن الأناجيل كانت وما تزال متعارضة تعارضاً جذرياً. لو أراد الله أن يكون الإنجيل كتاب الله الأخير لحفظه من الاختلاف ولأبقاه إنجيلاً واحداً ثابتاً. أما وقد حدث الإنجيل ما حدث من ضياع واختلاف فهذا يدل على أن الله لا يريده أن يكون كتابه الأخير. كتاب الله الأخير المحفوظ من كل تحريف هو القرآن الكريم ولا كتاب سواه.

من الله أم من يسوع ؟

يقول بولس عن نفسه: "بولس رسول لا من الناس… بل بيسوع المسيح والله الآب." (غلاطية 1/1).

هنا يقول بولس إنه رسول بيسوع والله. وهذا يخالف قوله في رومية "بولس عبد ليسوع المسيح" دون ذكر الله (رومية 1/1). كما يخالف قوله في (كونثوس (2) 1/1) "بولس رسول يسوع المسيح بمشيئة الله". كيف يكون رسولاً من يسوع والله معاً؟! إمّا أرسله يسوع وإما أرسله الله؟!! لكن بولس يريد أن يكسب الاثنين فخسرهما معاً. ثم أليس غريباً أن يجعل بولس اسم عيسى سابقاً لاسم الله سبحانه؟!! ثم إن كان قد أرسله الله فلماذا لم يقل إنه عبد لله بل قال إنه عبد للمسيح؟!! الرجل لا يعرف من أرسله. مرة يقول عيسى، ومرة يقول عيسى والله ومرة يقول عيسى بمشيئة الله!!! والواقع هو أنه لم يرسله أحد. بل أرسل نفسه بنفسه!!!

يرضي الناس:

يقول بولس: "لو كنت بعد أرضي الناس لم أكن عبداً للمسيح". (غلاطية 1/10). ينفي بولس هنا عن نفسه أنه يهتم بإرضاء الناس. وهذا يناقض قوله "استبعدت نفسي للجميع لأربح الأكثرين" (كورنثوس (1) 9/19).

كما أن جعله نفسه "عبداً للمسيح" يناقض قوله "بولس رسول بيسوع المسيح والله" (غلاطية 1/1). وإذا كان الله والمسيح أرسلاه (حسب قوله) فيجب أن يكون عبداً لله أيضاً وليس للمسيح فقط!

إنجيل بولس:

يقول بولس: "الإنجيل الذي بَشّرْتُ… لم أقبله من عند إنسان ولا عُلِّمتُه. بل بإعلان يسوع المسيح". (غلاطية 1/11-12).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- بولس له إنجيل خاص يبشر به. وهذا يدل على أنه عندما كتب رسائله لم تكن الأناجيل الأخرى قد كُتبت. وهذا يؤد ما ذهب إليه المحققون من أن الأناجيل كُتبت بعد الرسائل، حيث إن بولس لم يشر إليها قط في رسائله.

2- يقول بولس إن إنجيله لم ينقله من أحد، بل من يسوع المسيح. والمعروف أن بولس لم ير المسيح قط ولم يكن من الحواريين ولا من تلاميذ عيسى. ولذلك خرج إلى الناس يدّعي أنه يُوحى إليه من عيسى. وفي الوقت نفسه فضح نفسه إذ قال "كأن عيسى ظهر لي" (كورنثوس (1) 15/8). لاحظ (كأنّ) في قوله!

3- يقول بولس إن إنجيله بإعلان عيسى. هذا يناقض قوله إنه رسول من الله وعيسى (غلاطية 1/1). كيف يكون إنجيله من عيسى فقط وهو رسول من الله وعيسى معاً حسب زعمه ؟!!!

4- ثم أين هو إنجيل بولس ؟ لماذا اعتمدت الكنيسة رسائل بولس وجعلتها جزءاً من كتابهم المقدس ولم تعتمد إنجيله ؟!!

قابل أخاه:

يقول بولس: "لم أر غيره من الرسل إلا يعقوب أخا الرب". (غلاطية 1/19).

جعل بولس للرب أخاً ويقصد هنا بالرب "عيسى" ويعقوب أخو عيسى من أمه مريم. كيف يكون عيسى هو الرب، وهو مولود مخلوق كان في المهد ثم صار صبياً ثم شاباً؟! مشى ونام وأكل وجاع وأخرج وخاف وبكى وحزن وصلَّى. وحسب قولهم لطموه ولكموه وضربوه وجلدوه وصلبوه ودفنوه!!! ما هذا الرب الذي يتحدث عنه بولس؟!!!

خطأ من بولس:

يقول بولس إن بطرس اؤتمن على إنجيل الختان، أي كان مؤيداً للختان (غلاطية 2/7). وهذا يناقض الواقع، إذ كان بطرس أول من نادى بإعفاء غير اليهود من الختان وأن تقتصر المحرمات عليهم على نجاسات الأصنام والزنى والمخنوق والدم (أعمال 15/19-20).

بولس يهاجم بطرس:

يقول بولس عن بطرس: "لما رأيت أنهم لا يسلكون باستقامة حسب حق الإنجيل قلت لبطرس…" (غلاطية 2/14).

إذا كان بطرس كبير الحواريين لا يسلك باستقامة حسب الإنجيل فمن هو الذي سلك إذاً؟!!! بطرس هو الذي قال عيسى له: "كل ما تربطه على الأرض يكون مربوطاً في السماوات" (متى 16/19). كيف يمدح عيسى بطرس ويأتي بولس ليذمه ذلك الذم القاسي؟!!!




التبرر بالإيمان:

يقول بولس: "الإنسان لا يتبرر بأعمال الناموس بل بإيمان يسوع. لأنه بأعمال الناموس لا يتبرر جسد ما". (غلاطية 2/16).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- إذا كان الناموس "الشريعة" ليست ليُعْمَل بها، فلماذا أنزلها الله على عباده؟!!

2- هذا يناقض قول بولس "كل واحد سيأخذ أجرته بحسب تعبه". (كرانيش (1) 3/8). والتعب يعني الأعمال وليس الإيمان فقط.

3- يناقض قوله قول موسى "الإنسان الذي يفعل سيحيا بها". (رومية 10/5).

4- ما نفع الإيمان بلا أعمال صالحة ؟!!

صُلِب أيضاً:

يقول بولس: "مع المسيح صُلِبْتُ فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ". (غلاطية 2/20).

كيف صلب بولس مع المسيح ؟! ومتى ؟! يقول "أحيا" ثم يقول "لا أنا". (أحيا) معناها (أنا). فكيف "أحيا لا أنا" ؟!!! من ألغاز بولس الذي لا يفهمها أحد سواه!!!

وكيف يحيا المسيح فيه ؟!! وكيف يصلب بولس فيحيا المسيح فيه؟!!

لم يحدث أن بولس صُلب. ولو صُلب لما كتب بعد صلبه. وبالطبع هو يقصد الصلب المجازي. ولكن كيف يكون الصلب مجازاً؟!! وإلى متى هذه المجازات غير المفهومة؟!!

قدوة في الدعوة:

يقول بولس: "أيها الغلاطيون الأغبياء…" (غلاطية 3/1).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- هل يجوز لداعية أن يخاطب الناس ويقول لهم يا أغبياء؟!! ما هذه الطريقة الفريدة في الدعوة والخطاب؟!!

2- يقول بولس إنه قدوة للناس (كورنثوس (1) 7/7). فهل يريد بولس من الدعاة أن يبدأوا بمخاطبة الناس على هذا النحو؟!!

3- يقول عيسى "عامل الناس كما تحب أن يعاملوك". قول بولس هذا يخالف وصية عيسى، لأن بولس لا يحب أن يخاطبه أحد كما خاطب هو.

4- خطأ بولس في هذا الخطاب يؤكد أن رسائله من رأسه وليست وحياً لا من الله ولا من عيسى.

اللعنة القاتلة:

يقول بولس: "المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا لأنه مكتوب ملعون كل من عُلِّق على خشبة". (غلاطية 3/13).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- قول بولس لا يصدقه عقل. فكيف يجرؤ بولس أن يقول عن عيسى إنه لعنة أو ملعون؟!!

2- إن النص الذي استشهد به بولس يدينه ويدل على أن عيسى لم يصلب أساساً، لنفس السبب الذي ذكره بولس وهو أن المصلوب ملعون. ولذلك حمى الله عيسى من الصلب وأنقذه.

3- كيف يأخذ بولس الوحي من عيسى وهو يقول إنه ملعون في الوقت ذاته؟!!

4- كيف يكون عيسى (ربَّاً) وملعوناً في الوقت ذاته؟!!

5- كيف يكون عيسى إلهاً وملعوناً في الوقت ذاته؟!

أخيراً نطق:

يقول بولس: "ولكن الله واحد". (غلاطية 3/20). إذا كان الله واحداً، فكيف يقول بولس إنه عبد للمسيح (غلاطية 1/10) ؟! وكيف يقول عن عيسى (الرب) (غلاطية 1/19)؟!!

نطق بولس بالتوحيد مرة وناقض التوحيد مراراً!!

أولاد الحـرة:

يقول بولس: "جبل سيناء الوالد للعبودية الذي هو هاجر… وأما أورشليم العليا التي هي أمنا فهي حرة… لأنه مكتوب افرحي أيتها العاقر التي لم تلد… اطرد الجارية وابنها لأنه لا يرث ابن الجارية مع ابن الجرة. إذاً أيها الأخوة لسنا أولاد جارية بل أولاد حرة". (غلاطية 4/24-31).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- نسي هنا بولس إنجيله وحرَّكَتْه النزعةُ العنصرية اليهودية وجعل اليهود أولاد الحرة والعرب أولاد الجارية!!! وهذا يؤكد مرة أخرى كذب ادعاء بولس أنه يوحى إليه من عيسى أو من الله.

2- إسماعيل بن إبراهيم من هاجر، إسماعيل الذي يعيبه بولس، قال الله عنه في التوراة تكوين 17/20 "ها أنا أباركه وأثمره وأكثره كثيراً جداً". إذاً كلام بولس يناقض التوراة. فإسماعيل مبارك من الله. وهاجر وإن كانت جارية قبل الزواج من إبراهيم فقد أصبحت حرة بزواجها منه.

3- تفريق بولس بين العبيد والأحرار في هذا النص يناقض قوله في نص آخر "ليس عبد ولا حر". (غلاطية 3/28).

4- أما قوله إن أورشليم حرة، فهذا أيضاً غير صحيح، لأن يعقوب تزوج من جاريات ولأن أربعة من أولاد يعقوب هم أولاد جاريات أيضاً. فكثير من اليهود أيضاً من أولاد الجاريات.

5- وتفسير بولس لعبارة "العاقر التي لم تلد" بأنها إشارة إلى سارة كذَّبه البعض وفسَّره على أنه إشارة إلى مكة المكرمة والحجاز التي لم يكن قد ظهر فيها أيّ نبي قبل محمد (e).

6- وأما قول بولس بأنه من أبناء الحرة فغير أكيد، لأن ثلث أولاد يعقوب من الجاريات. وقد يكون بولس من نسل أولاد الجاريات.

7- وأما قول بولس "إن الكتاب يقول اطرد الجارية وابنها"، فهذا ليس صحيحاً، لأن هذا هو قول سارة وليس أمر الله، إنه قول سارة الذي ورد في الكتاب. سارة بغيرتها لا تريد حولها ضرة لها!!!

8- إذا كان بولس داعياً لله (كما يزعم) فما الفرق عند الله بين أولاد الجارية وأولاد الحرة؟!! إن الداعية الأصيل الشريف لا يلتفت إلى هذا الفريق!!! ولكن بولس يتباهى بأنه من أولاد الحرة. ولو كان من أولادها حقاً لما قال ما قال.

9- قول بولس هذا يناقض قوله في نص سابق "ليكون الوعد وطيداً لجميع النسل". (رومية 4/16)، أي لجميع الناس المؤمنين (حسب تفسير بولس).

10- قوله عن الحرة والجارية يناقض قوله: "مهما عمل كل واحد من الخير فذلك يناله من الرب عبداً كان أم حراً". (أفسس 6/8).

إن بولس لا يقول جملة في مكان إلاّ ويناقضها في مكان آخر.

الإيمان الكاملة بالمحبة:

يقول بولس "لا الختان ينفع شيئاً ولا الغرلة بل الإيمان العامل بالمحبة". (غلاطية 5/6).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- ألغى بولس هنا الختان، وهو من شريعة موسى وأقره عيسى. ألغاه بولس لينال رضا اليونانيين والرومانيين. ومع ذلك لم يرضوا إذ قتله امبراطور رومانيرون سنة 67م. ولم يشفع له أنه أعفاهم من الختان!! ألغى الختان مناقضاً بذلك شريعة موسى وإقرار عيسى، رغم أنه يدعي أنه يوحي إليه من عيسى!!!

2- كان بولس دائماً يقول إن البر والخلاص بالإيمان (غلاطية 2/16). والآن ها هو يزيد شرطاً جديداً مع الإيمان ألا وهو "العامل بالمحبة"!!! شروط الخلاص عندهم غير واضحة، ولا حتى عند بولس نفسه!!! مرة الإيمان، ومرة إيمان مع محبة، ومرة إيمان مع أعمال، ومرة دعاء فقط!!!

3- قوله إن البر بالإيمان مع المحبة يعارض قوله "الذين هم المسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات". (غلاطية 5/24). صلب الأهواء والشهوات يعني العمل بموجب الحلال والحرام. وهذا يعني أن البر لا يكمل إلاّ بالعمل، وأن الإيمان والمحبة وحدهما لا يكفيان. كما أن صلب الأهواء يعني أن صلب المسيح لم يكن فاعلاً ولا كافياً لافتداء الناس ولم يضمن لهم شيئاً، إذ عليهم أن يخلصوا أنفسهم بأنفسهم وألاّ يركنوا إلى أسطورة الصلب للفداء. فما كان صلب وما كان فداء. وعلى المرء أن يعمل الصالحات ويتجنب المحرمات حتى يرضى عنه الله. هذا هو الطريق الصحيح (طريق الإسلام)، طريق الحق والمنطق والمعقول. أما الصلب والصليب والمصلوب والتصليب فهذه كلها لا تخلص أحداً ولا حتى بعوضة. ما يخلِّصك هو إيمانك بالله وعملك الصالح وتقواك وخوفك من الله. هذا هو الكلام الذي يقبله العقل وما قاله به جميع الأنبياء.

4- قوله إن البر بالإيمان والمحبة يناقض قوله "إن الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضاً… فلا تفشل في عمل الخير لأننا سنحصد في وقته.." (غلاطية 6/7). هذا النص يحث على عمل الخير لأن العمل هو الحصاد. بولس يناقض بولس.

الافتخار بالصليب:

يقول بولس: "حاشا لي أن أفتخر إلاّ بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لي وأنا للعالم". (غلاطية 6/14).

افتخاره بالصليب فقط. ولكن هذا يناقض قوله: "بما أن كثير يفتخرون حسب الجسد أفتخر أنا أيضاً…" (كورنثوس (2) 11/18). هنا افتخر بالجسد. ويناقض قوله: "لا أفتخر إلاّ بضعفاتي". (كرونثوس (2) 12/5). وفي (كورنثوس (2) 11/16-32) افتخر بولس بما عمل وضحَّى. وكل هذه النصوص تناقض قوله إنه يفتخر بالصليب فقط، فقد افتخر بجسده وضعفه وأعماله.

وما معنى قوله "به (أي بالمسيح) صُلب العالم وأنا (صُلبتُ) للعالم"؟!! هل صُلب العالم؟! متى ؟! وكيف ؟! وهل صُلب بولس للعالم. متى وكيف؟!!

سمات المسيح:

يقول بولس: "لا يجلب أحد علي أتعاباً لأني حامل في جسدي سمات الرب يسوع". (غلاطية 6/17).

بولس يزكِّي نفسه ولم يزكه أحد آخر. يطالب أصحابه بعدم إزعاجه لأنه يحمل في جسده سمات المسيح. وماهي هذه السمات التي يحملها في جسده؟!! لم يقل. حسنٌ أنه لم يقل عن نفسه إنه مسيح آخر!!!

نعمة مَنْ ؟

يختم بولس رسالة غلاطية بقوله: "نعمة ربنا يسوع المسيح مع روحكم أيها الإخوة". (غلاطية 6/18).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- النعمة من الله وليست من عيسى. حتى عيسى نفسه كان يقول إن النعمة من الله.

2- في آخر رسالة كرونثوس (2) قال بولس: "نعمة يسوع ومحبة الله وشركة الروح القدس". (كورنثوس (2) 13/14). لماذا نسي بولس الله والروح القدس في نهاية رسالة غلاطية ؟!! ويقول عن نفسه إنه القدوة. فأين القدوة ؟! أينسى مؤمنٌ الله ويذكر عيسى فقط؟!! كيف جعلوا (الابن!) أهم من (أبيه!)؟!! كيف نسوا الله الخالق وعبدوا عيسى المخلوق؟!!

غير معرف يقول...

عن رسالة بولس إلى أهل أفسس:

عن يمينـه:

يقول بولس:"أقامة من الأموات وأجلسه عن يمينه في السماوات". (أفسس 1/20).

إذا كان المسيح جالساً عن يمين الله، فهما اثنان إذاً وليسا واحداً كما يزعمون. جلوس المسيح عن يمين الله يدل على أن كلاً منهما ذات مستلقة. وهذا يناقض زعمهم بأن الله ثلاثة في واحد أو واحد في ثلاثة.ويناقض (يوحنا 14/10) "الآب الحالّ فيّ". كيف يكون الله حالاً في عيسى وعيسى جالس عن يمين الله؟!!! كما أن قول بولس يناقض الزعم بالتثليث، فهو لم يذكر سوى الله وعيسى، فأين الروح القدس؟!!!

الخلاص بالنعمة:

يقول بولس: "بالنعمة أنتم مخلَّصون". (أفسس 2/5).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- قوله يناقض قوله "بالنعمة مخلَّصون بالإيمان" (أفسس 2/8). هناك الخلاص بالنعمة، وهنا بالنعمة والإيمان.

2- قوله يناقض قوله: "البار بالإيمان يحيا". (غلاطية 3/11). هنا الخلاص بالإيمان.

3- ويناقض قوله إن الخلاص عن طريق "الإيمان العامل بالمحبة" (غلاطية 5/6).

4- ويناقض قول يعقوب "الإيمان بدون أعمال ميت". (يعقوب 2/20).

5- ويناقض قول بولس: "الذين يعملون بالناموس هم يبررون". (رومية 2/13).

وهكذا نرى تناقض بولس مع نفسه. فهو يجعل الخلاص مرة بالنعمة، ومرة بالإيمان، ومرة بالنعمة والإيمان، ومرة بالإيمان والمحبة، ومرة بالأعمال. وهو يناقض يعقوب الذي يرى أن الخلاص بالإيمان والعمل (وهذا هو الصحيح عند سائر الأنبياء).

إيطال الوصايا:

يقول بولس: المسيح "سلامنا الذي جعل الاثنين واحداً.. مبطلاً بجسده ناموس الوصايا". (أفسس 2/14-15).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- كيف جعل المسيحُ الاثنين واحداً ؟! يقصد تجسد الله في المسيح!! وهل عندما صُلب المسيح الله معه؟!! وهل عندما مات المسيح ودفن مات الله معه ودفن معه في جسد واحد؟!! إن ما يقوله بولس كلام غريب عجيب. وهل عندما مات المسيح كانت الدنيا بدون إله لمدة ثلاثة أيام لأن الله كان متحداً مع المسيح حسب زعم بولس؟!!!

2- كيف أبطل عيسى بجسده ناموس الوصايا ؟! وهل جاء عيسى لإيطال الوصايا أم لتثبيتها وحثّ الناس عليها؟!

3- لقد قال عيسى إنه جاء ليكمل الناموس لا لينقضه (متى 5/17) وَحَثَّ الناس على التزام الوصايا (متى 5/27). كما أن عيسى نفسه عدد الوصايا واحدة واحدة (متى 19/18). وشدد عيسى على وصية التوحيد ومحبة الله (متى 22/37). بولس يناقض عيسى عليه السلام.

4- قول بولس ذاك يناقض قوله: "الذين يعملون بالناموس هم يبررون". (رومية 2/13). والوصايا جزء أساسي من الناموس.

5- إذا بطلت الوصايا (حسب زعم بولس) فماذا بقي للناس من رسالة السماء؟! ولماذا أرسل الله الأنبياء والرسل؟! ولماذا تبطل الوصايا أساساً؟! وهل من جاء بالوصايا يبطل الوصايا؟! لماذا؟! قول بولس عجيب، ولكنه يقصد أن صلب عيسى خلَّص الناس وما على الإنسان إلاّ أن يؤمن بصلب المسيح للفداء فيخلص دون أعمال. ولكن هذا التفسير كارثة بحد ذاته، وبولس نفسه يقول "الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد". (غلاطية 6/7). ويقول أيضاً "الذين يعملون بالناموس هم يبررون" (رومية 2/13). ويقول بولس إن المهم ليس الختان أو الغرلة "بل حفظ وصايا الله". (كورنثوس (1) 7/19). كيف تكون الوصايا ملغاة ويحث بولس الناس على حفظها؟!!! بولس نفسه لا يدري ماذا يقول: مرة يجعل العمل بالناموس والوصايا شرطاً للخلاص، ومرة يجعل الإيمان وحده شرط الخلاص ويصر على عدم الحاجة إلى الأعمال، حيث يقول "إن كان بالناموس برّ فالمسيح إذاً مات بلا سبب". (غلاطية 2/21).

بولس هو مخترع الصلب للفداء. ويصر على أن صلب المسيح (الذي لم يحدث) هو الذي يخلِّص الناس من خطاياهم. آمنْ بالمسيح وأنه صُلب للفداء تضمنْ الخلاص (هذه نظرية بولس). ولكن بولس غير متأكد من نظريته ولا من أي شيء. إنه يناقض نظريته في عشرات المواقع،ة ويحث الناموس على عمل الخير (غلاطية 6/10) وعلى أن يحاربوا شهواتهم (غلاطية 5/24)، ويحث على التزام الوصايا (كورنثوس (1) 14/37). فكيف يحث على التزام الوصايا ويقول في الوقت نفسه إن المسيح أبطلها بجسده؟!!

إن بولس قام بتدمير كامل لرسالة المسيح عيسى بن مريم. المسيح حث الناس على التزام الوصايا. وجاء بولس يقول لهم إن الوصايا صارت ملغاة بجسد المسيح!!! المسيح حث الناس على الالتزام بأعمال الناموس وبولس يقول: "لأنه بأعمال الناموس لا يتبرر جسد". (غلاطية 2/16). بل إن بولس ينذر من يعمل بالناموس بأنه خارج عن المسيح فيقول: "قد تبطلتم عن المسيح أيها الذين تتبرون بالناموس". (غلاطية 5/4).

لقد تطاول بولس على تعاليم المسيح وروح رسالته السماوية لعدة أسباب منها:

1- كتب بولس رسائله دون مواجهة لرجال الدين، الأمر الذي جعله في منجى من ردود الفعل الفورية.

2- شخصية بولس كما يقول هو عن نفسه شخصية تسعى إلى الشهرة "يريد أن يشترك في الإنجيل" كما قال. لذلك اتبع سياسة "خالفْ تُعْرَفْ".

3- بقيت يهوديته تطارده. واليهود كانوا أعدى أعداء المسيح. فتظاهر بولس باتباع المسيح وأخذ يهدم تعاليم المسيح من الداخل.

4- أراد أن يقول للأمم ديناً جذاباً سهلاً خلاصته: كل شيء مباح. اشرب أي شيء. كل أي شيء. كل شيء طاهر للطاهرين. لا توجد محرمات من طعام أو شراب. والخلاص بسيط جداً: آمن وأنتَ خالص!!! ليس مطلوباً منك أي شيء. لا صلاة. ولا صوم. ولا حج. ولا زكاة. ولا عبادة. ولا محرمات. فقط قل جملة واحدة تدخل الجنة! وبعد ذلك أعمل جميع الموبقات والمعاصي ولا تهتم!! لماذا ؟! لأن المسيح قدَّم نفسه على الصليب من أجل خلاص البشر!!! طبعاً يستطيع بولس أن يقول ما يشاء، ولكن ما يقوله هو من عنده ومن تأليفه. ولم يقل أي نبي أو أي كتاب سماوي بما يقوله بولس. نهج بولس بسيط، ولكنه خادع، سراب في سراب. إن الله هو الذي يحدد طريق الخلاص، وليس بولس. فمن أراد طريق الخلاص فعليه أن يعرف كلمة الله ودين الله، لا كلمة بولس!!! من أراد الخلاص فعليه أن يعرف كتاب الله الحقيقي الخالص من التحريف والتزوير، ألا وهو القرآن الكريم.

الكل قوة أربعة:

يقول بولس:"إله وآب واحد للكل الذي على الكل وبالكل وفي كلكم".(أفسس4/6).

لغز آخر من ألغاز بولس. الكل مكررة أربع مرات. الكل قوة أربعة. ما معنى هذه الجملة ؟! آب واحد للكل ؟ مفهوم. على الكل ؟ قادر على الجميع. ممكن. بالكل ؟ كيف يكون الله بالكل ؟!! وكيف يكون الله في الكل ؟!! يا إلهي ما هذا الذي يقوله بولس ؟! وحسن أنه لم يقل أيضاً الكل، من الكل، إلى الكل، عن الكل، حتى الكل!! حسن أنه لم يستخدم جميع حروف الجر في تلك الجملة!!

السماح:

يقول بولس: كما سامحكم الله في المسيح". (أفسس 4/32).

إذا كان الله سامح الناس بسبب المسيح (كما يزعم بولس)، فلماذا النار إذاً؟! ولماذا يحث الناس على عمل الخير؟!

إن قوله يناقض قوله "إن الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله". (غلاطية 5/21). هذا النص يدل على أن المسامحة ليست عامة.

كما أن بولس نفسه يقول إن السماح كان عن الخطايا السالفة (رومية 3/25). فكيف سامحهم الله (بصلب المسيح) وهم أحياء بعد صلبه في حين أن الصفح كان عن الخطايا السابقة للصلب؟!! بولس يناقض نفسه عشرات المرات في رسائله!!!

أسلم نفسه:

يقول بولس: "المسيح أسلم نفسه لأجلنا قرباناً وذبيحة لله رائحة طيبة". (أفسس 5/2).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- قول بولس يناقض (متى 26/24) حيث يقول عيسى: "ويل لذلك الرجل الذي به يُسَلَّم ابن الإنسان". وهذا يدل على أن عيسى يهدد ويتوعد من يخونه ويسلِّمه لأعدائه. كما أن قول عيسى "يُسَلَّم" معناه أنه لم يُسَلِّم نفسه (كما يزعم بولس) بل واحد يخونه ويُسَلِّمه.

2- في ليلة المداهمة، صلى عيسى مراراً طالباً من الله أن ينقذه من المحنة وقال: "يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس". (متى 6/39). هذا يدل على أنه لم يسلِّم نفسه، بل كان يدعو الله أن ينجيه. بولس يناقض متى.

3- على الصليب، صاح (عيسى!) "إلهي إلهي لماذا تركتني". (متى 27/46). صرخته تدل على أنه لم يسلِّم نفسه. هاهو يتساءل لماذا حدث له ما حدث.

4- قول بولس "ذبيحة" خطأ، لأن عيسى لم يذبح ولم ينزل دمه (حسب معظم الأناجيل.

5- قول بولس: "رائحة طيبة" خطأ، لأن جثة المسيح لم تحرق (كما كان يفعل اليهود بالقرابين)، فلم تخرج منها أية رائحة.

6- قول بولس: "لأجلنا" خطأ، لأن بولس نفسه يقول: "الصفح عن الخطايا السالفة" فقط (رومية 2/25).

7- قول بولس "قربانا" خطأ، لأن الصفح لم يحدث بدليل قول بولس نفسه "يأتي غضب الله على أبناء المعصية" (أفسس 5/6). إذاً لماذا أسلم المسيح نفسه وغضب الله حاصل؟!!

8- قوله "أسلم نفسه" يناقض قوله عن الله "الذي لم يشق على ابنه بل بذله لأجلنا (رومية 8/32). وهذا يعني أن الله قَّدم عيسى للصلب رغماً عنه!! تناقض بين "أسلم نفسه" وبين "لم يشفق عليه بل بذله"!! بولس يناقض نفسه.

ملاحظات موجــزة:

1- يقول بولس: "أحب المسيح الكنيسة وأسلم نفسه لأجلنا" (أفسس 5/26). قول بولس خطأ لأنه لم تكن هناك كنائس في زمن المسيح، ولم يأت المسيح بدين جديد، والكنائس بنيت بعد المسيح بعشرات السنين.

2- يقول بولس: "لأن الرجل رأس المرأة". (أفسس 5/23). إذا كان الأمر كذلك، فلماذا يفضل بولس عزوبية الرجال والنساء (كورنثوس (1) 7/38)؟!! كيف يكون الرجل رأس المرأة والأفضل حسب بولس هو عدم زواجهما؟!

3- يقول بولس: "أكرم أباك وأمك". (أفسس 6/2). كيف يقدِّم بولس الوصايا للناس وهو يقول في الوقت ذاته إن المسيح "أبطل بجسده ناموس الوصايا". (أفسس 2/15)؟!!!

4- يقول بولس: "مصارعتنا مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم". (أفسس 6/12). هنا يحث على مقاومة السلاطين. وهذا يناقض قوله: "إن من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله". (رومية 13/2). بولس لا يثبت على حال. كل جملة يقولها يقول جملة أخرى تناقضها!!! ثم يزعم أنه يوحى إليه! ممن ؟ من عيسى بعد رفعه!!!

5- يقول بولس: "سلام على الإخوة ومحبة بإيمان من الله الآب والرب يسوع المسيح". (أفسس 6/22). إذا كان الله (حسب زعمهم) واحداً في ثلاثة، فأين الثالث ؟! أين الروح القدس؟!! كما أن قول بولس يناقض قول عيسى "الرب إلهنا رب واحد". (مرقس 12/29). عيسى يقول الرب هو الإله ذاته وهو واحد، ولكن بولس جعل الإله غير الرب وجعل الله الآب وعيسى الرب.

عن رسالة بولس إلى أهل فيلبي:

عبدا يسوع:

يقول بولس: "بولس وتيموثاوس عبدا يسوع المسيح.." (فيلبي 1/1).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- عنوان الرسالة "رسالة بولس" ولكن أول جملة فيها (فيلبي 1/1) تفيد بأنها ليست رسالة بولس وحده بل هي من بولس وتيموثاوس!! فكيف حدث هذا؟! كيف عنوان الرسالة باسم بولس وهي في الواقع موجهة منه ومن شخص آخر؟! تزوير حتى في عنوان الرسالة!! وينطبق الأمر ذاته على (رسالة بولس الثانية إلى أهل كورنثوس): فعنوانها يدل على أنها من بولس وأول جملة فيها تدل على أنها منه ومن تيموثاوس!!!

2- يزعمون أن هذه الرسائل وحي. فهل نزل الوحي على بولس وزميله معاً وفي وقت واحد؟!!

3- يقول بولس هنا إنه عبد للمسيح. ولكن هذا يناقض قوله نفسه: "بولس عبدالله ورسوله يسوع المسيح" (تيطس 1/1). مرة يقول هو عبد المسيح، ومرة هو عبدالله!!

تحيات وسلامات:

يقول بولس: "كان مشتاقاً إلى جميعكم…" (فيلبي 2/26). ويقول في آخر رسالته: "سلموا على… يسلم عليكم…" (فليبي 4/21-22).

فهل الاشتياقات والسلامات من فلان إلى فلان وحي إلى بولس؟!!




مَن المخلِّص ؟

يقول بولس: "ننتظر مخلِّصاً هو الرب يسوع المسيح". (فيلبي 3/20). نلاحظ هنا ما يلي:

1- كيف ينتظر يسوعَ وقد جاء فعلاً؟!!

2- يقول بولس إن المخلِّص هو يسوع. وهذا يناقض قوله "تعاليم مخلِّصنا الله". (تيطس 2/10). فالمخلص هنا هو الله وليس يسوع.

نعمة مَنْ ؟

يقول بولس: "نعمة ربنا يسوع المسيح". (فيلبي 4/23).

ولكن هذا يناقض قوله: "نعمة الله المخلصة". (تيطس 2/11). مرة النعمة من عيسى، ومرة النعمة من الله !!!

صـورة:

يقول بولس عن يسوع "كان في صورة الله.. آخذاً صورة عبد صائراً في شبه الناس…" (فيلبي 2/6-7).

جعل يسوع في صورة الله، ثم أخذ صورة عبد فصار يشبه الناس وصار يُرى. ولكن هذا يناقض (كولوسي 1/15) إذ يقول بولس نفسه "صورة الله غير المنظور". هناك منظور وهنا غير منظور!!!

كما أن قول بولس يناقض التوراة: "لأني أنا الله وليس آخر. الإله وليس مثلي". (إشعياء 46/9).

كما أن قوله يناقض قولاً آخر من أقواله: "الرجل لا ينبغي أن يغطي رأسه لكونه صورة الله". (كورنثوس (1) 11/7). فكل رجل (حسب بولس) هو صورة الله، وليس عيسى فقط!!

غير معرف يقول...

العنـوان:

عنوان الرسالة "رسالة بولس إلى أهل كولوسي". ولكن أول جملة في الرسالة تقول إنها من بولس وتيموثاوس (كولوسي 1/1). فكيف يخالف عنوانها حقيقتها؟!! عنوان الرسالة غير مطابق للحقيقة!!

الغفـران:

يقول بولس عن عيسى "بدمه غفران الخطايا". (كولوسي 1/14). وهذا يناقض قوله "وأما الظالم فسينال ما ظلم". (كولوسي 3/25). النص الأول يقول إن دم عيسى مسح الخطايا. ولكن النص الثاني يقول إن الظالم ينال جزاء ظلمه!!! ثم إن عيسى صلب (حسب زعمهم)، ولم يذبح، فلم ينزل منه دم.

الشبيـه:

يقول بولس عن عيسى "الذي هو صورة الله". (كولوسي 1/15). كيف كان عيسى صورة الله ؟! وهل يعرف بولس صورة الله وهيئته فرأى أن عيسى يشبهه أو على صورته؟!! عيسى كان في بطن أمه ووضع وختن ونما وكبر وطال وتعلم وخاف وحزن وجاع وعطش. وهذه الأحوال لا تنطبق على الله. لا شيء من أحوال عيسى يشبه الله. ومعجزات عيسى قال عنها عيسى نفسه إنها من الله. إذاً قول بولس لا صواب فيه.

بكر الخليقة:

يقول بولس عن عيسى: "بِكْر كل خليقة". (كولوسي 1/15). وهذا خطأ أيضاً، لأن عيسى مولود وكان قبله ملايين من الناس قد ولدوا وعاشوا وماتوا. وعندما ولد كانت السماوات والأرض والنباتات وملايين البشر موجودين قبله. فكيف كان عيسى بكر الخليقة والخليقة قبله ؟!! كما أن قول بولس يخالف التوراة أيضاً: "في البدء خلق الله السماوات والأرض". (تكوين 1/1). بكر الخليفة هو السماوات والأرض، وليس عيسى. كما أن قول بولس يخالف (متى 1/1-17) حيث وجد قبل عيسى وإلى إبراهيم واحد وأربعون جداً. وقول بولس يخالف قول (لوقا 3/37)، حيث يذكر إن بكر البشر هو آدم، وليس عيسى.




لغز جديـد:

يقولون بولس عن عيسى: "فيه خُلِقَ الكل ما في السموات وما على الأرض ما يُرى وما لا يُرَى…الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل". (كولوسي 1/16-17).

كيف خلق الكل في عيسى ؟! كيف خُلقت الجبال والنجوم في عيسى؟!! وكيف كان عيسى قبل كل شيء في حين أنه ولد بعد ملايين السنين من خلق الكون؟!! كيف يكون عيسى قبل كل شيء وقبله خُلق ملايين الناس؟! ألم يكن آدم وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وزكريا وأمه مريم من قبله ؟!! هذه هي ألغاز بولس!!!

جسد المسيح:

يقول بولس عن عيسى "لأجل جسده الذي هو الكنيسة". (كولوسي 1/24).

كيف يكون جسد عيسى الكنيسة؟!! ما وجه الشبه بينهما؟!! الفناء مثلاً؟! التلاشي؟!! كيف صار جسده الكنيسة؟! الأجساد تدفن وتتعفن، إلاّ جسد عيسى فقد صار عند بولس كنيسة!!! لم نسمع عن أحد صار جسده مدينة أو جسراً أو بناية، إلاّ جسد عيسى فقد صيرَّه كنيسة!!! عيسى نفسه قال هو لخراف بني إسرائيل فقط. ولكن بولس أصر على أن عيسى لأوروبا وإيطاليا واليونان!!!

المسامحـة:

يقول بولس عن عيسى: "مسامحاً لكم بجميع الخطايا". (كولوسي 2/13). ولكن هذا يناقض قوله "الأمور التي من أجلها يأتي غضب الله على أبناء المعصية". (كولوسي 3/6). كيف سومحت جميع الخطايا وسيأتي غضب الله على أبناء المعصية؟!! إذاً المسامحة لم تكن على جميع الخطايا!!! كما أن قوله إن المسيح هو الذي سامح يناقض قوله "كما سامحكم الله". (أفسس 4/32).

عبد حـر:

يقول بولس لا يهم جنسيتك أو بلدك "حيث ليس يوناني ويهودي ختان وغرلة بربري سكيثي عبد حر…" (كولوسي 3/11).

ساوى بين العبد والحر. جميل. ولكن هذا يناقض قوله وهو يتباهى على نسل هاجر زوجة إبراهيم: "لسنا أولاد جارية بل أولاد الحرة". (غلاطية 4/31).

جزاء الميراث:

يقول بولس: "من الرب ستأخذون جزاء الميراث. لأنكم تخدمون الرب المسيح". (كولوسي 3/24).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- قول بولس إن عيسى هو الذي يعطي الجزاء، أي يجازي، يناقض قوله "الله واحد الذي يعمل الكل في الكل". (كورنثوس (1) 12/6)، ومن الكل الجزاء. ويناقض قوله: "المدح لكل واحد من الله". (كورنثوس (1) 4/5)، والمدح من الجزاء. ويناقض قوله "هم أبرار عند الله". (رومية 2/13).

2- قوله "تخدمون المسيح" يناقض قوله "إننا نحن عاملان مع الله" (كورنثوس (1) 3/9). ويناقض قوله "صرتم عبيداً لله" (رومية 6/22).

3- قوله إن عيسى هو الذي يجازي يناقض قوله "الله الذي يجازي كل واحد حسب أعماله". (رومية 2/6). ويناقض قوله: "تنجو من دينونة الله". (رومية 2/3). ويناقض قول عيسى: "أبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية". (متى 6/6).

إذاً أقوال بولس نفسه متناقضة. مرة يقول المجازي هو الله، ومرة يقول هو عيسى. ومرة يقول تخدمون عيسى، ومرة يقول تخدمون الله. وعندما تتعلق الأمور بالله فلا هزل فيها. إما كذا وإما كذا. أما التأرجح في الأقوال فيدل على العبث البشري الذي يغلب عليه الاختلاف والتناقض. وهذا لا يصلح لهداية الناس الذين يريدون تعاليم واضحة ثابتة لا اختلاف فيها ولا تناقض.

سلامات وأشواق:

الأصحاح الرابع كله من رسالة كولوسي عبارة عن إهداء تحيات وسلامات من فلان وفلان وفلان إلى علان. صفحة كاملة سلامات من فلان إلى فلان بالاسم مع الأشواق طبعاً. فهل هذه السلامات وحي من الله؟!!! إنها تشبه برنامج "سلامات عبر الأثير" أو برنامج "سلامات إلى الأهل" الذي تقدمه بعض الإذاعات.




عن رسالة بولس الأولى إلى أهل تسالونيكي:

أين الثالث ؟

يقول بولس: "نعمة لكم وسلام من الله أبينا والرب يسوع المسيح". (تسالونيكي (1) 1/1).

يقول النصارى إن الله ثلاثة في واحد. ولكن بولس لم يذكر سوى الله ويسوع، فأين الروح القدس الذي هو ثالث الثلاثة عندهم؟!! يندر ذكر الروح القدس مع الله وعيسى. فإذا كان الروح ثالثهما فلماذا لا يذكر معهما؟!!!

الله أم عيسى ؟

يقول بولس: "لتعبدوا الله الحي الحقيقي".(تسالونيكي (1) 1/9).ولماذا الحقيقي؟! فهل هناك الاصطناعي ؟! كما أن قوله يناقض قوله: "لأنكم تخدمون الرب المسيح". (كولوسي 3/24). كيف يعبدون الله ويخدمون عيسى؟!!

من يجـزي ؟

يقول بولس: "لا كأننا نرضي الناس بل الله". (تسالونيكي (1) 2/4). ويقول "الله شاهد". (تسالونيكي (1) 2/5). إذا كان الله هو الشاهد وهو المقصود بالرضى فهو الذي يجزي. وهذا يناقض قول بولس: "من الرب (أي المسيح عنده) ستأخذون جزاء الميراث". (كولوسي 3/24).

إنجيل الله:

يقول بولس: "كنا نكرز لكم بإنجيل الله.." (تسالونيكي (1) 3/9). أين هو إنجيل الله الذي يتحدث عنه بولس ؟! لم يقل إنجيل متّى أو لوقا أو مرقس أو يوحنا. بل قال إنجيل الله، أي الإنجيل الذي أنزله الله على عيسى. أين ذلك الإنجيل؟ ولماذا اختفى أو أحرق أو حُرِّف أو فقد ؟!!! لو بقي ذلك الإنجيل كما هو، كما أنزله الله على عيسى، دون زيادة أو نقصان أو تبديل، لاستراح كثيرون ولاهتدى كثيرون ولحقت دماء كثيرة. ولكن فقدان إنجيل عيسى له دلالة هامة هي أن الله لا يريده كتاباً نهائياً للناس كافة، لأنه لو أريد له ذلك لحفظه الله من الزوال. أما وقد زال وظهرت أناجيل عدة مختلفة متناقضة فالمعنى واضح وهو أن هذه الأناجيل ليست إنجيل عيسى ولا هي الكتاب الإلهي الختامي.

إدانة اليهود:

يقول بولس : "اليهود الذين قتلوا الرب يسوع وأنبياءَهم واضطهدونا نحن". (تسالونيكي (1) 2/15).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- هذا إقرار من بولس بأن اليهود هم الذين قتلوا عيسى. ورغم ذلك فإن الكنيسة تحت ضغط اليهود برَّأتهم من قتل المسيح!!! النص في كتابهم صريح يدين اليهود ورغم ذلك يعارضون كتابهم ويبرِّئون قتلة عيسى!!!

2- اليهود قتلوا عيسى حسب اعتقاد النصارى. ومع ذلك فلا أحد يحب اليهود أكثر من النصارى!! أليس هذا عجيباً؟! قوم يُقْتَل (ربُّهم) ومع ذلك يقعون في غرام قاتله!!!

3- كيف يُقتل الربّ؟! حتى ألهة اليونان الأسطورية لم تُقتل!! إن قتله يدل على أنه ليس رَبَّاً ؟!! لم نسمع بالرب يقتل قط. وما قُتِل ربٌّ قط إلاّ ربهم!!!

أشواق ومحبة:

يقول بولس: "أنتم مشتاقون أن ترونا كما نحن أيضاً ان نراكم". (تسالونيكي (1) 3/6). ويقول: "وأما المحبة الأخوية فلا حاجة لكم أن أكتب عنها". (تسالونيكي (1) 4/9).

هل أشواق بولس من الوحي أيضاً؟!! هل ينزل الوحي لتبليغ السلامات والأشواق وإرسالها من بولس إلى أهل تسالونيكي؟!!

عن رسالة بولس الثانية إلى أهل تسالونيكي:

رسالة من ثلاثة:

عنوان الرسالة الثانية إلى تسالونيكي يقول إنها "رسالة بولس". ولكن أول جملة فيها تقول "رسالة من بولس وسلوانس وتيموثاوس" (تسالونيكي (2) 1/1). العنوان يقول إنها من بولس ولكن الرسالة نفسها تقول إنها من ثلاثة أشخاص!! وهل نزل الوحي على الثلاثة معاً؟!! لم نسمع بوحي يخاطب ثلاثة معاً!!! كما أن سلوانس وتيموثاوس لم يدِّعيا أنهما يتلقيان الوحي من عيسى كما ادعى بولس!!!

عدل الله:

يقول بولس: "عادل عند الله أن الذين يضايقونكم يجازيهم ضيقاً… عند استعلان الرب يسوع… مع ملائكة قوته في نار لهيب معطياً نقمة للذين… لا يطيعون إنجيل ربنا يسوع المسيح، الذين سيعاقبون بهلاك أبدي". (تسالونيكي (2) 1/6-10).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- يقول بولس هنا إن الله هو الذي يجازي. صحيح. ولكن هذا يناقض قوله: "من يسوع المسيح تأخذون الميراث". (كولوسي 3/24).

2- يقول بولس إن الملائكة تخضع للمسيح. وهذا يناقض قول عيسى نفسه: "أتظنون أنني لا أستطيع الآن أن أطلب إلى أبي فيقدم لي أكثر من اثني عشر جيشاً من الملائكة". (متى 26/53). كلام عيسى يدل على أن الملائكة تخضع لله، وليس لعيسى.

3- يقول بولس إن العصاة يرمون في نار لهيب. ولكن هذا يناقض قوله عن المسيح إنه "أحياكم معه مسامحاً لكم بجميع الخطايا". (كولوسي 2/13). وإذا كان العصاة في النار، فما نفع الصلب إذاً؟!!!

4- يقول بولس إن العصاة في هلاك أبدي والهلاك معناه الموت. وهذا يناقض قوله إن العصاة في النار. هناك فرق بين النار والموت. النار تعني العذاب. والموت يعني الفناء.

عن رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس:

المخلِّص:

يقول بولس: "بحسب أمر الله مخلِّصاً" (تيموثاوس (1) 1/1). هنا الله هو المخلص. وهذا يناقض قوله "يسوع جاء إلى العالم ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا".(تيموثاوس (1) 1/15). هنا عيسى هو المخلص!!!

كما أن قوله إن عيسى جاء ليخلص الخطاة يناقض قوله إن الخطاة سيكونون "في نار لهيب" (تسالونيكي (2) 1/8). إذاً لم يخلصهم!! جاء ليخلص الخطاة، ولكنه لم يخلصهم إذ هم سيكونون في النار!!! فأي خلاص هذا؟!!

الوسيط:

كان عيسى عند بولس "الرب" و "المخلِّص". والآن صار مجرد "وسيط"!! يقول بولس: "يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع". (تيموثاوس (1) 2/5).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- لقد تراجعت مرتبة عيسى من (الرب) إلى (المخلص) ثم إلى (الوسيط). والرب لا يكون وسيطاً. لو كان عيسى إلهاً كما يزعمون لما كان وسيطاً!!! لو كان عيسى (المخلِّص) كما يقولون لما كان وسيطاً!!!

2- ولماذا الوسيط بين الله والناس؟! لم تذكر التوراة شيئاً عن الوسطاء بين الله والناس.

3- المسيح لم يبذل نفسه، بل حسب الأناجيل سيق إلى الصليب رغماً عنه!!!

4- لم يكن فداء المسيح لأجل الجميع. والدليل هو أن العصاة سيكونون في النار كما يقول بولس نفسه (تسالونيكي (2) 1/8). والدليل الآخر أن الفداء كان فقط عن الأجيال السابقة لصلب المسيح حسب قول بولس نفسه (رومية 3/25).

5- يقول بولس عن يسوع إنه الإنسان يسوع. صحيح. ولكن هذا يناقض قوله: "ربنا يسوع المسيح". (تيموثاوس (1) 1/1). كيف يكون الربَّ والإنسان في وقت واحد؟!!!

آدم بـريء:

يقول بولس: "آدم لم يُغْو لكن المرأة أُغْويت فحصلت في التعدي". (تيموثاوس (1) 2/14).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- ينفي بولس الغواية والخطية عن آدم. وهذا يدحض زعمهم عن الخطية الموروثة التي تبني عليها الكنيسة الصلب والفداء. فإذا كانت الخطية لم تقع باعتراف بولس، فكيف جاءت الخطية الموروثة ولماذا الفداء والصلب؟!!

2- إذا كانت خطية آدم قد سقطت حسب بولس، لأن حواء هي التي أغوته، فإن خطية حواء يجب أن تسقط أيضاً، لأن الحية هي التي أغوتها، بنفس المنطق، حسب التوراة (تكوين 3/10-12). ولكن بولس قصر الخطية على حواء!!! فهل الوحي يفرق بين المرأة والرجل ويتحيز للرجل ضد المرأة؟!!!

غير معرف يقول...

لباس الحشمة:

يشترط بولس على المرأة أن يكون لباسها لباس حشمة. جميل. ولكن ماهو هذا اللباس وماهي أوصافه وحدوده وشروطه؟ وكيف يكون اللباس محتشماً؟ وماذا يغطي أو يكشف ؟! لا جواب لا عند بولس ولا في الأناجيل. إن عدم تحديد اللباس المحتشم أفقد الأمر معناه، لأن تحديد شروط الحشمة تركت للاجتهاد الشخصي!!! وكانت النتيجة أن بعض النساء عندهم تكشف معظم جسدها وتعتبر نفسها محتشمة!!!

زواج الأسقف:

يشترط بولس أن يتزوج الأسقف امرأة واحدة وأن يكون غير مدمن على الخمر، إذ يقول: "يجب أن يكون الأسقف بلا لوم بعل امرأة واحدة… غير مدمن الخمر". (تيموثاوس (1) 3/2-3).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- يوجب بولس زواج الأسقف هنا. ولكن هذا يناقض قوله "حسن إذا لثبوا كما أنا (أي أعزب)" (كورنثوس (1) 7/8). ويناقض قوله "من لا يزوِّج يفعل أحسن). (كورنثوس (1) 7/38). هناك يرى بولس أن عدم الزواج أفضل. وهنا يوجب زواج الأسقف!!!

2- يحدد بولس الزواج بواحدة. من أين جاء بهذا التحديد ؟ موسى لم يحدد بواحدة وعيسى لم يحدد بواحدة. التوراة والأناجيل خالية من التحديد بواحدة. فمن أين اخترع بولس هذا التحديد؟!! من عنده طبعاً. وإذا طبقنا نظرية بولس في حصر الزواج بواحدة، فكيف سيحل لنا بولس مشكلة زيادة عدد النساء عن عدد الرجال في جميع بلدان العالم؟!! كيف سيحل بولس مشكلة الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً التي يزيد فيها عدد الإناث عن عدد الذكور بمقدار ثمانية ملايين أنثى؟!! كيف سيعالج بولس مشكلة مئات الملايين من النساء في العالم اللواتي يزدن عن عدد الذكور؟!!!!

مراؤون كاذبون:

يقول بولس: "يرتد قوم عن الإيمان… في رياء أقوال كاذبة… ما نعين عن الزواج". (تيموثاوس (1) 1-2).

يصف بولس الذين يمنعون الناس من الزواج بأنهم مراؤون كاذبون تابعون لتعاليم الشيطان. جميل. ولكن هذا يناقض قول بولس نفسه حين حثَّ الناس على عدم الزواج وقال من الأفضل للأرمل أو الأعزب ان يبقى أعزب مثله (كورنثوس (1) 7/8). وقال المنفصل لا يتزوج (كورنثوس (1) 7/27). وقال عدم التزويج أحسن من التزويج (كورنثوس (1) 7/38).

بولس يقول من يمنع الزواج فهو يتبع تعاليم الشيطان. ولكن بولس نفسه هو الذي نصح بالابتعاد عن الزواج!!! كيف يزعمون بولس والكنيسة أن كلام بولس وحي رغم كل هذه التناقضات؟!!!

اشكرتُمَّ كل:

يقول بولس مُديناً من يأمر بالامتناع عن أطعمة: "لأن كل خليقة الله جيدة ولا يُرْفَض شيء إذا أخذ مع الشكر". (تيموثاوس (1) 4/4). نلاحظ هنا ما يلي:

1- هنا بولس يبيح أكل كل شيء إذا أخذ مع الشكر. وهذا الشكر شرط جديد استحدثه بولس. فقد قال في (رومية 14/20): كل الأشياء طاهرة"، حيث لم يشترط الشكر.

2- قوله هذا يناقض قوله "حسن أن لا تأكل لحماً ولا تشرب خمراً". (رومية 14/21). فإذا كانت كل خليقة الله جيدة (كما يقول بولس) لماذا لم يستحسن بولس أكل اللحم وشرب الخمر؟!! حسب نظرية بولس، يمكنك أن تشرب أو تأكل أي شيء بشرط واحد هو أن تشكر. اشكر واشرب الخمور!!! اشكر وتناول المخدرات!!! (حسب نظرية بولس). أهذا ما قاله الوحي لبولس؟!!!

3- قول بولس يناقض تحريم المخنوق والدم ونجاسات الأصنام (أعمال 15/20).

لا يحب الماء:

يقول بولس: "لا تكن في ما بعد شرَّاب ماء بل استعمل خمراً قليلاً من أجل معدتك وأسفامك الكثيرة". (تيموثاوس (1) 5/23). نلاحظ هنا ما يلي:

1- لم نسمع معلماً أو نبياً أو طبيباً ينهى الناس عن شرب الماء. ولكن بولس ينهى الناس ويحذرهم من شرب الماء!!! أيّ وحي أخبره بهذا؟!!!

2- نُصْحه باستعمال الخمر يناقض قوله هو نفسه: "حسن أن لا تأكل لحماً ولا تشرب خمراً". (رومية 14/21). هنا الأفضل عدم شرب الخمر. وهناك الأفضل شرب الخمر. ومع ذلك يعتبرون كتابهم مقدساً!!! ويعتبرون رسائل بولس مقدسة!!! ما وجه التقديس فيها وهي متناقضة على هذا النحو المريع؟!!

رب الأرباب:

يقول بولس: "المسيح الذي سيبينه في أوقاته المباركُ العزيز الوحيدُ ملك الملوك ورب الأرباب الذي وحده له عدم الموت، ساكناً في نور لا يدنى منه، لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن يراه الذي لا الكرامة والقدرة الأبدية". (تيموثاوس (1) 6-15-16).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- يقول بولس عن الله إنه "الوحيد"، أي الواحد. وهذا صحيح. ولكنه يناقض قول الكنيسة بأن عيسى هو أيضاً إله بجانب الله!!! ويناقض قول الكنيسة وقول بولس نفسه بالتثليث!!!

2- يقول بولس عن الله إنه "رب الأرباب". صحيح. ولكن هذا يناقض قوله بأن عيسى هو الرب (تيموثاوس (1) 1/1). كيف يكون هناك ربَّان وبولس نفسه يقول إن الله واحد؟!!

3- يقول بولس إن الله لم يره أحد من الناس ولا يقدر أحد على رؤيته. هذا صحيح. ولكنه يناقض قول الكنيسة وبولس بأن الله حل في المسيح. فإذا كان الله في المسيح (حسب زعمهم) والمسيح رآه الناس، فقد رأى الناس الله!!! وإذا كان (حسب التثليث) عيسى هو الله أيضاً، فقد رأى الناس الله إذ رأوا عيسى (حسب زعمهم)!!!

بالنعمة أم بالعمل ؟

يقول بولس: "وأن يصنعوا صلاحاً وأن يكونوا أغنياء في أعمال صالحة… مدخرين لأنفسهم أساساً حسناً للمستقبل لكي يمسكوا بالحياة الأبدية…" (تيموثاوس (1) 6-18-19).

نلاحظ هنا أن بولس يرى أن الأعمال الصالحة هي طريق الخلاص وطريقة الجنة. ولكن هذا يناقض قول بولس: "البار بالإيمان يحيا". (غلاطية 3/11). ويناقض قوله: "الذي خلصنا… لا بمقتضى أعمالنا، بل بالقصد والنعمة". (تيموثاوس (2) 1/9).

بولس (في النص الأول) يرى ضرورة الأعمال الصالحة للخلاص. وفي النص الثاني يقول إن الحياة الأبدية بالإيمان. وفي النص الثالث ينفي أن الأعمال تخلص، ويقول إن الخلاص ليس بالإيمان، بل بالنعمة. ثلاثة نصوص متناقضة يقولها بولس نفسه!!! هذا هو بولس أبو النصرانية الحالية!!! كيف يهتدي الناس في ظل النصوص المتناقضة ؟!!! أعانهم الله.

عن رسالة بولس الثانية إلى تيموثاوس:

الخـلاص:

يقول بولس: "بحسب قوة الله الذي خلَّصنا". (تثموثاوس (2) 1/9). ولكن هذا يناقض قوله: "بظهور مخلصنا يسوع المسيح". (تيموثاوس (2) 1/10). هناك المخلص هو الله وهنا المخلص هو عيسى!!!

ويقول بولس "يسوع المسيح الذي أبطل الموت". (تيموثاوس (2) 1/10). قوله غير صحيح. لأن عيسى لم يبطل الموت. والدليل على ذلك أن عيسى نفسه قد مات (ولو لمدة ثلاثة أيام كما يعتقدون)، كما أن الناس كلهم سيموتون. عيسى لم يبطل الموت وكما يذكر بولس!! وإذا كان يقصد الخطايا والمعاصي، فالمعاصي لم تتوقف منذ خلق الله آدم واستمرت معاصي البشر قبل عيسى وأثناء حياته وبعده ولن تتوقف حتى قيام الساعة.

الابن الحبيب:

يقول بولس: "إلى تيموثاوس الابن الحبيب". (تيموثاوس (2) 1/2). إن تيموثاوس ليس ابناً لبولس. لأن بولس لم يتزوج. إنه ابنه، أي تلميذه. إن استعمال (ابن) للتحبب شائع في كل اللغات وكل الشعوب منذ القديم. فالمعلم يقول لتلميذه (ابني). والكبير يعتبر الصغير (ابنه). والطبيب يعتبر الصبي المريض (ابنه). والحاكم يعتبر الشعب (أبناءَه). والواعظ يعتبر الموعظين (أبناءَه). ولكن الكنيسة لا تريد إلاّ أن تصر وتجعل عيسى ابناً حقيقياً لله، أي إلهاً، لأن ابن الله سيكون مثله إلهاً!!! وهنا تحولت الوحدانية إلى شرك، وصار الله اثنين، ثم جعلوه ثلاثة!!! والله يقول إنه واحد أحد حتى في أناجيلهم. ومع ذلك استحدثوا له مساعداً (إلهاً آخر هو ابنه)!! ثم استحدثوا لله مساعداً ثانياً (إلهاً آخر هو الروح القدس)!!! ومرة يدعون الله، ومرة يدعون عيسى، ومرة يدعون الروح القدس، ومرة يقولون الآب والابن. ومرة يقولون عن الله (الرب) ثم يقولون عن عيسى هو (الرب). ومرة الله هو المخلِّص، ومرة عيسى هو المخلص. ومرة الله هو المجازي، ومرة عيسى هو المجازي. ومرة يقولون إن الله لا يموت، ثم نفاجأ بأنه مات لمدة ثلاثة أيام!!! ومرة يقولون الله لا يُرى، ثم نفاجأ بأنه يُرى على شكل عيسى!! ومرة يقولون العاصي له موت أبدي، ثم نفاجأ بأن الحياة الأبدية للأبرار فقط، ثم نجد الأشرار أحياء أيضاً (في النار)!!

ومرة يقولون الخلاص بالإيمان فقط، ومرة بالأعمال فقط، ومرة بالإيمان والمحبة فقطن ومرة بالنعمة فقط!!

ومرة يقولون صلب عيسى كان عن ضعف منه، ومرة هو سلَّم نفسه، ومرة قدَّمه الله!! ومرة يقولون صلْب عيسى خلَّص البشر وافتداهم، ومرة يقولون صلبه خلَّص الخطايا السالفة فقط، ومرة يقولون صلبه يخلص من يؤمن به فقط.

لا تكاد تجد جملة واحدة تتفق عليها الأناجيل الأربعة. ثم جاء بولس وزاد الطين بلة فازداد التناقض!! وكان الله في عون من يريد الهداية.

الارتداد:

يقول بولس: "جميع الذين في آسيا ارتدوا عني". (تيموثاوس (2) 1/15).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- إذا كان بولس يُوحى إليه (حسب زعمه)، فلماذا ارتد عنه جميع من في آسيا؟!! لأنه دمَّر تعاليم المسيح تماماً وخاصة عقيدة التوحيد. جعل بولس الله ثلاثة خلافاً لتعاليم جميع الأنبياء. ومع ذلك رحبت الكنيسة (بالثلاثة) ورفضت (الواحد)!!!

2- يقول بولس: "في احتجاجي الأول لم يحضر أحد معي بل الجميع تركوني". (تيموثاوس 4/15). لماذا تركه الجميع ؟ لأنه يزعم أنه يتلقى الوحي من عيسى. عيسى نفسه كان بحاجة إلى وحي فكيف يرسل هو وحياً؟!! كان بولس يدمر النصرانية بقسوة بالغة باسم المسيح زاعماً أنه يتلقى الوحي منه. ولقد انطلى زعمه على البعض، وخاصة في أوروبا، وخاصة بعد أن يتلقى الوحي منه. ولقد انطلى زعمه على البعض، وخاصة في أوروبا، وخاصة بعد أن عَدَّل لهم، تعاليم المسيح وقدَّم لهم ديناً يمكن أن نسميه "دين بولس". إن نصرانية الغرب الحالية ضئيلة الصلة بنصرانية عيسى. إنها الديانة البوليسية (نسبة إلى بولس)، إذ جاز هذا اللفظ.

3- لم ير بولس عيسى قط. ومع ذلك يقول "بحسب إنجيلي".(تيموثاوس (2) 2/8). أيُّ إنجيل ذاك؟! وأين هو إنجيل بولس؟!! وكيف قبلت الكنيسة رسائله ولم تقبل إنجيله؟!! ألغاز في ألغاز. أسئلة لا تجد لها جواباً!!

عن رسالة بولس إلى تيطس:

يلاحظ في رسالة بولس إلى تيطس عدة ملاحظات منها:

1- يقول بولس: "بولس عبدالله…" (تيطس 1/1). وهذا صحيح. ولكنه يناقض قوله: "بولس عبد ليسوع المسيح.." (رومية 1/1). هناك بولس عبدالله وهنا بولس عبد للمسيح!!

2- يقول بولس: "بحسب أمر مخلِّصاً الله" (تيطس 1/3). وهذا يناقض قوله نفسه "يسوع المسيح مخلصنا" (تيطس 1/4). هناك المخلص هو الله وهنا المخلص هو يسوع!!!

3- يقول بولس: "الكريتيون (أي أهل كريت) دائماً كذابون وحوش ردية بطون بطالة. لهذا السبب وبخْهم بصرامة.." (تيطس 1/12-13). هل يجوز شتم سكان جزيرة كاملة على هذا النحو؟! كما أنه ليس من المعقول أن يكونوا دائماً كذابين كما يقول عنهم. ولو قرأ أهل كريت ما قال عنهم بولس لما تنصروا!! كما أن قوله بتوبيخ أهل كريت بصرامة وذمه لهم يناقض قوله هو نفسه "لا يطعنوا في أحد ويكونوا غير مخامصين حلماء مظهرين كل وداعة لجميع الناس". (تيطس 3/2). الذم والتوبيخ يتناقض مع عدم الطعن والوداعة!!

4- ويقول بولس: "كل شيء طاهر للطاهرين وأما النجسين وغير المؤمنين فليس شيء طاهراً". (تيطس 1/15). قوله هذا يناقض التوراة ويناقض ما أقره عيسى وينقض أعمال 15/20 حيث تحريم المخنوق والدم وما ذبح للأصنام. كما أن قوله جعل الشيء طاهراً أو نجساً حسب الآكل لا حسب المأكول. وبهذه الطريقة أباح بولس كل الأطعمة والأشربة!!

5- ويقول بولس: "ذكِّرْهم أن يخضعوا للرياسات والسلاطين.." (تيطس 3/1). هذا يناقض قوله "مصارعتنا ليست مع لحم ودم بل مع الرؤساء مع السلاطين." (أفسس 6/12). هناك اخضعوا للسلاطين وهنا صارعوهم!!!

6- ويقول بولس: "مخلصنا الله وإحسانه لا بالأعمال في بر علمناه نحن بل بمقتضى رحمته خلَّصنا.." (تيطس 3/4-5). يقول إن الله هو المخلص، وهذا يناقض قوله إن يسوع هو المخلص (تيطس 2/13). ويقول إن الخلاص ليس بالأعمال بل برحمة الله، وهذا يناقض قوله نفسه "الخلاص بالإيمان الذي في المسيح" (تيموثاوس (2) 3/15). هناك الخلاص برحمة الله وهنا بالإيمان!! وإذا كان الخلاص برحمة الله فلماذا الصلب إذاً؟!!

غير معرف يقول...

عن رسالة بولس إلى فيلمون:

يلاحظ في هذه الرسالة ما يلي:

1- يقول بولس: "سلام الله والرب يسوع". (فيلمون 1/3). لماذا لم يذكر ثالث الثالوث "الروح القدس"؟!! إذا كان الروح ثالث الثالوث فلماذا لا ذكر له؟!!

2- يقول بولس مرسلاً سلاماً ومحبة إلى امرأة "وإلى أبفية المحبوبة". (فيلمون 1/2). ولماذا السلام والأشواق إلى امرأة؟! هذا يناقض قول بولس: "ملازمات بيوتهن". (تيطس 2/5) آمراً النساء بملازمة بيوتهن!!

3- يقول بولس "نعمة ربنا يسوع" (فيلمون 1/35). هذا يناقض قوله نفسه "نعمة وسلام من الله والرب يسوع" (فيلمون 1/3). هناك النعمة من الله وعيسى وهنا من عيسى وحده!!! والصحيح أن النعمة من الله وحده، فهو الخالق وهو المنعم.

عن رسالة بولس إلى العبرانيين:

يلاحظ في هذه الرسالة ما يلي:

1- يقول بولس: "أنا اليوم ولدتُك". (عبرانيين 1/5)، من قول الله لعيسى. إن عيسى مولود، وهذا صواب. ولكن هذا يناقض قول بولس "ربنا يسوع". (فيلمون 1/25). إذ كيف يكون عيسى مولوداً وربَّاً في الوقت ذاته؟!!

2- يقول بولس: "أخضع (أي الله) الكل له (أي لعيسى)." (عبرانيين 2/8). وهذا يناقض قول بولس "لسنا نرى الكل بعد مخضعاً له" (عبرانيين 2/8). تناقض في الجملة الواحدة!!

3- يقول بولس على لسان عيسى: "في وسط الكنيسة أسبحك". (عبرانيين 2/12). عيسى يسبح الله. هذا هو النص هنا. إذا كان عيسى نفسه يسبح الله، فكل شيء خاضع لله وليس لعيسى. وإذا كان عيسى يسبح الله فكيف يكون عيسى رباً؟!! تسبيح عيسى لله يتناقض مع الزعم بربوبية عيسى.

4- ويقول بولس: "استراح الله في اليوم السابع من جميع أعمال". (عبرانيين 4/4). قوله يناقض كمال الله وقدرته. فليس الله إنساناص ليعيا ثم يستريح.

5- يقول بولس: "وإذ كمل صار لجميع الذين يطيعونه سبب خلاص أبدي". (عبرانيين 5/9). الطاعة تعني الأعمال الصالحة. وهذا يناقض قول بولس: "لطف مخلصنا الله لا بأعمال بر عملناها بل بمقتضى رحمته". (تيطس 3/5). مرة يقول الخلاص بالطاعة ومرة بالرحمة!!

6- ويقول بولس: "فإنه يصير إبطال الوصية السابقة من أجل ضعفها وعدم نفعها…. قد صار يسوع ضامناً لعهد أفضل". (عبرانيين 7/18-22). هنا ألغى بولس الوصية السابقة، أي شريعة موسى، واكتفى بتعاليم عيسى وعهدها الأفضل (حسب قوله). إلغاء بولس لتلك الشريعة يناقض قول عيسى نفسه "لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل". (متى 5/17). ولكن بولس لم يحفظ عهد عيسى فألغى معظم ما جاء به عيسى، ووضع بولس عهد بولس مكان عهد عيسى.

7- يقول بولس: "لأجل هذا هو (أي عيسى) وسيط عهد جديد". (عبرانيين 9/15). مرة يجعله وسيطاً ومرة يجعله رباً!! الرب لا يكون وسيطاً، بل صاحب الكلمة العليا.

8- يقول بولس: "لا يمكن أن دم ثيران وتيوس يرفع خطايا". (عبرانيين 10/4). ويقول: "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة". (عبرانيين 9/22). فإذا كان الدم شرطاً للمغفرة وإذا كان دم التيوس لا ينفع للمغفرة، فهذا يعني (حسب بولس) أنه لم يبق لحصول المغفرة إلاّ سفك دم البشر!!!! وعلى هذا فصلب عيسى كان دون فائدة لأن دمه لم يُسْفك!!

9- يقول بولس: "حتى يوضع أعداؤه (أي أعداء عيسى) موطئاً لقدميه". (عبرانيين 10/13). هذا يتناقض مع قول عيسى نفسه: "أحبوا أعداءَكم باركوا لاعنيكم". (متى 5/44). كيف يحب أعداءَه ويدوسهم بقدميه؟!!

10- يقول بولس: "قَدَّم إبراهيمُ إسحاقَ… وحيده". (عبرانيين 11/17). وهذا خطأ لأن إسحاق لم يكن قط وحيد إبراهيم، حيث إن إسماعيل كان الابن الوحيد لإبراهيم لمدة أربع عشرة سنة قبل ميلاد إسحاق. فالوحيد هو إسماعيل وليس إسحاق.

11- يقول بولس: "إسحاق بارك يعقوب وعيسو". (عبرانيين 11/20). هذا يناقض قول بولس "عيسو… لما أراد أن يرث البركة رُفض…" (عبرانيين 12/17). هناك عيسو لم يبارك!! كما أن مباركة عيسو تناقض نصوص التوراة في (تكوين 27).

12- يقول بولس: "ليكن الزواج مكرَّماً عند كل واحد". (عبرانيين 13/4). أمره بتكريم الزواج يتناقض مع حثه على عدم الزواج وقوله "من لا يزوج يفعل أحسن". (كورنثوس (1) 7/38).

13- يقول بولس: "لنخرج إذاً إليه خارج المحلة حاملين عاره (أي عار عيسى)." (عبرانيين 13/13). وكيف يكون للمسيح عار؟ وماهو عار المسيح ؟ وكيف يكون رَبَّاً وذا عار أيضاً؟!!

غير معرف يقول...

ة):
كان عيسى يعمل بناموس موسى عليهما السلام ، وكان اليهود يستفتونه ويختبرونه فى الناموس ، بل كان يُعلِّم أتباع موسى عليه السلام الناموس داخل معبدهم ، فقد كان هو الذى يقوم بتدريس التوراة لليهود كافة من رؤساء الكهنة والكتبة والفريسيين إلى عامة الشعب. فمن المستحيل أن يأتى بدين جديد ، ثم يذهب إلى أماكن العبادة الخاصة بأتباع دين آخر لينشر دعوته هناك.
ألم يأمر من سأله عما يفعل ليرث الخلود فى الجنَّةU بالإلتزام بالناموس قائلاً:
(34أَمَّا الْفَرِّيسِيُّونَ فَلَمَّا سَمِعُوا أَنَّهُ أَبْكَمَ الصَّدُّوقِيِّينَ اجْتَمَعُوا مَعاً 35وَسَأَلَهُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَهُوَ نَامُوسِيٌّ لِيُجَرِّبَهُ: 36«يَا مُعَلِّمُ أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ الْعُظْمَى فِي النَّامُوسِ؟» 37فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. 38هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى. 39وَالثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. 40بِهَاتَيْنِ الْوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ النَّامُوسُ كُلُّهُ وَالأَنْبِيَاءُ».) متى 22: 34-40
وها هو هنا يشتمU الكتبة والفريسيين ويتهمهم بالنفاق والرياء دفاعاً عن الناموس:
(23وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هَذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ.) متى 23: 23
وكان يُعلِّم جميع الشعب اليهودىU الشريعة والناموس ، إذ لا يُعقل أن يأتى صاحب ديانة أخرى ويدرسها فى مكان العبادة الخاصة بطائفة أخرى غير طائفته:
(2ثُمَّ حَضَرَ أَيْضاً إِلَى الْهَيْكَلِ فِي الصُّبْحِ وَجَاءَ إِلَيْهِ جَمِيعُ الشَّعْبِ فَجَلَسَ يُعَلِّمُهُمْ. 3وَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِي زِناً. وَلَمَّا أَقَامُوهَا فِي الْوَسَطِ 4قَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ هَذِهِ الْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْلِ 5وَمُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هَذِهِ تُرْجَمُ. فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟» 6قَالُوا هَذَا لِيُجَرِّبُوهُ لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ.) يوحنا 8: 2-6
ولم يجدوا ما يتهمونه به ، إذاً فقد كان حافظاً للناموس متبعاً له.
وكذلك التزمت أمه مريم البتول بالناموس:U
(22وَلَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا حَسَبَ شَرِيعَةِ مُوسَى صَعِدُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُقَدِّمُوهُ لِلرَّبِّ 23كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ: أَنَّ كُلَّ ذَكَرٍ فَاتِحَ رَحِمٍ يُدْعَى قُدُّوساً لِلرَّبِّ. 24وَلِكَيْ يُقَدِّمُوا ذَبِيحَةً كَمَا قِيلَ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ زَوْجَ يَمَامٍ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ.) لوقا 2: 22-24
وأمر من أتى ليجربه أنU يتبع ما هو مكتوب فى الناموس:
(25وَإِذَا نَامُوسِيٌّ قَامَ يُجَرِّبُهُ قَائِلاً: «يَا مُعَلِّمُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 26فَقَالَ لَهُ: «مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ. كَيْفَ تَقْرَأُ؟» 27فَأَجَابَ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ». 28فَقَالَ لَهُ: «بِالصَّوَابِ أَجَبْتَ. اِفْعَلْ هَذَا فَتَحْيَا».) لوقا 10: 25-28
وأمر الرجل الأبرص أن يتطهَّر على شريعةU موسى:
(12وَكَانَ فِي إِحْدَى الْمُدُنِ. فَإِذَا رَجُلٌ مَمْلُوءٌ بَرَصاً. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ خَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَطَلَبَ إِلَيْهِ قَائِلاً: «يَا سَيِّدُ إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي». 13فَمَدَّ يَدَهُ وَلَمَسَهُ قَائِلاً: «أُرِيدُ فَاطْهُرْ». وَلِلْوَقْتِ ذَهَبَ عَنْهُ الْبَرَصُ. 14فَأَوْصَاهُ أَنْ لاَ يَقُولَ لأَحَدٍ. بَلِ «امْضِ وَأَرِ نَفْسَكَ لِلْكَاهِنِ وَقَدِّمْ عَنْ تَطْهِيرِكَ كَمَا أَمَرَ مُوسَى شَهَادَةً لَهُمْ») لوقا 5: 12-14
وأكد صراحة أنه لم يأت إلا متبعاً للناموس:U
(17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 17-19
يقول كتاب التفسير الحديث للكتاب المقدس (إنجيل متى) بقلم ر. ت. فرانس (صفحة 117): إن معنى كلمة plerosia (يكمل) الناموس أى (أنجز أو حقق أو أطاع أو أظهر المعنى الكامل للناموس. ومعنى ذلك أن عيسى عليه السلام لم يأت بتشريع جديد ، وأنه جاء مفسراً للناموس ، شارحاً له ، متبعاً تعاليمه ، مطيعاً لها.
وقال يعقوب رئيس الحواريين من بعده:U
(10لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِماً فِي الْكُلِّ. 11لأَنَّ الَّذِي قَالَ: «لاَ تَزْنِ» قَالَ أَيْضاً: «لاَ تَقْتُلْ». فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلَكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّياً النَّامُوسَ.) يعقوب 2: 10-11
كذلك لفظ معلم الذى كان ينادى به ، وطالبU أتباعه أن يُنادوه به فهو نفس اللفظ الذى اتخذه أبناء هارون بنى لاوى ، الذين كانوا مخصصين لتدريس الدين ولشرح العقيدة فى المعبد. فهو إذن كان ملتزم بالناموس والشريعة لأنه كان شارحاً لها: (8وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ تُدْعَوْا سَيِّدِي لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ وَأَنْتُمْ جَمِيعاً إِخْوَةٌ. 9وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَباً عَلَى الأَرْضِ لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 10وَلاَ تُدْعَوْا مُعَلِّمِينَ لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ.) متى 23: 8-10
كذلك قميصه غير المخاط المذكور عند يوحنا لم يكن يلبسه إلا الكهنةU اللاويّون الذين كانوا يدرسون الشريعة والناموس فى المعبد:
(23ثُمَّ إِنَّ الْعَسْكَرَ لَمَّا كَانُوا قَدْ صَلَبُوا يَسُوعَ أَخَذُوا ثِيَابَهُ وَجَعَلُوهَا أَرْبَعَةَ أَقْسَامٍ لِكُلِّ عَسْكَرِيٍّ قِسْماً. وَأَخَذُوا الْقَمِيصَ أَيْضاً. وَكَانَ الْقَمِيصُ بِغَيْرِ خِيَاطَةٍ مَنْسُوجاً كُلُّهُ مِنْ فَوْقُ.) يوحنا 19: 23
وكذلك مناداة مريم له بكلمة (ربونى) ، فلم يأخذ هذا الإسم إلاU اللاويون:
(16قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا مَرْيَمُ!» فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالَتْ لَهُ: «رَبُّونِي» الَّذِي تَفْسِيرُهُ يَا مُعَلِّمُ.) يوحنا 20: 16
بل لعن من لا يفهم الناموس:U
(49وَلَكِنَّ هَذَا الشَّعْبَ الَّذِي لاَ يَفْهَمُ النَّامُوسَ هُوَ مَلْعُونٌ».) يوحنا 7: 49
ألم يسأله أحدU الناس أن يُقسِّم الميراث بينه وبين أخيه (تبعاً للشريعة الموسوية)؟
ألمU يطالبه اليهود برجم المرأة (تبعاً للشريعة الموسوية) التى ادعوا عليها الزنى؟
ألم يحتفل عيسى عليه السلام بعيد الفصح (تبعاً للشريعةU الموسوية)؟
ملاك الرب يسب امرأةويسميها (الشرّ):
(وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8فَقَالَ: [هَذِهِ هِيَ الشَّرُّ]. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا.) زكريا 5: 8
من البديهى أن ملاك الرب لا يتحرك بدافع من نفسه ، بل هو رسول من عند الله ، ينفذ رغبة الله ، ويبلغ رسالته. فتُرى مَن الذى أرسل ملاك الرب ليصف المرأة بالشر نفسه؟ وهل بعد ذلك تبقى للمرأة كرامة إذا كان رب العزِّة سبها ووصفها بالشر نفسه؟ وماذا تنتظر من عباد الله المؤمنين أن يكون موقفهم حيال المرأة التى وصفها الرب وملاكه بالشر ، كما وصفها الكتاب من بعد أنه سبب الخطية ، وسبب خروج البشر من الجنة ، وسبب شقاء البشرية جمعاء ، وحليف الشيطان الأول ضد البشرية ، وسبب قتل الإله؟
(كما خدعت الحيَّةُ حواءَ بمكرها) كورنثوس الثانية 11: 3
(وآدم لم يُغْوَ لكنَّ المرأة أُغوِيَت فحصلت فى التعدى) تيموثاوس الأولى 2: 14
(بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12
(18فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ) رومية 5: 18
(وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا) هكذا يعذِّب الرب المرأة ، فقط لأنها أنثى! يا لها من دعوة لاحترام المرأة ، ودورها فى الحياة!
الكتاب المقدس يفرض على المرأة أن تتزوج أخى زوجها إذا مات زوجها وتُكتب الأولاد باسم أخى زوجها:
(5«إِذَا سَكَنَ إِخْوَةٌ مَعاً وَمَاتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَليْسَ لهُ ابْنٌ فَلا تَصِرِ امْرَأَةُ المَيِّتِ إِلى خَارِجٍ لِرَجُلٍ أَجْنَبِيٍّ. أَخُو زَوْجِهَا يَدْخُلُ عَليْهَا وَيَتَّخِذُهَا لِنَفْسِهِ زَوْجَةً وَيَقُومُ لهَا بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. 6وَالبِكْرُ الذِي تَلِدُهُ يَقُومُ بِاسْمِ أَخِيهِ المَيِّتِ لِئَلا يُمْحَى اسْمُهُ مِنْ إِسْرَائِيل. 7«وَإِنْ لمْ يَرْضَ الرَّجُلُ أَنْ يَأْخُذَ امْرَأَةَ أَخِيهِ تَصْعَدُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِلى البَابِ إِلى الشُّيُوخِ وَتَقُولُ: قَدْ أَبَى أَخُو زَوْجِي أَنْ يُقِيمَ لأَخِيهِ اسْماً فِي إِسْرَائِيل. لمْ يَشَأْ أَنْ يَقُومَ لِي بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. 8فَيَدْعُوهُ شُيُوخُ مَدِينَتِهِ وَيَتَكَلمُونَ مَعَهُ. فَإِنْ أَصَرَّ وَقَال: لا أَرْضَى أَنْ أَتَّخِذَهَا 9تَتَقَدَّمُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِليْهِ أَمَامَ أَعْيُنِ الشُّيُوخِ وَتَخْلعُ نَعْلهُ مِنْ رِجْلِهِ وَتَبْصُقُ فِي وَجْهِهِ وَتَقُولُ: هَكَذَا يُفْعَلُ بِالرَّجُلِ الذِي لا يَبْنِي بَيْتَ أَخِيهِ. 10فَيُدْعَى اسْمُهُ فِي إِسْرَائِيل «بَيْتَ مَخْلُوعِ النَّعْلِ».) (تثنية 25: 5-10)
وبسبب كل هذه النصوص ، وهذا الفهم الخاطىء، اعتبروا المرأة مسئولة عن هذا كله، فلولا المرأة ماخرج آدم من الجنة ، فقرروا:
أن الزواج دنس يجبç الابتعاد عنه
وأن الأعزب أكرم عند الله من المتزوجç
وأن السمو فى علاقةç الإنسان بربه لا يتحقق إلا بالبعد عن الزواج.
وأن الحمل والولادة ، والشهوة ،ç واشتياق الرجل لإمرأته ، واشتياق المرأة لزوجها من الآثام، التى جلبت على المرأة الويل والعار على مدى التاريخ كله ، وهى عقوبة الرب لحواء على خطيئتها الأزلية.
وأعلنوا أنها باب الشيطان.ç
لذلك سأهتم هنا بذكر ما يتعلق بالجنس والمرأة والزواج بين آباء الكنيسة ومفكرى الغرب المتأثرين بتعاليم الكتاب المقدس والكنيسة:
فبالنسبة للجسد:
كان الجسد شراً ، فقد كان القديس امبروز (أسقف ميلانو فى القرن الرابع) يعظ فى أمر الروح كنقيض للجسد الذى هو شر. ولقد كانت تلك الفكرة مصدر إلهام لتلميذه الكبير القديس أوغسطين ، الذى أصبح فيما بعد أسقفاً لمدينة هبو فى شمال أفريقيا. فلقد كتب امبروز يقول: (فكر فى الروح بعد أن تكون قد تحررت من الجسد ، ونبذت الانغماس فى الشهوات ومتع اللذات الجسدية ، وتخلصت من اهتمامها بهذه الحياة الدنيوية).
فالنسبة لأمبروز كان الجسد مجرد خرقة بالية ملطخة بالأقذار ، تُطرَح جانباً عندما يتحد الانسان بالله الروحانى بالكلية. لقد كان أوغسطين يردد هذه الفكرة باستمرار ، فكم صلى قائلاً: (آه! خذ منى هذا الجسد ، وعندئذ أبارك الرب).
وفى سير حياة القديسين المسيحيين الكبار نجد مثل هذا الارتياب فى الجسد. لقد اعتاد فرانسيس الأسيزى أن ينادى جسده قائلاً: (أخى الحمار)! كما لو كان الجسد مجرد بهيمة غبية شهوانية ، تستخدم لحمل الأثقال ، وكثيرا ما كان القديسون يتعهدون أجسادهم باعتداء يومى من أجل إماتتها بالتعذيب الذاتى بطرق تقشعر من هولها
الأبدان. (تعدد نساء الأنبياء ومكانة المرأة ص 225)
ومن الرهبان من قضى حياته عارياً ، ومنهم من كان يمشى على يديه ورجليه كالأنعام ، ومنهم من كان يعتبر طهارة الجسم منافية لطهارة الروح. وكان أتقى الرهبان عندهم أكثرهم نجاسة وقذارة. حتى أن أحدهم يتباهى بأنه لم يقترف إثم غسل الرجلين طول عمره. وآخر يقسم أن الماء لم يمس وجهه ولا يديه ولا رجليه مدى خمسين عاماً ، وكان الكثير منهم لا يسكنون إلا فى المقابر والآبار المنزوحة والمغارات والكهوف.
وقد روى بعض المؤرخين من ذلك العجائب:
فذكروا أن الراهب (مكاريوس) نام فى مستنقع آسن ستة أشهر ، ليعرض جسمه للدغ البعوض والذباب والحشرات ، وكان يحمل دائماً قنطاراً من الحديد.
وكان آخر يحمل قنطارين من الحديد ، وهو مقيم فى بئر مهجورة مدة ثلاثة أعوام قائماً على رجل واحدة ، فإذا أنهكه التعب أسند ظهره إلى صخرة. (نقلاً عن معاول الهدم والتدمير فى النصرانية والتبشير صفحة 71-72)
لا بد أن تتخلص المرأة فى المسيحية من أنوثتها ليتم خلاصها فى الآخرة:
يقول اللواء أحمد عبد الوهاب: (على الرغم من أن الكنيسة فى الغرب قد لا تسمح لعذاراها بالقيام بأعمال الرجال ، فقد كان اللاهوتيون واضحين فى أن العذراء البتول قد أصبحت رجلاً شرفياً. لقد كتب جيروم يقول: "بما أن المرأة خُلِقَت للولادة والأطفال ، فهى تختلف عن الرجل ، كما يختلف الجسد عن الروح. ولكن عندما ترغب المرأة فى خدمة المسيح أكثر من العالم ، فعندئذ سوف تكف عن أن تكون امرأة ، وستسمى رجلاً" (تعليق جيروم على رسالة بولس إلى أهل أفسس)
وقد قرأنا أيضاً ما قاله القديس امبروز (أسقف ميلانو فى القرن الرابع) فهو يعتبر أن (الروح نقيض للجسد) وأن (الجسد شر).
ويطالب امبروز بالتخلص من الجسد لسمو الروح: (فكر فى الروح بعد أن تكون قد تحررت من الجسد).
الأمر الذى جعلهم يتخلصون من المرأة ، لأنها الجسد الشرير ، ومصدر متاعب الحياة وغضب الرب: لذلك "تشكل مجلس اجتماعى فى بريطانيا فى عام 1500 لتعذيب النساء ، وابتدع وسائل جديدة لتعذيبهن ، وقد أحرق الألاف منهن أحياء ، وكانوا يصبون الزيت المغلى على أجسامهن لمجرد التسلية "
ولذلك: (ظلت النساء طبقاً للقانون الإنجليزى العام ـ حتى منتصف القرن التاسع عشر تقريباً ـ غير معدودات من "الأشخاص" أو "المواطنين" ، الذين اصطلح القانون على تسميتهم بهذا الاسم ، لذلك لم يكن لهن حقوق شخصية ، ولا حق فى الأموال التى يكتسبنها ، ولا حق فى ملكية شىء حتى الملابس التى كنَّ يلبسنها.)
ولذلك: (نص القانون المدنى الفرنسى (بعد الثورة الفرنسية) على أن القاصرين هم الصبى والمجنون والمرأة ، حتى عُدِّلَ عام 1938 ، ولا تزال فيه بعض القيود على تصرفات المرأة المتزوجة.) (عودة الحجاب الجزء الثانى ص 46)
ولذلك: كان شائعاً فى بريطانيا حتى نهاية القرن العاشر قانون يعطى الزوج حق بيع زوجته وإعارتها بل وفى قتلها إذا أصيبت بمرض عضال"
ولذلك: (إن القانون الإنجليزى عام 1801 م وحتى عام 1805 حدد ثمن الزوجة بستة بنسات بشرط أن يتم البيع بموافقة الزوجة)
لذلك: أعلن البابا (اينوسنسيوس الثامن) فى براءة (1484) أن الكائن البشرى والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين "
لذلك: قال شوبنهاور (المرأة حيوان ، يجب أن يضربه الرجل ويطعمه ويسجنه)
لذلك قال لوثر: (المرأة كمسمار يُدَّق فى الحائط)
لذلك قال أرسطو: (الذكر هو الأنموذج أو المعيار ، وكل امرأة إنما هى رجل معيب)
لذلك قال الفيلسوف نتشه: (إنها ليست أهلاً للصداقة ، فما هى إلا هرَّة ، وقد تكون عصفوراً ، وإذا هى ارتقت أصبحت بقرة ـ وقلب المرأة عنده مكمن الشر ، وهى لغز يصعب حله ، ويُنصَحُ الرجل بألا ينسى السوط إذا ذهب إلى النساء).
لذلك قال لوثر: (إذا تعبت النساء ، أو حتى ماتت ، فكل ذلك لا يهم ، دعهن يمتن
فى عملية الولادة ، فلقد خلقن من أجل ذلك) (تعدد نساء الأنبياء ص 235)
لذلك قال جيروم ممتهنا المرأة وحقوقها: (إذا امتنعنا عن الاتصال الجنسى فإننا نكرم زوجاتنا ، أما إذا لم نمتنع: حسناً فما هو نقيض التكريم سوى الإهانة)
ومن عجب العجاب أن تسمع لليوم عن رجال فى أمريكا وفرنسا يقومون بتبادل الزوجات ، كما لو كانت المرأة عندهم من الدواب!
وبالنسبة للجنس:
تقول الكاتبة كارين أرمسترونج: (فى القرن الثالث عشر الميلادى قال الفيلسوف اللاهوتى القديس توما الاكوينى ، الذى ساد الفكر الكاثوليكى حتى عهد قريب ، أن الجنس كان دائماً شراً .. .. وعلى أى حال ، فإن هذا الموقف السلبى لم يكن محصوراً فى الكاثوليك ، فلقد كان لوثر وكالفين متأثرين إلى أقصى حد بآراء أوغسطين ، وحملا مواقفه السلبية تجاه الجنس والزواج إلى قلب حركة الإصلاح الدينى مباشرة. لقد كره لوثر الجنس بشكل خاص ، على الرغم من أنه قد تزوج ومحا البتولية فى حركته المسيحية. لقد كان يرى أن كل ما يستطيع الزواج عمله هو أن يقدم علاجاً متواضعاً لشهوة الانسان التى لا يمكن السيطرة عليها. فكم صرخ قائلاً: (كم هو شىء مرعب وأحمق تلك الخطيئة! إن الشهوة هى الشىء الوحيد الذى لا يمكن شفاؤه بأى دواء ، ولو كان حتى الزواج الذى رُسِمِ لنا خصيصاً من أجل هذه النقيصة التى تكمن فى طبيعتنا.) (تعدد نساء الأنبياء ومكانة المرأة ص 226)
(لقد سلم أوغسطين [القرن الرابع الميلادى] إلى الغرب تراث الخوف من الخطيئة ، كقوة لا يمكن السيطرة عليها ، فهناك فى لب كل تشكيل للعقيدة ، توجد المرأة حواء ، سبب كل هذه التعاسة ، وكل هذا الثقل من الذنب والشر ، وكل الانغماس البشرى فى الخطيئة. لقد ارتبطت الخطيئة والجنس والمرأة معاً فى ثالوث غير مقدس. فبالنسبة لذكر متبتل مثل أوغسطين ، لا يمكن فصل هذه العناصر الثلاثة. وفى الغرب بقيت المرأة هى حواء إلى الأبد ، هى إغراء الرجل إلى قدره المشئوم. بل إن إنجاب الأولاد الذى تعتبره ثقافات أخرى فخر المرأة الرئيسى وينبوع القدرات التى تمتلكها ، نجده فى المسيحية قد غلفه الشر باعتباره الوسيلة التى تنتقل بها الخطيئة)
(ويقول القديس جيروم: (إذا امتنعنا عن الاتصال الجنسى ، فإننا نكرم زوجاتنا. أما إذا لم نمتنع: حسناً! فما هو نقيض التكريم سوى الإهانة)
وتواصل الراهبة كارين أرمسترونج: (إن المسيحية خلقت أتعس جو جنسى فى أوروبا وأمريكا بدرجة قد تصيب بالدهشة كلا من يسوع والقديس بولس. ومن الواضح كيف كان لهذا تأثيره على النساء. فبالنسبة لأوغسطين الذى كان يناضل من أجل البتولية ، كانت النساء تعنى مجرد اغراء يريد أن يوقعه فى شرك ، بعيداً عن الأمان والإماتة المقدسة لشهوته الجنسية. أما كون العصاب الجنسى للمسيحية قد أثر بعمق فى وضع النساء ، فهذا ما يُرى بوضوح من حقيقة أن النساء اللاتى التحقن بالجماعات الهرطيقية المعادية للجنس ، وصرن بتولات ، قد تمتعن بمكانة واحترام كان من المستحيل أن يحظين بهما فى ظل المسيحية التقليدية)
(لقد كانت المسيحية مشغولة طيلة مئات السنين بجعل النساء يخجلن من أمورهن الجنسية ، ولقد عرفت النساء جيداً كما قال أوغسطين ولوثر قبل عدة قرون ، أن تشريع الزواج كان مجرد دواء ضعيف المفعول لمعالجة شرور الجنس)
(لقد كان يُنظر إلى جسد المرأة باشمئزاز على نحو خاص ، كما كان مصدر إرباك لآباء الكنيسة أن يسوع ولد من امرأة. فكم ضغطوا بشدة فى موعظة تلو موعظة ، وفى رسالة تلو رسالة على أن مريم بقيت عذراء ، ليس فقط قبل ميلاد المسيح بل وبعده أيضاً ....)
لقد كتب أودو الكانى فى القرن الثانى عشر: (إن معانقة امرأة تعنى معانقة كيس من الزبالة).
لقد كانت الأحشاء الخفية للمرأة ، والتى تتسم بالقذارة ، مع رحمها الذى لا يشبع ، موضع استقذار وفحش بشكل خاص. وكان الآباء راغبين فى التأكيد على أن يسوع لم يكن له إلا أقل القليل من الاتصال بذلك الجسد البغيض)
(ولقد كتب أسقف فرنسى عاش فى القرن الثانى عشر: أن كل النساء بلا استثناء مومسات ، وهن مثل حواء سبب كل الشرور فى العالم)
وقال الراهب البنديكتى برنار دى موريكس دون مواربة فى أشعاره: إنه لا توجد امرأة طيبة على وجه الأرض)
وقال الراهب الانجليزى اسكندر نكهام: (أنه نظراً لأن المرأة لا تشبع جنسيا ، فإنها غالبا ما تصطاد بائساً حقيراً لينام معها فى فراشها ليشبع نهمها إذا كان زوجها غير موجود فى لحظة شبقها. ونتيجة لذلك كان على الأزواج أن يربوا أطفالاً ليسوا أولادهم)
وقال القديس ترتوليان: (إن المرأة مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان ، ناقضة لنواميس الله ، مشوهة للرجل)
اغتيال شخصية المرأة:
فقد عانت المرأة الويلات من جراء أقوال بولس هذه وغيرها لمدة قرون من الزمان، فقد اعتبر رجال هذا الدين المنسوب للمسيح "أن المرأة دنس يجب الإبتعاد عنه، وأن جمالها سلاح إبليس.
وحرص آباء الكنيسة على التوكيد على أن المرأة مصدر الخطيئة والشر فى هذا العالم، ومن ثم يجب قهرها إلى أقصى حد واستهلاكها نفسيا تحت وطأة الشعور بالخزى والعار من طبيعتها وكيانها البشرى.
وهذا الإعتقاد تسرب إلى النصرانية من بين معتقدات وعادات كثيرة انتقلت إليها من الديانات الوثنية القديمة، التى كانت تعتبر المرأة تجسيداً للأرواح الخبيثة، والتى كانت متفقة على تحقير النساء وإذلالهن، بل وإبادتهن بأفظع الطرق والوسائل الوحشية، ومن بينها إلزام المرأة التى يموت زوجها أن تحرق نفسها بعد موته وإحراق جثته مباشرة "
يقول كارل هاينتس ديشنر فى كتابه (الصليب ذو الكنيسة ـ قصة الحياة الجنسية للمسيحية) فى الفصل التاسع عشر ص 230:
(قال سيمون دى بوفوارSimone de Beauvoir : لقد أسهمت العقيدة النصرانية فى اضطهاد المرأة ولم تقم بدور بسيط فى هذا)
كما قال ماركوس Marcuse : (إن فكرة أن تكون المرأة حاملة للخطيئة الأزلية ، والتى تتعلق بها عقائد الديانة النصرانية تعلقاً لا تكاد تنفك منه أبداً ، هى التى أثرت أسوأ تأثيراً على الناحية الإجتماعية والقانونية للمرأة)
وقال دينس ديديروت Denis Diderot: (إن فى كل عادات وتقاليد الحياة اتحد بطش القانون الشعبى مع بطش الطبيعة ضد المرأة ، فقد عوملت المرأة فى ظل هذه القوانين ككائن فقد عقله)
لقد صنع تاريخ المرأة رجال كانوا يتخذون المرأة عدوا لهم منذ العصور الأولى للبابوية. وكان الرجل يعتبرها فى العصور المنصرمة للإمبراطورية الرومانية كأحد مواشيه ، وله أن يتصرف فيها بالبيع أو القتل إن شاء. ولو قتل ابنة رجل آخر أسلم لهم ابنته فيقتلونها أو يبيعونها أو يتملكونها فلهم الحرية فى ذلك.
وقد ساد الرجل المرأة فى عصر الجيرمان ، وسُمِحَ له أن يؤدب زوجته بالضرب كما سُمِحَ له بقتل زوجته إذا خانته دون وقوع أدنى عقوبة عليه.
كما كانت مخلوق ثانوى وشريكة للشيطان فى الخطيئة الأزلية، وهذا يجعلها تأتى دائما فى المرتبة الثانية بعد الرجل حتى على المستوى الكنسى.
فأهل الكتاب يرون أن المرأة هى ينبوع المعاصى ، وأصل السيئة والفجور ، ويرى أن المرأة للرجل باب من أبواب جهنم من حيث هى مصدر تحركه وحمله على الآثام ، ومنها انبجست عيون المصائب على الإنسانية جمعاء.
لذلك اغتنموا كل فرصة تتعلق بالمرأة لبث روح الاحباط فيها ، ولو كانت تتعلق بزى ترتديه. فقد متب ترتليان فى القرن الثالث رسالة تعالج زى المرأة ، قال فيها: (لقد كان حريا بها [بالمرأة] أن تخرج فى زى حقير ، وتسير مثل حواء ، ترثى لحالها ، نادمة على ما كان ، حتى يكون زيها الذى يتسم بالحزن ، مكفراً عما ورثته من حواء: العار ، وأقصد بذلك الخطيئة الأولى ، ثم الخزى من الهلاك الأبدى للانسانية. فلقد قال الرب للمرأة: («تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ».) تكوين 3: 16 ألستن تعلمن أن كل واحدة منكن هى حواء؟)
لذلك قال القديس برنارد الذى فعل كل ما استطاع لنشر عبادة العذراء فى الكنيسة عن أخته بعد زيارتها إياه فى الدير الذى يقيم فيه مرتدية زياً جديداً: (مومس قذرة ، وكتلة من الروث)
مجمع باكون
وفى القرن الخامس الميلادى اجتمع مجمع باكون وكانوا يتباحثون: (هل المرأة جثمان بحت أم هى جسد ذو روح يُناط به الخلاص والهلاك؟) وقرر أن المرأة خالية من الروح الناجية ، التى تنجيها من جهنم ، وليس هناك استثناء بين جميع بنات حواء من هذه الوصمة إلا مريم عليها السلام:
كما قرر مجمع آخر، أن المرأة حيوان نجس ، يجب الأبتعاد عنه ، وأنه لاروح لها ولا خلود ، ولاتُلقن مبادئ الدين لأنها لاتقبل عبادتها ، ولاتدخل الجنة ، والملكوت ، ولكن يجب عليها الخدمة والعبادة، وأن يكمم فمها كالبعير، أو كالكلب العقور، لمنعها من الضحك ومن الكلام لأنها أحبولة الشيطان ".
رائحة مركز البابا تزكم الأنوف:
يقول الدكتور لويس عوض فى كتابه "ثورة الفكر": (كانت الفضائح فى روما ، مركز البابوية ، تزكم الأنوف. فالأصل فى العقيدة الكاثوليكية أن رجال الدين لا يتزوجون ، وأن الرهبان ومنهم الكرادلة والباباوات ، ينذرون لله ثلاثة نذور يوم يدخلون باب الدير: نذر العفة ، ونذر الفقر ، ونذر الطاعة. وها نحن نرى البابا اسكندر السادس (1431 - 1503) جهاراً نهاراً، له ثلاثة أولاد غير شرعيين هم: سيزار بورجيا دوق أوربينو (1475 - 1507)، ولوكريس بورجيا (1480 - 1519)، ودون كانديا.
وكانت خلافة البابا اينوتشنتو الثامن (الذى اعتلى الكرسى البابوى من 1484 إلى 1492) فاقعة الفساد ، كولاية خلفه زير النساء البابا اسكندر السادس. فقد اشتهر اينوتشنتو الثامن بأنه كان رجل المحسوبية وخراب الذمة ، كما أنه كان أول بابا يعترف علناً بأبنائه غير الشرعيين ، وكان دأبه توسيع أملاك أسرته.)
ناهيك عن بيع صكوك الغفران ، وإرهاب مخالفيهم بقرارات الحرمان ، وكذلك كان رجال الدين من رأس الكنيسة إلى أصغر كاهن يكنزون المال ويقتنون الضياع. فلقد كانت ممارسات رجال الإكليروس للتسرى مشاهدة فى كل مكان ، باعتباره شرعاً مقبولاً ، كما كان يُتغاضى عن الشذوذ الجنسى ، دون أدنى مبالاة.)
لماذا خلق الله المرأة؟
يقول أوغسطين: (إذا كان ما احتاجه آدم هو العشرة الطيبة ، فلقد كان من الأفضل كثيراً أن يتم تدبير ذلك برجلين يعيشان معاً كصديقين ، بدلاً من رجل وامرأة)
وقد كان توما الأكوينى متحيراً تماماً مثل سلفه أوغسطين فى سبب خلق الله للمرأة، فكتب يقول: فبما يختص بطبيعة الفرد ، فإن المرأة مخلوق معيب وجدير بالإزدراء ، ذلك أن القوة الفعَّالة فى منى الذكر تنزع إلى انتاج مماثلة كاملة فى الجنس الذكرى ، بينما تتولد المرأة عن معيب تلك القوة الفعَّالة ، أو حدوث توعك جسدى ، أو حتى نتيجة لمؤثر خارجى.)
(إن القول بأن طبيعة الفرد فى النساء معيبة ، إنما هى فكرة التقطها من آراء أرسطو فى علم الأحياء. فالذكر هو الأنموذج أو المعيار ، وكل امرأة إنما هى رجل معيب)
وهانت عليهم المرأة فكتب لوثر يقول: (إذا تعبت النساء ، أو حتى ماتت ، فكل ذلك لا يهم ، دعهن يمتن فى عملية الولادة ، فلقد خلقن من أجل ذلك)
هل المرأة إنسان ولها روح مثل الرجل؟
(وفى فرنسا عقد الفرنسيون فى عام 586 م ـ أى فى زمن شباب النبى محمد صلى الله عليه وسلم ـ مؤتمراً (مجمع باسون) لبحث: هل تُعد المرأة إنساناً أم غير إنسان؟ وهل لها روح أم ليس لها روح؟ وإذا كان لها روح فهل هى روح حيوانية أم روح إنسانية؟ وإذا كانت روحاً إنسانياً ، فهل هى على مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟ وأخيراً: قرروا أنها إنسان ، ولكنها خُلِقَت لخدمة الرجل فحسب.)
المرأة فاقدة الأهلية:
(ونص القانون المدنى الفرنسى (بعد الثورة الفرنسية) على أن القاصرين هم الصبى والمجنون والمرأة ، حتى عُدِّلَ عام 1938 ، ولا تزال فيه بعض القيود على تصرفات المرأة المتزوجة.)
وبالتالى لم يكن لها الحق فى امتلاك العقارات أو المنقولات ، ولم يكن لها الحق فى أن تفتح حساباً فى البنك باسمها ، وبعد أن سمحوا أن يكون لها حساب ، لم يكن لها الحق أن تسحب منه ، فعلى زوجها أن يأتى ليسحب لها نقودا من حسابها ، الأمر الذى لا يتم إلا مع الأولاد القُصَّر والمجانين.
بيع الزوجة أو إعارتها عملاً مشروعاً:
وفى بريطانيا كان شائعاً حتى نهاية القرن العاشر قانون يعطى الزوج حق بيع زوجته وإعارتها بل وفى قتلها إذا أصيبت بمرض عضال"
هل تعرفون أن الفلاح يأبى أن يُعير بقرته للفلاح زميله؟ فما بالكم بمن يُعير زوجته لآخر؟ فهل هانت المرأة عندهم لدرجة أنهم أنزلوها منزلة أقل من الحيوان؟ وهل كان يقصد القانون أن يُحوِّل الرجل إلى ديُّوث والمرأة إلى عاهرة؟ وهل هذا قانون احترم المرأة؟ هل هذا قانون ميَّزَ المرأة على الحيوان أو الجماد؟ فأى حياة هذه التى يطالب بها القانون مجتمعه؟ وأية محبة وجدتها الكنيسة فى هذا القانون؟
صب الزيت المغلى على النساء عملاً مشروعاً للتسلية:
"وفى عام 1500 تشكل مجلس اجتماعى فى بريطانيا لتعذيب النساء ، وابتدع وسائل جديدة لتعذيبهن ، وقد أحرق الألاف منهن أحياء ، وكانوا يصبون الزيت المغلى على أجسامهن لمجرد التسلية "
لا تعليق غير سؤال أطرحه للتفكير: تُرى كيف كان وضع هذه المرأة التى يتسلى الرجال بسكب الزيت المغلى على أجسادهن؟
يُحرَّم على المرأة قراءة الكتاب المقدس:
(وأصدر البرلمان الإنجليزى قراراً فى عصر هنرى الثامن ملك إنجلترا يُحظِّر على المرأة أن تقرأ كتاب "العهد الجديد" أى الإنجيل ، لأنها تعتبر نجسة.)
فإذا كانت المرأة نجسة نصف عمرها بسبب فترات الحيض ، وبعد الطمث لمدة سبعة أيام أخرى ، وحرَّموا عليها مسك الكتاب المقدس والقراءة فيه ، فما بال الرب (يسوع) كان يدخل الخلاء ، ويتبول ويتبرز ، كما كان من قبل يتبول ويتبرز فى ملابسه ، أيام طفولته المبكرة؟ فهل كانت المرأة أكثر نجاسة من البول والبراز؟
ليس للمرأة حق المواطنة:
(وظلت النساء طبقاً للقانون الإنجليزى العام ـ حتى منتصف القرن الماضى تقريباً ـ غير معدودات من "الأشخاص" أو "المواطنين" ، الذين اصطلح القانون على تسميتهم بهذا الاسم ، لذلك لم يكن لهن حقوق شخصية ، ولا حق فى الأموال التى يكتسبنها ، ولا حق فى ملكية شىء حتى الملابس التى كنَّ يلبسنها.)
وفى عام 1567 م صدر قرار من البرلمان الاسكوتلاندى بأن المرأة لا يجوز أن تُمنَح أى سلطة على أى شىء من الأشياء.
ثمن الزوجة نصف شلن:
بل إن القانون الإنجليزى حتى عام 1805 م كان يبيح للرجل أن يبيع زوجته ، وقد حدد ثمن الزوجة بستة بنسات (نصف شلن). وقد حدث أن باع إنجليزى زوجته عام 1931 م بخمسمائة جنيه ، وقال محاميه فى الدفاع عنه: (إن القانون الإنجليزى عام 1801 م يحدد ثمن الزوجة بستة بنسات بشرط أن يتم البيع بموافقة الزوجة) ، فأجابت المحكمة بأن هذا القانون قد أُلغِىَ عام 1805 م بقانون يمنع بيع الزوجات أو التنازل عنهن ، وبعد المداولة حكمت المحكمة على بائع زوجته بالسجن عشرة سنوات.)
(وجاء فى مجلة "حضارة الإسلام" السنة الثانية صفحة 1078: حدث العام الماضى أن باع إيطالى زوجته لآخر على أقساط ، فلما امتنع المشترى عن سداد الأقساط الأخيرة قتله الزوج البائع.)
طائفة من أقوال آباء الكنيسة وأدبائهم:
أفضِّلE الإجتماع بالشيطان على الإجتماع بالمرأة
المرأة باب جهنم ، وطريق الفسادE وإبرة العقرب ، وحليفة الشيطان
وأعلن البابا (اينوسنسيوس الثامن) فىE براءة (1484) أن الكائن البشرى والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين "
ومن أقوالE فلاسفة أوربا ومشاهيرها فى عصر ما بعد النهضة
(إذا رأيتم امرأة ، فلا تحسبوا أنكم ترون كائنا بشرياً ، بل ولاكائناً وحشياً وإنما الذى ترونه هو الشيطان بذاته، والذى تسمعونه هو صفير الثعبان) (من
وصايات سان بول فانتير - لتلاميذه)
(المرأة خلقت لكى تخضع للرجل ، بل لكى تتحمل ظلمه) (أعترافاتE جان جاك روسو)
(المرأة حيوان ، يجب أن يضربه الرجل ويطعمه ويسجنه)E (شوبنهاور)
(لايوجد رجل فكر فى المرأة ثم احترمها ، فهو إما أن يحتقرهاE وإما أنه لم يفكر فيها بصورة جدية) (أوتو فيننجر)
(الرجل يمكن أن يتصورE نفسه بدون المرأة - أما المرأة فإنها لاتتصور نفسها بدون رجل) جوليان بندا
E (المرأة آلة للإبتسام . تمثال حى للغباء) (الأديب الفرنسى - لامنيه)
E (المرأة كائن نسبى) (المؤرخ ميشليه)
(وكانوا يُعدُّون اختطاف الأطفالE لتربيتهم على الرهبنة من القربات. وكانوا يفرون من النساء ولو كانوا أقاربهم لاعتقادهم أن مجرد النظر إلى المرأة مُحبِط للأعمال.)- نقلاً عن معاول الهدم والتدمير فى النصرانية وفى التبشير إبراهيم سليمان الجبهان ص 72-75]
(يجبE على المرأة أن تغطى شعرها لأنها ليست صورة الله) أمبروزيوس القرن الرابع الميلادى (ديشنر صفحة 379)
مشوهة لصورة الرجل
وقد قال تروتوليان – أحد أقطاب المسيحية الأولى وأئمتها يبين للبشرية نظرة المسيحية فى المرأة: (إنها مدخل الشيطان الى نفس الإنسان، وإنها دافعة الى الشجرة الممنوعة ناقضة لقانون الله ومشوهة لصورة الله – أي الرجل -) مستندا إلى قول الكتاب المقدس (14وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي، 15وَلَكِنَّهَا سَتَخْلُصُ بِوِلاَدَةِ الأَوْلاَدِ، إِنْ ثَبَتْنَ فِي الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْقَدَاسَةِ مَعَ التَّعَقُّلِ.) تيموثاوس الأولى 2: 14-15
ويقول الكتاب المقدس على لسان موسى أنه بسبب خيانتهن للرب حلَّ الوباء على الجماعة: (وَقَال لهُمْ مُوسَى: «هَل أَبْقَيْتُمْ كُل أُنْثَى حَيَّةً؟ إِنَّ هَؤُلاءِ كُنَّ لِبَنِي إِسْرَائِيل حَسَبَ كَلامِ بَلعَامَ سَبَبَ خِيَانَةٍ لِلرَّبِّ فِي أَمْرِ فَغُورَ فَكَانَ الوَبَأُ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.) سفر العدد 31 :15-18
وقال سوستام الذي يعد من كبار أولياء الديانة المسيحية في شأن المرأة: (هي شر لا بد منه ، ووسوسة جبلية، وآفة مرغوب فيها وخطر على الأسرة والبيت ومحبوبة فتاكة، ومصيبة مطلية مموهة) مستندا إلى قول الرب الذى أرسل ملاكه ليقول عنها إنها الشر بعينه: (7وَإِذَا بِوَزْنَةِ رَصَاصٍ رُفِعَتْ. وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8فَقَالَ: [هَذِهِ هِيَ الشَّرُّ]. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا.) زكريا 5: 7-8
انظروا لقول الله سبحانه وتعالى فى كتابه المكنون ، الذى لا يأتيه الباطل ، يعلن للعالم أجمع حرية المرأة وإنسانيتها ويرد لها كرامتها ، وأنها للرجل سكناً ومودةً ورحمة: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم:21
فإذا كان الكتاب المقدس بجزئيه جعل المرأة سبباً فى خطيئة آدم، وسبب فى خروجها من الجنة للعمل والشقاء، حتى إنجابها للأولاد جعله تكفيراً عن هذه الخطيئة، فماذا تنتظر من أتباع هذا الدين أن يُحسنوا به

غير معرف يقول...

المبحث الأول: خلاصة نسبه ووظيفته صلّى الله عليه وسلّم
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كِلاَب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فِهْر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مُضر بن نزار بن معدَ بن عدنان( )، فهو عليه الصلاة والسلام من قريش، وقريش من العرب، والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام( ).
ولد صلّى الله عليه وسلّم عام الفيل بمكة في شهر ربيع الأول( ) يوم الاثنين( ) الموافق 571م( )، وتوفي صلّى الله عليه وسلّم وله من العمر ثلاث وستون سنة، منها: أربعون قبل النبوة، وثلاث وعشرون نبيّاً رسولاً، نُبِّئَ بإقرأ، وأرسل بالمدثر، وبلده مكة، وهاجر إلى المدينة، بعثه الله بالنذارة عن الشرك، ويدعو إلى التوحيد، أخذ على هذا عشر سنين يدعو إلى التوحيد، وبعد العشر عُرج به إلى السماء، وفرضت عليه الصلوات الخمس، وصلى في مكة ثلاث سنين، وبعدها أُمِر بالهجرة إلى المدينة، فلما استقر بالمدينة( ) أُمِر ببقية شرائع الإسلام مثل: الزكاة، والصيام، والحج، والجهاد، والأذان، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغير ذلك، أخذ على هذا عشر سنين وبعدها توفي صلّى الله عليه وسلّم، ودينه باقٍ وهذا دينه، لا خير إلا دلَّ أمته عليه، ولا شر إلا حذَّرها منه، وهو خاتم الأنبياء والمرسلين لا نبي بعده، وقد بعثه الله إلى الناس كافة، وافترض الله طاعته على الجن والإنس، فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار( ).
وخلاصة القول: أن الدروس والفوائد والعبر والعظات في هذا المبحث كثيرة منها:
1- إن النبي صلّى الله عليه وسلّم خيار من خيار من خيار، فهو أحسن الناس وخيرهم نسباً، وأرجح العالمين عقلاً، وأفضل الخلق منزلة في الدنيا والآخرة، وأرفع الناس ذكراً، وأكثر الأنبياء أتباعاً يوم القيامة.
2- إن إقامة الاحتفالات بمولد النبي صلّى الله عليه وسلّم كل عام في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول بدعة منكرة؛ لأن النبي صلّى الله عليه وسلّم لم يفعل ذلك في حياته، ولم يفعله الصحابة من بعده رضي الله عنهم، ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة، ومع ذلك فإن تحديد ميلاد النبي باليوم الثاني عشر من ربيع الأول لم يُجْزَم به، وإنما فيه خلاف وحتى ولو ثبت فالاحتفال به بدعة لما تقدم؛ ولقوله صلّى الله عليه وسلّم: ”من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد“( ). وفي رواية لمسلم: ”من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد“( ).
3- إن وظيفة النبي صلّى الله عليه وسلّم هي الدعوة إلى التوحيد، وإنقاذ الناس من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد، ومن ظلمات المعاصي والسيئات إلى نور الطاعات والأعمال الصالحات، ومن الجهل إلى المعرفة والعلم، فلا خير إلا دلَّ أمته عليه، ولا شر إلا حذَّرها منه صلّى الله عليه وسلّم

غير معرف يقول...

المبحث الثالث: خير أعماله وخواتمها
كان صلّى الله عليه وسلّم إذا عمل عملاً أثبته وداوم عليه؛ ولهذا قال: ”إن أحب الأعمال إلى الله تعالى ما داوم عليه صاحبه وإن قل“( ). وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ”كان النبي صلّى الله عليه وسلّم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً، وكان يعرض عليه القرآن في كل عام مرة، فلما كان العام الذي قُبض فيه عرض القرآن مرتين“( ).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يكثر القول قبل أن يموت: ”سبحانك اللهم وبحمدك، أستغفرك وأتوب إليك“. قالت: قلت: يا رسول الله، ما هذه الكلمات التي أراك أحدثتها تقولها؟ قال: ”جُعلت لي علامةٌ في أمتي إذا رأيتها قلتها {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}( ). وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما لعمر عن هذه: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} إنها: أجل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أعلمه إياه, فقال: ما أعلم منها إلا ما تعلم“( ). وقيل: نزلت {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} يوم النحر والنبي صلّى الله عليه وسلّم في منى بحجة الوداع( )، وقيل: نزلت أيام التشريق( )، وعند الطبراني أنها لما نزلت هذه السورة أخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أشدَّ ما كان اجتهاداً في أمر الآخرة( )؛ ولهذا قالت عائشة رضي الله عنهما: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: ”سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي“ يتأول القرآن( ). ومعنى ذلك أنه يفعل ما أمر به فيه وهو قوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}( ).
وخلاصة القول: أن الدروس والفوائد والعبر المستنبطة من هذا المبحث كثيرة، ومنها:
1 ـ الحث على المداومة على العمل الصالح، وأن قليلاً دائماً خير من كثير منقطع؛ لأن بدوام العمل الصالح القليل تدوم الطاعة والذكر، والمراقبة، والنية، والإخلاص, والإقبال على الخالق، والقليل الدائم يثمر؛ لأنه يزيد على الكثير المنقطع أضعافاً كثيرة( ).
2 ـ من أجهد نفسه في شيء من العبادات لا يطيق العمل به خُشِيَ عليه أن يمل فيفضي ذلك إلى تركه( ).
3 ـ الإنسان المسلم كلما تقدم في العمر اجتهد في العمل على حسب القدرة والطاقة، ليلقى الله على خير أحواله؛ ولأن الأعمال بالخواتيم، وخير الأعمال الصالحة خواتيمها( ).

المبحث الرابع: وداعه لأمته ووصاياه في حجة الوداع
1 ـ أذانه في الناس بالحج:
1 ـ بعد أن بلَّغ صلّى الله عليه وسلّم البلاغ المبين وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، أعلن في الناس وأذَّن فيهم وأعلمهم أنه حاج في السنة العاشرة – بعد أن مكث في المدينة تسع سنين كلها معمورة بالجهاد والدعوة والتعليم – وبعد هذا النداء العظيم الذي قصد به صلّى الله عليه وسلّم إبلاغ الناس فريضة الحج، ليتعلموا المناسك منه صلّى الله عليه وسلّم؛ وليشهدوا أقواله، وأفعاله، ويوصيهم ليبلغ الشاهد الغائب، وتشيع دعوة الإسلام، وتبلغ الرسالة القريب والبعيد( ). قال جابر رضي الله عنه: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مكث تسع سنين لم يحج ثم أذَّن في الناس في العاشرة أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حاجٌّ، فقدم المدينة بشر كثير كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ويعمل مثل عمله... وساق الحديث وفيه: حتى إذا استوت به ناقته على البيداء( ) نظرت إلى مد بصري بين يديه من راكب وماشٍ، وعن يمينه مثل ذلك، وعن يساره مثل ذلك، ومن خلفه مثل ذلك( ), ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم بين أظهرنا وعليه ينزل القرآن وهو يعلم تأويله وما عمل به من شيء عملنا به... وساق الحديث وقال: حتى إذا أتى عرفة فوجد القبة قد ضُرِبت له بنمرة فنزل بها.
2 ـ وداعه ووصيته لأمته في عرفات:
قال جابر رضي الله عنه: حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له فأتى بطن الوادي فخطب الناس وقال: ”إن دمائكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع( ) ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دمٍ أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث كان مسترضعاً في بني سعد فقتلته هذيل، وربا الجاهلية موضوع، وأول رباً أضع ربانا ربا عباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله( ) فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله( ) ولكم عليهن أن لا يوطئن فراشكم( ) أحداً تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرِّح( ) ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله( ), وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون“؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت، وأديت, ونصحت. فقال بإصبعه السبَّابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس: ”اللهم اشهد، اللهم اشهد“ ثلاث مرات( ). وقد كان في الموقف جمٌّ غفير لا يُحصي عددها إلا الله تعالى( ).
وأُنزل على النبي صلّى الله عليه وسلّم في يوم عرفة يوم الجمعة قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}( ) وهذه أكبر نعم الله تعالى على هذه الأمة حيث أكمل تعالى لهم دينهم فلا يحتاجون إلى دين غيره, ولا إلى نبي غير نبيهم صلّى الله عليه وسلّم؛ ولهذا جعله الله خاتم الأنبياء, وبعثه إلى الجن والإنس فلا حلال إلا ما أحلَّه، ولا حرام إلا ما حرَّمه، ولا دين إلا ما شرعه, وكل شيء أخبر به فهو حق وصدق, لا كذب فيه ولا خلف, {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً}( ) أي صدقاً في الأخبار وعدلاً في الأوامر والنواهي, فلما أكمل الله لهم الدين تمت عليهم النعمة( ).
وقد ذُكر أن عمر بكى عندما نزلت هذه الآية في يوم عرفة, فقيل له: ما يبكيك؟ قال: أبكاني أنا كنا في زيادة من ديننا, فأما إذا أُكمل فإنه لم يكمل شيء إلا نقص( ), وكأنه رضي الله عنه توقع موت النبي صلّى الله عليه وسلّم قريباً.
3 ـ وداعه ووصيته لأمنه عند الجمرات:
قال جابر رضي الله عنه: رأيت النبي صلّى الله عليه وسلّم يرمي على راحلته يوم النحر ويقول: ”لتأخذوا مناسككم فإني لا أدري لعلِّي لا أحُجُّ بعد حجتي هذه“( ).
وعن أم الحصين رضي الله عنها قالت: حججت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فرأيته حين رمى جمرة العقبة وانصرف وهو على راحلته ومعه بلال وأسامة... فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قولاً كثيراً ثم سمعته يقول: ”إن أُمِّر عليكم عبد مجدَّع أسود يقودكم بكتاب الله تعالى فاسمعوا له وأطيعوا“( ).
4 ـ وصيته ووداعه لأمته يوم النحر:
عن أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قعد على بعيره وأمسك إنسان بحطامه – أو بزمامه – وخطب الناس فقال: ”أتدرون أيُّ يوم هذا“؟ قالوا: الله ورسوله أعلم [فسكت] حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه, فقال: ”أليس بيوم النحر“؟ قلنا: بلى يا رسول الله! قال: ”فأي شهر هذا“؟ قلنا: الله ورسوله أعلم [فسكت] حتى ظننا أنه سيسمه بغير اسمه, فقال: ”أليس بذي الحجة“؟ قلنا بلى يا رسول الله. قال: ”فأي بلد هذا“؟ قلنا الله ورسوله أعلم [فسكت] حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه. قال: ”أليست البلدة الحرام“؟ قلنا: بلى يا رسول الله , قال: ”فإن دماءكم, وأموالكم, وأعراضكم, وأبشاركم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا, في شهركم هذا, في بلدكم هذا [وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم, فلا ترجعوا بعدي كفاراً [أو ضُلاَّلاً يضرب بعضكم رقاب بعض, ألا ليبلغ الشاهد [منكم] الغائب [فَرُبَّ مُبلَّغ أوعى من سامع] ألا هل بلَّغت [ثم انكفأ( ) إلى كبشين أملحين فذبحهما..“( ) قال ابن عباس رضي الله عنهما: فوالذي نفسي بيده إنها لوصيته إلى أمته فليبلغ الشاهد الغائب( ).
وسكوته صلّى الله عليه وسلّم بعد كل سؤال من هذه الأسئلة الثلاثة كان لاستحضار فهومهم, وليقبلوا عليه بكليتهم, وليستشعروا عظمة ما يخبرهم عنه( ).
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "وقف النبي صلّى الله عليه وسلّم يوم النحر بين الجمرات... وقال: ”هذا يوم الحج الأكبر“ وطَفِق( ) النبي يقول: ”اللهم اشهد“ وودع الناس فقالوا: هذه حجة الوداع"( ).
وقد فتح الله أسماع جميع الحجاج بمنى حتى سمعوا خطبة النبي صلّى الله عليه وسلّم يوم النحر, هذا من معجزاته أن بارك في أسماعهم وقوَّاها حتى سمعها القاضي الداني حتى كانوا يسمعون وهم في منازلهم( ). فعن عبد الرحمن بن معاذ التيمي رضي الله عنه قال: "خطبنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ونحن بمنى فَفُتِحت أسماعُنا حتى كنا نسمع ما يقول ونحن في منازلنا.."( ).
5 ـ وصيته صلّى الله عليه وسلّم لأمته في أوسط أيام التشريق:
وخطب صلّى الله عليه وسلّم الناس في اليوم الثاني عشر من ذي الحجة وهو ثاني أيام التشريق ويقال له: يوم الرؤوس؛ لأن أهل مكة يسمونه بذلك؛ لأكلهم رؤوس الأضاحي فيه, وهو أوسط أيام التشريق( ), فعن أبي نجيح عن رجلين من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم, وهما من بني بكر, قالا: رأينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يخطب بين أوسط أيام التشريق, ونحن عند راحلته, وهي خطبة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم التي خطب( ) بمنى( ), وعن أبي نضرة قال: حدثني من سمع خطبة النبي صلّى الله عليه وسلّم وسْطَ أيام التشريق فقال: ”يا أيها الناس إن ربكم واحد, وإن أباكم واحد, ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود, ولا لأسود على أحمر على أحمر إلا بالتقوى, أبلغت“؟ قالوا: بلَّغ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. ثم قال: ”أي يوم هذا“؟ قالوا: يوم حرام. ثم قال: ”أيُّ شهر هذا“؟ قالوا: شهر حرام. ثم قال: ”أي بلد هذا“؟ قالوا: بلد حرام. قال: ”فإن الله قد حرَّم بينكم دماءكم, وأموالكم, وأعراضكم, كحرمة يومكم هذا, في شهركم هذا, في بلدكم هذا، أبلغت“؟ قالوا بلَّغ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قال: ”ليبلغ الشاهد الغائب“( ).
وهناك جمل من خطبه صلّى الله عليه وسلّم في حجة الوداع في الأماكن المقدسة منها حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خطب الناس في حجة الوداع فقال: ”إن الشيطان قد يئس أن يُعبد بأرضكم ولكن رضي أن يُطاع فيما سوى ذلك مما تحاقرون من أعمالكم فاحذروا, إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبداً, كتاب الله وسنة نبيه...“ الحديث( ). وحديث أبي أمامة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول وهو يخطب الناس على ناقته الجدعاء في حجة الوداع يقول: ”يا أيها الناس أطيعوا ربكم, وصلّوا خمسكم, وأدّوا زكاة أموالكم، وصوموا شهركم, وأطيعوا ذا أمركم تدخلوا جنة ربكم“( ).
وخلاصة القول: أن الدروس والفوائد والعبر المستنبطة من هذا المبحث كثيرة, ومنها:
1 ـ إن كل من قدم المدينة إجابة لأذان النبي صلّى الله عليه وسلّم بالحج فقد حج مع النبي صلّى الله عليه وسلّم؛ لقول جابر رضي الله عنه: "فقدم المدينة بشر كثير كلهم يلتمس أن يأتمَّ برسول الله صلّى الله عليه وسلّم ويعمل مثل عمله"( ).
2 ـ استحباب نزول الحاج إلى عرفات بعد زوال الشمس إن تيسر ذلك.
3 ـ استحباب خطبة الإمام بالحجاج بعرفات, يبين فيها للناس ما يحتاجون إليه، ويعتني ببيان التوحيد, وأصول الدين, ويحذر فيها من الشرك والبدع والمعاصي, ويوصي الناس بالعمل بالكتاب والسنة.
وقد ثبت أن النبي صلّى الله عليه وسلّم خطب في حجة الوداع ثلاث خطب: خطبة يوم عرفة, والخطبة الثانية يوم النحر في منى, والخطبة الثالثة في منى يوم الثاني عشر من ذي الحجة. ومذهب الشافعي أن الإمام يخطب يوم السابع من ذي الحجة كذلك( ), ويعلم الإمام الناس في كل خطبة ما يحتاجون إليه إلى الخطبة لأخرى.
4 ـ تأكيد غلظ تحريم الدماء, والأعراض, والأموال, والأبشار الجلدية.
5 ـ استخدام ضرب الأمثال وإلحاق النظير بالنظير؛ لقوله صلّى الله عليه وسلّم: ”كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا“.
6 ـ إبطال أفعال الجاهلية, وربا الجاهلية, وأنه لا قصاص في قتلى الجاهلية.
7 ـ إن الإمام ومن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر يجب أن يبدأ بنفسه وأهله؛ لأنه أقرب لقبول قوله, وطيب نفس من قرب عهده بالإسلام.
8 ـ الموضوع من الربا هو الزائد على رأس المال, أما رأس المال فلصاحبه.
9 ـ مراعاة حق النساء, ومعاشرتهن بالمعروف, وقد جاءت أحاديث كثيرة بذلك جمعها النووي أو معظمها في رياض الصالحين.
10 ـ وجوب نفقة الزوجة وكسوتها، وجواز تأديبها إذا أتت بما يقتضي التأديب لكن بالشروط والضوابط التي جاءت بالكتاب والسنة، وأن لا يحصل منكر من أجل ذلك التأديب.
11 ـ الوصية بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلّى الله عليه وسلّم.
12 ـ قوله: ”لتأخذوا عني مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه“ ففي ذلك لام الأمر, والمعنى خذوا مناسككم, وهكذا وقع في رواية غير مسلم, وتقديره: هذه الأمور التي أتيت بها في حجتي من الأقوال، والأفعال، والهيئات هي أمور الحج وصفته وهي مناسككم فخذوها عني واقبلوها, واحفظوها واعملوا بها، وعلموها الناس, وهذا الحديث أصل عظيم في مناسك الحج, فهو كقوله صلّى الله عليه وسلّم: ”صلوا كما رأيتموني أصلي“( ).
13 ـ وفي قوله صلّى الله عليه وسلّم: ”لعلي لا أحج بعد حجتي هذه“ إشارة إلى توديعهم, وإعلامهم بقرب وفاته صلّى الله عليه وسلّم, وحثهم على الأخذ عنه, وانتهاز الفرصة وملازمته, وبهذا سميت حجة الوداع.
14 ـ الحث على تبليغ العلم ونشره, وأن الفهم ليس شرطاً في الأداء, وأنه قد يأتي في الآخر من يكون أفهم ممن تقدم ولكن بقلة, وأن الأفضل أن يكون الخطيب على مكان مرتفع؛ ليكون أبلغ في سماع الناس ورؤيتهم له.
15 ـ استخدام السؤال ثم السكوت والتفسير يدل على التفخيم, والتقرير والتنبيه.
16 ـ الأمر بطاعة ولي الأمر مادام يقود الناس بكتاب الله تعالى, وإذا ظهرت منه بعض المعاصي والمنكرات, وُعِظَ وَذُكِّر بالله وخُوِّف به لكن بالحكمة والأسلوب الحسن.
17 ـ الوصية بطاعة الله, والصلاة, والزكاة, والصيام, وأنه لا فرق بين أصناف الناس إلا بالتقوى.
18 ـ معجزة النبي صلّى الله عليه وسلّم الظاهرة الدالة على صدقه, وذلك بسماع الناس لخطبته يوم النحر وهم في منازلهم( ) فقد فتح الله لأسماعهم كلهم لها.
19 ـ الضحية سنه مؤكدة على الصحيح من أقوال أهل العلم, وهي في حق الحاج وغير الحاج فلا يجزئ عنها الهدي, وإنما هي سنة مستقلة؛ لأنه صلّى الله عليه وسلّم بعد أن خطب الناس بمنى انقلب فذبح كبشين أملحين( ) وهذا غير الهدايا التي نحرها بيده وأشرك عليّاً في الهدي وأمره بنحر الباقي من البدن.

غير معرف يقول...

عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كلما كان ليلتها من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول: ”السلام عليكم دار قول مؤمنين, وآتاكم ما توعدون, غداً مؤجلون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون, اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد“( ). وفي رواية أنه قال صلّى الله عليه وسلّم: ”فإن جبريل أتاني.. فقال إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم“ قالت عائشة: يا رسول الله, كيف أقول لهم؟ قال: ”قولي: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون“( ).
وقد ذكر الإمام الأبي رحمه الله تعالى أن خروجه هذا كان في آخر عمره صلّى الله عليه وسلّم( ) وهذا والله أعلم يدل على توديعه للأموات كما فعل مع شهداء أحد؛ ولهذا والله أعلم كان يخرج في الليل ويقف في البقيع يدعو لهم كما قالت عائشة رضي الله عنها: ”ثم انطلقت على إثره حتى جاء البقيع فقام فأطال القيام ثم رفع يديه ثلاث مرات ثم انحرف...“( ).
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلّى الله عليه وسلّم خرج يوماً فصلى على قتلى أُحد صلاة الميت( ) بعد ثماني سنين كالمودع للأحياء والأموات ثم طلع علي المنبر فقال: ”إني بين أيديكم فرط لكم, وأنا شهيد عليكم, وإن موعدكم الحوض, وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن مقامي هذا, وإني قد أعطيت مفاتيح خزائن الأرض, أو مفاتيح الأرض، وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي( ), ولكني أخاف عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها [وتقتتلوا فتهلكوا كما هلك من كان قبلكم] قال عقبة: فكانت آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم [على المنبر]“( ).
فتوديعه صلّى الله عليه وسلّم للأحياء ظاهر؛ لأن سياق الأحاديث يشعر أن ذلك كان آخر حياته صلّى الله عليه وسلّم, وأما توديعه للأموات فباستغفاره لأهل البقيع ودعائه لأهل أحد, وانقطاعه بجسده عن زيارتهم( ).
وخلاصة القول: أن الدروس والفوائد والعبر المستنبطة من هذا المبحث كثيرة, منها:
1 ـ حرص النبي صلّى الله عليه وسلّم على نفع أمته, والنصح لهم في الحياة, وبعد الممات؛ ولهذا صلى على شهداء أحد بعد ثمان سنوات، وزار أهل البقيع ودعا لهم, وأوصى الأحياء ونصحهم, ووعظهم وأمرهم ونهاهم فما ترك خيراً إلا دلهم عليه, ولا شرًا إلا حذرهم منه.
2 ـ التحذير من فتنة زهرة الدنيا لمن فتحت عليه, فينبغي له أن يحذر سوء عاقبتها, ولا يطمئن إلى زخارفها, ولا ينافس غيره فيها, ويستخدم ما عنده منها في طاعة الله تعالى( ).

المبحث السادس: بداية مرضه صلّى الله عليه وسلّم وأمره لأبي بكر أن يصلي بالناس
رجع صلّى الله عليه وسلّم من حجة الوداع في ذي الحجة فأقام بالمدينة بقية الشهر, والمحرم, وصفراً, وجهز جيش أسامة بن زيد رضي الله عنه, فبينما الناس على ذلك ابتدئ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بشكواه في ليال بقين من صفر: قيل في الثاني والعشرين منه, وقيل: في التاسع والعشرين , وقيل: بل في أول شهر ربيع الأول, وقد صلى على شهداء أحد فدعا لهم كما تقدم, وذهب إلى أهل البقيع وسلم عليهم ودعا لهم مودعاً لهم, ثم رجع مرة من البقيع فوجد عائشة وهي تشتكي من صداع برأسها وهي تقول: وارأساه. فقال: ”بل أنا والله يا عائشة وارأساه“. قالت عائشة رضي الله عنها: ثم قال: ”وما ضرك لو مت قبلي فقمت عليك وكفنتك, وصليت عليك, ودفنتك“ قالت: قلت: والله لكأني بك لو قد فعلت ذلك لقد رجعت إلى بيتي فأعرست ببعض نسائك. قالت: ”فتبسم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم“( ) وتتام به وجعه حتى استعزبه( ) وهو في بيت ميمونة, فدعا نساءه فاستأذنهن أن يمرض في بيتي( ).
وأول ما اشتدَّ برسول الله صلّى الله عليه وسلّم وجعه في بيت ميمونة رضي الله عنها فاستأذن أزواجه أن يمرض في بيت عائشة رضي الله عنها( ), فعن عائشة رضي الله عنها قالت: لما ثقل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم واشتد به وجعه استأذن أزواجه أن يمرض في بيتي فأذنَّ له فخرج وهو بين رجلين تخط رجلاه في الأرض بين عباس بن عبد المطلب وبين رجل آخر( ) وكانت عائشة رضي الله عنها تحدث أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لما دخل بين واشتد به وجعه قال: ”هَرِيقوا( ) عليَّ من سبع قرب( ) لم تُحْلَلْ أوكيتهن لعلي أعهد( ) إلى الناس, فأجلسناه في مِخضَب( ) لحفصة زوج النبي صلّى الله عليه وسلّم ثم طفقنا( ) نصب عليه من تلك القرب, حتى طفق يشير إلينا بيده أن قد فعلتن, ثم خرج إلى الناس فصلى بهم وخطبهم“( ).
وعنها رضي الله عنها قالت: "ثقل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: ”أصلى الناس“؟ قلنا: لا هم ينتظرونك يا رسول الله! قال: ”ضعوا لي ماء في المخضب“ قالت: ففعلنا. فاغتسل فذهب لينوءَ( ) فأُغمي عليه, ثم أفاق فقال صلّى الله عليه وسلّم: ”أصلى الناس“؟ قلنا: لا هم ينتظرونك يا رسول الله! فقال: ”ضعوا لي ماء في المخضب“ قالت: ففعلنا [فقعد] فاغتسل. ثم ذهب لينوء فأُغمي عليه. ثم أفاق فقال: ”أصلى الناس“؟ فقلنا: لا , هم ينتظرونك يا رسول الله! فقال: ”ضعوا لي ماء في المخضب“ ففعلنا [فقعد] فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه, ثم أفاق فقال: ”أصلى الناس“؟ فقلنا: لا هم ينتظرونك يا رسول الله! قالت: والناس عكوف في المسجد ينتظرون النبي صلّى الله عليه وسلّم لصلاة العشاء الآخرة, قالت: فأرسل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى أبي بكر؛ ليصلي بالناس, فأتاه الرسول( ) فقال: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يأمرك أن تصلي بالناس. فقال أبو بكر – وكان رجلاً رقيقاً – يا عمر! صلِّ بالناس. فقال له عمر: أنت أحقُّ بذلك. قالت: فصلَّى بهم أبو بكر تلك الأيام. ثم إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وجد من نفسه خِفَّة فخرج بين رجلين – أحدهما العباس( )– لصلاة الظهر وأبو بكر يصلي بالناس, فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر, فأومأ إليه النبي صلّى الله عليه وسلّم بأن لا يتأخر , وقال لهما: ”أجلساني إلى جنبه“ فأجلساه إلى جنب أبي بكر, فجعل أبو بكر يصلي وهو قائم يأتم بصلاة النبي صلّى الله عليه وسلّم والناس يصلون بصلاة أبي بكر والنبي صلّى الله عليه وسلّم قاعد“( ). وهذا صريح في أن هذه الصلاة هي صلاة الظهر( ). وقد كان صلّى الله عليه وسلّم حريصاً على أن يكون أبو بكر هو الإمام وردد الأمر بذلك مراراً, فمن عائشة رضي الله عنها قالت: لما ثَقُل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جاء بلال يؤذنه بالصلاة, فقال: ”مروا أبا بكر فليصلِّ بالناس“ فقلت: يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف( ) وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس فلو أمرت عمر؟ فقال: ”مروا أبا بكر فليصلِّ بالناس“ قالت: فقلت لحفصة: قولي له إن أبا بكر رجل أسيف وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس فلو أمرت عمر, فقالت له فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”إنكنَّ لأنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصلِّ بالناس“ فقالت حفصة لعائشة: [ما كنت لأصيب منك خيراً]. قالت عائشة: فأمروا أبا بكر يصلي بالناس فلما دخل في الصلاة وجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من نفسه خفة, فقام يهادى بين رجلين ورجلاه تخطان في الأرض، حتى دخل المسجد، فلما سمع أبو بكر حسه ذهب يتأخر, فأومأ إليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”قم مكانك“ فجاء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتى جلس عن يسار أبي بكر, فكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصلي بالناس جالساً وأبو بكر قائماً يقتدي أبو بكر بصلاة النبي صلّى الله عليه وسلّم ويقتدي الناس بصلاة أبي بكر“( ).
والسبب الذي جعل عائشة رضي الله عنها تراجع النبي صلّى الله عليه وسلّم في إمامة أبي بكر بالصلاة هو ما بيَّنَتْه في رواية أخرى قالت رضي الله عنها: ”لقد راجعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في ذلك وما حملني على كثرة مراجعته إلا أنه لم يقع في قلبي أن يحب الناس بعده رجلاً قام مقامه أبداً, ولا كنت أرى أنه لن يقوم أحد مقامه إلا تشاءم الناس به, فأردت أن يعدل ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن أبي بكر“( )؛ ولهذا قال صلّى الله عليه وسلّم لها ولحفصة: ”إنكن لأنتن صواحب يوسف“( ).
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: "وتقديمه صلّى الله عليه وسلّم لأبي بكر معلوم بالضرورة من دين الإسلام وتقديمه له دليل على أنه أعلم الصحابة, وأقرؤهم لما ثبت في الصحيح: ”يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله..“( ) الحديث. نعم قد اجتمعت في أبي بكر هذه الصفات رضي الله عنه...( ).
وخلاصة القول: أن الدروس والفوائد والعبر في هذا المبحث كثيرة, ومنها:
1 ـ استحباب زيارة قبور الشهداء بأحد وقبور أهل البقيع والدعاء لهم بشرط عدم شد الرحال, وعدم إحداث البدع.
2 ـ جواز تغسل الرجل زوجته وتجهيزها والزوجة كذلك.
3 ـ جواز استئذان الرجل زوجاته أن يُمرِّض في بيت إحداهن كان الانتقال يشق عليه, وإذا لم يأذنَّ فحينئذ يقرع بينهن.
4 ـ جواز المرض والإغماء على الأنبياء بخلاف الجنون فإنه لا يجوز عليهم؛ لأنه نقص, والحملة من مرض الأنبياء؛ لتكثير أجرهم، ورفع درجاتهم, وتسلية الناس بهم؛ ولئلا يفتتن الناس بهم فيعبدونهم؛ لما يظهر على أيديهم من المعجزات والآيات البينات, وهم مع ذلك لا يملكون لأنفسهم ضرّاً ولا نفعاً إلا ما شاء الله.
5 ـ استحباب الغسل من الإغماء؛ لأنه ينشط ويزيل أو يخفف الحرارة.
6 ـ إذا تأخر الإمام تأخراً يسيراً ينتظر, فإذا شق الانتظار صلى أعلم الحاضرين.
7 ـ فضل أبي بكر وترجيحه على جميع الصحابة رضي الله عنهم, وتنبيهه وتنبيه الناس أنه أحق بالخلافة من غيره؛ لأن الصلاة بالناس للخليفة؛ ولأن الصحابة رضي الله عنهم قالوا: ”رضينا لدنيانا من رضيه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لديننا“.
8 ـ إذا عرض للإمام عارض أو شغل بأمر لا بد منه منعه من حضور الجماعة فإنه يستخلف من يصلي بهم ويكون أفضلهم.
9 ـ فضل عمر رضي الله منه؛ لأن أبا بكر وثق به, ولهذا أمره أن يصلي ولم يعدل إلى غيره.
10 ـ جواز الثناء والمدح في الوجه لمن أُمِنَ عليه الإعجاب والفتنة؛ لقول عمر رضي الله عنه: ”أنت أحق بذلك“.
11 ـ دفع الفضلاء الأمور العظيمة عن أنفسهم إذا كان هناك من يقول بها على وجه مقبول.
12 ـ يجوز للمستخلف في الصلاة ونحوها أن خلف غيره من الثقات لقول أبي بكر: ”صلِّ يا عمر“.
13 ـ الصلاة من أهم ما يسأل عنه.
14 ـ فضل عائشة رضي الله عنها على جميع أزواج النبي صلّى الله عليه وسلّم الموجودات ذلك الوقت وهن تسع إحداهن عائشة رضي الله عنهن.
15 ـ جواز مراجعة ولي الأمر على سبيل العرض والمشاورة والاستشارة بما يظهر أنه مصلحة, لكن بعبارة لطيفة تحمل الحكمة وحسن الأسلوب.
16 ـ جواز وقوف المأموم بجنب الإمام لحاجة أو مصلحة: كإسماع المأمومين التكبير في الجم الغفير الذين لا يسمعون الصوت, أو ضيق المكان, أو علة أخرى كصلاة المرأة بالنساء, أو المنفرد مع الإمام، أو إمام العراة.
17 ـ جواز رفع الصوت بالتكبير فينقل المبلغ للناس صوت الإمام إذا لم يسمع الناس تكبير الإمام.
18 ـ التنبيه على الحرص على حضور الصلاة مع الجماعة إلا عند العجز التام عن ذلك.
19 ـ الأعلم والأفضل أحق بالإمامة من العالم والفاضل.
20 ـ إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا صلى جالساً صلي الناس جلوساً, وإذا صلى قائماً صلوا قياماً.
21 ـ البكاء في الصلاة من خشية الله لا حرج فيه لكن لا يتكلف ذلك ولا يطلبه, فإذا غلبه البكاء في الصلاة بدون اختياره فلا حرج( )

غير معرف يقول...

المبحث السابع: خطبته العظيمة ووصيته للناس
خطب عليه الصلاة والسلام أصحابه في يوم الخميس قبل أن يموت بخمسة أيام خطبة عظيمة بيَّن فيها فضل الصدِّيق من سائر الصحابة, مع ما قد كان نص عليه أن يؤم الصحابة أجمعين, ولعل خطبته هذه كانت عوضاً أراد يكتبه في الكتاب, وقد اغتسل عليه الصلاة والسلام بين يدي هذه الخطبة العظيمة, فصبوا عليه من سبع قرب لم تُحلل أوكيتهن, وهذا من باب الاستشفاء بعدد السبع كما وردت به الأحاديث( ) والمقصود أنه صلّى الله عليه وسلّم اغتسل ثم خرج وصلى بالناس ثم خطبهم. قال جندب رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: ”إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل( )؛ فإن الله تعالى قد اتخذني خليلاً, كما اتخذ إبراهيم خليلاً, ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً, ألا وألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد, ألا فلا تتخذوا القبور مساجد إني أنهاكم عن ذلك“( ). وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خطب النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال: ”إن الله خيَّر عبداً بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده فاختار ما عند الله“, فبكى أبو بكر رضي الله عنه وقال: فديناك بآبائنا وأُمهاتنا, فعجبنا له, وقال الناس: انظروا إلى هذا الشيخ يخبر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن عبدٍ خيَّرَه الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا وبين ما عند الله، وهو يقول: فديناك بآبائنا وأمهاتنا, فكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هو [العبد] المخيَّر, وكان أبو بكر أعلمنا. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”[يا أبا بكر لا تبكي] إن من أمنَّ الناس عليَّ في صحبته وماله( ) أبو بكر, ولو كنت متخذاً خليلاً من أمتي لاتخذت أبا بكر, ولكن أُخوَّةُ الإسلام, ومودته, لا يَبْقَينَّ في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر“( ).
وخلاصة القول: أن الدروس والفوائد والعبر في هذا المبحث كثيرة, ومنها:
1 ـ أمر النبي صلّى الله عليه وسلّم بسد الأبواب إلا باب أبي بكر من جملة الإشارات التي تدل على أنه هو الخليفة.
2 ـ فضل أبي بكر رضي الله عنه وأنه أعلم الصحابة رضي الله عنهم, ومن كان أرفع في الفهم استحق أن يطلق عليه أعلم, وأنه أحب الصحابة إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
3 ـ الترغيب في اختيار ما في الآخرة على ما في الدنيا, وأن الرغبة في البقاء في الدنيا وقتاً من الزمن إنما هي للرغبة في رفع الدرجات في الآخرة وذلك بالازدياد من الحسنات لرفع الدرجات.
4 ـ شكر المحسن والتنويه بفضله وإحسانه والثناء عليه؛ لأن من لم يشكر الناس لا يشكر الله تعالى.
5 ـ التحذير من اتخاذ المساجد على القبور وإدخال القبور في المساجد أو وضع الصور فيها, ولعن من فعل ذلك, وأنه من شرار الخلق عند الله كائناً من كان( ).
6 ـ حب الصحابة لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم أكثر من النفس والولد والوالد والناس أجمعين ولهذا يفدونه بآبائهم وأمهاتهم.

المبحث الثامن: اشتداد مرضه صلّى الله عليه وسلّم ووصيته في تلك الشدة
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات( ) وينفث فلما اشتد [الذي توفي فيه] كنت أقرأ [وفي رواية أنفث] عليه بهن وأمسح بيده نفسه رجاء بركتها. قال ابن شهاب: ”ينفث على يديه ثم يمسح يهما وجهه“( ). وفي صحيح مسلم قالت: ”كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذات فلما مرض مرضه الذي مات فيه جعلت أنفث عليه وأمسحه بيد نفسه؛ لأنها كانت أعظم بركة من يدي“( ). وعن عائشة رضي الله عنها قالت: اجتمع نساء النبي صلّى الله عليه وسلّم فلم يغادر منهن امرأة فجاءت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فقال: ”مرحباً بابنتي“ فأجلسها عن يمينه أو عن شماله, ثم إنه أسرَّ إليها حديثاً فبكت فاطمة. ثم إنه سارّها فضحكت أيضاً, فقلتُ لها ما يبكيك؟ فقالت: ما كنتُ لأفشي سرَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فقلت: ما رأيت كاليوم فرحاً أقرب من حُزْنٍ، فقلت حين بكت أخصَّك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بحديثه دوننا ثم تبكين؟ وسألتها عما قال: فقالت: ما كنت لأفشي سرَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم, فلما توفي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قلت: عزمتُ عليك بمالي من الحق لما حدثتيني ما قال لك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ فقالت: أما الآن فنعم: أما حين سارَّني في المرة الأولى فأخبرني أن جبريل كان يعارضه القرآن كل عام مرة وإنه عارضه به في العام مرتين ولا أُراني( ) إلا قد حضر أجلي فاتقي الله واصبري فإنه نعم السلف أنا لك, قالت: فبكيت بكائي الذي رأيت, فلما رأى جزعي سارني الثانية فقال: ”يا فاطمة أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين, أو سيدة نساء هذه الأمة“؟ قالت: فضحكت ضحكي الذي رأيت"( ) وفي رواية: ”فأخبرني أني أول من يتبعه من أهله فضحكت“( ).
وسبب ضحكها رضي الله عنها أنها سيدة نساء المؤمنين, وأول من يلحق به من أهله, وسبب الكباء أنه أخبرها بموته صلّى الله عليه وسلّم, قال ابن حجر رحمه الله تعالى: "وروى النسائي في سبب الضحك الآمرين"( ) أي بشارتها بأنها سيد ة نساء هذه الأمة, وكونها أول من يلحق به من أهله. وقد اتفقوا على أن فاطمة رضي الله عنها أول من مات من أهل بيت النبي صلّى الله عليه وسلّم بعده حتى من أزواجه( ).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "ما رأيت أحداً أشدَّ عليه الوجع( ) من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم"( ).
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو يوعك( ) فمسسته بيدي فقلت: يا رسول الله إنك توعك وعكاً شديداً, فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”أجل إني أُوعك كما رَجُلان منكم“ قال: فقلت: ذلك أن لك أجرين. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”أجل ذلك كذلك ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه [شوكة فما فوقها] إلا حط الله بها سيئاته كما تحط الشجرة ورقها“( ).
وعن عائشة وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم قالا: لما نُزِلَ( ) برسول الله صلّى الله عليه وسلّم طفق( ) يطرح خميصة( ) له على وجهه فإذا اغتم( ) كشفها عن وجهه وهو كذلك يقول: ”لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد“ يُحذرُ ما صنعوا( ).
وعن عائشة رضي الله عنها أنهم تذاكروا عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في مرضه فذكرت أمُّ سلمة وأمُّ حبيبة كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصوير، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجداً وصوَّروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة“( ).
وعن عائشة رضي الله عنها أيضاً قالت: "قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في مرضه الذي لم يقم منه: ”لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد“ قالت: فلولا ذلك لأبرزوا قبره, غير أني أخشى أن يُتخذ مسجداً"( ).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: ”لا تجعلوا بيوتكم قبوراً, ولا تجعلوا قبري عيداً, وصلوا عليَّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم“( ).
وعن أنس رضي الله عنه قال: لما ثقل النبي صلّى الله عليه وسلّم جعل يتغشاه( ), فقالت فاطمة رضي الله عنها: واكرب أباه( ) فقال لها: ”ليس على أبيك كرب بعد اليوم“ فلما مات قالت: يا أبتاه أجاب ربّاً دعاه, يا لأبتاه من جنة الفردوس مأواه , يا أبتاه إلى جبريل ننعاه( ). فلما دُفن قالت فاطمة رضي الله عنها: يا أنس! أطابت نفوسكم أن تحثوا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم التراب“؟( ).
وخلاصة القول: أن الدروس والفوائد والعبر في هذا المبحث كثيرة ومنها:
1 ـ استحباب الرقية بالقرآن, وبالأذكار, وإنما جاءت الرقية بالمعوذات؛ لأنها جامعة للاستعاذة من كل المكروهات جملة وتفصيلاً, ففيها الاستعاذة من شر ما خلق الله عز وجل, فيدخل في ذلك كل شيء, ومن شر النفاثات في العقد, ومن شر السواحر, ومن شر الحاسدين, ومن شر الوسواس الخناس( ).
2 ـ عناية النبي صلّى الله عليه وسلّم ببنته فاطمة ومحبته لها؛ ولهذا قال: ”مرحباً بابنتي“ وقد جاءت الأخبار أنها كانت إذا دخلت عليه قام إليها وقبَّلها, وأجلسها في مجلسه, وإذا دخل عليها فعلت ذلك رضي الله عنها, فلما مرض دخلت عليه وأكتب عليه تقبله( ).
3 ـ يؤخذ من قصة فاطمة رضي الله عنها أنه ينبغي العناية بالبنات, والعطف عليهن, والإحسان إليهن, ورحمتهن, وتربيتهن التربية الإسلامية, اقتداء بالنبي صلّى الله عليه وسلّم, وأن يختار لها الزوج الصالح المناسب.
4 ـ عناية الولد بالوالد كما فعلت فاطمة رضي الله عنها, فيجب على الولد أن يحسن إلى والديه, ويعتني ببرهما, ولا يعقهما, فيتعرض لعقوبة الله تعالى.
5 ـ معجزة النبي صلّى الله عليه وسلّم التي تدل على صدقه وأنه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم, ومن ذلك أنه أخبر أن فاطمة أول من يلحقه من أهله, فكانت أول من مات من أهله بالاتفاق.
6 ـ سرور أهل الإيمان بالانتقال إلى الآخرة, وإيثارهم حب الآخرة على الدنيا لحبهم للقاء الله تعالى, ولكنهم لا يتمنون الموت لضر نزل بهم؛ لرغبتهم في الإكثار من الأعمال الصالحة؛ لأن الإنسان إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث كما بين النبي عليه الصلاة والسلام.
7 ـ المريض إذا قرب أجله ينبغي له أن يوصي أهله بالصبر؛ لقوله صلّى الله عليه وسلّم لفاطمة: ”فاتقي الله واصبري“.
8 ـ فضل فاطمة رضي الله عنها وأنها سيدة نساء المؤمنين.
9 ـ المرض إذا احتسب المسلم ثوابه, فإنه يكفر الخطايا, ويرفع الدرجات, ويزاد به الحسنات, وذلك عام في الأسقام, والأمراض ومصائب الدنيا, وهمومها وإن قلت مشقتها, والأنبياء عليهم الصلاة والسلام هم أشد الناس بلاء, ثم الأمثل فالأمثال؛ لأنهم مخصوصون بكمال الصبر والاحتساب، ومعرفة أن ذلك نعمة من الله تعالى ليتم لهم الخير ويضاعف لهم الأجر, ويظهر صبرهم ورضاهم, ويُلحق بالأنبياء الأمثال فالأمثل من أتباعهم؛ لقربهم منهم وإن كانت درجتهم أقل, السر في ذلك والله أعلم أن البلاء في مقابلة النعمة, فمن كانت نعمة الله عليه أكثر كان بلاؤه أشد؛ ولهذا ضوعف حد الحر على حد العبد, وقال الله تعالى: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ}( ). والقوي يُحمَّل ما حمل, والضيبف يرفق به, إلا أنه كلما قويت المعرفة هان البلاء, ومنهم من ينظر إلى أجر البلاء فيهون عليه البلاء, وأعلى من ذلك من يرى أن هذا تصرف المالك في ملكه فيسلم ويرضى ولا يعترض( ).
10 ـ التحذير من بناء المساجد على القبور ومن إدخال القبور والصور في المساجد, ولعن من فعل ذلك, وأنه من شرار الخلق عند الله تعالى يوم القيامة, وهذا من أعظم الوصايا التي أوصى بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قبل موته بخمسة أيام( ).

المبحث التاسع: وصايا النبي صلّى الله عليه وسلّم عند موته
عن ابن عباس رضي عنهما قال: يوم الخميس وما يوم الخميس( ) اشتد برسول الله صلّى الله عليه وسلّم وجعه فقال: ”ائتوني أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً“ فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي التنازع [فقال بعضهم: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله,] [فاختلف أهل البيت واختصموا فمنهم من يقول: قرِّبوا يكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده, ومنهم من يقوم غير ذلك, فلما أكثروا اللغو والاختلاف قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "[قوموا] وفي رواية: ”دعوني فالذي أنا فيه خير( ) مما تدعونني إليه] أوصيكم بثلاث: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب, وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم به“( ) وسكت عن الثالثة أو قال فأنسيتها"( ) قال ابن حجر رحمه الله تعالى: "وأوصاهم بثلاث" أي في تلك الحالة, وهذا يدل على أن الذي أراد أن يكتبه صلّى الله عليه وسلّم لم يكن أمراً متحتماً؛ لأنه لو كان مما أُمر بتبليغه لم يتركه لوقوع اختلافهم ولعاقب الله من حال بينه وبين تبليغه, ولبلَّغه لهم لفظاً كما أوصاهم بإخراج المشركين وغير ذلك، وقد عاش بعد هذه المقالة أياماً وحفظوا عنه أشياء لفظاً فيحتمل أن يكون مجموعها ما أراد أن يكتبه والله أعلم( ).
والوصية الثالثة في هذا الحديث يحتمل أن تكون الوصية بالقرآن, أو الوصية بتنفيذ جيش أسامة رضي الله عنه. أو الوصية بالصلاة وما ملكت الأيمان, أو الوصية وما ملكت الأيمان، أو الوصية بأن لا يتخذ قبره صلّى الله عليه وسلّم وثناً يُعبد من دون الله, وقد ثبتت هذه الوصايا عنه صلّى الله عليه وسلّم( ).
وعن عبد الله بن أبي أوْفَى رضي الله عنه أنه سئل هل أوصى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟... قال: ”أوصى بكتاب الله عز وجل“( ). والمراد بالوصية بكتاب الله: حفظه حسّاً ومعنى, فيكرم ويصان, ويتبع ما فيه: فيعمل بأوامره, ويجتنب نواهيه, ويداوم على تلاوته وتعلمه وتعليمه ونحو ذلك( ).
وأمر عليه الصلاة والسلام وأوصى بإنفاذ جيش أسامة رضي الله عنه, وقد ذكر ابن حجر رحمه الله تعالى أنه كان تجهيز جيش أسامة يوم السبت قبل موت النبي صلّى الله عليه وسلّم بيومين, وكان ابتداء ذلك قبل مرض النبي صلّى الله عليه وسلّم, فندب الناس لغزو الروم في آخر صفر, ودعا أسامة وقال: ”سر إلى موضع مقتل أبيك فأوطئهم الخيل, فقد وليتك هذا الجيش...“ فبدأ برسول الله صلّى الله عليه وسلّم وجعه في اليوم الثالث فعقد لأسامة لواء بيده فأخذه أسامة, وكان ممن انتدب مع أسامة كبار المهاجرين والأنصار, ثم اشتد برسول الله صلّى الله عليه وسلّم وجعه فقال: ”أنفذوا جيش أسامة“ فجهزه أبو بكر بعد أن استخلف فسار عشرين ليلة إلى الجهة التي أمر بها, وقتل قاتل أبيه ورجع الجيش سالماً وقد غنموا..“( ).
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: بعث النبي صلّى الله عليه وسلّم بعثاً وأمَّر عليهم أسامة بن زيد فطعن بعض الناس في إمارته فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: ”إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل, وايم الله إن كان لخليقاً للإمارة( ) وإن كان لمن أحبِّ الناس إليَّ, وإنَّ هذا لمن أحبّ الناس إليَّ بعده“( ). وقد كان عُمْرُ أسامة رضي الله عنه حين توفي النبي صلّى الله عليه وسلّم ثمان عشر سنة( ).
وأوصي صلّى الله عليه وسلّم بالصلاة وما مكلت الأيمان, فعن أنس رضي الله عنه قال: كانت عامة وصية رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين حضره الموت: ”الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم“ حتى جعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يغرغر صدره ولا يكاد يفيض بها لسانه“( ).
وعن علي رضي الله عنه قال: كان آخر كلام النبي صلّى الله عليه وسلّم: ”الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم“( ).
وخلاصة القول: أن الدروس والفوائد والعبر في هذا المبحث كثيرة ومنها:
1 ـ وجوب إخراج المشركين من جزيرة العرب؛ لأن النبي صلّى الله عليه وسلّم أوصى بذلك عند موته, وقد أخرجهم عمر رضي الله عنه في بداية خلافته, أما أبو بكر فقد انشغل بحروب الردة.
2 ـ إكرام الوفود وإعطاؤهم ضيافتهم كما كان النبي عليه الصلاة والسلام يفعل؛ لأن النبي صلّى الله عليه وسلّم أوصى بذلك.
3 ـ وجوب العناية بكتاب الله حسّاً ومعنى: فيكرم, ويصان, ويتبع ما فيه في فيعمل بأوامره ويجتنب نواهيه, ويداوم على تلاوته, وتعلمه وتعليمه ونحو ذلك؛ لأن النبي صلّى الله عليه وسلّم أوصى به في عدة مناسبات, فدل ذلك على أهميته أهمية بالغة مع سنة النبي صلّى الله عليه وسلّم.
4 ـ أهمية الصلاة؛ لأنها أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين؛ ولهذا أوصى بها النبي صلّى الله عليه وسلّم عند موته أثناء الغرغرة.
5 ـ القيام بحقوق المماليك والخدم ومن كان تحت الولاية؛ لأن النبي صلّى الله عليه وسلّم أوصى بذلك فقال: ”الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم“.
6 ـ فضل أسامة بن زيد حيث أمَّره النبي صلّى الله عليه وسلّم على جيش عظيم فيه الكثير من المهاجرين والأنصار, وأوصى بإنفاذ جيشه( ).
7 ـ فضل أبي بكر حيث أنفذ وصية رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في جيش أسامة فبعثه؛ لقوله تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}( ).